قنديل: تنفيذ حكم الإعدام سيشعل المنطقة العلوي: للإفراج الفوري عنه

تنديداً بالحكم الذي صدر عن السلطات السعودية بإعدامه، نظمت اللجنة المتضامنة مع الشيخ نمر باقر النمر اعتصاماً أمام مقر الأمم المتحدة «إسكوا» في وسط بيروت وذلك بمشاركة رئيس تحرير صحيفة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، ورئيس لجنة التضامن مع الشيخ نمر النمر وعضو اللجنة الدولية للتضامن مع شعب البحرين السيد جعفر العلوي، ووفد من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وممثل شبكة ساحل المتن أيمن الجوني، والنائب الألماني ميشال أوبرسكالسكي، وسفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في لبنان والشرق الأوسط علي عقيل خليل، وعدد من الناشطين الحقوقيين وإعلاميين.

قنديل

ودعا قنديل في كلمة ألقاها خلال الاعتصام «الحريصين على حكم آل سعود بنصحه بأن يتراجع عن حكم الإعدام في حق الشيخ النمر وأن لا يختصر الطريق إلى الحريق، فالمنطقة على أبواب اشتعال كبير، وسيعصمون حكمهم من النهاية السريعة إذا تصرفوا بعقلانية، وإلا فإنّ المنطقة ستنفجر».

وأضاف قنديل: «نقول للذين يخالفوننا الرأي تجاه طبيعة النظام الحاكم في جزيرة العرب، الآن لديكم الفرصة لتقولوا أنكم لستم مرتزقة بل أصحاب معيار ومبدأ، لقد وقفتم في سورية تتضامنون مع الذين يحملون السلاح ويضعون السيارات المفخخة ويرتكبون المجازر الجماعية ومع الذين يأتون بالسلاح الكيماوي من تركيا ويقتلون به الأطفال والنساء، وقلتم إنّ هذه معارضة وحقوق إنسان وحقّ في التعبير، وها هو أحد رموز المعارضة في سورية حسن عبدالعظيم في بيته يقول نعم لإسقاط النظام وإنّ من حق الشباب أن يحملوا السلاح، وفي المقابل تأتيه من الحكومة السورية دعوة لحضور مؤتمرات الحوار». وتابع: «نحن لا نطلب منكم أن تحظى المعارضة في الجزيرة العربية ما تحظى به المعارضة في سورية، بل نقول إنّ هذه المعارضة التي لا تريد إلا حرية الرأي والنضال السلمي وترفض حمل السلاح وتحرّمه وترفض تشريعه، أنتم تقتلونها وتجبرون الناس على اللجوء إلى حمل السلاح».

وسأل قنديل: «إذا كان من يدعو إلى النضال السلمي ويتمسك بالمنبر سلاحاً لا مكان له وعقوبته الإعدام حتى لو كان عالماً روحياً بمكانة الشيخ نمر النمر العلمية والروحية، فما هو حال الشاب المواطن المعارض ابن الجزيرة؟». وقال: «إنّ القضية ليست شيعة وسنّة، فالشيخ حسن فرحان المالكي هو الآن قيد الاعتقال وهو أحد رموز الطائفة السنّية».

ولفت قنديل الانتباه إلى «أنّ الرسالة التي يوجهها حكم الإعدام في حق الشيخ النمر لكل شعب الجزيرة هي الدعوة إلى العنف وهذا يعني المحرقة والمقتلة والمذبحة، وقد تنشب حرب أهلية». وسأل أيضاً: «ماذا يقول الصامتون في بلاد العرب والذين يصمتون عن جريمة في هذا الحجم؟ يقولون لأبناء الجزيرة لا ناصر ينصركم ولن ينفعكم أن تتظاهروا لأننا قررنا أن نصمّ آذاننا بسدّدات النفط من أجل قروش وفلوس آل سعود». وتابع: «إنّ أدعياء الثقافة العربية يقولون لشعب الجزيرة أن لا حلّ إلا بالسلاح، وعندما تغلق كل الأبواب وعندما يتهم الشيخ المسالم على رغم قيمة عمامته، بأنه يخرّب ولا حلّ إلا بإعدامه، وعندما يسكت العالم عن ذلك وتسكت الأقلام وتسكت المنابر الحقوقية ما الذي سيحدث؟ سيحدث انفجار وهذا برميل بارود تعطونه شعلة نار لينفجر».

وتوجه قنديل إلى «الحريصين على حكم آل سعود بنصح آل سعود بأن لا يختصروا الطريق إلى الحريق، فالمنطقة على أبواب اشتعال كبير، وسيعصمون حكمهم من النهاية السريعة إذا تصرفوا بعقلانية، فاصرخوا في وجههم وقولوا لهم: إياكم وأن ترتكبوا هذه الخطيئة وإلا فإنّ المنطقة ستنفجر وهذه قراءة وليست تهديداً».

وتوجه قنديل إلى الأمم المتحدة وإلى «المنظمات الحقوقية التي تدّعي أنها تحمي حقوق الإنسان وتحفظ الحريات»، قائلاً: «إنّ قضية القرن الواحد والعشرين هي أن لا يبقى في العالم نظام لا يعبّر عن نفسه بحرية ولا يختار حكامه بشفافية، فلا يوجد نظام في العالم ليس له دستور إلا نظام آل سعود، فهو يحكم بلا دستور وبلا انتخابات ومجلس الشورى هم يعينونه وهو نظام تمييز عنصري كجنوب أفريقيا، وهناك تمييز ضدّ أهل المنطقة الشرقية لأنهم شيعة وهذا تمييز عنصري كالتمييز على أساس اللون والعرق والدين». وأضاف: «نقول للأمم المتحدة وللمنظمات الدولية، هذه هي صرخة الشيخ النمر الذي يقول: إنني أرفض أن يختزل تاريخ بلدي الذي يعود إلى آلاف السنوات لأحمل جواز سفر عليه اسم الحاكم، بل استحق كإنسان على هذه الأرض أن أحمل جواز سفر عليه اسم بلدي بما يشير إليه التاريخ والجغرافيا».

وأشار قنديل إلى «أنّ مسألة التضامن مع العلامة الشيخ النمر هي مسالة إنسانية وحقوقية، وهي أيضاً مسألة حرص على أمن المنطقة، ونستطيع أن نختلف ما شئنا، لكنّ إشعال المنطقة بعود ثقاب هو القلم الذي سيوقع به حاكم البلاد تنفيذ أو إلغاء تنفيذ حكم الإعدام إذا أحسن التوقيع، فهو يعصم المنطقة عن الحريق وإن أساء فإنه سيحول القلم الذي يوقع به إلى عود ثقاب سيشعل حريقاً لن يستطيع أحد بعده إخماده».

العلوي

وطالب السيد العلوي، من جهته، بـ «الإفراج الفوري عن الشيخ النمر وإيقاف مسلسل الضغط على الجماهير المطالبة بالحرية والعدالة»، داعياً إلى «سحب الجيش السعودي من البحرين».

ولفت إلى «أنّ الشيخ المجاهد نمر النمر انطلق من واقع شعبه في الجزيرة العربية، وتفاعل مع الكادحين والمستضعفين وانحاز لهم، وقد تحول منبره إلى شعلة وعي تتقد ومدرسة علم وعمل، ولاهتماماته الاجتماعية ومواقفه المعلنة اتخذت السلطات السعودية قراراً بسحب جوازه ومنعه من السفر لمدة خمس سنوات في بدء القرن الواحد والعشرين، إلا أنه ظل يتحدث بكل علنية ووضوح عن مظلومية شعبه ويطالب في كل محفل وموقع بضرورة الإصلاحات في بلده، وقد قدم الفقيه النمر في 2007 عريضة باسمه الشخصي ضمّنها أهم مطالب الجماهير في منطقته وفي مقدمها تحقيق العدالة والحرية للمكون الديني والاجتماعي في شرق الجزيرة العربية وهم شيعة أهل البيت عليهم السلام، واعتبارهم مواطنين يحقّ لهم ما يحقّ لغيرهم وطالب بتكوين دولة يحكمها القانون العادل».

وأضاف العلوي: «إلا أنّ شيئاً لم يتحقق من تلك المطالب، بل جاء الردّ باعتقال الشيخ النمر بعد عودته من البحرين في عام 2008 ، ولكن تحت الضغط الشعبي الحاشد الذي احتج على اعتقاله اضطروا لإطلاق سراحه، لكنه وبعد تفجر ثورة البحرين، اقتحم ميدان الخطابة مرة أخرى غير آبهٍ بذلك المنع الجائر ووقف مع ثورة الشعب في البحرين مؤيداً مطالبه، كما أعلن عن مطالب الجماهير في المنطقة الشرقية واحتج على قمع المتظاهرين، وشارك في قيادة الحراك السياسي والمطلبي بصورة سليمة وحكيمة طالباً من الشباب المتحمس الابتعاد من كل مظاهر العنف أو استخدام السلاح، وحينها لم يجد النظام السعودي إلا أن يعتقل المجاهد الفقيه النمر في تموز من عام 2012 بعد إطلاق الرصاص عليه».

وتابع العلوي: «لقد تصوروا أنهم باعتقاله سيخمدون صوته الهادر كالبركان، صوته الذي تحول بعد الاعتقال إلى رمز لشعبه وإلى شعلة حراك. حيث تحركت الجماهير في البحرين والمنطقة الشرقية مندّدة باعتقاله وسقط في تلك التظاهرات عدد من الشهداء، ولم يجد النظام السعودي بُدّاً من تقديمه للمحاكمة وأن يطالب المدعي العام بإعدامه حيث اعتبروه عاصياً لولي الأمر وناشراً للفتنة وأنه يخرج على المجتمع». وتساءل: «هل هناك فتنة أقذر من العمالة للمسار الأميركي في المنطقة، ومن قمع الشعب واضطهاده ونشر الفكر الإرهابي التفكيري وتأسيس المجموعات الإرهابية ونشرها لتقتل وتسفك الدماء في المنطقة، ومن تأييد الكيان الصهيوني لإنهاء المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين»؟

وطالب العلوي «الأمم المتحدة والهيئات الفاعلة فيها وبالأخص مجلس الأمن للدفاع عن شعب الجزيرة العربية، إيقاف مسلسل أحكام الإعدام التي وصلت إلى ثمانية من المواطنين في المنطقة الشرقية وحدها، ومن ضمنهم شباب حكم عليهم بالإعدام وهم دون سن الثمانية عشرة عاماً لحظة اعتقالهم ومن ضمنهم ابن أخ الشيخ النمر»، كما طالب «الدول والحكومات أن تقف موقف الحق تجاه استمرار سجن مئات المواطنين الأحرار في الجزيرة العربية ومن مختلف الطوائف والمذاهب، من دون محاكمة وآخرهم سماحة المفكر المصلح الشيخ حسن فرحان المالكي، والحقوقي الأستاذ محمد النمر أخ الشيخ المجاهد نمر النمر».

ودعا العلوي إلى «الإفراج الفوري عن الشيخ النمر وإيقاف مسلسل الضغط على الجماهير المطالبة بالحرية والعدالة»، داعياً إلى «سحب الجيش السعودي من البحرين ولينطلق ليقاتل في فلسطين بدلاً من أن يقاتل شعباً حراً مسالماً».

كما طلب «الحرية وإطلاق سراح الفقيه النمر المجاهد معزّزاً مكرّماً، والحرية لشعب الجزيرة العربية وإطلاق سراح معتقلي الرأي في سجون النظام السعودي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى