كأس سمّ أوباما الخامسة وعالم ما بعد «إسرائيل»…!

محمد صادق الحسيني

فشل الفريق الإيراني في جعل الأميركي يذعن لحقوق طهران النووية أم نجح، فقد كسبت إيران المعركة ولم يعد بإمكان أحد إرجاع عقارب الساعة إلى ما قبل 24 تشرين الثاني من عام 2014 بعد أن تجرع أوباما الكأس الزؤام من جديد وهذه المرة على أسوار طهران الحاج قاسم سليماني.

من بابا عمرو إلى القصير إلى معركة القلمون الأولى إلى القلمون الثانية إلى آمرلي وجرف الصخر وبيحي الرافدين إلى بيت المقدس كان المنتصر دائماً هو هو: جنرال المقاومة على جنرال التوحش الصهيوأميركي.

كما في الميدان كذلك الأمر على مسرح الدبلوماسية ستكون النتائج متطابقة وشبح الهزيمة يلاقي الجلاد والمنتصر هو ربان سفينة المستضعفين.

في الرابع والعشرين من تشرين الثاني، أغلب الظن سيتفق الفريقان المتفاوضان على إجراء احتفالي يعلنان خلاله عن نصف نجاح ويخفيان نصف فشل ويقرران تمديد التفاوض.

وكما نجح محور المقاومة في كسر شوكة الأميركي المتعجرف على بوابات الشام وأسوار غزة وتخوم بغداد وسواحل البحر الأحمر وباب المندب ستتحول أحلام «الإسرائيليين» بالقضاء على مشروع إيران النووي إلى حسرة ترافقهم حتى الدياسبورا الجديدة التي تنتظرهم بعد الهزيمة الكبرى المرتقبة.

ما سيزيد في غصة أوباما المتصهين هو ذلك العمل البطولي والجبار الذي قام به كلاً من عدي وغسان أبو جمل في قلب القدس المحتلة.

فهذه العملية جعلت أوباما يتجرع كأس سم جديد حتى قبل أن يحرك جندياً واحداً من جنود النخبة لديه لإسناد ربيبه المذبوح لتوه حياً على أسوار غزة هاشم.

إنها الحرب الخفية التي ستجعل كل أرض يدوسها الأميركان أو ينوون دوسها جهنم، من بغداد إلى غزة ومن الشام إلى رام الله.

الضفة الغربية التي تتسلح على قدم وساق كما تشير التقارير الواردة من هناك ستشتعل تحت أقدام جنود حاملة طائراته التي اسمها «إسرائيل».

أيضاً معركة القلمون الثالثة المرتقبة ستسدل الستار نهائياً على أي أمل بتمدد رجال الهاغانا التكفيريين إلى الساحة اللبنانية.

وأما قبائل ما باتوا يعرفون بحكومات ما بعد الفراغ فان أيامهم باتت معدودة مهما استقووا بخيمة «التحالف الدولي ضد داعش».

فهذا التحالف يقترب مصيره من مصير حلف السنتو أو حلف بغداد القديم، وهو لن يستطيع فعل شيء أكثر من اغتيال البغدادي أو بعض مساعديه.

نعم قد يضطر لأمر واحد يكسب فيه بعض الزهو بالانتصار أو التحايل على الرأي العام بأن يأمر دواعشه في نهاية العام الميلادي بالانسحاب من العراق باتجاه الأراضي السورية ليدعي نصراً كاذباً ويخفي إنجازاً حقيقياً يدونه شبح الجنرال الأسمر الذي يطارده ويطارد دواعشه على أكثر من أرض عربية.

إنها معركة بالنقاط يخوضها الرئيس الخائب أوباما مع جنرال الولاية كلما تقدم الزمن كلما ظهرت نتائج سلسلة خيباته التي لا تنقطع.

في البر كما في الجو كما في البحر حيثما يولي وجهه سيجد جنرال التعبئة الحاج قاسم سليماني أمامه.

ليس بالضرورة أن يحضر الإيراني بجنده وعتاده وخوذته وبسطاله في مواجهة الشيطان الأكبر، فقد توطنت مقولة مقاومة الاستكبار ولم تعد محض إيرانية ولا محض شيعية أبداً كما صورت في نهاية السبعينات.

فهي اليوم سورية بقوة وعراقية بقوة ولبنانية بقوة البتة بل وصارت فلسطينية ومقدسية أيضاً وأيضاً بامتياز.

لقد تجاوزت المعركة المفتوحة مع العدو الصهيوني حدود استرجاع الأرض والحقوق الفلسطينية، وأصبحت معركة وجودية تماماً كما صرح وزير الأمن الداخلي الصهيوني صادقاً ولو لمرة واحدة.

لقد باتت منهجاً وأسلوباً وطريقاً وتكتيكاً واستراتيجياً لكل الثائرين على ظلم المستعمرين والعبرة بالنتائج ومخرجات القتال.

سينتهي العام الميلادي الحالي وسنرى من سيرفع رايات النصر على «داعش» حلف بغداد الأميركي الجديد أم حلف المشهد الدمشقي الشهير؟!

يقول المثل الإيراني الشهير: الفراخ يتم عدها في نهاية الخريف…

انتظروا إذن السباق الماراثوني بين الحاج قاسم سليماني ومستر باراك أوباما من جنيف وفيينا وصولاً إلى دمشق وبغداد والضاحية وصنعاء وبيت المقدس مروراً بطهران الدرع الصاروخية ودبلوماسية حياكة السجاد.

سلاطين البحرين الأبيض والأحمر الجدد وسادته سيدونون التاريخ بلغة جديدة لم يتعود عليها صناع الحربين العالميتين الأولى والثانية بعد أن تنكسر شوكتهم من جديد ويضطرون للاذعان والتسليم لقوى التغيير والمقاومة والممانعة.

ومن لا يصدق بشائر النصر فلينتظر مفاجآت العام الميلادي الجديد عام الانتصار على معادلة المنتصرين في الحربين الكونيتين وصناع جغرافيا ما بعد «إسرائيل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى