ابراهيم : باب ضوء في ملف العسكريين المخطوفين وإذا اختار الأهالي تنفيذ شروط الخاطفين فهذه كارثة

واصل أهالي العسكريين المخطوفين قطع الطرق، بعد فشل كل الجهود في إقناعهم بإعادة فتح الطرق والعدول عن هذه الاحتجاجات التي لن تؤدي إلى أية نتيجة إيجابية على صعيد حلّ قضية أبنائهم. وإذ لفت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى أنّ «هناك باب ضوء في ملف العسكريين»، قال من جهة أخرى: «إذا كان الأهالي اختاروا تنفيذ شروط الخاطفين فهذه كارثة».

وأكد ابراهيم في حديث تلفزيوني أنّ «الملف يسير على الطريق الصحيح»، وقال: «لا نريد إرباكاً من خلال التحركات»، رافضاً الإفصاح «عما نقوم به في القضية».

في المقابل، أعلنت «جبهة النصرة» أن لا تقدم في المفاوضات مطلقة تهديدات للواء ابراهيم. وقالت في بيان عبر الصفحة الجديدة لمراسل القلمون على «تويتر»: «بلغنا أنّ الأمن العام اللبناني قام بتسليم عشرة موقوفين من اللاجئين السوريين لنظام الرئيس بشار الأسد، ويأتي قرار الترحيل هذا بعد زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى بيروت».

وحذرت الجبهة من «صفقة تمّت بين الحكومتين اللبنانية والسورية»، مؤكدةً أنّ «هذا الأمر ستكون له انعكاساته على الأمن العام ومديره».

وتوجهت إلى أهالي العسكريين المخطوفين محرضة إياهم ضدّ الحكومة وقالت: «حكومتكم تكذب عليكم، فقد أعلنا سابقاً إيقاف المفاوضات حتى يتم إصلاح أمور عرسال بشكل كامل، ولا يوجد أيّ تقدم في المفاوضات، واليوم هم يراهنون على جرّنا إلى فخ آخر يعدّونه وهو زيادة الضغط على النازحين ليجبرونا على الردّ بإعدام أبنائكم فيبرّرون بذلك حملتهم العسكرية ويظهرون أننا نحن من نعطّل التفاوض»، مضيفة: «نحن نسعى إلى الحفاظ عليهم من مكر حكومتكم المسيّرة من حزب إيران ومحاولة قتلهم ليتخلصوا من هذا الملف، فأوقفوا هذه الحكومة عند حدّها ولا تستهينوا بقدراتكم على الأرض وتغيير ما تخطط له».

قطع الطرق

في غضون ذلك، ما زالت طريق ضهر البيدر مقفلة منذ يوم الأربعاء الماضي. وقد استقدم الأهالي وسائل التدفئة وعزّزوا خيمهم لمواجهة الطقس البارد، ما يؤشر إلى أنّ تحرك الأهالي مستمر حتى عودة أبنائهم، ونصحوا في مؤتمر صحافي «وزير الداخلية نهاد المشنوق بعدم الإقدام على فتح الطريق بالقوة»، سائلين: «إلى متى هذه المماطلة»؟ وإذ شكروا «موقف النائب هادي حبيش الذي قال أنّ أميركا فاوضت وقايضت على أميركي واحد مقابل 6 أشخاص»، توجهوا إلى رئيس الحكومة بالقول: «يا تمام سلام أنت ابن الرئيس صائب سلام، ونحن نناشدك العمل على تفعيل وتزخيم المفاوضات عبر دولة قطر وتركيا لإطلاق العسكريين»، مؤكدين «أننا مستمرون بالتحرك لتفعيل المفاوضات حتى تحرير أبنائنا ونتمنى أن يؤخذ كلامنا في الاعتبار».

وطالب الأهالي «جبهة النصرة» والجهات الخاطفة «بعدم تهديد أولادنا حتى يتسنى لنا الضغط والاستمرار في التحرك لتفعيل المفاوضات».

وزار عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الأهالي في ضهر البيدر، «متضامناً»، ليكون بذلك الشخصية الرسمية الثانية التي تتفقد الأهالي بعد وزير الصحة وائل أبو فاعور. وبعد اجتماع بين الطرفين داخل إحدى الخيم، قال عدوان:»رسالتنا إلى الحكومة هي دعوتها لأن تؤكد أنّ الأولوية الوحيدة هي عودة العسكريين وأن تتحد لإيجاد الحلول السريعة». وإذ أشار عدوان إلى أن قطع الطرق والتهجم على الحكومة ليسا الحل لقضية العسكريين، أكد أنه سيطرح في جلسة الأربعاء النيابية موضوع المخطوفين، مشيراً إلى أنه «على رغم تقصير الحكومة يجب أن نكون كلنا يداً واحدة وموقفاً واحداً، فالفتنة هدف الخاطفين، ويجب قطع دابرها لإنقاذ أبنائنا العسكريين ولبنان».

وقاطع الأهالي عدوان أكثر من مرة حيث رأوا أنّ أحداً من المسؤولين لا يشعر بآلامهم، لافتين إلى أنّ وجودهم في الشارع هو بناء لطلب أبنائهم المهدّدين بالقتل، لافتين إلى أنّ «أياً من الرسميين لم يتكبد معاناة الحضور إلى ضهر البيدر لطمأنتهم».

وأكد الأهالي أنّ الطريق لن تفتح حتى الحصول على وعد صادق بأنّ مفاوضات جدية تدور مع الخاطفين، ملوحين بالتصعيد إذا لم يلمسوا تجاوباً من الحكومة.

وبسبب استمرار قطع الطريق الرئيسي في المنطقة، حاولت السيارات بصعوبة، العبور عبر طريق ترابية بين ضهر البيدر والبقاع. أما طريق ترشيش – زحلة فقد أعاد أهالي العسكريين المخطوفين فتحها بعدما قطعوها صباح أمس، رغم البرد الشديد. وتسبب قطع الطريق بزحمة سير خانقة إذ وصلت طوابير السيارات إلى مسافة تعدّت الكيلومترين.

وفي الشمال، قطع أهالي الجندي المخطوف ابراهيم سمير مغيط الطريق الدولية والبحرية أيضاً للمرة الأولى، بالسيارات والشاحنات منذ الخامسة فجراً، حتى التاسعة صباحاً، حيث أعيد فتح مسرب واحد للسيارات. وأعلن شقيق مغيط أنّ الأهالي سيتخذون إجراءات تصعيدية يومية «في حال لم يتم التفاوض مع الخاطفين بشكل جدي». وقد تمّ تحويل السير من وإلى طرابس عبر الكورة، ما تسبب بزحمة سير خانقة.

الادعاء على سوري

على صعيد المتابعة القضائية لملفات الجماعات الإرهابية، أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، قراراً اتهامياً، في حقّ السوري الموقوف سامي باقير في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح ونقل سوريين من لبنان إلى سورية والعكس وإيواء عناصر إرهابية وتأمين السلاح لهم والاتجار بالأسلحة لمصلحة التنظيم ولجند الشام وإطلاق النار من الأراضي اللبنانية على الأراضي السورية، وذلك سنداً إلى مواد تنصّ على عقوبة الإعدام. وأصدر القاضي صوّان مذكرة إلقاء قبض في حقّ باقير وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

وأصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابوغيدا، من جهته، قراره الاتهامي في حقّ الموقوف المتهم بتشغيل موقع «لواء أحرار السنة – بعلبك» حسين الحسين، في جرم إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والحضّ على الاقتتال والذي تصل عقوبته إلى الإعدام. وأصدر مذكرة إلقاء قبض في حقه وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

ميثاق شرف بين الهرمل والقرى الشمالية

شدّدت عشائر وعائلات جرود الهرمل والقرى الشمالية المجاورة، «على ضرورة تحصين المنطقة وتعزيز أواصر العيش الواحد ورفض أي محاولة لزرع بذور الفتنة من خلال بعض الشائعات».

وأكدت بعد اجتماع موسع، شاركت فيه وفود من قرى وبلدات: صربين، عميري، الشحيري وعين البيضاء وسائر قرى وبلدات جرود عكار والضنية والهرمل، «تحييد المنطقة كما كانت دائماً عن كل مظاهر التقاتل تحت أي مسمى سياسي أو ديني أو عائلي وحصر المشاكل الفردية بأصحابها».

وتشكلت لجنة من جميع العائلات لمعالجة أي إشكال قبل توسع ارتداداته، كما تمّ توقيع ميثاق شرف.

الأمن العام ينفي استهداف موكب مديره

ونفت المديرية العامة للأمن العام ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من إشاعات عن استهداف موكب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في منطقة طرابلس، كما البيانات حول قيام المديرية العامة للأمن بترحيل عدد من الرعايا السوريين عبر الحدود اللبنانية – السورية.

ووضعت المديرية «هذه الأخبار العارية من الصحة في سياق الحملة التي تستهدف الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى