القومي في الوطن وعبر الحدود يحْيي عيد التأسيس الـ82

أقامت منفذية الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً لمناسبة العيد الـ82 لتأسيس الحزب، في «قاعة الأسد» ـ المكتبة العامة، بحضور عضو المجلس الأعلى الدكتور ربيع الدبس، منفذ عام الهرمل محمد الحاج حسين، منفذ عام البقاع الشمالي الياس التوم، وعدد من المسؤولين الحزبيين.

كما حضر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي، ومسؤول قطاع الهرمل في حزب الله إيهاب حماده، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة، والمسؤول التنظيمي للحركة في البقاع مصطفى الفوعاني، وأمين شعبة الهرمل عماد صقر، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور أسد سويد، وأمين فرع البعث في البقاع علي المصري، وأمين شعبة الهرمل في البعث علي محمود المصري، قائمقام الهرمل طلال قطايا، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية، ورؤساء بلديات الهرمل والقصير والشواغير والشربين والكواخ وقيسان ومزرعة سجد، ومختارو المنطقة، وفاعليات تربوية واجتماعية وجمع من المواطنين والقوميين.

بعد نشيد الحزب والنشيد اللبناني، رحّب منفذ عام الهرمل محمد الحاج حسين بالحضور، وألقى كلمة من وحي المناسبة تحدّث فيها عن معاني التأسيس وقال: «ما جئنا اليوم لنطفئ شمعة، بل جئنا ونحن نودّع سنةً نضاليةً، ونستقبل أخرى لنؤكد أنّ شعلة النهضة شعلة الحياة الجديدة، شعلة الحرية ستبقى مشعّة ومضاءة، على رغم الصعوبات الكثيرة والتحدّيات الكبيرة التي تعترض طريقنا، لكنها لن تستطيع وقف المسيرة التي أطلقها باعث نهضتنا الزعيم سعاده».

كلمة حزب الله

ثم ألقى النائب نوار الساحلي كلمة بِاسم قيادة حزب الله، نوّه في مستهلّها بالدور المتقدّم للحزب القومي على كلّ المستويات الوطنية والقومية، لا سيما دوره في المقاومة وفي مواجهة العدو «الإسرائيلي» الذي أثبتت كلّ الوقائع والأحداث أنه لا يفهم إلا لغة السلاح والقوة، كما ثبت أنّ المقاومة، خياراً ونهجاً، هي الطريق الوحيد الذي يستطيع شعبنا من خلاله أن يحقّق الانتصارات. مشيراً إلى أنّ المقاومة في لبنان استطاعت خلال فترة وجيزة، قياساً إلى تاريخ الشعوب والأمم، أن تحقق إنجازات كثيرة، وأوّلها دحر جيش العدو الصهيوني بقوّة السلاح عن معظم أرضنا التي احتلها لأكثر من عشرين سنة، كما أنّ المقاومة في لبنان أحيت في كلّ الأمة روح العنفوان والعزّة والثقة بأننا قادرون على صنع ما كان يعتبره البعض مستحيلاً، وصولاً إلى تحقيق معادلة الردع وتوازن الرعب.

وإذ أشار الساحلي إلى أنه في المقابل كانت هناك خيارات ورهانات كبيرة لم تؤدّ إلا إلى الفشل، دعا إلى الالتفاف حول المقاومة وخيارها ونهجها للاستمرار في مواجهة العدو الصهيوني وأطماعه، والوقوف إلى جانب الجيش في لبنان وسورية لجبه الإرهاب الذي ينفّذ المشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي».

كلمة حركة أمل

ونوّه عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة في كلمته بدور الحزب القومي الرافض للمحاصصة الطائفية والمذهبية وتقاسم المنافع، ودوره المقاوم في جبه الأخطار المحدقة بالوطن، سواء الخطر الإرهابي الصهيوني أو الخطر الإرهابي الذي يسعى إلى إيجاد موطئ قدم لمشروعه التدميري في بلادنا.

ودعا خواجة إلى التمسك أكثر فأكثر بالجيش والمقاومة والوحدة الوطنية، مشيراً إلى الأعباء الكبيرة الملقاة على كاهل الجيش من التخوم مع فلسطين المحتلة، من شبعا جنوباً إلى الشمال والبقاع وكلّ المناطق اللبنانية لردع العصابات المتطرّفة، داعياً إلى الالتفاف حول الجيش، المؤسسة الوطنية الجامعة، وإلى تعزيز الوحدة الوطنية.

وشدّد خواجة على أنّ لبنان بجيشه ومقاومته ووحدته الوطنية سيكون مقبرة لهذا المشروع، تماماً كما دحر الاحتلال «الإسرائيلي» عن معظم أرضنا في الجنوب والبقاع الغربي. مؤكداً الثقة بأنّ الناس في الشمال والبقاع وفي كلّ لبنان مع الجيش والقوى الأمنية. معتبراً أنّ من حق شعبنا الأبيّ على دولته أن تكون دولة رعاية تعمل على ترسيخ الاستقرار في كلّ وجوهه الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

كلمة حزب البعث

واستهلّ د. أسد سويد كلمته بنقل تحيات قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، وتهنئتها بمناسبة عيد تأسيس الحزب القومي، التي تتزامن مع ذكرى الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد.

واعتبر سويد أنّ الحزب القومي استطاع أن يبلور معتقداته وأفكاره العلمانية والقومية بنفَسٍ بعيدٍ كلّ البعد عن الفئوية والمذهبية والطائفية التي هي أساس الداء في بلادنا.

وأضاف: «إنّ أفكار الحزب مقرونة بالتضحية والفداء، بالنظام والقوة، بالواجب الوطني والقومي في الدفاع عن حق الوطن والمواطن وعن عزّة الأمة وكرامتها.

فلسطين قضيتنا المركزية، وهي تتعرّض اليوم لأشرس المؤامرات التهويدية، بينما العرب منشغلون بمراكزهم، خائفون على إماراتهم وممالكهم، أما سورية فستبقى موئلاً للشرفاء المناضلين الذين يعزّزون انتصار فلسطين، لأنّ المقاومة في أمتنا لن ترضى إلا بتحرير كلّ التراب الفلسطيني».

ورأى سويد «أنّ فريق 14 آذار حاول جرّنا إلى حرب مراهنات وهمية على مشروعه التآمري مع القوى الاستعمارية الغربية والصهيونية والعربية الرجعية».

كلمة قيادة الحزب

وتحدّث الدكتور ربيع الدبس بِاسم قيادة الحزب، فاستهلّ كلمته قائلاً: «إذا كانت بعلبك مدينة الشمس، فالهرمل مدينة النهر العاصي، الذي يلطّف من الشمس قيظها، ومن المطر شحّه، ومن المسافات بُعدها الرتيب القاسي.

الهرمل مدينة الشمس والقمر معاً، وإذا لم يكن للإنسان علاقة بأشعة الشمس ولا بحركة القمر والمياه، فإنّ له علاقة بنوعية الحياة، بمعنى الكرامة، بحماية الأرض والعرض والمقدّسات… هذا الإنسان الذي توجّه إلى السهل ورفع بصره إلى الجبل، هو هو الإنسان الذي نشأ على العزّ وتمرّس بالفضائل، فكان بالقدوة مقاوماً ولو تنوّع انتماؤه: وطنياً أو قومياً أو دينياً، فالمقاومة شجرة مباركة أفْرَعَت من جذعها أغصان المقاومة الريّا أفواجاً وقوافل، من القوميين الاجتماعيين والبعثيين وحركة أمل وحزب الله. وقد رفعت المقاومة الإسلامية من مستوى المواجهة مع العدوّ، فحرّرت معظم الأرض وجعلت من المقاومة اللبنانية معادلة ردع استراتيجيّ للمرّة الأولى في تاريخ أمتنا الحديث، فتحية لها من شغاف القلب، تحية لقيادتها ومجاهديها وشهدائها وجرحاها.

لقد ارتأت منفذية الهرمل في حزبنا أن تحيي عيد التأسيس اليوم إحياءً احتفالياً بالمعنى السياسي ـ الاجتماعي ـ الثقافي، وربما كان مفيداً لنا اليوم التذكير بعناوين مفصلية لعقيدة الحزب، أولها أننا نهضة أكثر منّا تشكيلاً سياسياً بالمعنى التقليدي للكلمة، وثانيها أنّ معنى النهضة يتضمّن تأسيس فكرة الأمة بالدلالة الاجتماعية للكلمة، أي بمعنى المجتمع القومي الذي تنزّه دولتُه الدينَ عن المصاحبات السياسية، بحيث يبقى للدين دوره الروحيّ الجامع الذي نعتزّ بقيَمِه السمحاء، ومضامينه المحفّزة على الخير، الناهية عن المنكر والبغي والموبقات. أما الوحدة القومية التي بها نؤمن على مدى سورية الطبيعية فهي وقف على إرادة الشعب ولا تحصل قسراً أو تعسّفاً أو اعتباطاً أو ابتلاعاً، كما حاول بعض المغرضين أن يصوّروا كيفية حصولها بالفرضيات. ولا ننسى مطلقاً العقلية الأخلاقية الجديدة التي ينبغي لكلّ منخرط في صفوف النهضة أن يتخلّق بها.

ولعلها صدفة معبّرة أن تتزامن الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس حافظ الأسد في الجمهورية العربية السورية عام 1970 مع اليوم نفسه الذي أطلق فيه الزعيم أنطون سعاده تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1932، فعيدُنا اليوم عيدان، وفرحنا القومي مشترك في لبنان المقاوم، وفي الشام الصامدة التي تسلّف العرب جميعاً بمن فيهم المواطئون العملاء للأجنبي وللعدو «الإسرائيلي»، درساً بليغاً في دحر الإرهاب، والانتصار للقضية ورفض الخرائط التفتيتية الجديدة، وتكريس سيادة الدولة على المرتزقة المستقدَمين من أصقاع الأرض تحت مسمّيات يخجل منها العصر، وشعاراتٍ يأنف منها الدين، ووحشية يندى لها جبين الإنسانية خجلاً. وقد صحّ في أدعياء الدين القَتَلَة قول الشاعر ابراهيم بن أدهم:

نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا

فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّعُ

وفي هذه المناسبة التي تسكننا معانيها العميقة، يهمّنا أن نؤكد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية في أسرع وقت ممكن، رئيس لا يكون بارداً ولا فاتراً ولا متلوّناً ولا نائياً بنفسه، نحن نقول إنّ الرئيس اللائق بلبنان ينبغي أن يعلن على الملأ إيمانه بالمقاومة المباركة حقاً للبنان وواجباً عليه، حتى التحرير الكامل للأرض المحتلة، واعتبارَه المقاومة حاجة للبنان السيد الحرّ المستقلّ في وجه الأطماع الصهيونية، لأنّ هذه المقاومة عنصر قوّة ينبغي الحرص عليه برموش العين، وببيانات الحكومة، والممارسة الرسمية، والسياسة الخارجية، والمناهج التربوية والثقافة العامة، ووسائل الإعلام، والفم الملآن والقرار الحاسم. لكن السؤال المؤرّق المقلق هو: هل سينسى شعبنا فلسطين تحقيقاً لهدف تكريس «إسرائيل» كياناً واقعاً ومصطلحاً مفروضاً؟ أليس هذا الشغل الشاغل للعدو وصانعيه وأدواته؟ أليس الشرخ الاجتماعي والنفسي الذي يوسّعه الإرهابيون في لبنان وسورية والعراق بنداً على الأجندات المعادية؟ أليست التفجيرات الأمنية والخلايا التخريبية المتحركة والنائمة حلقة في سلسلة الخدمات المؤدّاة للعدو على حساب سلمنا الأهلي واستقرارنا وتقدّمنا وحياتنا الكريمة؟ جوابنا على السؤال قاطع: ستبقى فلسطين كلّها، لا القدس فقط، حضوراً واخزاً في ضميرنا حتى التحرير وما بعده، ستبقى مساجدها تؤذّن، وكنائسها ترتّل حتى ينبثق فجر الحرّية الأبيض من ليل الاحتلال الأسود».

وختم الدبس: «يا أهلنا في الهرمل والبقاع الشمالي، بِاسم القيادة المركزية للحزب السوري القومي الإجتماعي، أحيّي جميع المشاركين بالحضور أو بالكلمات أو بالتهنئة. نحن نؤمن بالعقل والإرادة والفعل المصمّم، لكننا نؤمن أيضاً بالله الحكيم القادر، ونحن ندعوكم إلى الثبات على إيمانكم الوطيد أصلاً، بربكم وأرضكم وعزيمتكم وكرامتكم. إنّ الإرهاب الظلاميّ إلى زوال، سواء كان وهابياً أو يَهْوَهياً. لا شك أنّ ثمة خسائر بشرية ومادية، وآلاماً نفسية وجسدية، لكن الحياة العزيزة أثمن من كلّ ذلك وأجدى من كلّ ذلك، قال سعاده العظيم: نشأنا نبحث عن القتال ولا يبحث القتال عنّا أبداً. نشأنا وفي نفوسنا عزّ هو كلّ معنى وجودنا، ولسنا بمتنازلين عن معنى وجودنا لشيء في العالم».

بيروت

أقامت منفذية بيروت في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في قاعة الشهيد خالد علوان، بمناسبة العيد الـ82 لتأسيس الحزب، بحضور عضو المكتب السياسي المركزي منفذ عام بيروت بطرس سعادة وعدد من أعضاء هيئة المنفذية والمجلس القومي وجمع من القوميين والمواطنين.

وألقى سعادة كلمة في المناسبة تحدث فيها عن معاني التأسيس، مشدّداً على أهمية الثبات والسير قدماً على دروب النضال والعطاء والتضحية التزاماً بالتعاليم والمبادئ والعقيدة التي أطلقها باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، والتي أكّدت كلّ الوقائع والأحداث، أنها طريق الخلاص الوحيد الذي يمكّن أمتنا من مواجهة كلّ المخاطر والتحدّيات التي تستهدفها أرضاً وشعباً وخيرات وموارد.

وأضاف سعادة: «لنا في ما يحصل اليوم على امتداد ساحات الوطن، خير دليل على ما نقول، إذ لا تزال فلسطين مركز الاستهداف، ولا يزال العدو الصهيوني يواصل مساعيه ومؤامراته لتهويد أرضها وتشريد أبناء شعبنا منها، وتساعده في ذلك قوى الاستعمار ودوله التي يسمّونها مجتمعاً دولياً».

وتابع سعادة: «حتى لا نعود كثيراً إلى مجريات التاريخ ومحطاته، يكفي التمعّن في ما شهدناه في العالم العربي خلال السنوات القليلة الماضية، وما قيل إنه ربيع آتٍ على صهوة الحرّية والديمقراطية والإصلاح، فإذا بنا أمام جرائم ومجازر ترتكبها مجموعات الإرهاب والتطرّف في سورية والعراق وصولاً إلى لبنان».

وأشار سعادة إلى أنّ هذه المجموعات وُلدت من رحم الصهيونية، لتكون صنوها في الإرهاب والقتل، ومُوّلت ودُعِمَت ودُرّب عناصرها من قبل القوى والدول الاستعمارية ذاتها، وكلّ مَن معها من أشباه دول وأدوات عربية وإقليمية، والهدف إضعاف دولنا وكيانات أمتنا بدليل أن المستهدف الأول في الشام ولبنان والعراق الجيش وقوى المقاومة. لأنّ العدو الصهيوني وجد نفسه عاجزاً وخائباً ومهزوماً أمام إرادة شعبنا وفعله المقاوم الذي غيّر مجرى التاريخ.

وأكّد سعاده أننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي لم نخطئ البوصلة يوماً، وكنّا على الدوام في طليعة الصفوف المقاوِمة دفاعاً عن شعبنا وأرضنا، وما نقوم به في سورية إلى جانب الجيش السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية، هو نفسه ما قمنا به في مواجهة العدو الصهيوني، ونحن نعتزّ بأبطال حزبنا واستشهادييه إلى جانب كلّ قوى المقاوَمة، وبدعم مطلق من الشام، أننا أصحاب الدور البارز في دحر العدو الصهيوني عن معظم الأراضي اللبنانية، ونعتزّ بنضال رفقائنا «مجموعات الفداء القومي» في فلسطين، أننا شاركنا في صدّ العدوان الصهيوني الأخير على غزّة وأهلها.

وختم سعادة كلمته بتوجيه التحية إلى كلّ شهداء الأمة، من عسكريين ومقاوِمين ومواطنين، الذين ارتقوا في مواجهة الاحتلال الصهيوني في فلسطين وفي مواجهة جحافل الظلام والجاهلية في الشام ولبنان والعراق. كما حيّا كلّ الأبطال الصامدين في ميادين النضال، والمستعدّين على الدوام لبذل التضحيات الغالية دفاعاً عن وحدة بلادنا وعن عزّتها وكرامتها.

الضاحية الشرقية

يزبك: يكفينا فخراً بدور الحزب النضالي منذ التأسيس إلى اليوم

أقامت منفذية الضاحية الشرقية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، احتفالاً بمناسبة عيد تأسيس الحزب في مكتب المنفذية، بحضور المنفذ العام أنطون يزبك وأعضاء هيئة المنفذية، المندوب السياسي لجبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، وحشد من القوميين والمواطنين.

عرّف الاحتفال ناظر الإذاعة خليل الحداد بكلمة تناول فيها معاني المناسبة.

وألقى يزبك كلمة قال فيها أنه بعد دراسة علمية منهجية للأسباب التي أدّت بأمتنا إلى التفسّخ الدولي والانحطاط المجتمعي، وجد زعيمنا ومؤسّس حزبنا أنّ الأمراض المجتمعية التي رسّخها الاستعمار، من مناطقية وقبلية وطائفية وفقدان الوعي القومي حقيقة وحدة هذه الأمة، أدّت إلى الشرذمة الاجتماعية والسياسية ومكّنت قوى الاستعمار من تفتيت أمتنا إلى كيانات سياسية ضعيفة، من أهمّ نتائجها زرع الكيان اليهودي في جنوب الأمة فلسطين، وتمكين قوى الرجعية من التحكم بمقدرات هذه الأمة والاستيلاء على ثرواتها الطبيعية.

أمام هذه التحدّيات المصيرية، كان لا بدّ من بعث نهضة قومية واجتماعية تستهدف شعبنا، مخاطِبة العقل فيه، مترفّعة عن الصغائر، غايتها بعث الروح القومية في البيئة الجغرافية للهلال السوري الخصيب، حاضن وحدة الحياة في دورة حياتية تامة وكاملة، شكلت وحدة الأمة السورية وميّزت شخصيتها الثقافية بين الأمم. وأضاف يزبك: «لم يؤسّس سعاده حزباً سياسياً بالمفهوم التقليدي للأحزاب، بل أسّس حزباً بمؤسّسات دستورية يحضن هذه النهضة ويؤمّن استمرارها وحمايتها من الانحراف الفكري، وها هو الحزب اليوم بعد اثنين وثمانين سنة صخرة تكسّرت عليها كل محاولات الانحراف».

وتابع: «ولو أدرك القيّمون على سياسة كيانات الأمة أهمية ما جاء به سعاده ومصداقيته، لاختلفت صورة الواقع عمّا هي عليه اليوم، ولوفّروا على أمّتنا كل هذه الويلات، يكفينا فخراً واعتزازاً بدور الحزب في النضال منذ التأسيس ولغاية اليوم في لبنان وفلسطين والعراق، ودوره في الشام في مواجهة قوى التطرّف، والذود عن حق هذه الأمة بالحياة، ودحر الشرور المحيطة والمستهدفة لها بوجودها وثقافتها وعزّتها وسيادتها».

وختم يزبك كلمته بتوجيه التحية إلى الشهداء الأبرار والجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تقف بالمرصاد لقوى الشرّ المتربصة بأرضنا الوطنية، وتحية وفاء إلى الجيش العربي السوري الذي أكّد في مواجهة قوى الشر العالمية أنه الرقم الصعب دائماً في الدفاع عن تراب الشام والذود عن سيادتها. كما حيّا المقاومين في فلسطين، خصوصاً ما سجلته غزّة من عناد ومقاومة لليهود وعملائهم.

وفي ختام الاحتفال، ألقى الشاعر عماد المنذر قصائد من وحي المناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى