أماني المانع: تخضع القصّة للعصر الإلكترونيّ وومضات شبكات التواصل الاجتماعيّ

كتبت إيناس سفان من دير الزور سانا : استطاعت القاصة الشابة أماني المانع رغم حداثة تجربتها وقلة عدد إصداراتها أن تترك بصمة واضحة في فن القصة وتحجز زاوية مضيئة بين أسماء القاصات في محافظة ديرالزور. وتقول المانع «إن القصة كفن أدبي وسيلة لتوصيل الأفكار فالواقع زادٌ دسمٌ منه يتغذى فكر الكاتب فيوظف ما يراه مناسباً في قصة أو رواية، إذ نرسم في القصة بالكلمات تفاصيل نراها بعدسة مكبرة نحملها هواجس ذاتنا وأحلامنا وخيباتنا»، وتفسر القاصة اختيارها هذا الفن الأدبي قائلة: «اخترت القصة ربما لأنها النقيض الذي أحتاجه والذي يفيض بسرد التفاصيل والحوادث، بينما تعرف عني قلة الكلام وتغريني مساحاتها الواسعة ليعيش فيها أبطالي كما شاء لهم الواقع أو الخيال، فتلوذ بي أحياناً وألوذ بها وكلانا يبحث عن فسحة بوح».

توضح مؤلفة «سيد الكلمات» أن قصصها تتنوّع بين الكلاسيكية والحديثة الموجهة إلى فئات المجتمع كافة والمفتوحة على تأويلات متعددة تعمدت معها جذب القارئ وتوريطه في النص ليملأ الفراغ بين الواقع والخيال، بين الأدب والفكر والروح، فيصبح رفيقاً إيجابياً لا يكتفي بمجرد قراءة الحروف بل اصطياد ما بينها.

تأثرت المانع بالبيئة الفراتية وأدخلتها في كتاباتها على نحو غير مباشر، خاصة نهر الفرات وما حوله من مكان وطقوس وفولكلور، مثل الموال الفراتي والجسرالمعلق وطبيعة الناس في البيئة الفراتية ومفرداتها، كما في قصة «حاضر أمام الذاكرة»، وتلفت إلى أنها في صدد كتابة رواية جديدة سيكون نهر الفرات فيها رمزاً لدير الزور وللوطن عامة.

ترى أماني المانع أن القصة خضعت بعدما تطورت وباتت لها تقنيات متعددة للمزاج العام العربي والعالمي الذي يتحكم في الكاتب، كما خضعت لعصر القراءة الإلكترونية والومضات السريعة على شبكات التواصل الاجتماعي ما يبعدنا عن حميمية الكتاب والحبر والصحيفة .

حول الأدب النسوي تضيف كاتبة رواية «كي لا يموت الحب»: «الأنثى كائن منذور للجمال، للسلام، للعطاء. من ألمها تخرج حياة، ومن قلبها تمنح الحياة أسرارها، ومن فكرها تغذي أمماً، وهي قلب ينبض بالأشياء الحية الجميلة، ونفس تزرع النور في الظلام. وذاك ما يتجلى في قصصها، فغالباً ما ترتدي الأنثى عباءة الحرية المشروطة مثلما ترتضيها لنفسها وتفكر بعقلية شرقية متحضرة وتجد قوتها في لينها ودمعتها وحنانها وعندما مرت بين سطورها كانت تحمل مشاعرها ومشاعر بنات جنسها وتتكلم بلسانها.

بحسب المانع، تطور الأدب النسوي كثيراً في السنوات الماضية، لكنه تعرّض لما تعرض له الأدب عامة من خمود بسبب الأوضاع الراهنة، وهذا لا يمنع وجود أصوات نسائية شاركت بصمودها ورأيها وكلمتها وتضحيتها لأجل الوطن وعزته.

القاصة أماني المانع من أبناء دير الزور، درست في معهد إعداد مدرسين، قسم اللغة العربية، وتحمل إجازة في الصحافة من جامعة دمشق. آخر إصداراتها مجموعة قصصية عنوانها «بين الغياب والحضور» 2010 حول مواضيع اجتماعية عاطفية. شاركت في العديد من الأمسيات القصصية في المراكز الثقافية وكتبت العديد من المقالات والتحقيقات في صحف ومجلات محلية ومواقع إلكترونية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى