إشكالات رافقت قطع طريق الصيفي وإعادة فتحها بعد تدخل أبو فاعور

لم يمرّ تصعيد أهالي العسكريين المخطوفين بقطعهم الطريق البحرية في الصيفي، من دون إشكالات، في ما بينهم ومع المواطنين الذين احتجوا على قطع الطريق، ما ينذر بتداعيات أكثر سلبية في حال استمر الأهالي بقطع الطرق إذا لجأوا إلى أساليب أكثر إضراراً بالمؤسسات ومصالح الناس.

فبعد انقضاء مهلة الساعات الثماني والأربعين التي كانوا قد أعطوها للحكومة لتحقيق تقدم ملموس على خط تحرير أبنائهم، ظهر أمس، نفذ الأهالي التصعيد الذين لوحوا به تحت اسم «يوم الغضب»، وذلك بقطع أحد شرايين العاصمة الرئيسية وهي طريق الصيفي أمام «بيت الكتائب» المركزي، ما تسبب بزحمة سير خانقة في بيروت، كان أول من دفع ثمنها المواطنون.

وطالب الأهالي الذين افترشوا الأرض وسط الطريق، حاملين صور أبنائهم، المسؤولين «بتحريك ضمائرهم من أجل إطلاق إخوتنا»، مشيرين إلى أنه «ليست هناك أي اتصالات منذ شهر»، وقالوا: «لن نقبل بأن يُقتل أبناؤنا بتواطؤ من قبل الدولة»، ملوحين بتصعيد «سيشلّ العاصمة بيروت بكاملها». وطالبت إحدى الأمهات قائد الجيش العماد جان قهوجي «بأن يتحمل مسؤولياته، وإذا لم يكن في استطاعته أن يمون على السياسيين لحلّ هذه القضية يجب أن ينفذ حكماً عسكرياً». فيما قالت والدة عسكري آخر: «ردّولي إبني برجع عالبيت». وقال شاب من أهالي المخطوفين: «لم نلمس حتى اليوم أي شيء من المسؤولين، وعندما نسألهم عن الضمانات يكون الرد نحن لا نضمن أي شيء حتى اليوم». وأضاف: «نشعر بالخطر لأنّ المجموعات المتطرفة في الجبال قد تقدم على شيء معين بسبب الثلوج التي ستحاصرهم بعد فترة».

وحاول قائد سرية بيروت الإقليمية الثالثة المقدم توفيق نصر الله، مطوّلاً إقناع الأهالي بفتح الطريق لأنهم يقطعونها على الناس، لكنّ محاولاته باءت بالفشل، وإزاء ذلك، توجه وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إلى الصيفي، حيث أجرى مفاوضات مع الأهالي بعيداً من الإعلام. وأكد أبو فاعور «أنّ الأهالي ليسوا قطّاع طرق ورغبتهم هي إيصال صرختهم وعتبهم لأننا لا نضعهم في أجواء المفاوضات». وقال: «إنّ الحكومة تتصرف في شكل جدي ومن واجبنا الإفصاح عن بعض الأمور، إنما الخوف هو من أن تُسرّب بعض المعلومات وتؤدي إلى عرقلة المفاوضات التي بدأت تتحرك رويداً رويداً».

واعتبر أبو فاعور «أنّ جزءاً من نجاح المفاوضات هو في حمايتها من التسريب الإعلامي، وقد قلت للأهالي لا يتوقع أحد حلاً خلال يومٍ أو يومين والمسألة طويلة».

ورداً على سؤال عن اجتماع كان يجب أن يحصل أول من أمس بين المبعوث القطري والخاطفين ولم يتم، أجاب أبو فاعور: «كثير مما يقال غير دقيق»، مؤكداً «أنّ الأمور تسير اليوم في شكل أفضل. وليس من الضروري أن يتم الإعلان عن اللقاء في حال تمّ»، مضيفاً: «لا تقصير في المفاوضات من جانب الحكومة، وإن شعرت بتقصير، فسأنضمّ شخصياً إلى الأهالي في تصعيدهم».

وبعيد مغادرة أبو فاعور، قرابة الثانية والنصف، أعلن حسين يوسف والد الجندي المخطوف محمد، باسم الأهالي «أننا سنفتح طريق الصيفي ليس لأنّ أبو فاعور طلب منا ذلك، بل لأننا كنا ننوي فتحه في هذا الوقت، لكننا لن نتراجع عن التصعيد إلا عندما نلمس جدية في المفاوضات». وأضاف: «لقد طمأننا كلام الوزير أبو فاعور ونحن نشكره، ولكن لن نتراجع عن قرارنا حتى تظهر بوادر إيجابية في هذا الملف».

وكان عضو كتلة حزب الكتائب النائب إيلي ماروني تفقد الأهالي، ودعاهم إلى فتح الطريق، مؤكداً «أنّ بيت الكتائب في تصرفهم»، ودعاهم «إلى عدم إيذاء الناس، ورحمتهم وفتح الطريق». وقال ماروني: «إنّ حزب الكتائب قلباً وقالباً معكم وبيت الكتائب مفتوح لكم، ونحن نعلم مرارة فقدان الأحبة والخطف، ولدينا الكثير من المخطوفين. نحن معكم إلى النهاية وأنا أعلم أنّ الحكومة تبذل جهوداً للانتهاء من هذه المأساة. وإذا كانت المقايضة هي الحل، نحن مع ذلك، لكن هناك مطالب سرية ثانية تعرقل هذا الحل».

وكان الأهالي انقسموا حول فكرة التصعيد، حيث قرّر قسم منهم إرجاء «يوم الغضب»، بعد التطمينات، إلا أنّ آخرين رفضوا إرجاءه وتوجهوا إلى الصيفي. كما حاول بعض الشبان إشعال الإطارات أمام السراي الحكومية، فحصل إشكال بين الأهالي المؤيدين والمعارضين، ما دعا عناصر قوى الأمن الداخلي إلى طلب التعزيزات إلى ساحة رياض الصلح.

وقطع طريق القلمون

أما شمالاً، فقد قام أهالي العسكريين، بقطع طريق القلمون في الاتجاهين، بالأتربة والعوائق الحديدية ومكعبات الباطون «إلى أجلٍ غير مسمّى» على حدّ تعبيرهم، مضيفين: «هذا الطريق سيبقى مقفلاً وفتحه رهن بحصولنا على تطمينات جدية وملموسة عن مصير أبنائنا». كما قطع الأهالي عند الثالثة الطريق البحرية، ليصبح التواصل بين طرابلس وبيروت، محصوراً بطريق الكورة البلمند، قبل إعادة فتح الطريق البحرية مساءً.

وقال ابراهيم شقيق العسكري المخطوف نظام مغيط: «إننا لم نعد نقتنع بالكلام الذي يقال لنا، والتصعيد سيد الموقف»، مضيفاً: «تحرّكنا اليوم رسالة في وجه معرقلي المفاوضات، وإذا استمر الوضع هكذا، فبعض الأمهات سيحرقن أنفسهن». وسجّلت مشادات كلامية بين أهالي العسكريين وبعض المارة في القلمون بسبب قطع الطريق.

الاعتداءات على الجيش

وفي مسلسل الاعتداءات على الجيش في طرابلس، ألقى مجهولون قنبلة فجر أمس، قرب حاجز للجيش في محلة المنكوبين في البدّاوي، أعقبتها طلقات نارية من الجيش من دون وقوع إصابات.

ومن جهة أخرى، أوقف عناصر حاجز قوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر ت. م. مواليد عام 1955، لبناني وزوجته: ب. ح. مواليد عام 1963، لبنانية لحيازتهما ست بطاقات هوية وبيان قيد إفرادي جميعها مزورة بأسماء وصور مختلفة، إضافة إلى مبلغ مالي مزيف.

وأحيل الموقوفان إلى شعبة المعلومات للتوسع في التحقيق معهما بناء على إشارة القضاء المختص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى