بوتين وبوروشينكو يؤكدان أهمية إنجاح التسوية في أوكرانيا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى إنجاح العملية السلمية في جنوب شرق أوكرانيا والتزام طرفي النزاع بوقف إطلاق النار.

وقال الكرملين في بيان له إنه أثناء اتصال هاتفي أجرياه أمس، تبادل الرئيسان الآراء حول التعامل بين موسكو وكييف في مجال الغاز، وذلك بناء على نتائج محادثات جرت بهذا الشأن قبل أيام في مدينة ميلانو الإيطالية.

وجاء ذلك في وقت قررت فيه موسكو، اعتباراً من اليوم الأربعاء، فرض قيود مؤقتة على واردات وترانزيت المنتجات الزراعية من أوكرانيا، وفقاً للهيئة الفدرالية للرقابة البيطرية والصحة النباتية.

وعزت الهيئة الفدرالية الروسية هذا القرار إلى أن شحنات المنتجات الزراعية التي تأتي من أوكرانيا تدخل إلى روسيا من دون دلائل تشير إلى بلد المنشأ، وهذا يبعث على الشك بأن بعض هذه الواردات ذات منشأ من دول الاتحاد الأوروبي، الذي تخضع بعض منتجاته الغذائية والزراعية لحظر روسي، بالإضافة إلى أن الهيئة الروسية اكتشفت بعض الآفات النباتية في المنتجات الزراعية الواردة من أوكرانيا.

وكانت السلطات الروسية قد اشتبهت في قيام أوكرانيا بإعادة تصدير خضروات وفواكه خاضعة للعقوبات من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا، بعد أن ازدادات صادرات أوكرانيا الزراعية إلى روسيا بصورة كبيرة في شهر أيلول 2014.

وفرضت الدول الغربية منذ شهر آذار الماضي عدة عقوبات ضد روسيا طالت مجموعة من السياسيين الروس ورجال الأعمال والشركات، كما هددت بتوسيع هذه الإجراءات العقابية، وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، كما تم اتهام موسكو بالتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، روسيا من جهتها نفت كل هذه الاتهامات ووصفتها بغير المقبولة، واتخذت من جهتها قراراً بحظر إيرادات بعض المنتجات الغذائية والزراعية من الدول التي قامت بفرض عقوبات بحقها كخطوة مضادة.

الى ذلك، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس أن القوات الأوكرانية استخدمت القنابل العنقودية في أكثر من 12 منطقة سكنية شرقي البلاد حيث تتواصل المواجهات.

وقال بيان لهذه المنظمة الحقوقية الدولية: «استخدمت القوات المسلحة التابعة للحكومة الأوكرانية الذخائر العنقودية في مناطق سكنية في مدينة دونيتسك بداية تشرين الأول الحالي.

وينتهك استخدام الذخائر العنقودية في المناطق المأهولة قوانين الحرب ويمكن أن يعد جريمة حرب، نظراً لما يحدثه هذا السلاح من تدمير عشوائي.

وأشارت المنظمة إلى أنها أجرت على مدى أسبوع تحقيقاً أثبت استخدام القنابل العنقودية في أكثر من 12 منطقة سكنية حيث تتواصل المواجهات بين القوات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي، مضيفة أنه «على الرغم من عدم إمكانية تحديد المسؤول بدقة عن كثير من تلك الهجمات، إلا أن الأدلة تشير إلى مسؤولية القوات المسلحة الحكومية عن سلسلة منها في دونيتسك نفذت باستخدام الذخائر العنقودية».

من جهتها، نفت كييف على لسان متحدثين باسم إدارة العمليات العسكرية الأوكرانية تلك الاتهامات. وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندري ليسينكو: «لا نستخدم ذخيرة عنقودية إذ لا يمكن استخدامها إلا من الجو وطائراتنا لم تحلق منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في الخامس من شهر شباط الماضي.»

وفي سياق متصل، أعلن مصدر في قوات دونيتسك عن مقتل 12 من عناصر القوات الأوكرانية وإصابة 6 في اشتباكات جرت بين الجانبين في منطقة مطار دونيتسك يوم أول أمس.

وقال المصدر أمس إن وحدات دونيتسك تعرضت لهجوم خطير جداَ في المطار بصواريخ «غراد» و»أوراغان»، ثم لهجوم بالمدرعات، مشيراً إلى عدم سقوط أي ضحايا في صفوف مسلحي دونيتسك.

وكان ألكسندر زاخارتشينكو، رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية»، قد أعلن في وقت سابق أن قواته تسيطر على مطار المدينة بشكل كامل تقريباً، مشيراً إلى بقاء عناصر من تنظيم «القطاع الأيمن» الأوكراني في المبنى القديم للمطار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى