عين العرب… بعين الأعور الدجال

د. سليم حربا

تكوّمت أوراق توت الخريف العربي المأفون بعد ربيعه المشؤوم ولم تستطع ستر عورة أردوغان ودواعشه، وأخذت تشكّل إكليل توت يتوّج أردوغان بلا منازع قائداً للإرهاب العالمي، وما الظواهري والقرضاوي والبغدادي والجولاني إلا تلامذة في أكاديمية الإرهاب التي يديرها ليدخل بها موسوعة غينس ويأتي بما لم يستطعه الأوائل من بني عثمان في إبادة العرب والأكراد والأرمن، تلك الأكاديمية التي تدرّس العمق الاستراتيجي لشايلوك ديفيد أوغلو وعمقها لا يتجاوز أعماق الأنفاق في بابا عمرو والقصير وجوبر واستراتيجيتها لا تتجاوز كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام وقواعدها الحسابية أن تضرب كل شيء بالإرهاب فيكون الناتج صفر ويبقى الإرهاب، وهذا ما فعله من حلب إلى كسب إلى عين العرب.

فعين العرب مدينة سورية بأهلها وموقعها وتاريخها وجغرافيتها وجزء من السيادة السورية كأية مدينة وبلدة في شمال البلاد وجنوبها ووسطها وشرقها وغربها، بطولها وعرضها، وهذا قرار وطني وجاهي غير قابل للطعن أو الاستئناف من أحد أو مع أحد، لا تنظيمات ولا دولاً ولا كيانات ولا ميليشيات وتحت أية مسميات، وأهلنا في عين العرب يتصدون للدواعش وداعميهم، حالهم حال أية مدينة أو بلدة أصابها داء الإرهاب، والدولة السورية التي تخوض حرباً مركّبة على الجبهات الداخلية والخارجية، قامت وتقوم بدورها ومسؤوليتها الكاملة على المستوى الإعاشي والإغاثي والصحي والعسكري لتعزيز صمود أهلنا الذين تحول كل منهم إلى مقاتل للدفاع عن بلدته في إطار الدفاع عن سورية. وضروري التوضيح لمن أصابه الصمم والعمى أن السلاح في عين العرب وتوابعه وذخائره هو سلاح سوري وليس تركياً ولا أميركياً، وأن كثيراً من المقاتلين السوريين الذين نفذوا إعادة التجميع في الرقة والفرقة 17 وعين عيسى مع كامل أسلحتهم التي بقيت ذهبوا إلى تل أبيض وعين العرب ويفعلون فعلهم الآن، وأن الجيش السوري يخوض معركة عين العرب مع أهلنا في جميع دوائر المعركة بدائرتها الضيقة الداخلية والأهم بدائرتها الأبعد ومشارفها المتوسطة والبعيدة، وتحديداً الضربات القاصمة التي يوجهها جيشنا السوري على تجمعات «داعش» في جرابلس ومنبج والباب ومسكنة ودير حافر والرقة وعين عيسى وجبل عبد العزيز والأعمال القتالية لجيشنا بالتعاون مع أهلنا في الحسكة والقامشلي وتل حميس والشدادي ودير الزور، إنما تصيب «داعش» وتجمعاته بنكبات بشرية وتستهدفه وتمنعه من التحرك والانتقال إلى عين العرب وتحبطه أثناء تجمعه وتنقله، ولولا فعالية الضربات النارية والأعمال القتالية على المشارف المتوسطة والبعيدة، لكانت مجاميع «داعش» في عين العرب ومحيطها أكبر مما هي عليه بمئات الأضعاف. ويبقى السلاح الأمضى هو تمسك أهلنا في عين العرب بوحدتهم وانتمائهم الوطني وما المحاولات والأصوات النشاز والطروحات الأردوغانية الدونجوانية بعقد صفقات واستعراضات وبازارات السفر برلك لطرزانات البيشمركة البرزانية وقبض ثمن الترانزيت لإدخال جراثيم وفيروسات ما يسمى الجيش الحر التي تمثل العين الأردوغانية الداعشية في عين العرب للتجسس على مقلتها ومقاتليها وتحديد نقاط القوة والضعف وتزويد الدواعش بها ليكونوا حصان طروادة داخل عين العرب، إلا محاولة يائسة وبائسة للنيل من صمود وثبات أهلنا وشعبنا وجيشنا الذي يمتلك زمام المبادرة والنصر في عين العرب وفي البلدات والمدن كلها، ولا فرق بين دحر الإرهاب في حي غويران في الحسكة واندحاره على مشارف القامشلي وسحقه في مورك والمليحة والقصير، ولا فرق بين المواطن والمقاتل السوريين في هذه الجغرافيا الوطنية كلها، لأن الإرهاب وداعميه واحد والنصر عليه سيكون وطنياً سورياً واحداً، وستبقى عين العرب عين سورية تقاوم المخرز الداعشي الأردوغاني وتنتصر عليه وستفقأ عين أردوغان الداعشي العثماني ليصح القول معه، إنه الأعور الدجال لهذا العصر. وليدرك كل من يريد الانقضاض على الجغرافيا والديمغرافيا أن التاريخ سيدوسه ويلفظه ويلعنه، فيا عقلاء العالم احذروا مجنون هذا العصر أردوغان واحجروا عليه لأنه الأعور الدجال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى