الأسد: صمود الشعب السوري سيحدد وجهة المنطقة

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن المنطقة تعيش مرحلة مفصلية وما سيحدد وجهتها هو صمود الشعب السوري بوجه ما يتعرض له ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه، مشيراً إلى أن وجهة المنطقة تتحدد بقناعة الأطراف الدولية بخطورة الإرهاب على استقرار المنطقة والعالم، وصولاً إلى تعاون دولي حقيقي وصادق بوجه هذه الآفة الخطيرة.

كلام الرئيس الأسد جاء خلال لقائه أمس قيادة فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادات الشعب والفرق التابعة له، حيث نوه خلال اللقاء بالحالة الوطنية المتقدمة التي يجسدها السوريون في كل المناطق السورية ومنها محافظة طرطوس، إن كان من خلال صمود أبنائها وتضحيتهم في سبيل الدفاع عن الوطن أو احتضانها للمهجرين من المناطق التي ضربها الإرهاب.

وأكد الأسد خلال اللقاء أهمية المصالحات الوطنية، معتبراً أن أي جهد دولي يجب أن يصب في إطار تعزيز هذه المصالحات والضغط على الدول التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح لوقف ذلك.

وأشار إلى أن الوضع الدولي فاقد للرؤية في المرحلة الحالية، خصوصاً بعد الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسها «داعش» الذي لم يأت وجوده من فراغ وإنما جاء نتيجة تراكم السياسات الخاطئة والعدوانية من قبل أطراف الحرب على سورية والتي كرست دعم وتسليح وتمويل هذه المنظمات.

جاء ذلك في وقت أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، أن بلاده تجري تعديــلات على إستراتيجيتها الراهنة في سورية والعراق وفق ما تقتضيه الظروف الميدانية، وقــال إن «للولايات المتحدة استراتيجية صلبة. دعوني أوضح لكم أنها ستتغير، وسندخل تعديلات كثيرة عليها»، مضيفاً: «عملي يتركز على هزيمة داعش وليس إسقــاط نظام الرئيس الأسد».

وكان ديمبسي يتحدث في مؤتمر رعته وزارة الدفاع الأميركية لمناقشة «إستراتيجية الدفاع الأميركية والأمن الدولي»، شارك فيه كبار المسؤولين العسكريين، عقب عودته من جولته في المنطقة. إلى جانب ديمبسي حضر اللقاء رئيس أركان الجيش ريموند أوديرنو، ونائب وزير الدفاع روبرت وورك، ومندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور، وآخرين.

ونبّه ديمبسي صنّاع القرار إلى ضرورة رفع سقف موازنة وزارة الدفاع كي تستطيع التعامل مع التحديات الدولية بكفاءة وسرعة، إذ إن الحرب ضد «داعش» مكلفة، وهي خارج بند الموازنة المقررة البالغة 535 مليار دولار لعام 2015.

وأوضح ديمبسي أنه ينبغي على وزارة الدفاع «التواصل مع الكونغرس بغية إقناع أعضائه ليس في الاحتياجات المالية للوزارة فحسب، بل علينا جميعاً البدء بسنّ قوانين عمل جديدة تتغلب على القيود المفروضة حالياً».

وفي السياق عينه، أنّبت صحيفة «نيويورك تايمز» قادة الكونغرس لعزوفهم عن «استخدام نفوذهم الدستوري في ما يتعلق بالحروب»، لافتة النظر إلى «توافر مؤشرات تدل على تأييد بعض الأعضاء الجمهوريين» رصد مزيد من الموارد المالية الضرورية «لشن هجمات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية» في العراق وسورية ومناطق أخرى.

وأكدت الصحيفة أنه يتعين على الهيكلية الجديدة للكونغرس بذل جهود فورية لبحث مسألة الإرهاب «والمصادقة على قرار تفويض جديد ومستقل للرئيس بمحاربة داعش»، وما ينطوي عليه من توفير الأموال اللازمة التي ينبغي أن يقرها مجلس النواب.

من جهته، قال الجنرال المتقاعد جون آلن المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي إن تورط التنظيم في مدينة عين العرب السورية أشبه بالعمل الانتحاري.

وقال المسؤول الأميركي: «بما أنهم يواصلون إرسال المقاتلين كتعزيزات، سنواصل قصفهم وقطع خطوط إمداداتهم وتعطيل سلسلة القيادة والسيطرة، وفي الوقت نفسه القيام بما يمكننا فعله لدعم المدافعين» عن المدينة. وأضاف: «سينتهي الأمر بالتنظيم بالاستسلام لأنه لن ينتصر في هذه المعركة».

إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة عمل رسمية إلى روسيا يومي 26 27 الجاري. وقال: «ستتركز المحادثات بالدرجة الأولى خلال هذه الزيارة على إجراء مناقشة شاملة لجميع أبعاد الوضع في سورية وما حولها».

وأوضح لوكاشيفيتش أن المحادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوزير المعلم ستضع الأساس للسبل الملموسة لتحريك الحوار بمراعاة الاقتراحات الأخيرة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

وشدد على ضرورة أن «تترافق المهمة ذات الأولوية المتمثلة بالتصدي للإرهابيين والمتطرفين في سورية مع جهود المجتمع الدولي الرامية للإسهام في استئناف الحركة على المسار السياسي لحل الأزمة في سورية».

وأشار المتحدث الروسي إلى أهمية توحيد جهود كل قوى المجتمع السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية في سورية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام من أجل المصالح العليا لمستقبل سورية دولة ذات سيادة وديمقراطية تتمتع فيها مكونات المجتمع السوري كافة بحقوق متساوية.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على قرى وبلدات السبحة وطوق الملح وقبر عامر ورفرف غرب مدينة الحسكة وعلى ثلاث قرى أخرى جنوب غربي المدينة، في حين استهدفت وحدات من الجيش تجمعات المسلحين في قرية الواوية في ريف عين العرب.

وفي ريف حلب، قضى الجيش على أعداد من المسلحين في مناطق السميرية وقنيطرات وبنان الحص والمنطار وصدعايا وطاطا وكفر كار في منطقة السفيرة، ومنطقة رسم الشيخ التابعة لدير حافر، ورسم عكيرش التابعة لتل الضمان في جبل سمعان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى