السيسي لـ«فرانس 24»: لا وجود لقوات مصرية في ليبيا

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عمق العلاقات بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن جولته الأوروبية «تأتي ضمن الجهود التي يبذلها لاستعادة مكانة مصر، وشرح وجهة نظرها للأوروبيين ليتفهموا ما يحدث في مصر والمنطقة.»

وبينما تطرق السيسي للتعاون العسكري بين مصر وفرنسا، فقد أكد أن «عقد صفقات جديدة بين البلدين مرتبط بمدى ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر، في ظل الظروف الراهنة، وتفهمها للمطالب الأمنية لمصر بما يتناسب مع ظروفنا الاقتصادية الحالية.»

ورداً على سؤال عن إمكان مشاركة مصر في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» قال السيسي: «إن مصر تبذل جهوداً منذ أكثر من عام في مكافحة الإرهاب، ونحن منضمون لهذا التحالف، ولكننا نقوم بهذا الجهد في سيناء وعلى حدودنا الغربية والجنوبية.»

وعن «المنطقة العازلة» بين سيناء وقطاع غزة، قال: «إقامة منطقة خالية على الحدود أمر كان يتعين أن يتم من سنين طويلة، لما له من تأثير كبير في الأمن في سيناء، وربما مصر ككل»، مؤكداً أنه «يتم تنفيذ هذا القرار بمنتهى التفاهم مع السكان في سيناء.»

وتطرق السيسي إلى «حالة الفوضى» التي تشهدها ليبيا حالياً، ورد على سؤال عما إذا كانت هناك قوات مصرية في ليبيا، بقوله: «مصر إذا تدخلت تدخلاً مباشراً في ليبيا، فإنها لن تتردد في إعلان ذلك». وأضاف: «كل ما نفعله هو مساعدة الجيش الوطني الليبي، والبرلمان الليبي، ونرى أن الجيش الليبي قادر على حماية أمن ليبيا، وعلى المجتمع الدولي مساعدة الجيش الليبي على أن يستعيد مكانته ليكون قادراً على مواجهة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.»

ونفى السيسي وجود قوات جوية أو أرضية، أو طائرات عسكرية مصرية في ليبيا، مشدداً على أن «مصر تؤمن حدودها من داخل حدودها»، لافتاً إلى أن «العمل الذي قام به حلف الأطلسي لم يستكمل حيث سقط النظام الحاكم، لكن لم تتم إعادة بناء المؤسسات وتسليم الدولة لشعب ليبيا.»

وحول العلاقات مع قطر وتركيا، قال الرئيس المصري: «دعونا ننتظر ونرى نتائج اتفاق الرياض بشأن قطر»، أما بالنسبة لتركيا فقد أكد أن «مصر منذ 30 حزيران 2013 وحتى الآن، لم تصعد الموقف مع أية دولة بأي إجراء سلبي على الإطلاق.»

كذلك تحدث السيسي عن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، التي وصفها بـ»الاستراتيجية»، ودعا إلى ضرورة العمل على حل القضية الفلسطينية، مؤكداً أن «مصر مستعدة للإسهام في تقديم الضمانات التي تحقق السلام، وألا يكون هناك شكل من أشكال التهديد لا للإسرائيليين ولا للفلسطينيين.»

وبالنسبة إلى «الإخوان المسلمين»، قال الرئيس السيسي إن ما تقوم به الدولة المصرية إزاء جماعة الإخوان، «هو رد فعل وليس فعلاً»، مؤكداً أن «المناخ متوافر لكي يعيش كل المصريين باختلاف أفكارهم، ولسنا ضد فكر أي طرف، بشرط ألا يحاول فرض فكره على الناس بالقوة وهي مشكلة موجودة عندنا.»

ونبه السيسي إلى أن «هذا الوضع يعكس إرادة شعب كامل رفض استمرار هذا الحكم، ومع ذلك لم يتخذ إجراء استثنائي واحد يوم 3 تموز 2013 ولا بعد ذلك، وكانت هناك فرصة أمام الجميع ليساهموا مرة أخرى ويشاركوا في العملية السياسية، لكنهم لم يفعلوا ذلك ولجؤوا الى العنف كوسيلة، وهذا دائماً فكر جماعات الإسلام السياسي».

ورداً على سؤال حول أوضاع حقوق الإنسان والناشطين والصحافيين، وإمكان تسليم صحافيي الجزيرة المسجونين إلى دولهم، قال الرئيس المصري: «القانون الخاص بإمكان تسليم مسجونين أجانب إلى دولهم، إنما يؤكد أنني لم أكن مسؤولاً أو صاحب قرار عندما تم إلقاء القبض وتحويل الصحافيين إلى المحكمة، وأقول لو كنت موجوداً في السلطة وقتها لوجدت أنه من الأنسب لمصر وأمنها القومي أن يرحلوا إلى بلدهم وإغلاق القضية.»

وحول إمكان منح صحافيي الجزيرة عفواً رئاسياً، قال: «إن هذا الأمر يبحث لحل المسألة، وإذا وجدنا أن هذا الأمر مناسب للأمن القومي المصري سنقوم به»، إلا أنه شدد على احترامه لأحكام القضاء المصري وعدم تدخله في أعمال السلطة القضائية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى