مكتبة «البناء»

يبحث كتاب «عملية الإبداع والإدراك الفني ـ مقاربة تكاملية» في موضوع مهمّ يؤرق العديد من القراء والكتاب والفنانين، هو عملية الإبداع والإدراك الفني من خلال مقاربة تكاملية تشمل جميع العلوم والفنون التي ترتبط بهذه العملية مثل العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية والفنية، من وجهة نظر أدبية نفسية تخصصية قائمة على سؤال: كيف يبدع الكاتب والشاعر والفنان والموسيقي والمخرج السينمائي والمسرحي أعماله ومؤلفاته؟ كما يطرح الكتاب الذي ألفه الناقد الأدبي بوريس ميلاخ وترجمه الدكتور نزار عيون السود تساؤلات حول خصائص «المخبر الإبداعي» لكل من هؤلاء المبدعين وطبيعة وقانونيات وآليات إدراك القارئ والمستمع والمشاهد لهذه المؤلفات والأعمال الإبداعية من وجهة نظر التحليل التكاملي وتفاعل العلوم والفنون المختلفة. وتقترن المقاربة النظرية التكاملية لموضوع الكتاب بتحليل تطبيقي لمعطيات ثرية مهمة من التجارب والاختبارات الإبداعية للكتاب والشعراء والفنانين، وبتحليل موسع لإبداع شعراء وروائيين كبار مثل بوشكين ودوستويفسكي وتشيخوف.

ويقول ميلاخ، عضو أكاديمية العلوم الروسية، في مقدمة كتابه «إن مواضيع الدراسة التكاملية للإبداع الفني تتسع باستمرار»، إلا أنه يقتصر في كتابه على القضايا والمواضيع الأكثر جوهرية مثل استراتيجية دراسة الإبداع وعمليات خلق المؤلفات الفنية والأدبية واستيعابها من جانب القراء والمشاهدين والمستمعين، وهي مواضيع ترتبط بالمتطلبات المعاصرة من مستوى الفهم لكيفية خلق المؤلفات الفنية من جانب مبدعيها وكيفية تأثيرها. ويرى رئيس «لجنة الدراسة التكاملية لقضايا الإبداع» أن أهمية المقاربة المنهجية التكاملية تغدو شاملة حين يتطلب الأمر معالجة قضية معينة بكامل جوانبها وأبعادها وبالاسترشاد بمنجزات النتائج التطبيقية الأكثر فاعلية، وهذا ينسحب أيضاً على المسائل النظرية والتطبيقية التي كرس لها كتابه.

يتناول الباب الأول للكتاب الذي يحمل الرقم 16 من سلسلة الدراسات الأدبية الصادرة لدى الهيئة السورية للكتاب معالم نشوء الاتجاه التكاملي وتحديد مفاهيمه الأساسية لفهم أسرار الإبداع، بينما كرس الباب الثاني لمبادئ دراسة سيرورات خلق الأعمال الفنية والأدبية، أما الباب الثالث فيركز على تجربة بحث خصائص الإدراك الفني والمقاربات النظرية العامة وتطبيقاتها وتحليل إدراك الأعمال الأدبية وأجناس الفن الأخرى، وفي الباب الأخير يطرح ميلاخ مسائل ذات طابع تكاملي لم تنل حقها من البحث مثل تطوير المخزون المصطلحي لعلوم الفن ولوحة العالم الفنية والأدبية باعتبارها قضية تكاملية. ويختتم الكاتب بحثه 384 صفحة قطعاً كبيراً بالقول إن مادة علم الجمال تحيط بكامل تنوع الإدراك الجمالي للواقع وتشكل منظومة من الجوانب الإشكالية المترابطة والمتفاعلة في ما بينها ويمكن تصور تراتبيتها في نظام انبثاقها من القوانين الفلسفية الأعم لإدراك العالم جمالياً والمجالات الإشكالية لقوانين الإبداع والإدراك الفني وجمالية الطبيعة والإنتاج والوجود المادي وغيرها. ويخلص إلى القول إنه في التطور اللاحق للدراسة التكاملية للابداع الفني سوف تُفتح آفاق وطرائق ووسائل جديدة لإدراك هذا الجانب المعقد من النشاط الإنساني، ما يستلزم منا عمل الكثير، سواء على الصعيد المنهجي، أو على صعيد التطبيق العملي للدراسات التكاملية، إذ لا يزال العديد منها قيد البحث والدراسة، ما ينبئ باتجاه واعد مستقبلاً.

«عمرو بن بحر الجاحظ… إبداعات في التصنيف والتأليف» بحثاً لطالب عمران

يسعى الدكتور طالب عمران من خلال كتابه الجديد «عمرو بن بحر الجاحظ… إبداعات في التصنيف والتأليف» إلى إلقاء الضوء على سيرة هذا العالم الكبير ودوره في علم التصنيف الحيواني، مؤكداً في كتابه الصادر ضمن منشورات الطفل لدى الهيئة العامة السورية للكتاب، في سلسلة أعلام الناشئة أن الجاحظ كان يعيش الأمور بمقياس العقل إذ رد عدداً كبيراً من آراء أرسطو أو الآراء المنسوبة إلى هذا الفيلسوف الإغريقي كالقول بوجود حية برأسين والقول بحجر تحت عرش ملوك اليونان يشفي من لدغة العقرب. ويلفت عمران إلى أن الجاحظ تميز باعتماده على الأسلوب العلمي إذ لم يقبل بالأوهام والخرافات والشعوذة التي لا يسندها الدليل القاطع وقبلها كثيرون ممن عاصروه، بل كان يهزأ بمن يقبلها على علاتها، وكان يعتمد بحثه على أسلوب التجريب العلمي والشك الذي يقود إلى المعرفة الحقة. ويشير إلى أن الجاحظ كان وهو يعد كتابه «الحيوان» يدقق الملاحظة كي يصل إلى الحقائق الثابتة، وأنه يتحقق من نظرياته العلمية عن طريق التجربة والخبرة وفي حين ادعى علماء الغرب أنهم اكتشفوا أن التنفس يكون من المسام في الجلد أيضاً ولا يقتصر على الرئتين فحسب، أكد الجاحظ هذه المعلومة قبلهم بقرون قائلاً لولا أن تحت كل شعرة وزغبة مجرى تنفس لكان المخلوق يموت مع أول حالات الخنق.

لا يغفل عمران الحديث عن سيرة الجاحظ الذاتية كاشفاً أنه كان طفلاً دقيق الملاحظة يفيد من وقته في التأمل والتفكير، رغم أنه كان فقيراً جداً وبدأ اهتمامه في التصنيف الحيواني منذ صغره إذ قرأ مؤلفات أرسطو عن هذا الموضوع وفضل البحث والدراسة على البيع والتجارة وتحدى مجتمعه حتى أمسى عالماً كبيراً. ويتوقف عند كتاب «الحيوان» المؤلف من أربع مجلدات، مشيراً إلى أنه يبحث في غرائز الحيوانات وخصائصها وكيفية التعامل معها وتعاملها مع بعضها، وهو موسوعة علمية شاملة غزيرة المعلومات، فكتاب الحيوان يعرض لأنواع الحيوانات وخصائصها وسلوكها بناء على الخبرة والتجربة والمشاهدة، فالجاحظ هو المؤسس الأول لعلم الغرائز وليس بافلوف الروسي.

يلفت عمران إلى دور رحلات الصحراء في توسيع مدارك الجاحظ إذ استطاع من خلالها تسقّط الأخبار والطرائف والأمثال وتعلم اللغة العربية بأصولها، إضافة إلى دور مجالسته الشعراء والندماء في جمعه النوادر والحكايات والقصص عن المجانين والمغفلين والبخلاء، إضافة إلى الاهتمام بعادات الحيوانات وأصنافها وقصصها.

«الذات في السرد الروائيّ العربيّ» بحثاً لمحمد برادة

ثلاثة عناصر يهتمّ بها الكتاب النقدي «الذات في السرد الروائي العربي» في طبعته الجديدة ضمن منشورات «ضفاف» هي: الاهتمام بالشكل وطرائق السرد، والنص الروائي ينتج معرفة ومتعة، والرؤية إلى العالم في طبعة جديدة. وبهذا الكتاب يواصل محمد برادة متابعاته المتقصيّة لكل جديد في النصوص الروائية العربية، آخذاً على عاتق مشروعه التنقيب في المضامين المتصلة، أو المختلفة، التي تميّز خريطة الكتابات العربيّة الحديثة للرواية بكونها من تمظهرات الذات العربيّة المثقلة بالفاجع العمومي المهيمن على حياتها في أقطارها كافةً، بصرف النظر عن التباين في الدرجة والتمظهر والنسبة. واختار الناقد في كتابه هذا من مقالاته ما يناسبُ فكرةً ساورته ما كانت لترسخ إلاّ بسببٍ التقاطه عناصرها الموزعة على أربعين رواية عربية تغطّي مساحات مهمة في جغرافيا هذه الإبداعات.

في تقديمه للكتاب تحت عنوان «40 رواية عربية تسائل الذات والمجتمع» يقول برادة: «المقالات والتحليلات التي أقدمها في هذا الكتاب هي حصيلة قراءة ومتابعة على امتداد سبع سنوات 2000-2007 لنماذج من النصوص الروائية 40 رواية الصادرة في الفضاء العربي، والتي تلفت النظر بتصادي الأشكال والتيمات والنزوع إلى التجديد، على رغم اختلاف «الرومانيسك» المحلّي المكون لقُماشة كل نص».

يوضح محمد برادة الذي قسم كتابه قسمين هما كتابة الذات عبر السيرة والتخييل، ومساءلة المجتمع والتاريخ روائياً، عِلّة عنايته بالخطاب الروائي قائلاً: «لعل من بين أسباب اهتمامي بالخطاب الروائي، وتحليل أشكاله وتأويل دلالاته، أنني كنت أجد فيه، منذ الخمسينات، فسحة من القول تضيء لي معالم من المشهد المشحون بالإيديولوجيات الثورويّة، وطبقات الكلام المتخشب، المبشّر بآمال ستتكشف عن هزيمة 1967 التي أيقظت الحاجة إلى خطاب مختلف ينبع من أعماق الذات المجروحة ويحفر لها سنن البوح لاستعادة وجودها المتوازي تحت ثقل الحكم الفردي». ووضع الروايات قيد الدراسة في ثلاث خانات على أساس التيمة المهيمنة:

أولاً، صورة المجتمع المتداعي، وهي صورة تأخذ عدة تجليات تحيل على ثغر وعيوب وآفات تتهدد المجتمعات العربية، نتيجة احتقار المواطن، وفشل قوى التغيير أرخبيل الذباب، خطبة الوداع، ميترو محال، والتشهي . أو بسبب طغيان السلطة واتباع سياسة التدجين الخالدية، صبوات ياسين، كتيبة الخراب، والحارس . أو لاستمرار وجود قيم بالية تنتمي إلى أهل الكهف الذين يعاكسون مبادئ المساواة والعدالة والتحرر دق الطبول، صمت الفراشات، وثلاثية دملان .

ثانياً، الوجود الفردي في مواجهة العالم الخارجي، ويقصد النصوص التي توظف حوادث ووقائع ومحكيات لطرح أسئلة تمس الوجود الفردي، وهو يصارع قوى خارجية ترغمه على الاختيار وتبرير العلاقة مع العالم ماكياج خفيف لهذه الليلة، سيدي وحبيبي، المرأة والصبي، عتبات البهجة، التل، أسرار عبدالله، وتصحيح وضع . أو من خلال أصوات نسائية تواجه وضعية الدونية التي يفرضها المجتمع الذكوري الكرسي الهزاز، المحبوبات، ولحظات لا غير .

ثالثاً، التاريخ يضيء الحاضر، ويعنى بالنصوص التي توظف التاريخ لقراءة الحاضر، أي أن الروائي لا يتوخى الاضطلاع بمهمة المؤرخ المدقق للكشف عن معلومات غير مسبوقة، إنما يحرص على الانطلاق من وعيه الحاضر ليعيد قراءة الحدث في ضوء أسئلة راهنة، فيبدو صوغها الروائي إعادة تركيب للمتشابهات والمختلفات من العناصر البنيوية والظرفية قطعة من أوروبا، صمت الطواحين، معبد ينجح في بغداد، وكوكو سودان كباشي .

«جورج الموريسيّ» لألكسندر دوما للمرّة الأولى بالعربيّة

الرواية الضخمة «جورج الموريسيّ، حكاية عن البرّ والبحر» لألكسندر دوما هي العمل الأدبيّ الوحيد الذي كرّسه الكاتب لمعالجة مواضيع الرقّ والتمييز العنصريّ والاستعمار، تدور حوادثها في جزيرة موريس دعاها الفرنسيّون عصرذاك «جزيرة فرنسا» في بدايات القرن التاسع عشر، خلال الصراع الفرنسيّ – الإنكليزيّ للسيطرة على الجزيرة. عائلة من المولّدين لا تقبل القوّات الفرنسيّة بأبنائها في صفوفها بسبب لون بشرتهم، فيشكّل هؤلاء فرقة من المولّدين والسّود تهزم فرقة إنكليزية وتعود بلواء الإنكليز غنيمة ظفرٍ وعلامة افتخار. ويستنكر القائد الفرنسيّ أن يكون مولَّد هو من حظي بشرف الاستيلاء على راية العدوّ، فيرسل ابنه لانتزاعها من يدَي ابن المحارب المولَّد ذاك، وهو الصغير جورج، فيكرّس هذا سنيّه المقبلة للردّ على الإهانة بصورة باهرة: يرحل إلى باريس ولندن لاكتساب العلوم والآداب الحديثة، ولتحقيق ثروة، ثمّ يعود إلى جزيرته الأصليّة ليجابه مقولات التمييز العنصريّ والتراتبيّة الاجتماعيّة، مخالفاً بذلك تماماً مسار أخيه البكر جاك الذي استهوته المغامرات البحرية فاعتنق حياة القرصنة ومارس تجارة الرقّ بالزنوج في مجتمعٍ يقمع فيه البيضُ السكّان المولّدين ويسخّر فيه المولّدون رفاقهم السّود. إنّه عالَم حافل بالتناقضات والغرائب يصوّره ألكسندر دوما بكامل دقائقه وبذاك الولع بالتفاصيل والتعاطف الإنسانيّ المعروف عنه، وتتميّز الرواية بسحر أخّاذ في وصف الوقائع والمناظر والعادات.

في تركيبة جميلة فائقة الانسجام، تجمع هذه الرواية بين مختلف مواهب دوما، من السّرد التاريخيّ المتمكّن الذي جمعَ فيه وقائع وأشخاصاً واقعيين وآخرين من بنات خياله الخصْب، إلى شعريّة العشق والغرائبيّة الجغرافيّة، فبراعة المحاورة والتعمّق السيكولوجيّ ورصد الطبائع والأهواء الفرديّة والجماعيّة، والتصعيد الدراميّ والتشويق والاستطراد والدّعابة والنقد الإيديولوجيّ.

هي رواية البحر والجزيرة، الوئام الجذريّ والعائق الاجتماعيّ، الغطرسة المُدانة ومَهانة الجرح التي تنقلب إباءً ومجداً. إنّها في اختصارٍ عمل متعدّد، بوليفونيّ. وبهذا كلّه لا يقدّم دوما نموذجاً بليغاً لفنّ الرواية، الذي يظلّ هو أحد صانعيه وروّاده، فحسب، بل كذلك شهادة إنسانيّة مهمّة لا غبار على عصريّتها.

صدرت الرواية في منشورات «كلمة» ونقلها إلى العربيّة الكاتب والمترجم المغربيّ محمّد آيت حنّا ضمن سلسلة «كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ» التي استحدثها مشروع «كلمة»، ويحرّرها ويُراجع ترجماتها الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في فرنسا كاظم جهاد.

ألكسندر دُوما 1802-1870 ، للتذكير، روائيّ فرنسيّ معروف بغزارة إنتاجه وبكونه رائد الرّواية التاريخيّة. كان والده أفريقيّاً من جهة والدته، خدم في جيش فرنسا إبّان الثورة وفي عهد نابليون بونابرت. فقدَ والده في سنّ الرابعة فعنيت أمّه بتنشئته. تقرّب من أدباء التيّار الرومنطيقيّ، وبدأ بكتابة مسرحيّات هزليّة ثمّ اتّجه إلى القصص التاريخيّ وروايات مغامرات الفرسان، مستعيناً في بعض أعماله بكتّاب مُساعِدين كانوا يساهمون في التحضير لها. من أشهر رواياته «الكونت دو مونت كريستو» و»الفرسان الثلاثة» و»المكلة مارغو». تمّ نقل رفاته إلى مدفن العظماء البانتيون في باريس في 30 تشرين الثاني 2002 لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لولادته.

أمّا محمّد آيت حنّا، مترجم هذه الرواية الكلاسيكيّة، فهو كاتب ومترجم مغربيّ مهتمّ بالفلسفة والأدب والجماليّات. ولد عام 1981 في الرباط حيث أكمل مساره التعليميّ في الفلسفة. ويدرّس راهناً في معهد إعداد المعلّمين في الرّباط. صدر له «عندما يطير الفلاسفة» مجموعة قصصيّة منشورات أجراس، المغرب، 2007 ، و»الرغبة والفلسفة – مدخل لقراءة دولوز وغواتاري» منشورات توبقال، المغرب، 2010 ، و»القصّة والتشكيل – نماذج مغربية» منشورات وزارة الثقافة المغربية، 2012 ، إضافة إلى العديد من الدراسات والترجمات المنشورة في منابر وطنية وعربية. ترجمَ إلى العربيّة «حصّة الغريب – شعرية الترجمة وترجمة الشعر عند العرب» لكاظم جهاد، و»الدفتر الكبير» لأغوتا كريستوف، و»الغريب» لألبير كامو، وصدرت الكتب الثلاثة الأخيرة في منشورات «الجمل» في بيروت

«الرجال من المرّيخ والنساء من الزهرة» لجون غراي عن اختلاف الطبائع بين الجنسين

يتناول كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» للخبير في مجال التواصل والعلاقات الدكتور جون غراي الفروق بين الجنسين، وكيف نستطيع أن نكون أكثر تسامحاً وتقبلاً لشخصية الآخر، خاصة في ظل ضغوط الحياة اليومية. ويتضمن الكتاب عدداً من الفصول حول كيفية تعامل كل جنس مع الضغوط والأزمات وردود فعل كل منهما، إضافة إلى كيفية تحفيز الجنسين على التعاون والتعامل في ما بينهما، لأن الحديث يتمّ بلغات مختلفة، وبالتالي ينبغي اكتشاف حاجاتنا العاطفية المتباينة وتفادي المجادلات للحصول على علاقة متوازنة، وهذا لا يشمل الأسرة فحسب إنما ينطبق على التعامل العام بين الجنسين.

يقول مؤلف الكتاب: «نحن نتوقع من الجنس الآخر أن يشبهنا ونرغب في أن يريد ما نريد ويشعر بما نشعر وهذه المواقف تهيئنا لخيبة أمل مرة تلو مرة وتحرمنا من استغلال الوقت الضروري للتواصل بحب، ولا يوجد لدينا احتمال أن الحب قد يموت بيننا ومطمئنون بأنه وجد ليبقى، لكن غالباً ما يتقهقر الحب وتكون الغلبة لضغوط الحياة اليومية».

يشير الكاتب إلى أن مفهوم الذات لدى الرجال يحدد عن طريق تحقيق النتائج، فهم يقومون بالأمور ليبرهنوا عن أنفسهم ويطوّروا مهارات القوة لديهم ويشعروا بالإشباع من خلال النجاح وإنجاز الأمور، أو عندما يطلب النصح منهم وأطلق عليهم السيد الخبير.

أما المرأة فهي تعبر عن نفسها من خلال المشاعر ونوعية العلاقات، ومن دلائل الحب العظيم لديها تقديمها العون للآخر، فالمساعدة ليس ضعفاً بالنسبة إليها، لذا تحاول دوماً تغيير الرجل وتشعر بأنها مسؤولة عنه، ترعاه وتساعده، ويشعر هو بأنها تتحكم فيه وتهينه ويريد أن تتقبله مثلما هو.

«عندما يصبح الحدس حقيقة» رواية لنسرين أبو قلام

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى