موسكو: تقرير البعثة الأممية حول أوكرانيا بعيد من الموضوعية

أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو في اختتام لقائه مع جو بايدن نائب الرئيس الأميركي في كييف، أن إطار مينسك يمثل الصيغة الأفضل لعملية السلام بشرق أوكرانيا.

وقال بوروشينكو أمس: «توصلنا إلى اتفاق تام أن الصيغة الأساسية الأفضل لضمان عملية السلام هي مفاوضات مينسك وإطار مجموعة الاتصال الثلاثية»، مشيراً إلى أنه في إطار هذه المجموعة يجب أن تضمن الأطراف تنفيذ النقاط الأساسية من خطة مينسك للسلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار فوراً، وإقامة منطقة عازلة، وفرض الرقابة على الحدود.

وفي شأن آخر، شدد الرئيس الأوكراني على ضرورة استكمال عملية تشكيل الحكومة خلال 6 أيام. وقال: «علينا أن نستكمل تشكيل حكومة ائتلافية خلال 6 أيام وإيجاد حلول وسط، وتحديد الكتل التي ستشارك في الائتلاف».

ودعا نائب الرئيس الأميركي روسيا إلى التزام اتفاقيات مينسك، مجدداً الاتهامات الموجهة إلى موسكو بالتدخل في شؤون أوكرانيا من خلال دعم معارضي سلطات كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية والقوات. وقال بايدن إن «روسيا ستدفع ثمناً باهظاً في حال تصاعد الوضع في البلاد»، مهدداً موسكو بـ»العزل». وأعلن أن الولايات المتحدة «لا تعترف حالياً ولن تعترف أبداً بشرعية قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم»، مؤكداً أن بلاده ستضمن دعم أوكرانيا كي تكون لها موارد مالية لازمة، وأشار إلى أن المجتمع الدولي سيقدّم مساعدات لكييف في حال مواصلتها السير في نهجها الراهن. وقال: «كل شيء سيرتبط بمدى نجاح الإصلاحات، أما أميركا فستقدم دعمها»، مضيفاً أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ورئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك يعملون على بناء العلاقات مع صندوق النقد الدولي.

وندد نائب الرئيس الأميركي بسلوك روسيا في أوكرانيا ووصفه بأنه «غير مقبول» وحثها على التزام اتفاق السلام الموقع في أيلول والتقيد بوقف إطلاق النار وسحب القوات المسلحة من البلاد. وقال بايدن مخاطباً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلهجة صارمة «افعل ما وافقت على أن تفعله يا سيد بوتين».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن التقرير الذي صدر أخيراً عن البعثة الأممية لحقوق الإنسان بأوكرانيا بعيد من الموضوعية في تقييم الوضع ويتجاهل مشاكل الناطقين بالروسية في أوكرانيا.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أمس، أن التقرير يشوه الوقائع بشأن الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية و«يغذي أسطورة وجود عسكريين روس» في شرق أوكرانيا، وذلك استناداً إلى مصادر مشكوك فيها.

ووصف بيان الخارجية الروسية نتائج التقرير، الذي يستند إلى جهاز الأمن الأوكراني و«صور أقمار صناعية» لم تنشر، بأنها غير مقبولة على الإطلاق، مضيفاً أن تقرير البعثة الأممية يتجاهل أيضاً الحصار الاقتصادي الذي فرضته كييف على شرق أوكرانيا والذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.

وأكدت الخارجية الروسية أن البعثة الأممية لم تتحدث عن استخدام القوات الأوكرانية قنابل عنقودية وحارقة ضد المدنيين وكذلك صواريخ «غراد» لقصف أحياء سكنية في منطقة دونباس، على رغم ورود تأكيدات لذلك في تقارير منظمة «هيومن رايتس ووتش».

ومع ذلك أشار البيان إلى أن تقرير البعثة حاول أن يعكس أهم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات والقوات الأوكرانية ومنها أعمال خطف واعتقال وتعذيب وقتل وعنف جنسي، مع دعوة بعثة المراقبة الأممية إلى متابعة التحقيق في قضايا جنائية فتحت بشأن جرائم ارتكبتها «وحدات متطوعين» ومحاسبة جميع المسؤولين عنها.

وأعربت الخارجية الروسية عن أملها في أن تواصل بعثة المراقبة المساهمة في إجراء تحقيق موضوعي ومتكامل في أسباب قتل أشخاص عثر على جثثهم في مقبرة جماعية في مقاطعة دونيتسك.

وأشار البيان إلى أن موسكو تشاطر البعثة الأممية القلق من المماطلة في التحقيق في كارثة أوديسا وأحداث «الميدان» في كييف، مؤكداً أنه لا يمكن السماح بإغلاق قضايا قتل رجال الأمن في كييف في هذه الأحداث. وأضاف أن تقرير البعثة يدين قمع صحافيين يتبنون مواقف موالية لروسيا ويعرب عن مخاوفه بشأن عملية التطهير السياسي في أوكرانيا، لكنه يتجاهل التحقيق في تحطم الطائرة الماليزية.

وأكدت الخارجية الروسية أنها تتفق مع تقرير البعثة حول ضرورة بذل كل ممكن من أجل حل الأزمة سلمياً على أساس الشرعية الدولية واتفاقات مينسك، مضيفة أن موسكو من جهتها ستفعل كل ما بوسعها للمساعدة على تسوية الوضع في أوكرانيا.

وفي سياق متصل ورداً على التصريحات الأميركية حول نية واشنطن تسليح كييف بأسلحة فتاكة، رفضت فانينا مايسراتشي، مساعدة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة التعليق على تصريحات واشنطن حول احتمال قيام الولايات المتحدة بتوريد أسلحة قاتلة أميركية إلى أوكرانيا.

وفي ردها على سؤال عن موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من إمكان توريد تلك الأسلحة، قالت مايسراتشي إن «الأمين العام لم يغير موقفه السابق من تسوية الأزمة في أوكرانيا، ألا وهو الحوار والعودة إلى بروتوكول مينسك».

وكان جو بايدن قال عشية زيارته إلى كييف أنه سيدلي هناك بتصريح مهم يتعلق بتقديم مساعدات أميركية ملموسة لأوكرانيا «شعباً وحكومة».

وكانت الإدارة الأميركية أشارت مراراً إلى أن هناك مساعدات ذات طابع عسكري تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، لكنها لا تحتوي أسلحة. ومع ذلك رفض البيت الأبيض استبعاد توريد أسلحة لكييف مستقبلاً.

واقترح أنتوني بلينكن، نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، النظر في إمكان توريد «أسلحة قاتلة» إلى أوكرانيا «لأغراض دفاعية».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن إقدام الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بالأسلحة من هذا النوع سيكون خرقاً لاتفاق جنيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى