متابعة أضرار العاصفة شمالاً… خير في الضنية ولبكي في عكار

عقد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير اجتماعاً مع بلديات الضنية، في مقر اتحاد البلديات في بخعون، بحث معهم السبل الكفيلة من أجل تقديم مساعدات للبلدات المتضرّرة من جرّاء السيول والانهيارات التي رافقت العاصفة ليل الجمعة ـ السبت الماضي، ومسح الأضرار وتقديم التعويضات إلى المتضرّرين، وذلك بحضور عدد من المهندسين.

وأكّد خير لرؤساء البلديات النية الصادقة للمساعدة، وقال: «ما نطلبه منكم التعاون في ما بيننا، وسندعمكم من أجل رفع الأضرار وإعطاء التعويضات للمتضررين ضمن الإمكانات المتاحة».

وتابع: «سنجري خلال 48 ساعة مسحاً أولياً تخمينياً من أجل رفعه إلى مجلس الوزراء قبل جلسته التي سيعقدها غداً الخميس اليوم ، على أن ننجز المسح النهائي والكامل في وقت لاحق، من أجل تأمين مساعدات عاجلة للمتضرّرين، وكي لا نترك الناس في الشوارع، ونرفع الأضرار عن الطرقات، التزاما بتوجيهات رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي يتابع الأمر معنا ساعة بساعة».

وأوضح خير أنّ سلام وعد بإعطاء مجلس الوزراء سلفة مالية عاجلة في جلسة اليوم، تتراوح بين 30 و40 في المئة من قيمة الأضرار، وقال: «نتوقع ألّا يعارض أحد إعطاء السلفة».

وتمنّى خير على رؤساء البلديات والمختارين والفاعليات والأهالي المتضرّرين التعاون مع الدولة والجهات الرسمية في هذا الموضوع. لافتاً إلى أنّ جهات عربية ودولية مانحة عرضت تقديم المساعدات والمشاركة في التخفيف من معاناة الأهالي المتضرّرين، و«علينا متابعة هذا الملف حتى نهايته لنحصل على النتيجة المرجوّة».

وقال رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية: «نحن لا نطالب بإعطائنا تعويضات، فقد اعتدنا وتأقلمنا كل سنة مع الأضرار والكوارث التي تلحق بنا، كما أن إعطاء التعويضات ليس سياسة ناجحة، بل المطلوب تأمين بنى تحتية جيدة لنتمكن من مواجهة أيّ كارثة طبيعية. أصيبت الضنية بكارثة كبيرة نتيجة الخراب الكبير الذي أصاب الطرقات، وانهيار أجزاء كبيرة من شبكة مياه الصرف الصحي التي تحوّلت إما إلى الأراضي الزراعية أو إلى مصادر المياه، وسط مخاوف من حصول انهيارات أخرى إذا تعرّضت المنطقة لعاصفة أمطار جديدة».

وتمنّى سعدية على اللواء خير نقل معاناة الأهالي في الضنية إلى رئيس الحكومة، وأن يسأل وزارات الخدمات، وتحديداً وزارتَيْ الأشغال والطاقة عمّا قدّمتاه للضنية من مشاريع بنى تحتية، علماً أن أحد الأسباب الرئيسية للكارثة التي حلّت بالمنطقة مؤخّراً، تنفيذ المشاريع بشكل سيّء».

واعتبر نائب رئيس اتحاد بلديات الضنية حسين هرموش أن أحد الأسباب الرئيسة لفيضان المياه والسيول ووقوع الكارثة، يقع على عاتق وزارة الطاقة والمياه التي لم تقم بتنظيف الأودية ومجاري وقنوات الريّ من الأوساخ والمخلفات، كما أن وزارة الأشغال تتحمل المسؤولية أيضاً لأنها لم تصن الطرقات وتنظّف مسارب تصريف مياه الأمطار قبل موسم الشتاء.

واعتبر رئيس بلدية سير أحمد علم «أنّ المساعدة المالية البسيطة التي عرضت علينا من قبل هيئة الإغاثة في اليوم الأول من وقوع الكارثة عندنا، وهو مليون ليرة لبنانية، أمر غير مقبول أبداً، ونحن قد نتّجه إلى التصعيد إذا لم نصل إلى مطالبنا»، داعيا الرئيس سلام إلى زيارة الضنية للاطلاع على حجم الكارثة التي أصابت منطقة تشكل أكثر من 10 في المئة من مساحة لبنان.

اما رئيس بلدية قرصيتا محمد علوش، فأشار إلى أن بلدته منكوبة على كل الصعد، وأنه إذا لم تمدّ الدولة يد المساعدة، فسيتجه الأهالي إلى التصعيد.

لبكي

وتابع محافظ عكار عماد لبكي أوضاع القرى والبلدات العكارية التي نكبتها العاصفة، والاضرار التي ألحقت ببناها التحتية وبمواسم المزارعين وممتلكات الأهالي، وذلك في لقاء حضره رؤساء بلديات البلدات المتضرّرة الذين أطلعوا لبكي على ما هو حاصل وعلى حجم الأضرار، وما قامت به البلديات خلال العاصفة وبعدها. كما تناول البحث التحضير للعاصفة المقبلة والتدابير الاحترازية التي يجب اتخاذها وأهمية مواصلة السعي لدى الهيئة العليا للاغاثة والجهات المعنية في الدولة لإقرار التعويضات اللازمة للأهالي، خصوصاً أنّ البلديات لا قدرة مالية لديها للتصدي لهذه الكارثة.

وطلب لبكي إعطاءه تقارير من البلديات المعنية وصوراً عن الأضرار، والتعاون من البلديات في ما بينها وضرورة «تعزيل» الأقنية واستئجار الآليات اللازمة لهذا الغرض في حال عدم توفّرها في البلديات.

وكان تركيز أساسي على التباطؤ في تنظيف قناة ريّ نهر البارد من وزارة الطاقة، والتي شكلت العامل الاساس للفيضانات في البلدات الواقعة على ضفّتيها من مجرى النهر البارد وصولاً إلى بلدة دير دلوم، مروراً ببلدات ببنين والقرف وبرج العرب.

وكان لبكي قد استهل اللقاء بشكر البلديات على الجهد الذي بذلته وعلى التعاون الذي حصل إزاء هذه الكارثة. وقال: «المهم أن لا اصابات في الأرواح، واقتصرت الاضرار على الماديات».

ولفت إلى أنه كان على تواصل دائم مع اللواء خير، ووضعه في صورة الوضع القائم لكونه الجهة المسؤولة عن أعمال الاغاثة بغضّ النظر عن النتائج.

وأضاف لبكي أنه طالب مخافر قوى الامن الداخلي في مختلف المناطق المتضرّرة باستقبال شكاوى المواطنين المتضرّرين وفتح محاضر رسمية بها، «كي لا نترك أيّ ثغرة في هذا الاطار، كما جمعنا عدداً كبيراً من الصوَر لضمّها إلى الملفّ».

وختم: «إنّ موضوع الاضرار سيكون مدار بحث ومتابعة خلال الاجتماع الذي سيعقد الساعة 11 من يوم الثلاثاء المقبل في مجلس النواب، بحضور وزراء الطاقة والمال والأشغال العامة والنقل، وأمين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء خير».

وحضر الاجتماع: رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير، المدير الإقليمي للدفاع المدني في محافظة عكار خضر طالب ورؤساء بلديات: ببنين، برقايل، دير دلوم، مجدلا، قبة شمرا، المحمرة، وادي الجاموس، برج العرب، الحصنية، الحميرة ومختار بلدة مشتى حسن.

وكان لبكي قد ترأس اجتماعاً أمنياً في مكتبه في سراي حلبا الحكومية، حضره قائد سرية درك عكار الاقليمية المقدّم ماجد الايوبي، المقدم نديم عبد المسيح آمر مفرزة حلبا القضائية، الملازم أول علي ضاهر رئيس مكتب شعبة المعلومات في عكار. وجرى البحث في الشؤون الأمنية المتصلة بمحافظة عكار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى