العلوي: يريدون كسر إرادة سورية لأنها الوحيدة التي استمرّت في خط الصمود والتصدّي والمقاومة للكيان الصهيوني

حاورته روزانا رمال

لفت رئيس لجنة التضامن مع الشيخ نمر النمر وعضو اللجنة الدولية للتضامن مع شعب البحرين السيد جعفر العلوي «أنّ الشيخ نمر النمر بدأ حركته إصلاحياً وعندما تكلم عن حقوق أهل البحرين اعتُبر أنه تجاوز الخطوط الحمر التي وضعها النظام السعودي، بأنّ أمن البحرين من أمن الرياض وهو لم يعترض بالسلاح بل بالكلمة وهو القائل: «زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص». ووجه العلوي دعوة عامة للتضامن مع الشيخ النمر أمام مبنى «الإسكوا» في بيروت يوم غدٍ الجمعة.

ورأى العلوي «أنّ مشكلة النظام السعودي هي أنه يعتبر نفسه تابعاً لشيوخ الوهّابية، وهو الذي يولّد هذه الإفرازات الظلامية في المنطقة أمثال القاعدة وداعش».

وتساءل العلوي: «كيف يستطيع داعش أن يصبح قوة قادرة في المنطقة خلال سنتين ويحتل مناطق واسعة في سورية والعراق لولا دعم أجهزة استخبارات عربية وإقليمية ودولية وأميركية في الدرجة الأولى»؟ ولفت إلى «أنّ السياسة السعودية الخارجية ارتمت في أحضان أميركا ونفذت مصالح الكيان الصهيوني، وهذا أمر واضح ولا تخفيه السعودية»، مشيراً إلى «أنّ المحكمة التي حكمت على الشيخ النمر لا تتمتع بالأهلية القانونية والمعايير الدولية للمحاكمة».

وأضاف العلوي: «إنّ النظام السعودي يزداد عنفاً وقمعاً ضدّ المعارضين في الداخل، وهناك عشرات العلماء من السنّة والشيعة موجودون في السجون، وعشرات المسجونين بلا محاكمة».

ودعا الحكام في السعودية إلى «أن يتقوا فتنة كبيرة سيخلقونها بأيديهم»، وقال: «إنّ إراقة دم عالم دين رباني طاهر على أرض السعودية ستؤدّي إلى انفجار كبير في المنطقة كلها، وستخلق فتنة كبيرة بين المسلمين نرجو أن لا تقع».

وفي سياق آخر، أوضح العلوي «أنّ سياسة تركيا تجاه التحالف الدولي، الذي لا نؤيده، متردّدة ما يدلّ على تورّط تركيا في دعم الإرهاب في سورية والعراق».

وفي الشأن اليمني، شدّد العلوي على «أنّ النظام اليمني قد انتهى ولم يستطع الخليجيون أن يقدموا نظاماً بديلاً عن نظام علي عبدالله صالح».

وإذ اعتبر «أنّ هوة الخلاف الإيراني – السعودي تزداد»، لفت العلوي إلى «أنّ ما حصل في اليمن يجب أن يكون درساً للسعودية لكي تعيد النظر بسياساتها الداخلية والإقليمية لا أن تتصلب أكثر».

وعن الوضع في سورية، أكد العلوي «أنّ الدولة السورية هي الوحيدة التي استمرت في خط الصمود والتصدي والمقاومة للكيان الصهيوني في المنطقة لذلك يريدون كسر إرادتها».

وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» تحدث العلوي عن الشيخ نمر النمر لافتاً إلى أنه «من العلماء البارزين في المنطقة الشرقية، وتحديداً ما يعرف بالمملكة العربية السعودية والتي حقيقة هي جزيرة العرب». وقال: «إنّ الشيخ النمر هو من أصول عائلة معروفة بعلمها الديني ومن المعارضين لحكم العائلة أو القبيلة الحاكمة في السعودية منذ أكثر من مئة سنة تقريباً، وكان جدّه من العلماء البارزين الذين تصدّوا لحكم آل سعود، وقد أورث هذه الصفات الطيبة إلى حفيده نمر باقر النمر. وقد درس الشيخ نمر النمر في حوزة القائم في طهران ثم في حوزة القائم في سورية، وكان صاحب علم وفضيلة. وبعد عودته إلى العوامية في القطيف أنشأ جيلاً من الطلبة والعلماء. بعد ذلك بدأ حراكه السياسي ضدّ النظام وقدم عريضة بمطالب المواطنين في المنطقة الشرقية، فعوقب بسحب جواز سفره لسنوات عدة وكان يُستدعى بين الفينة والأخرى إلى أقبية الاستخبارات للتحقيق معه. وحين تفجرت أزمة البحرين وقف الشيخ النمر مدافعاً قوياً عن شعب البحرين ورفع لواء المطالب لحقوق الشعب البحريني وهذا ما أزعج النظام السعودي الذي شارك في قمع هذه الثورة وأرسل جيشاً من السعودية إلى البحرين، قام باعتقال الشيخ النمر الذي تعرّض لإطلاق نار لحظة الاعتقال».

بماذا كان يطالب الشيخ النمر؟

– اعترض الشيخ النمر على دخول الجيش السعودي بالدبابات إلى البحرين، وسأل: لماذا تمنعون شعب البحرين من الحصول على حقوقه؟ وقد اعتبر النظام السعودي أنّ الشيخ النمر تجرّأ بوقوفه مع مطالب شعب البحرين على سياسته الخارجية، خصوصاً أنه طالب بحقوق الشعب المظلوم والمستضعف في المنطقة الشرقية الذي يبلغ مليوناً ونصف مليون شخص يعيشون حياة هامشية محارَبين في عقيدتهم وحتى في المنهج الذي يعلّمونه في المدارس. كان النظام السعودي يعتبرهم مشركين وأصحاب بدعة. وكان الشيخ النمر يطالب ببناء قبور لأهل البيت التي كانت مُقامة قبل أن يأتي النظام السعودي، وقد قامت مجموعة من المتطرفين التكفيريين بهدمها برعاية من النظام. كما طالب بأن تكون للطائفة الشيعية حقوق كما بقية المواطنين في البلاد التي يحكمها آل سعود، وكان يطالب بالانفصال عن هذه الدولة إذا كانت هذه المطالب صعبة التحقيق، وهذا كله أزعج العائلة الحاكمة، خصوصاً أنّ الشيخ النمر صار رمزاً شعبياً في المنطقة كلها، ما دفع النظام السعودي إلى اعتقاله وإطلاق النار عليه وكادت أن تحصل جريمة تؤدي إلى مقتله.

هل يريد الشيخ النمر إجراء إصلاحات في النظام السعودي، أم تغييره كلياً؟

لقد قدم الشيخ النمر مطالبه إلى أمير المنطقة الشرقية، ولو كان ذاهباً نحو التغيير الجذري لما قدم تلك المطالب، فهو بدأ حركته إصلاحياً، ولكن بعد أن تمّ رفض هذه العريضة وتدخّل النظام السعودي من أجل قمع ثورة البحرين، ثار الشيخ النمر وقال بكلّ وضوح: «لا نريد هذا الحكم في البحرين ونحن ننتفض مع أكثرية الشعب في البحرين الذي يطالب بسحب الجيش السعودي ودباباته»، وعندما تكلم عن حقوق شعب البحرين اعتُبر أنه تجاوز الخطوط الحمر بأنّ أمن البحرين هو من أمن الرياض، وعلى رغم ذلك هو لم يعترض بالسلاح بل بالكلمة، وعندما سمع إطلاق النار قال: «إنّ زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص»، ما يدلّ على أنّ الشيخ النمر ليس صاحب فتنة وسلاح كما يدعي النظام.

ألم يسعَ النظام السعودي إلى أي تواصل أو كلام جدّي مع الشيخ النمر؟

– النظام يصمّ أذنه ولا يسمح بأن تصل هذه المطالب أصلاً إليه، وهو يدّعي على مستوى العالم أنه يرعى حوار الأديان والحضارات، بينما ينسى الحوار الداخلي، ومشكلة النظام السعودي هي أنه يعتبر نفسه تابعاً لشيوخ الوهابية الذين يكفّرون الشيعة ويعتبرون أنهم يستحقون القتل، لكن النظام السعودي لم يتجرّأ، سياسياً، على تطبيق هذا الرأي «الشرعي» في نظر الوهّابيين، لكنه ليس شرعياً لأنّ الشيعة مسلمون كباقي الطوائف يؤمنون بالقرآن وأصول الدين الأساسية، إلا أنّ المذهب الوهابي لم يكن طبيعياً وهو الذي ولّد هذه الإفرازات الظلامية في المنطقة أمثال «القاعدة» و«داعش». والمشكلة الأكبر، هي أنّ الإستخبارات السعودية فتحت جبهات لدعم معارضي نظام الرئيس بشار الأسد، ونحن نسأل: من أسس «داعش»؟ وكيف يستطيع أن يصبح قوة قادرة في المنطقة خلال سنتين ويحتل مناطق واسعة في سورية والعراق لولا دعم أجهزة استخبارات عربية وإقليمية ودولية وأميركية في الدرجة الأولى؟

كيف تقيّم النظام السعودي اليوم؟

– إنّ مشكلة النظام السعودي أنه ارتبط منذ بداية تأسيسه بالدوائر الاستخباراتية الأميركية والبريطانية واستمر برضا أميركا، وارتضى بقاء «إسرائيل» تماشياً مع السياسة الأميركية، ونحن نعتبر أنّ هذه السياسة مخالفة للعقل وللحضارة والديمقراطية والتطور وهناك شعوب دُمّرت وتدمّر من قبل آل سعود، ففي العراق ترتبط التفجيرات بالاستخبارات السعودية، وقد أشار المسؤولون في العراق إلى بندر بن سلطان، أما بالنسبة إلى ما يجري في سورية فقد كان له الدور الأكبر وكذلك في اليمن وغيره. لقد ارتمت السياسة السعودية الخارجية في أحضان أميركا لمصلحة الكيان الصهيوني، وهذا أمر واضح ولا تخفيه السعودية التي وقفت علناً ضدّ حزب الله في حربه مع الكيان الصهيوني، وهذه سياسة خطيرة ومدمّرة للنظام السعودي».

كيف ستواجهون هذا النظام الذي يملك نفوذاً في الداخل ولديه حلفاء في الخارج؟

– إنّ الأنظمة الديكتاتورية تحفر قبرها بيديها، كما أنّ اعتبار برامج التسلح والاستخبارات جداراً واقياً لهذه الأنظمة وحكامها خطأ استراتيجي، وبالتالي النظام السعودي لديه نقاط ضعف كثيرة وهذا يمثل قوة للشعوب المنتفضة والارتباط بأميركا لن ينفع، ونحن نعتبر أنّ النظام السعودي هش، وتجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة التي حكمت على الشيخ النمر لا تتمتع بالأهلية القانونية والمعايير الدولية للمحاكمة، ونحن ندعو الجميع إلى التضامن مع الشيخ النمر أمام مقر «إسكوا» في بيروت يوم الجمعة.

أليس خوف حكام البحرين والسعودية مشروعاً من أن يشكل ذلك حالة تنتشر في كلّ دول الخليج؟

– إنّ منطق القبيلة في القرن الواحد والعشرين لا يمكن أن يحكم دولاً، وفي السعودية ليست هناك إصلاحات، بل هناك تأزيم والنظام يزداد عنفاً وقمعاً ضدّ المعارضين في الداخل وهناك عشرات العلماء من السنّة والشيعة موجودون في السجون، وعشرات المسجونين بلا محاكمة، لأنّ النظام لا يريد أي معارضة لا شيعية ولا سنّية ولا وهابية ولا إسماعيلية، كما أنّ الدوافع لقمع الشيعة ليست فقط دوافع طائفية، فالنظام السعودي يقوم بقمع كل من يعارضه أكان من الشيعة أو غيرهم».

هل تتوقعون أن يطبّق هذا الحكم بعد التهديد الإيراني الرسمي؟

– النظام السعودي يتصرف وفقاً لمصالحه السياسية وليس وفق معتقدات وهناك حسابات والكلام الإيراني هو دعوة للسعودية أن تحكّم العقل والنصح، ولكنه ليس تهديداً حقيقياً أو تدخلاً عسكرياً وإن جاء على لسان عسكري، وينبغي على الحكام في السعودية أن يتقّوا فتنة كبيرة سيخلقونها بأيديهم لأنّ إراقة دم عالم دين رباني طاهر على أرض السعودية ستحدث انفجاراً في المنطقة كلها، لأن أنصاره ليسوا فقط في المنطقة الشرقية، ففي العراق هناك الكثير من العراقيين المتذمّرين من السياسة السعودية تجاه بلدهم، وهم يحملون المحبة والتقدير للشيخ النمر، كذلك الأمر في البحرين ومناطق أخرى، وهناك من سيتجه إلى العنف وستكون العواقب وخيمة جداً، وربما تعرف السعودية ذلك وكان عليها أن لا تصدر هذا الحكم، وعندما يقتل أو يعدم عالم دين، فإنّ هذا يعني أنّ هذا الأمر قد يحدث لجميع رجال الدين وندعو الجميع إلى التحقق من هذه القضية، فهل يجوز إصدار حكم بالإعدام على الشيخ النمر، فقط لأنه يطالب بحقوق شعبه من دون استخدام السلاح أو اللجوء إلى العنف؟ إنّ إراقة دماء الشيخ النمر مدعاة لفتنة كبيرة بين المسلمين نرجو ألاّ تقع.

ما هو رأيك بالدور التركي من أزمات المنطقة؟

– إنّ مشكلة تركيا هي أنها وضعت نفسها في موقف سيّئ جداً، وقد رأينا كيف وقف المسؤولون في تركيا مع «الثورة» ضدّ نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بينما نراهم يصطفون مع الحكام في البحرين، فإذا كان هناك ظلم في مصر هناك ظلم أيضاً في البحرين وهناك أدلة، وهم يقفون حيال هذا الوضع صامتين، بل نراهم يؤيدون رأس النظام في البحرين، والآن نرى «داعش» الذي هو صنيعة استخبارات إقليمية ودولية، ونحن نرى كيف تقدم تركيا العلاج لجرحى «داعش»، وكيف تسهّل دخول المقاتلين عبرها إلى سورية والعراق. كما أنّ سياسة تركيا في التحالف الدولي، الذي لا نؤيده، متردّدة ما يدلّ على تورّط تركيا في دعم الإرهاب في سورية والعراق. إنّ الأتراك يدعمون حكاماً ديكتاتوريين في الخليج، والسياسة التركية سياسة خطيرة لأنها تدّعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان بالنسبة إلى سورية، بينما لا تراعي حقوق الإنسان في الخليج حيث لا يعرف الحكام ديمقراطية ولا حقوق إنسان! ونحن نسأل: لماذا تتواجد مجموعة من ضباط الاستخبارات التركية في الأراضي السورية والعراقية؟

هل سنشهد تفاوضاً إيرانياً – سعودياً حول اليمن مع تقدم الحوثيين، أم أنّ الأمور ذاهبة إلى التخريب؟

– هناك ظلم واقع على الحوثيين، فقط لأنهم زيديين ويطالبون بحرية الدين والمعتقد، وقد حاول النظام حشرهم في منطقة الشمال لكنّ الجماهير رغبت منطقهم والفكرة والاستراتيجية التي تقوم عليه الحركة الحوثية، ولا يمكن أن يتقدموا بناءً على دعم إيراني كما يصوّر الإعلام، ولو لم يكونوا أصحاب عقيدة وحقّ وقناعة لما استطاعوا أن يتقدموا، فالنظام اليمني انتهى ولم يستطع الخليجيون أن يقدموا بديلاً عن نظام علي عبدالله صالح، وقد أخذت هذه الثورة مداها، وإيران تقف على خط التأييد لكل تطلع للحرية أو تحرك ضدّ أميركا، وعندما يرفع أنصار الله شعاراً أنهم ضد أميركا والكيان الصهيوني فإنّ هذا يتوافق مع الرؤية الإيرانية. وقد لاحظنا أنّ هوة الخلاف الإيراني – السعودي تزداد، ويجب أن ينظر النظام السعودي إلى مصالحه الاستراتيجية، وما حصل في اليمن يجب أن يكون درساً له لكي تعيد النظر في سياساتها الداخلية والإقليمية لا أن تكون مدعاةً لمزيد من التصلب باتجاه إيران أو باتجاه المنطقة الشرقية والبحرين».

كيف تتوقع أن تنتهي الأزمة السورية؟

– لقد حاولت أميركا وحلفاؤها أن يستفيدوا من الصراع الدائر في سورية والخطورة في الصراع داخل سورية أنه يريح الكيان الصهيوني لأنّ الدولة الوحيدة التي استمرت في خط الصمود والتصدي والمقاومة في المنطقة للكيان الصهيوني هي سورية، وهم يريدون كسر إرادتها وأن ينهار الحكم الصامد من أجل مجيء هذه المجموعات التي تقتل وتذبح، ونحن ندعو إلى تطور العلاقات الداخلية بين مكونات الشعب السوري وهذا تحكمه العلاقات الداخلية ولكن ليس بطريقة العنف، وقد رأينا أنه كلما بدأت المفاوضات، كما تريد روسيا وإيران، نراهم يصبّون الزيت على النار وهذا فشل للسياسة الأميركية ولا يرون التغييرات إلا من أجل مصالحهم، والحكومة السورية اليوم هي أكثر قدرة على التعاطي السليم مع المتغيّرات».

يُبث هذا الحوار كاملاً اليوم

الساعة الخامسة عصراً

ويعاد بثه الساعة 11 مساءً

على شاشة «توب نيوز» تردد 12036

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى