غاتيلوف: لا أدلة على وقوع سلاح كيماوي بأيدي «داعش» لكن الخطر قائم

أكد وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف أهمية الحرب على الإرهاب واحترام حقوق الشعوب وثقافتها ووحدتها، مشيراً إلى استعداد بلاده للمساعدة في إيجاد حلول سياسية تخرج الدول من أزماتها.

وأوضح لافروف في كلمة له أمس بمناسبة رأس السنة الهجرية أن روسيا تقف مع توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الجميع، لافتاً إلى أن موسكو تواصل دعم حكومات سورية والعراق ومصر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

وقال لافروف: «إننا واثقون من أن الحرب على الإرهاب يجب أن تقف على منصة صلبة في المجتمع الدولي وبعلم من مجلس الأمن الدولي حيث جرى في سورية تدخل أجنبي من دون اتفاق مع الحكومة السورية، وهذا أمر خارج القانون»، مؤكداً أنه «من أجل النجاح في الحرب ضد الإرهاب يجب إيلاء اهتمام أساسي بأسباب ظهور الجهاديين وليس بالتهديد الحربي من قبلهم».

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن الولايات المتحدة تعرقل عمليات محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي حين ترفض التعاون مع الحكومة السورية، مجدداً مطالبة بلاده بضرورة التعاون مع سورية في مواجهة إرهابيي هذا التنظيم لتحقيق الغاية المطلوبة.

وشدد غاتيلوف على عدم جواز محاربة التنظيم في الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية، واصفاً هذه الممارسات بأنها معيقة لعمليات محاربة الإرهاب وتنظيم «داعش». وقال: «نصطدم بموقف زملائنا الغربيين الذين لا يريدون التعاون مع الحكومة السورية في حين نقول إنه يتعذر من دون هذا التعاون تحقيق النتيجة المرجوة».

من جانب آخر نوه غاتيلوف بتعاون دمشق مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في عملية إزالة الأسلحة الكيماوية السورية، مؤكداً أن تدمير باقي المنشآت المتعلقة بالسلاح الكيماوي في سورية سيتم في أقرب وقت خلال أشهر.

وأوضح أنه «لا يوجد هناك شك في إمكانية تنفيذ الخطة الموضوعة، وتجب الإشادة بتعاون الحكومة السورية الجيد، لذلك فان كل الدلائل تشير إلى أنه من الممكن التعويل على نهاية ناجحة لهذه العملية».

وحول وقوع أسلحة كيماوية بأيدي «داعش» أشار غاتيلوف إلى أن هذا الخطر قائم على رغم عدم امتلاك موسكو أدلة محددة على وقوع هذا النوع من السلاح بأيدي التنظيم، منبهاً إلى أن مثل هذا الخطر ماثل بالفعل نظراً إلى الممارسات التي يتبعها «داعش». ولفت إلى وجوب الاستعداد لأي انعطاف مماثل في الأحداث نظراً إلى أنه لا يقين من أن التنظيم الإرهابي لن يحصل على الأسلحة الكيماوية.

إلى ذلك، أسفر انفجار سيارة مفخخة أمس في حي الزهراء في مدينة حمص عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، حيث أفادت وكالة «سانا» الرسمية بأن «إرهابيين فجروا سيّارة مفخخة في حي الزهراء بحمص ما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات بين المواطنين وأضرار مادية كبيرة».

وفي السياق الميداني، أفيد أمس عن انسحاب وحدات الجيش السوري المنتشرة في حقل الشاعر شرق تدمر بعد المعارك العنيفة التي استمرت لثلاثة أيام، بعد سيطرة الجيش على آبار الغاز 110 و 112 و107 وغيرها، وهي تعتبر مصدر تمويل أساسي لمسلحي «داعش».

وعاود مسلحو التنظيم الهجوم بشراسة وأعداد كبيرة واستعادوا هذه الآبار، وانسحب الجيش السوري لحقل شاعر، وهناك بدأت مرحلة جديدة من المواجهات العنيفة، مما أفضى إلى انسحاب الجيش من الحقل وسيطرة «داعش» عليه، حيث أسفرت الاشتباكات عن استشهاد 15 جندياً سورياً ومقتل أكثر من 200 مسلح لـ«داعش» وتدمير عدد من آلياته الثقيلة.

وفي سياق متصل، بدأ أمس دخول طلائع قوات البيشمركة العراقية إلى مدينة عين عرب السورية عبر الأراضي التركية لدعم وحدات حماية الشعب في التصدي لتنظيم «داعش».

فقد حملت أربعون مركبة أكثر من 80 مقاتلاً كردياً مزودين بالمدفعية والأسلحة الرشاشة، ويشكلون طلائع قوة من 150 مقاتلاً، هم جزء من قوة قوامها 1300 مقاتل يتوقع أن ينضموا إلى القتال ضد «داعش».

ففي ساعات الفجر الأولى اجتازت قافلة آتية من كردستان العراق الأراضي باتجاه كوباني، وبينما كانت الاستعدادات قائمة لإدخال الدعم كانت طائرات الولايات المتحدة والحلفاء تستهدف مواقع التنظيم داخل عين العرب.

وفي السياق، قال مسؤول سوري كردي إن مقاتلي البيشمركة من المتوقع أن يحضروا أسلحة مضادة للدبابات والعربات المدرعة عند دخولهم مدينة كوباني في محاولة لمساعدة إخوانهم الأكراد في قتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم إن مقاتلي البيشمركة «من المفترض أن يحضروا في الأساس أسلحة مضادة للعربات المدرعة والدبابات، بالطبع علاوة على ذلك لديهم بعض الأسلحة الأخرى للدفاع عن أنفسهم أيضاً. لكن معظمها ستكون مدفعية وأسلحة مضادة للدروع والدبابات.»

وقتل تسعة من عناصر تنظيم «داعش» في كمين نصبه لهم مقاتلون من «وحدات حماية الشعب» شرق عين العرب، في وقت لم تتغير خطوط التماس داخل المدينة منذ أيام، وفيما واصل طيران الائتلاف الدولي غاراته على المدينة السورية التي يحاول «داعش» السيطرة عليها منذ نحو شهر ونصف شهر.

وقال ناشطون سوريون إن وحدات الحماية نصبت كميناً لعناصر من التنظيم بين قريتي شيران وقبه جوغ في الريف الشرقي لعين العرب، ما أدى إلى مصرع تسعة عناصر على الأقل من التنظيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى