سيناريوان أمنيان في أدراج الأجهزة الأمنية اللبنانية

يوسف المصري

لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية والمحافل المتابعة لملف خطر «داعش» على لبنان، نوعان من المعلومات الأمنية بعضها تجمع لها من خلال استقصاءاتها المباشرة التي منها اعترافات المعتقلين لديها من التنظيمات التكفيرية وبعضها الآخر هو حصيلة معلومات خارجية من مصادر استخباراتية غربية وبالأخص أميركية وفرنسية.

مصدر مطلع على هذه المعلومات، وذلك وفق تصنيف تراكمها خلال الفترة الأخيرة، كشف لـ«البناء» عن أن مؤشر بورصة التوقعات الأمنية يتجه حالياً نحو حصول واحد من سيناريوين اثنين يصنفان على أنهما الأكثر احتمالية أو الأكثر توقعاً:

الاحتمال الأول ويوجد تحذير فرنسي قوي من إمكانية حدوثه، ويتحدث عن حصول هجوم واسع للتكفيريين على شمال لبنان. المصطلح الذي تستخدمه التقارير الفرنسية تتحدث عن احتمال هجوم شامل لـ«داعش» و«النصرة» وشقيقاتهما على كل الشمال. بمعنى آخر تكرار سيناريو ما حصل في الموصل في هذه المنطقة اللبنانية.

تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن المعلومات المتصلة بهذا السيناريو لا تتوقع أن يحصل هجوم من الأراضي السورية باتجاه الشمال بل المتوقع أن تتم مهاجمة الشمال من داخله، أي من خلال مئات الخلايا النائمة المختبئة في قراه وبلداته.

الاحتمال الثاني يتوقع حدوث هجوم من قبل التكفيريين وبخاصة «النصرة» انطلاقاً من الأراضي السورية باتجاه بلدة عين عطا اللبنانية ومنها باتجاه مناطق حاصبيا وراشيا والبقاع الغربي. هذا السيناريو الذي يوجد تخوف في شأنه، يشترط حصوله بتوافر أمرين اثنين يرتبطان به:

الأول يتعلق بوجود قرار «إسرائيلي» في شأنه، لأنّ هذا الهجوم هو جزء من  مخطط «إسرائيل» لإقامة حزام أمني في منطقة القنيطرة. تستبعد مصادر مطلعة أن تقدم «إسرائيل» على هذه الخطوة، لأنها تعرف بأن المقاومة في لبنان لن تكتفي فقط بمقاتلة الوكيل الذي سينفذه (التكفيريون) بل ستفتح النار على الأصيل (أي «إسرائيل»). وعملية تفجير المقاومة للعبوة  في أعالي مزارع شبعا ضد الدورية «الإسرائيلية» تتضمن رسالة في هذا الإطار.

 الأمر الثاني أو الآخر المطلوب توافره لشن هذا الهجوم، هو في الواقع في متناول يد «إسرائيل»، والمقصود به أن يتم خلق تماس بين البقاع الغربي والمنطقة «الدرزية» (العرقوب وحاصبيا وراشيا) وبين باقي مناطق الجنوب من دون أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالقرار رقم 1701. وتلاحظ المصادر في هذا المجال أن منطقتي راشيا وحاصبيا هما خارج منطوق عمل القرار 1701.

وتلفت المصادر بخصوص السيناريو الثاني إلى أن هناك نحو 260 تجمعاً للنازحين السوريين في المنطقة التي تفصل بين عين عطا والمصنع، وقد تكون الجهات المخططة لشن عدوان التكفيريين باتجاه هذه المنطقة تعتبر أن هذه التجمعات تشكل بيئة إسناد لنجاح الهجوم. وبحسب هذه المصادر فان تهديد معبر المصنع هو أولوية في التفكير «الإسرائيلي» وأيضاً في تفكير بعض الجهات العربية لاكتساب أوراق قوة في معركة دمشق كتعويض عن نجاح الجيش العربي السوري في كسر معظم بؤر «المعارضة المسلحة» في الغوطتين الشرقية والغربية. والسؤال الأخطر الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: هل يتم التخطيط لجعل لبنان وتحديداً منطقة البقاع الغربي اتصالاً بالمصنع، كأحد المحاور الرئيسة لمعركة محور الغرب – العربي – «الإسرائيلي» ضد دمشق؟؟!.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى