حزب الله: للتعاطي مع الهبة الإيرانية بمسؤولية وطنية

دعا حزب الله إلى «العمل سوياً لمصلحة بناء لبنان»، ناصحاً بعدم انتظار حلّ الأزمة في المنطقة أو اتفاقات دول إقليمية، معتبراً «أنّ ما يحقق الأمن والاستقرار واستعادة الحياة السياسية في هذا البلد هو التفاهم الوطني».

وإذ تساءل عن «مصير الهبات التي أقاموا الدنيا حولها سياسياً وإعلامياً»، دعا الحزب إلى التعاطي مع الهبة الإيرانية «بمستوى المسؤولية الوطنية»، ومن موقع من يدرك أنّ ثمة حاجة للجيش اللبناني لهذه الهبة كي يستكمل معركته في وجه الإرهاب.

قاسم

وفي هذا السياق، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أنّ لبنان بلد يمكنه أن يستفيد من تنوعه للاتفاق بين مكوناته المختلفة من أجل بناء الدولة».

وقال قاسم في كلمة ألقاها بمناسبة الليلة السادسة من عاشوراء في منطقة تحويطة الغدير: «صحيح أنّ لبنان يتأثر بالأزمات الموجودة في المنطقة ولكن لحسن الحظ أنّ كل دول العالم اليوم تريد الاستقرار في لبنان كل واحد لسبب، فهذه فرصة علينا أن نستغلها، وأن نتعامل مع بعضنا وأن نفهم تماماً أنّ لبنان لا يستأثر به أي فريق، ولا يديره أي فريق، ولا تستطيع أي دولة في المنطقة أو في العالم أن تفرض أوامرها وقراراتها على لبنان». وأضاف: «علينا أن نتفاهم مع بعضنا وبإمكاننا أن نتفاهم، لكن إذا كان فريق من اللبنانيين يتهم فريقاً آخر، ويخترع اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، ودائماً يحاول أن يزعج بشتائمه ومواقفه التي تستجلب العداوة في الداخل، هل نتوقع أن ينطلق لبنان نحو الحل؟ لا يمكن لأنه إذا كان هناك فريق يضع العصي في الدواليب هذا يعني أنه يعطل الحل، والحل مشترك بين جميع الأفرقاء».

وتابع قاسم: «ألم يحن لكل الناس أن يعرفوا تماماً أنّ الخطر القادم هو خطر تكفيري أطل بأنيابه وضرب ضربة قاسية بفعل القيادات الحكيمة التي أشارت إليه وعمل الجيش اللبناني الذي كان حريصاً على حماية السلم الأهلي وضبط الوضع في لبنان»؟

وتوجه قاسم إلى الذين كانوا يعولون على التكفيريين، قائلاً: «نقبل بأنكم أخطأتم في رهانكم ولكن عودوا مرة أخرى لإعادة حساباتكم ونمد الأيدي مع بعضنا حتى نتمكن من العمل سوياً لمصلحة بناء لبنان، وإلاَّ إذا كنا ننتظر حل الأزمة في المنطقة فهي طويلة لسنوات، إذا كنا سننتظر اتفاق دول إقليمية حتى نتفق نحن في لبنان، فإنّ هذا الاتفاق الإقليمي يحتاج إلى وقت والله أعلم متى يكون لبنان على لائحته، فضلاً عن أنّ الأساس أن نتفاهم نحن أولاً قبل أن يطلب منا أن نتفاهم، وبإمكاننا أن نصنع الكثير فيما لو كنا معاً».

رعد

ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، من جهته، «أنّ ما يحقق الأمن والاستقرار واستعادة الحياة السياسية في هذا البلد هو التفاهم الوطني»، معتبراً «أنّ من يهرب من هذا التفاهم هو الذي يعطل الأمن والاستقرار ويعطي فرصة للعابثين بالأمن والاستقرار».

ودعا خلال مجلس عاشورائي في حسينية بلدة أنصار إلى «انتهاز الفرصة لتحقيق تفاهم وطني وتحقيق انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما لن يحصل إلا إذا تفاهمنا»، لافتاً إلى «أنّ عدم التفاهم أدى إلى إفشال 14 جلسة لانتخاب رئيس بسبب عدم اكتمال النصاب».

فياض

وسأل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، بدوره، عن «مصير الهبات التي أقاموا الدنيا حولها سياسياً وإعلامياً، ورغم ذلك مضت أشهر ولم تأتِ هذه المساعدات».

وقال خلال المجلس العاشورائي الذي أقامه حزب الله في «مجمع الإمام المهدي في بلدة الغازية: «أين أصبحت هذه المساعدات ولماذا التباطؤ والتلكؤ والغموض الذي يحوط هذه الهبات والمساعدات العسكرية للجيش اللبناني، في حين أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبطريقة سلسة وعملية قدمت هبة للجيش وفتحت الأبواب أمامه، كي يستفيد مباشرة من دون اختراقات أو تعقيدات وبعيدة من أي بيروقراطية تفرضها الدول عادة، وقالت إنها مستعدة منذ اللحظة لمساعدة الجيش اللبناني، فلماذا هذا التلكؤ والغموض في الموقف الرسمي»؟

ودعا فياض الحكومة إلى «التعاطي مع هذا الموضوع بمستوى المسؤولية الوطنية، ومن موقع من يدرك أنّ ثمة حاجة للجيش اللبناني لهذه الهبة، كي يستكمل معركته في وجه هذه الجماعات التي تتربص خطراً وتهديداً ومسّاً بأمننا ووحدتنا واستقرارنا».

قاووق

وأشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، في كلمة له في المجلس العاشورائي في حسينية حومين الفوقا «أنّ «إسرائيل» التي راهنت على التكفيريين لإضعاف المقاومة وقطع طريق الإمدادات في سورية، اعترفت بعد ثلاث سنوات على الأزمة السورية بأنها أخطأت في الرهانات الاستراتيجية، لأنها راهنت على سرعة سقوط النظام وعلى استنزاف وتورط حزب الله فيها، والنتيجة أنّ «إسرائيل» خسرت الرهانات وزادت المقاومة قوة ومنعة وتحصيناً وسلاحاً، وهي اليوم ترتجف من معادلة الأنفاق إلى الجليل، كما يزعمون، والمستوطنون يرتجفون من معادلة الجليل التي وعد بها سيد المقاومة السيد حسن نصر الله». وقال: «لبنان الذي انتصر على العدوان «الإسرائيلي» عام 2006، يفتخر اليوم بأنه انتصر على العدوان التكفيري الذي تمدّد وتوسع في العراق وسورية، ولم ينجح في التمدّد والتوسع في لبنان، لأنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة كانت له بالمرصاد»، مشيراً إلى «أنّ وجود المقاومة خلف الحدود الشرقية، هو استراتيجية وطنية لمواجهة الخطر التكفيري وتضييق الهامش أمام هذا الخطر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى