رسالة قصيرة من حزب الله إلى «إسرائيل»
د. سليم حربا
تأتي العملية النوعية لحزب الله في مزارع شبعا في سياقها الزماني والمكاني والإعلامي رسالة بالنار تحت الأرض انفجرت في المدرعة «الإسرائيلية» وأصابت طاقمها، لكن شظاياها أصابت وما زالت تصيب صميم الكيان «الإسرائيلي» في البر والبحر والجو وما خفي من شيفراتها أكثر مما ظهر وهذا ما أصاب الكيان «الإسرائيلي» بالسكتة الدماغية وأصاب عصاباته بالرجفة والرعشة والذعر بالقسط البسيط من عملية بريتال. وقد قالت الرسالة بالعربي المقاوم الفصيح والعربي السوري الصريح ما يلي:
إنّ مجرد إعلان حزب الله مسؤوليته عن العملية يعتبر تحدياً سافراً ويشكل ردعاً ورداً، ويعني جاهزيته لأي مقامرة «إسرائيلية»، وتعني في مكانها على بعد مئات الأمتار عن موقع رويسة العلم بتقنياته الاستطلاعية أن هذه العملية يمكن أن تكون ما بعد بعد حيفا وفي قلب تل أبيب وتحت الأرض وفوقها وطائرة أيوب ما زالت مُعششة في قبتهم الحديدية، وتعني أن البوصلة ما زالت وستبقى باتجاه الجنوب، والمقاومة قادرة أن تكون بفعالية في أكثر من مكان وستكون حيث يجب أن تكون، وتعني أن الطريق لعصابات الإرهاب الصهيونية من الجولان إلى شبعا وكفر شوبا ممنوع ومقطوع، وتعني أن ضرب الوكيل لا يلهينا عن ضرب الأصيل، وتعني أن التمادي «الإسرائيلي» حتى على رعاة وأغنام لبنان خط أحمر، وأن الجيش اللبناني والمقاومة صنوان لا يفترقان والاعتداء على الجيش اللبناني هو اعتداء على المقاومة ولبنان، وأن المقاومة وسورية متلازمان، وأن دعم الإرهاب وإسقاط الطائرة السورية لن يمرا مرور الكرام، وتعني إذا فكرتم أيها الصهاينة بمقامرة كما سبق في النبي شيت بمد ذراعكم الجوية ودعم عصاباتكم في القلمون فسنقطع أقدامكم وأذرعكم، وتعني أننا أصحاب الوعد الصادق ونتمهل ولكن لا نهمل، وتعني أن اعترافات عصاباتكم من «جبهة النصرة» المقبوض عليهم في عملية بريتال وتلقي تعليماتهم وأوامر عملياتهم من تل أبيب وقياداتهم من رويسة العلم قد حُرقت وكُشفت أوراقهم، وتعني أن هناك مئات الألغام والحشوات تحت أقدامكم أيها الصهاينة تنتظر وتشتاق للانفجار، وتعني إن هذا غيض من فيض، ورسالة SMS قصيرة والقادم أطول وأبعد وأعمق وأوقع وأبلغ وأوجع، ألا هل وصلت الرسالة؟ أم أنكم لا تقرؤون ولا تفهمون ولا تسمعون ولا ترون إلا بمنظار أولمرت وعامير بيرتس المسدود؟