النسور: ما كشفته القوات المسلحة هو عمل تجسسي وأحذر من الإشاعات رئيس الأركان: استعنا بـ «إسرائيل» لإزالة متفجرات زرعتها منذ 45 سنة

عمان ـ محمد شريف الجيوسي

عقد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور مؤتمراً صحافياً في دار رئاسة الوزراء أول من أمس، شارك فيه وزيرا الداخلية والدولة لشؤون الإعلام ورئيس هيئة الأركان المشتركة. ونقلت وكالة الأنباء الاردنية «بترا» عن رئيس الوزراء رأيه حول الحفريات في منطقة عجلون والتي شغلت الرأي العام الأردني خلال الأيام الأخيرة.

وأوضح النسور أنه طلب من رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن، وخروجاً عن المالوف ان يشارك شخصياً في هذا المؤتمر الصحافي لإسماع الرأي العام الأردني الحقائق كاملة كما هي وتحت طائلة التدقيق والمسؤولية، لافتاً إلى أنه وكرئيس للوزراء قام بالتحري شخصياً من صحة المعلومات التي سيدلي بها رئيس هيئة الأركان المشتركة حول هذا الأمر.

ومن جهة أخرى، كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال المؤتمر الصحافي أن الحفريات التي حصلت في عجلون قبل أيام، تمت لإزالة أجهزة متفجرات قامت «إسرائيل» بزرعها في المنطقة منذ عام 1969 وهي مربوطة على أجهزة رصد وتجسس. وقال: «نظراً إلى كون كمية المتفجرات المزروعة مع هذه الأجهزة كانت كبيرة ولا يمكن تقدير تأثيرها إن تم تفجيرها بالطرق العادية، اضطرت القوات المسلحة إلى إلزام الجانب «الإسرائيلي» بتنفيذ العمل من قبلهم وتحت إشراف القوات المسلحة.

وفي السياق، لفت رئيس الوزراء إلى أنه كان يجب أن تقوم الحكومة والقوات المسلحة بتوضيح هذا الأمر في وقت أبكر «ولكن ما بين الحديث عن هذا الموضوع وأول وثاني وثالث تصريح من الحكومة كان في البدايات ولم يخطر في بال الدولة الأردنية أن كل عمل تقوم القوات المسلحة بتفجير أدوات تجسس يجب أن يكشفه للرأي العام والإعلام».

واضاف النسور: «لا أعتقد أن هذه هي الشفافية المقصودة» معتبراً أن جميع الجيوش في العالم تقوم بمثل هذه الأعمال من دون أن تكشف للناس، «ولكن عندما اشتدت لهجة الخطاب رأينا من الضروري كشف الحقيقة حتى وإن كان فيها أسرار عسكرية»، لافتاً إلى أن ما كشفته القوات المسلحة هو عمل تجسسي اكتشفته أجهزتنا وتعاملت معه بما تقتضيه طبيعة خطورة هذه الأجهزة كونها ذاتية التفجير.

وأضاف رئيس الوزراء: «جرت أحاديث كثيرة عن هذا الموضوع وتدخل في هذه الأحاديث وفي وسائل الاتصال جهات مشبوهة من الداخل والخارج لتسيء لهذا البلد ومواقفه ولرموزه». واعتبر أن المنطقة بحالة حرب والشعب الأردني لا تنطلى عليه هذه الألاعيب».

ورداً على سؤال حول هذه الزوبعة التي حصلت في موضوع الحفريات، تساءل رئيس الوزراء: «لو كانت هذه الحادثة حصلت في هذا البلد في غير هذا الظرف هل سيكون التفاعل مع هذه القصة بهذا الاتساع؟ ولو حدث هذا الأمر في بلد غير الأردن فهل ينشغل به الرأي العام؟ وهل هناك جاهزية في أذهان المواطنين الأردنيين لتلقي أي شيء ويسمحوا بتكبيره وتضخيمه؟ مثلما تساءل، هل قام الجيش بعمل كهذا؟ هل يجوز أن ينشره ويعمل مؤتمراً صحافياً للحديث عنه؟».

ولفت إلى أن هذا الأمر تطلب اتصالات كبيرة ومهمة جداً مع الجانب «الإسرائيلي» للكشف عن موقع هذه الأجهزة.

وكرر رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول مشعل الزبن، أنه طلب أن تكون تصريحات المسؤولين حول ما حدث في عجلون بـ «عملية أمنية»، حفاظاً على سرية العمليات العسكرية للقوات المسلحة. وأوضح أن القوات المسلحة عثرت على 5 مواقع فيها أجهزة مماثلة، مشيراً إلى أن التنسيق مع الجانب «الإسرائيلي» والاستعانة بخبراته لفك هذه الأجهزة المزروعة منذ نحو 45 عاماً، بسبب شح المعلومات المتوافرة عنها، في حين أنها وجدت معطلة ولا تعمل.

وأكد تقديم الجانب «الإسرائيلي» المعلومات المطلوبة كافة، وتمت مطابقة هذه المعلومات عن عددها وأماكنها مع معلومات القوات المسلحة وتبين أنها مطابقة تماماً.

وقال إن القوات المسلحة الأردنية ستلاحق كل من يروج أي إساءات أو إشاعات تمس أمن الوطن والقوات المسلحة الأردنية. وبين قدرة القوات المسلحة على الوصول إلى أي مكان يهدد الأردن، وهو الأمر الذي أثبته سلاح الجو بالوصول إلى أماكن التنظيمات الإرهابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى