لاريجاني: على السداسية استغلال الوقت للتوصل إلى اتفاق مع إيران لافروف يحذّر من محاولات اللحظة الأخيرة لانتزاع أمور غير واقعيّة

اختتمت مساء أمس في العاصمة النمسوية فيينا جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1»، والتي ضمت وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ومنسقة اللجنة الدولية للمفاوضات كاثرين أشتون، من دون الإدلاء بأي تصريحات، ليعود بعدها كيري ويجري لقاء ثنائياً مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس.

وفيما لم يتم الكشف عن أي نتائج لمفاوضات أمس، كشف المتحدث باسم البيت الأبيض عن استمرار وجود خلافات كبرى في مفاوضات النووي الإيراني، وقال اريك شولتز: «سأكون صادقاً، لا تزال هناك تباينات كبيرة»، وأضاف: «نخوض سباقاً مع الوقت. المهلة النهائية هي الاثنين وفرقنا تعمل من دون كلل للتوصل إلى اتفاق».

في حين قال مدير المكتب الصحافي بوزارة الخارجية الأميركية جيف راثكي، إن الوزير كيري، يجري حالياً في العاصمة النمسوية سلسلة لقاءات في شأن البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح أن الوزير الأميركي يجري سلسلة لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف مع المنسقة الأوروبية المعنية بالملف النووي الإيراني كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعدد من وزراء خارجية الدول المشاركة في المفاوضات.

وأضاف المتحدث الأميركي أن كيري يجري اتصالات في الوقت نفسه مع المسؤولين في الإدارة بواشنطن حول سير المفاوضات، واصفاً المفاوضات الجارية في فيينا بأنها «ما زالت في حالة سيولة»، وأكد أن بلاده تبذل قصارى جهدها لتقريب الفجوة القائمة بين مواقف الجانبين الإيراني والغربي وتذليل العقبات التي تعترض طريق إبرام اتفاق نهائي شامل قبل يوم الاثنين المقبل.

وأوضح راثكي أنه لم يتم مناقشة تمديد مهلة المفاوضات مع الإيرانيين، مشيراً إلى أن واشنطن ما زالت تركز على تاريخ الرابع والعشرين من الجاري كمهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن الخلافات لا تزال موجودة في المحادثات، وأضافت: «نحن نريد رفع جزئي للعقوبات على إيران وليس في شكل كامل»، في حين نفت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن تكون الدول الست قد قدمت أي اقتراحات جديدة في المفاوضات التي تجرى في فيينا.

وكان الوزير الإيراني عقد أمس، لقاءين مشتركين مع نظيره الأميركي ومنسقة المجموعة الدولية كاثرين اشتون، كما عقد لقاءين منفصلين مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند، حيث أجرى ظريف مع فابيوس جولة من المحادثات في إطار مفاوضات التوصل إلى اتفاق نووي شامل. واستبق ظريف هذا اللقاء بعقد جولة من المحادثات مع نظيره البريطاني.

وكان هاموند اعتبر أن لدى إيران الكثير لتكسبه من اتفاق نهائي حول برنامجها النووي، مشيراً إلى جملة من الإمكانات التي ستحصل عليها إيران في ظل اتفاق نووي، منها الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة، وممارسة التجارة بحرية مع العالم مجدداً، وتحسين العلاقات مع المجموعة الدولية.

من جهته، دعا فابيوس إيران إلى اقتناص الفرصة المتاحة في فيينا للتوصل إلى اتفاق دائم حول برنامجها النووي، مضيفاً أنه جاء الى العاصمة النمسوية سعياً لاتفاق جيد يكون مفيداً للأمن والسلام بحسب تعبيره.

وتأتي تلك اللقاءات عقب محادثات رباعية بين وزير الخارجية الإيراني ونظيريه الفرنسي والبريطاني، ومنسقة الدول الست أشتون إضافة إلى رئيس الوفد الألماني في فيينا، وبعد اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأشتون في فيينا، سبقه اجتماع ثلاثي بين ظريف ونظيره الأميركي جون كيري وأشتون.

وكان أعلن في وقت سابق ان ظريف سيعود الى طهران لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في البلاد، لكن مصدراً مقرباً من الفريق الإيراني المفاوض أكد أن ظريف سيبقى في فيينا ولن يعود الى طهران.

وأشار المصدر الى ان ايران قدمت منذ اجتماع مسقط والى الآن مقترحات مختلفة، ولكن هذه الأفكار لم تصل الى مرحلة تستدعي عودة ظريف الى طهران ولذا فهو سيبقى في فيينا.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي أمس، مع نظيره الأميركي المفاوضات النووية التي تجري في فيينا، واتفق الوزيران على بذل الجهود لإنجاح الاتفاق بين «السداسية» الدولية وإيران قبل 24 تشرين الثاني الجاري.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الوزيرين أشارا خلال الاتصال إلى ضرورة اتخاذ جهود إضافية لضمان التوصل إلى اتفاق بين الوسطاء الدوليين وطهران في الموعد المتفق عليه سابقاً.

هذا واعتبر لافروف أمس، ان كل العناصر متوافرة للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني، داعياً الى ايجاد تسوية خلال المفاوضات الجارية في فيينا.

وقال امام صحافيين في موسكو: «نحن ملتزمون بتقييمنا بأن كل العناصر من اجل التوصل الى اتفاق متوافرة وان مهمة الدبلوماسيين هي الآن ترتيبها واظهار الارادة السياسية»، وذلك إثر تباحثه مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل.

ودعا الوزير الروسي مفاوضي مجموعة الدول الست وايران الى التوصل الى اتفاق «يقوم على موازنة المصالح ولا يشهد محاولات في اللحظة الاخيرة لانتزاع امور غير واقعية». وأضاف: «انا افترض ان المنطق والرغبة في التوصل الى تسوية حول هذه المشكلة الطويلة الامد سيسودان في النهاية».

وقال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أمس، ان المعلومات التي وصلتنا خلال اليومين الماضيين تفيد بأن المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة «5+1» في فيينا جدية للغاية. وقال: «على مجموعة السداسية الدولية ان تستفيد جيداً من الفترة الزمنية المتبقية من الفترة المحددة للتوصل الى الاتفاق، لأن مرور الوقت قد لا يكون في مصلحتهم»، وأضاف: «لو تم تجاوز الأطر التي تم بحثها حتى الآن، فإن الارضیة قد تكون مهیأة للتوصل الى تفاهم عام یتم بحث تفاصیله فی ما بعد».

وأشار المسؤول الايراني الى انه ما زالت هناك اختلافات في وجهات النظر بین الطرفین حول بعض الأمور، ویجب إزالة هذه الاختلافات في وجهات النظر خلال المفاوضات النهائیة، وقال: «هناك تصور في أذهان بعض المسؤولین الاميركيين، وأوضحته تصریحاتهم، بأنه یتوجب تحقیق ما كانوا یصبون الیه منذ بدء المفاوضات من خلال المفاوضات الجاریة حالیاً، وبالطبع فإنهم مخطئون في تصورهم».

وأكد لاریجاني ان المفاوضات الناجحة، هي المفاوضات التي تؤمن شروط الطرفین، وما طرحته ایران كان فیه المزید من المرونة، واعتقد بأنه یساعد على التوصل الى نتیجة نهائیة.

وأوصى رئیس مجلس الشورى الايراني مجموعة «5+1» بالاستفادة من الفرصة الحالیة في المفاوضات، مشيراً أن الوفد الايراني المشارك في المفاوضات مستعد وراغب بنجاحها، وعلى هذا الاساس یمكن صیاغة أطر الاتفاق. وأضاف: «من دون شك هناك امور لا یمكن حلها في الوقت الحاضر، وحلها قد یحتاج إلى بعض الوقت، الا انه في شكل عام فإن الظروف الحالیة تسمح بالتوصل إلى اتفاق، لكن، شرط أن تكون هناك رؤیة عادلة وعاقلة».

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، إنها ستبحث عرضاً إيرانياً لدخول منطقة ربما جرت فيها تجارب تفجيرات، وأوضحت أن الأمر ليس بالبساطة التي أشارت إليها طهران.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة الدولية جيل تودور من دون ان تذكر تفاصيل «الموقف في ما يتعلق بزيارة منطقة ماريفان ليس بتلك البساطة التي نقلتها إيران. ستبحث الوكالة العرض مع إيران».

وكانت طهران أبلغت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاجتماع الذي عقد أول من أمس، انها ستسمح لمفتشي الوكالة بزيارة منطقة ماريفان في غرب البلاد لإثبات أن المزاعم في شأن ما يشتبه انها أبحاث لصنع قنبلة ذرية لا تستند إلى أساس.

غير ان الاولوية الاولى للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن تحقيق متوقف منذ فترة طويلة في برنامج إيران النووي هي زيارة موقع آخر وهو منشأة بارشين العسكرية جنوب شرقي طهران، والتي رفضت طهران حتى الآن السماح للمفتشين بدخولها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى