«إدارة التوحّش» كتاباً حول المعتقد «الداعشيّ»

كتاب «إدارة التوحش» الذي تستقي منه التنظيمات السلفية الجهادية واستراتيجيتها في القتال، خاصة تلك المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، هو مجموعة مقالات كان كتبها مؤلفه «أبو بكر ناجي» الذي بقيت شخصيته غامضة إلى حد بعيد، ما دفع بأجهزة أمنية عربية إلى القول إنّها شخصية وهمية لشخص يُعتقد أنه منسق الشؤون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم «القاعدة».

يقصد الكاتب من عبارة «التوحّش» حالة الفوضى التي ستدب في أوصال دولة ما أو منطقة بعينها إذا زالت عنها قبضة السلطات الحاكمة، إذ يعتقد أن هذه الحالة من الفوضى ستكون «متوحّشة» وسيعاني منها السكان المحليون، لذلك وجب على الجهاديين الذين سيحلّون مكان السلطات الحاكمة تمهيداً لإقامة «الدولة الإسلامية» المفترضة ـ أن يحسنوا «إدارة التوحّش» حتى تستقر الأمور فيها.

تركز استراتيجية الكتاب على أنه يتعيّن على المجاهدين أن يسيطروا على منطقة ما وأن يقيموا فيها إمارة لتطبق الشرع وترعى مصالح الناس فيها من طعام وعلاج، في حين تتولى القيادة العليا المركزية / القاعدة التنسيق بين تلك المناطق وترتيب الأولويات.

ونظرية أبو بكر ناجي هي ما عليه نظرية «القاعدة» اليوم، لأسباب عديدة ربما كانت الخارجية منها الأشد تأثيراً، فكلما اكتسبت «القاعدة» مكامن آمنة في باكستان وما خلفها العراق والصومال وسورية ومالي فإن نظرية أبو بكر ناجي تغدو هي الأنسب.

هذا الكتاب متاح في أكثر من 15 منتدى للجهاديين وبأكثر من عشرة آلاف رابط على الإنترنت العنكبوتية، ترجمته وزارة الدفاع الأميركية إلى الإنجليزية بعدما عثرت الاستخبارات الأميركية عام 2011 على وثائق ورسائل موجهة من وإلى بن لادن تشمل فصولاً من هذا الكتاب. وصدرت طبعته العربية حديثاً لدى «دار التمرّد» السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى