موسكو وكييف وبروكسيل تفشل في الاتفاق حول توريدات الغاز الروسي إلى أوكرانيا

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده تنوي التعاون مع روسيا في حل القضايا الدولية بالرغم من الأزمة في أوكرانيا.

وقال كيري عقب محادثات مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين أمس: «لا نسعى إلى النزاع مع روسيا، بل نريد أن نعمل بالتعاون معها على حل القضايا المهمة في العالم».

من جانبه، دعا شتاينماير رئيسي روسيا فلاديمير بوتين وأوكرانيا بيوتر بوروشينكو إلى بذل قصارى جهدهما من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك، قائلا إنه «لا يمكن السماح بتقسيم أوروبا من جديد» بعد مرور 25 عاماً على انهيار جدار برلين.

وجاء ذلك في وقت فشلت روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي مجدداً في إبرام اتفاقية موقتة بشأن توريد الغاز الروسي إلى أوكرانيا، مع انعدام وجود مصادر مالية لدى كييف لسداد الاستحقاقات الروسية، كما تقرر عقد لقاء ثان الأربعاء المقبل.

وصرح المفوض الأوروبي للطاقة غونتر أوتينغر في ختام الاجتماع الذي عقد في بروكسيل، بمشاركة وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ووزير الطاقة وصناعة الفحم الأوكراني يوري برودان، بأن العقبة الرئيسية أمام إبرام اتفاقية غاز مؤقتة بين روسيا وأوكرانيا، تكمن في تقاعس كييف منذ سبعة أشهر عن سداد قيمة الغاز الذي استلمته من روسيا.

هذا ولم تحدد المفوضية الأوروبية بعد مصادر التمويل لسداد ديون أوكرانيا، على أن تبحث في مجلس أوروبا قضية تخصيص قرض لكييف في هذا الشأن.

واقترح أوتينغر استخدام الموارد المالية التي تحصل عليها شركة «نفطوغاز» الأوكرانية مقابل ترانزيت الغاز الروسي، لسداد قيمة توريدات الغاز المؤقتة إلى أوكرانيا، لافتاً إلى أنه في حال تعذر على «نفطوغاز» الدفع، فمن الممكن أن تقوم شركة أوروبية بدور الوسيط في إمدادات الغاز إلى أوكرانيا، عن طريق شراء الغاز الروسي ثم إعادة بيعه.

من جهته، أكد نوفاك رفض موسكو لهذا المقترح، مشيراً إلى أن اتفاقية الغاز الموقتة لا تنص على إمكانية سداد الدين الأوكراني عن الغاز من قيمة ترانزيت الغاز، مضيفاً أن روسيا تعتبر أن المصادر المحتملة لسداد الدين هي ضمانات من البنوك الأوروبية الرائدة وقروض قصيرة الأجل وموارد البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أو المفوضية الأوروبية، علماً أن أوكرانيا لن تتلقى الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي إلا في العام 2015.

وأشار نوفاك إلى أن ديون أوكرانيا أمام «غازبروم» بلغت 4.5 مليار دولار، وذلك بعد قيام روسيا بإعادة احتساب حجم الدين وحسم مليار دولار منها، سيتم سداد 1.4 مليار دولار منه قبل نهاية الشهر الجاري، و3.1 مليار دولار قبل نهاية العام. وأضاف أن مبلغ الدفع المسبق لقيمة الغاز الروسي في تشرين الثاني 2014 قد يبلغ 770 مليون دولار.

هذا وتم الاتفاق مبدئياً في إطار اللقاء على سعر الغاز لفترة الاتفاقية الموقتة حتى آذار 2015، بواقع 385 دولاراً لكل ألف متر مكعب، وضمن الجانب الروسي أن السعر لن يتغير بقرار من الحكومة أو البرلمان، وأن مبدأ «استلم أو ادفع» لن يسري خلال هذه الفترة، في حين أكد الجانب الأوكراني قبوله بهذا السعر لفترة الشتاء.

الى ذلك، أشار استطلاع لرأي الناخبين في أوكرانيا إلى أن ستة أحزاب سياسية ستتجاوز نتائجها في الانتخابات البرلمانية 5 في المئة من الأصوات، ما سيسمح لها بدخول البرلمان الجديد.

وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد «هورشنين» أن ائتلاف الرئيس الحالي بيوتر بوروشينكو سيحصل على 24,2 في المئة من الأصوات، وحزب «باتكيفشينا» الوطن على 10,4 في المئة، و»الجبهة الشعبية» 7,9 في المئة، والحزب الراديكالي 7,4 في المئة، بينما سيكون من نصيب «الموقف المدني» و»ساموبوميش» 5,4 في المئة و5,3 في المئة على التوالي.

وتدل نتائج الاستطلاع على أن الحزب الشيوعي الأوكراني وكذلك حزب الحرية القومي المتشدد لن يتمكنا من تجاوز الحاجز الانتخابي 5 في المئة للحصول على مقاعد في البرلمان الجديد.

يُذكر أن 19 في المئة من الأوكرانيين لم يحددوا بعد الحزب الذي سيدعمونه في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في البلاد في 26 تشرين الأول، بينما امتنع 3,5 في المئة من الناخبين عن الإجابة عن أسئلة الاستطلاع.

هذا وأعلن المكتب الإعلامي لمجلس مدينة دونيتسك الأربعاء 22 تشرين الأول أن مدنياً قتل وأصيب 5 بجروح خلال الساعات الـ24 الماضية.

من جهة أخرى، اتهم المكتب الإعلامي لـ»نوفوروسيا» اتحاد جمهورتي دونيتسك ولوغانسك القوات الأوكرانية بخرق نظام وقف إطلاق النار 40 مرة خلال الليلة الماضية، ما أدى إلى إصابة 18 مدنياً و3 مسلحين من قوات «دونيتسك الشعبية».

من جانبها، أعلنت مجموعة «المقاومة الإعلامية» من كييف أن القوات الأوكرانية تعرضت خلال الساعات الـ24 الماضية لقصف مسلحي دونيتسك حوالى 30 مرة، خصوصاً في ضواحي المدينة ومطارها، في حين أشار المكتب الإعلامي للعملية الأمنية الأوكرانية إلى انخفاض الهجمات على مواقع القوات الأوكرانية الليلة الماضية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى