شركس: عملية شبعا رسالة بأنّ المقاومة تستطيع أن تهزم العدوّيْن «الإسرائيلي» والتكفيري معاً
حاوره محمد حمية
رأى رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان سمير شركس «أنّ العملية البطولية للمقاومة في مزارع شبعا، أكدت للجميع أنه في اللحظة ذاتها التي يقاتل فيها حزب الله العدوان «الداعشي» المدعوم من قوى الخليج العربي وفي طليعتهم السعودية وتركيا وقطر، فإنه يستطيع أن ينتصر على العدو «الإسرائيلي».
وفي إشارةٍ إلى تنديد قوى 14 آذار بالعملية، رأى شركس «أنّ هناك مجموعة لبنانية مرتهنة للإدارة الأميركية وللمشروع «الإسرائيلي» وهي تضع المقاومة دائماً في موقع الاتهام، وقد أثبتت المقاومة بهذه العملية الشريفة وفي مواجهة التكفيريين أنّ سلاح المقاومة هو فعلاً للدفاع عن لبنان».
ولفت شركس إلى محاولات المجموعات المسلحة «إعادة السيطرة على مدينة طرابلس لجعلها ممراً ومقراً لاستهداف سورية لخلق شريان لوصل عرسال بطرابلس وصولاً إلى البحر لإنشاء ممرّ أمن كخط إمداد لوجستي لإنعاش المجموعات المسلحة للانقضاض مجدّداً على منطقة حمص لأنها تشكل المنطقة الوسطى لسورية»، مؤكداً «أنّ 95 في المئة من الطرابلسيين والقوى السياسية الوطنية والأهلية وحتى بعض المستقبليين هم مع الجيش».
وفي الشأن السوري، اعتبر شركس «أنّ الجيش والشعب والرئيس السوري بشار الأسد شكلوا الصخرة الصامدة التي تكسّرت عليها الحرب الكونية التي شنت على سورية»، مؤكداً «أنّ الرئيس الأسد صامد ومتجذر في الأرض السورية».
وفي الشأن السياسي الداخلي اللبناني، شدّد شركس على «أنّ السعودية لا تريد رئيساً للجمهورية في لبنان يستطيع أن يمثل الطائفة المارونية كما نصّ اتفاق الطائف»، مشيراً إلى «أنّ هذا الأمر مرتبط بالمحادثات الأميركية الروسية الإيرانية السعودية التركية ولن نرى رئيساً للبنان قبل 2015».
المقاومة على الجبهتين
وفي حوار مع صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» اعتبر شركس «أنّ العملية البطولية للمقاومة في مزارع شبعا جاءت في وقت متميز ومفصلي خطير يمر به لبنان خصوصاً والمنطقة العربية عموماً، وجاءت العملية لتؤكد جاهزية المقاومة التي تقف دائماً بالمرصاد للعدو الصهيوني وعملائه في آن معاً، ولتؤكد أيضاً أنه في اللحظة ذاتها التي يقاتل فيها حزب الله العدوان «الداعشي» المدعوم من قوى الخليج العربي وفي طليعتهم السعودية وتركيا وقطر، فإنه يستطيع أن ينتصر على العدو «الإسرائيلي».
وعن تنديد قوى 14 آذار بالعملية البطولية، قال شركس: «هناك مجموعة لبنانية مرتهنة للإدارة الأميركية وللمشروع «الإسرائيلي» وهي تضع المقاومة دائماً في موقع الاتهام، وقد أثبتت المقاومة بهذه العملية الشريفة وفي مواجهة التكفيريين أنّ سلاح المقاومة هو فعلاً للدفاع عن لبنان، وهذا حقٌ للمقاومة التي تقف بشموخ وعنفوان في مواجهة ما يعدّ للبنان وللمنطقة، وهي تحقق الانتصار تلو الانتصار وأصبحنا نرى أنّ اللبنانيين بغالبيتهم وبمختلف انتماءاتهم الطائفية والمناطقية يقيّمون العمل الذي تقوم به المقاومة على أنه العمل الجاد الذي يحمي لبنان، وهذا ما جعل فريق 14 آذار يخرج عن عقاله». ولفت إلى «أنّ الرئيس سعد الحريري يستعيد مواقف معلميه»، وقال: «كلنا يذكر ما قاله الملك عبدالله حول عملية المقاومة في تموز 2006 بأنها مغامرة، واليوم يأتي الحريري ليعيد هذا الكلام، وهذا الفريق هو الذي وضع نفسه في خانة المشروع الأميركي الصهيوني للمنطقة، وفي المقابل نرى أنّ المقاومة استطاعت حماية لبنان على كل الجبهات».
طرابلس خنجر في الخاصرة السورية
وعن أهداف الهجوم الذي نفذته المجموعات الإرهابية في بريتال، اعتبر شركس «أنه بعد الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش السوري في العديد من المناطق السورية والإنجازات التي حققتها المقاومة في المناطق الحدودية اللبنانية – السورية، لا سيما بعد معارك القصير التي قضت على التمدّد «الداعشي»، وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري في إنهاء هذه البؤر على امتداد الجغرافيا الحدودية وبعد معركة القلمون ومحاصرة المسلحين في جرود عرسال، يحاولون الآن إيجاد مناطق آمنة لهم استعداداً لفصل الشتاء والسيطرة على عرسال وربطها بالشمال وصولاً إلى البحر، وأيضاً لإعادة السيطرة على مدينة طرابلس عبر مجموعات إرهابية لجعلها ممراً ومقراً لاستهداف سورية، فهي تطلّ على البحر ويسطيع الإرهابيون من خلالها العودة إلى القصير وتلكلخ وحمص، ليفتحوا لهم ممراً إلى الداخل السوري من جديد، وهم يحاولون تنفيذ خطة أمنية تحت عنوان الظروف المناخية للمنطقة للعودة إلى الساحة اللبنانية وخلق الفوضى فيها وإنشاء إمارة إسلامية، ظناً منهم أنهم يستطيعون خلق شريان لوصل عرسال بطرابلس وصولاً إلى البحر لإنشاء ممر آمن كخط إمداد لوجستي لإنعاش المجموعات المسلحة للانقضاض مجدّداً على حمص التي تشكل المنطقة الوسطى لسورية، وبالتالي هي المدخل إلى كامل الداخل السوري، إلا أنّ بالصمود السوري والجاهزية العالية للمقاومة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة لن يستطيعوا تنفيذ مشاريعهم».
وعن استهداف الجيش في طرابلس، وما إذا كان هناك من انفجار قريب في المدينة، كما تتحدث المعلومات الأمنية، لفت شركس إلى «أنّ الوضع في طرابلس الآن جيد إلى حدّ ما وهناك تسعير إعلامي لتكبير حجم المسلحين الموجودين فيها، لكنّ طرابلس هي مدينة العلماء وقلعة العروبة والإسلام والمقاومة والجهاد ضد العدو الصهيوني، وتيار المستقبل استقدم سابقاً مقاتلي ما سمّي تنظيم «فتح الإسلام» وسلحهم ومولهم وحدث ما حدث في معركة نهر البارد، والآن بفعل هذا الوجود عمد إلى التدخل في الأزمة السورية منذ اللحظة الأولى ولم يطبق سياسية النأي بالنفس التي اخترعها الفريق الذي ينتمي إليه، وإنّ ما جرى ويجري الآن يؤكد أنّ ما حدث في سورية كان مؤامرة ولم يكن ثورة، بل حرباً كونية عليها، وتيار المستقبل كان وما زال يدعم هذه الحرب وأراد أن يجعل من طرابلس مقراً وممراً للهجموم على سورية خلافاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف بأن لا يكون لبنان ممرّاً ولا مقرّاً للهجوم على سورية، والذي تحدث عن علاقات الإخوة والتنسيق والتعاون بين لبنان وسورية»، لافتاً إلى «أنّ مدينة طرابلس تتحضر لكي تكون، مجدّداً، خنجراً في خاصرة سورية».
وأضاف: «الآن وبعد أن نفذ الجيش الخطة الأمنية الأخيرة بعد سقوط عدد من الضحايا من باب التبانة وجبل محسن، نرى أنّ بعض التنظيمات الإرهابية تحت عناوين «النصرة» و«داعش» وبعد أن ألقت الدولة القبض على شادي المولوي ثم قيام الرئيس نجيب ميقاتي بإخلاء سبيله ونقله في سيارته إلى طرابلس، عاد ليشكل مجموعات لإعادة الوضع الأمني إلى الوراء واستهداف الجيش، وكل ذلك ليس مستقلاً، بل مرتبط بما يعدّ على مستوى الساحة اللبنانية من مخططات، فنرى الاعتداءات على الجيش في عكار وطرابلس والشمال عموماً لاستهداف الجيش وضرب هذه الخطة الأمنية لإعادة استباحة طرابلس والشمال، للانقضاض على سورية من جديد. وفي هذا المجال، على الجيش أن يضرب بيد من حديد وألاّ يلجأ إلى قاعدة الأمن بالتراضي لأنّ الجيش الآن يملك دعماً وتضامناً من أهل طرابلس و95 في المئة من الطرابلسيين وقواها السياسية الوطنية والأهلية وحتى بعض المستقبليين هم مع الجيش».
وعن المعلومات التي تتحدث عن وجود لمجموعات مسلحة تنتمي إلى تنظيم «داعش»، ذكّر شركس «باللحظة التي أعلن فيها وزير الدفاع السابق فايز غصن بأنّ هناك مجموعات من «داعش» و«القاعدة» حين اعترض الجميع على هذا الكلام»، مشيراً إلى «أن لا فرق بين من ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية التي تنتمي إلى فكر «القاعدة»، وإنما تحت مسميات مختلفة، والذين ينتمون إلى «داعش» في طرابلس وهم لا يتعدون الـ 50 شخصاً، لكن المشكلة في أنهم يحملون الفكر الداعشي». وتابع: «هناك من يصور طرابلس على أنها تقبل بهذا الفكر السلفي وأنها تريد أن تكون إمارة إسلامية، مع أنّ أهلها يرفضون هذا الوضع الخارج عن إرادتهم».
الطائفة السنّية مقاومة
وعن تحول شبعا الى عرسال ثانية، أشار شركس إلى «أنّ هناك ظلماً كبيراً في تصوير عدد من المناطق السنّية على أنها مناطق حاضنة للمجموعات الإرهابية»، وقال: «السنّة طائفة كبيرة وعلى امتداد الوطن العربي وهي دائماً وأبداً كانت في طليعة الطوائف التي واجهت العدوين «الإسرائيلي» والأميركي».
وتطرق شركس إلى «استباحة المستوطنين الصهاينة مدينة القدس أمام صمت عربي ودولي مهين»، سائلاً: «لو كان داعش وهو يعتبر بمثابة العدو الصهيوني كونه يمثل الوجه الآخر له، والذي رأينا كيف دمر كل المساجد والكنائس وكيف استهدف المشايخ السنّة قبل غيرهم من الطوائف، وكيف هدم مقامات إسلامية كجامع النبي يونس وأضرحة الأئمة، لو كان داعش فعلاً يمثل الإسلام هل كان يوجه سلاحه في غير اتجاه العدو الصهيوني؟ ولكنه للأسف ليس سوى أداة طيّعة في يد الصهيوني والأميركي».
الشعب السوري حدد خياره
وعن الوضع في سورية، لفت شركس إلى «أنّ الجيش والشعب السوري والرئيس السوري بشار الأسد شكلوا الصخرة الصامدة التي تكسرت عليها الحرب الكونية التي شنت على سورية، وتجلى ذلك في إرادة الشعب السوري خصوصاً النازحين إلى لبنان، الذين زعم تيار المستقبل أنّ من بينهم آلاف المعارضين للنظام، لكنّ الشعب السوري أثبت أنه مع القيادة والدولة السورية ورأينا كيف أعاد انتخاب الرئيس بشار الأسد». وقال: «إنّ الرئيس السوري صامد ومتجذر في الأرض السورية، كما أنّ الواقع في الميدان هو الذي يحدّد مستقبل سورية وها هو الجيش يحقق الانتصارات ويعيد الأمن إلى المدن التي انتهكتها العصابات المسلحة».
وعن مدى الخطر التي يمثله تنظيم «داعش» على السعودية، لفت شركس إلى «أنّ داعش له مشروعه الذي قد يتناقض في بعض المحطات مع المشروع السعودي، لكنه في نهاية الأمر ألعوبة في يد الأميركي الذي يحتاج حالياً إلى القيادة السعودية، ورأينا كيف كان الردّ الأميركي عندما وصل «داعش» إلى مستوى معين كما حصل في أربيل، إذ كان التدخل واضحاً وصريحاً، ولم يسمح لـ«داعش» بالتمدّد».
واعتبر شركس «أنّ تركيا تحاول استعادة الأحلام العثمانية وستخسر ولن تستطيع أن تحقق ما تريده لا في سورية ولا في المنطقة، وما يحصل اليوم في عين عرب سينعكس على تركيا وها هو الشعب الكردي ينتفض لاحتلال عين العرب التي هي أرض عربية والأكراد جزء من الشعب العربي».
ريفي والمقايضة
وعن مطالبة البعض بمقايضة الموقوفين في سجن رومية بالعسكريين المخطوفين، قال شركس: «نأسف لقبول وزير العدل اللبناني أشرف ريفي المقايضة ما بين مجرمين محكوم عليهم، وهو يدعي ويكابر بأنه يواجههم بعد أن خرجوا عن طاعة المستقبل في المدينة».
وحول الاستحقاق الرئاسي، رأى شركس «أنه لا توجد في الأفق تفاهمات حول رئاسة الجمهورية، وهي ليست خاضعة للواقع الداخلي اللبناني بل الإقليمي والدولي، فالسعوديون لا يريدون رئيس جهمورية في لبنان يستطيع أن يمثل الطائفة المارونية كما نصّ الطائف قبل أن تستقر أوضاع المنطقة، بانتظار ما ستؤول إليه من تسويات في مصر وسورية والعراق ولبنان، وهذا الأمر مرتبط بالمحادثات الأميركية الروسية الإيرانية السعودية التركية، لذلك لن نرى رئيساً قبل 2015».
مصر تستعيد دورها
وحول الأوضاع في مصر، شدّد شركس على «أنّ مصر بدأت بعد سقوط جماعة الإخوان المسلمين، تستعيد دورها الريادي مع تسلم الرئيس السيسي الحكم، وبعد أن أثبت الجيش المصري أنه جيش وطني ورعى مصالح الجماهير المصرية»، لافتاً إلى «أنّ مصر مستهدفة ليس فقط على المستوى الأمني بل الاقتصادي والمعيشي، ويجب أن نصبر على مصر حتى تأخذ دورها، بخاصة أنّ بعض الجماعات حاول أن يعطي جزءاً من سيناء للعدو الصهيوني لتقوم عليه دولة فلسطينية».
يُبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة عصراً ويعاد الساعة 11 مساءً على شاشة «توب نيوز» تردّد 12036