مأدبة «ظريف»ـة دسمة لأشتون في الجناح الإيراني في فيينا محادثات جيدة والتفاهم على الطريق بعد انضمام كيري ولافروف

كتب المحرر السياسي:

العيون مشدودة إلى فيينا على مدار أسبوع ينتهي الاثنين المقبل إلى الإعلان عن الاتفاق النهائي بين إيران ودول مجموعة الخمسة زائد واحد، كما قال مصدر مرافق لمفوضة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، لصحيفة «الديلي تيليغراف» اللندنية، بعد غداء العمل الذي استضافه الجناح الخاص بالبعثة الإيرانية للمفاوضات، وضمّ وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق والمفوضة الأوروبية ومعاونيها.

المائدة التي أعدّت من أطباق إيرانية تقليدية، دسمة كما وصفها معاونو آشتون، لكنها صحية، شهدت تداولاً موجزاً لما جرى في مفاوضات مسقط، ومتابعة لما يجب بحثه، ويبدو وفقاً لمصادر واسعة الإطلاع، تحدثت لـ«البناء» أنّ جدول الأعمال قد حسم ببندين فقط هما: أجهزة الطرد المركزي، والعقوبات، وأنّ جدول المحادثات الزمني جرى توزيعه على الأيام المتبقية حتى يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بغية الوصول إلى الاتفاق التاريخي النهائي في يوم الاثنين وإعلانه.

المصادر توقعت اجتماعاً سياسياً وآخر تقنياً يتزامنان ويتلازمان على مدار أيام الأسبوع، يترأس وفد كلّ دولة في الاجتماع السياسي مدراء وزارات الخارجية ويترأس اللجنة الفنية، رئيس المجموعة الفنية الخاصة بالملف النووي للدول المشاركة، وصولاً إلى يوم الجمعة حيث يتوقع أن يكون اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، يمكن أن يُعقد يومي السبت والأحد بمشاركة وزيري خارجية روسيا وأميركا سيرغي لافروف وجون كيري، لتذليل ما يكون قد تبقى من عقبات وإعطاء الضوء الأخضر للتفاهمات المنجزة، والأرجح أن يحمل الروس عبر لافروف مقترحات ربع الساعة الأخير لتذليل العقد المتبقية، وهم على تشاور على مدار الساعة مع وفدهم في فيينا والوفدين الإيراني والأميركي.

في قلب هذه اللحظة الإقليمية والدولية، وحيث مجازر وجرائم «داعش» الوحشية تخطف الأضواء، قرّر المقاومون الفلسطينيون أن تستعيد القضية الفلسطينية نصيبها من الضوء المسروق عنها عمداً.

جاءت عملية القدس البطولية لتقول للعالم، إنّ أيّ بحث عن الاستقرار وفلسطين تحت الاحتلال، وتتعرّض للذبح والعدوان هو عبث وسراب.

أما في لبنان حيث نصف الحكومة وأكثر لا يجيدون القراءة في السياسة، فقد خرج وزير الداخلية اللبناني يحذر من الأعظم، فيما زار وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ليظهر «عذره لا بخله» في قضية الهبة الإيرانية التي ستعيش أياماً طويلة من الدوران في الفراغ والتهرّب، والذريعة عقوبات الغرب على إيران، في لحظة تتهيّأ إيران لتتصدّر المشهد الدولي عضواً كامل الصفات في نادي الكبار.

في غضون ذلك، ينتظر أن يشهد مجلس الوزراء نقاشات مطولة خلال جلسته غداً في موضوع الهبة العسكرية المقدمة من إيران التي سيطرحها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وفق التقرير الذي أعدته قيادة الجيش، إلا أن مصادر وزارية نفت علمها بطرح هذا الموضوع. وأشارت إلى أن قبولها مصلحة للبنان والجيش، أما رفضها فهو ضرب لهما.

وبرزت عشية الجلسة زيارة مقبل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بحضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وجرى خلال اللقاء استعراض لآخر المستجدات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

وفيما أبدى مقبل حماسة لإقرار الهبة التي يحتاجها الجيش في حربه ضد الإرهاب، برزت مواقف رافضة لها ولا سيما من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط وقوى 14 آذار، فيما يؤيدها «فريق 8 آذار» و«التيار الوطني الحر»،علماً بأن إقرار الهبة يحتاج توقيع جميع الوزراء.

كذلك، سيبحث المجلس في جدول أعمال من 43 بنداً أبرزها دفتر الشروط للمناقصات، واستدراج عروض للفيول أويل لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان، بالإضافة إلى طلبات ترخيص جديدة لجامعات وكليات في العلوم والطب والصيدلة في بعض المناطق.

وكان سلام عاد والوفد المرافق من الإمارات العربية المتحدة ليل أمس بعد أن أجرى محادثات مع المسؤولين الإماراتيين تركزت على تطوير العلاقات الثنائية وأوضاع الجالية اللبنانية، والقرارات التي اتخذت سابقاً بإبعاد عدد منهم من الإمارات.

جلسة الانتخاب الـ15

أما المحطة الأبرز اليوم، فهي الجلسة الانتخابية الرئاسية الخامسة عشرة، وهي الأولى بعد التمديد للمجلس للمرة الثانية. ومع أنها لن تشهد جديداً وسيكون مصيرها مثل الجلسات التي سبقتها، أملت الأوساط السياسية تسريع وتيرة الحراك في شأن الاتفاق على مرشح توافقي.

واعتبرت كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها أمس أن «المهمة الأساسية التي يجب أن تكون لها الأولوية على أي أمر آخر لدى النواب والقوى السياسية هي العمل على تحقيق التوافق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يستطيع جمع اللبنانيين وليس توسيع رقعة الخلاف في ما بينهم وذلك لوضع نهاية لحال الشغور في موقع الرئاسة الأولى، إلى جانب العمل على إعداد قانون جديد للانتخابات النيابية».

علاقة تخلية الرفاعي بملف المخطوفين

وفي الموازاة، بقيت قضيتا الشبكات الإرهابية والعسكريين المخطوفين في دائرة المتابعة.

وفيما أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن لا رؤية واضحة لملف العسكريين المختطفين، وأن الأجواء غير جيدة ولا تبشر بحل قريب، ترك مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر العميد في ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» عبدالله الرفاعي وسلمه إلى الأمن العام. وأكدت مصادر أمنية لـ«البناء» «أن القاضي صقر يعتبر أن لا طلب قضائياً من الدولة السورية باسترداد الرفاعي، وأنه لم يرتكب جرماً». ورأت المصادر أن عدم ملاحقته بأي جرم سيكون مدخلاً لتخفيف الاحتقان في ملف العسكريين المختطفين، لافتة إلى أن ذلك سيشكل ورقة تفاوضية سيستخدمها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في المفاوضات القائمة».

وإذ اعتبرت المصادر «أن الأمن العام يملك سلطة استنسابية لإبقاء الرفاعي داخل لبنان أو ترحيله إلى الخارج»، أكدت مصادر قضائية لـ«البناء» أن مطلق أي شخص أخلى القضاء سبيله، فإن الأمن العام يملك صلاحية ترحيله إلى خارج البلاد ضمن مهلة يحددها». ورأت المصادر «أن وزير الداخلية وحده من يملك الصلاحية لمخالفة الأمن العام، بمنع ترحيل الرفاعي شرط أن يكون القرار متضمناً عبارة مع الإصرار والتأكيد».

من جهة أخرى، استبعدت مصادر مطلعة نقلاً عن جهات أمنية لـ«البناء» انتقال الفار شادي المولوي إلى عين الحلوة، لاستحالة ذلك»، ولفتت إلى أن المولوي لا يزال في طرابلس وضواحيها، وأن مخابرات الجيش تعلم المنطقة التي يتواجد فيها، ولكن ليس بالتحديد».

في غضون ذلك، تواصلت المساعي لاحتواء ذيول جريمة بتدعي. ولهذه الغاية زار وفد من كتلة نواب بعلبك – الهرمل قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة. وأشار عضو الكتلة النائب نوار الساحلي إلى أن الوفد طلب من قهوجي «التشدد وعدم وقف الحملة الأمنية بقاعاً حتى إلقاء القبض على جميع المطلوبين وفي مقدمهم من نفذوا جريمة بتدعي».

المشنوق: ما هو قادم أعظم

وفي الموضوع الأمني أيضاً، برز كلام لافت لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أكد فيه أن «هناك مخاطر أمنية كبرى مقبلة أكثر وأكثر على المنطقة ولبنان، ربما من الآن وحتى سنة، والدليل ما حدث في الموصل في العراق»، لافتاً إلى أن «ما هو آت أعظم بالنسبة إلى لبنان».

جنبلاط يبدي استعداده للذهاب إلى المحكمة

على صعيد آخر، وفيما تابعت المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري الاستماع إلى «تحليلات» النائب مروان حمادة وأرائه السياسية المتعلقة بتلك الفترة كشاهد، أعلن النائب وليد جنبلاط في تغريدة عبر»تويتر»: «إذا طلبت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حضوري، فسأذهب».

وكان أشار في تغريدة أخرى، إلى أن سلام «يقوم بعمل جبار في أصعب الظروف».

قزي ينشط على خط قضية المياومين

على الصعيد المعيشي، واصل مياومو مؤسسة كهرباء لبنان تصعيد تحركهم وقطعوا أمس أوتوستراد الدورة -الحازمية خلف شركة دباس في الاتجاهين بعدما أحرقوا الإطارات أمام مبنى رويال تاور قرب جسر الفيات، احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم، لكنهم أعادوا فتح الطريق بعد زيارة وزير العمل سجعان قزي إليهم.

ولفت قزي لـ«ألبناء» إلى أنه «سيجري اليوم اتصالات مع مؤسسة كهرباء لبنان ووزير الطاقة ارتور نظريان وشركات الجباية لإيجاد حل للمشكلة». وإذ شدد على أنه يقوم «بوساطة لإيجاد حل»، أكد «أن الحل ليس عنده إنما عند السياسيين برفع يدهم عن هذا الملف، وإبعاده عن التجاذبات السياسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى