هكذا أدّت استقالة هاغل إلى التمهّل الأميركي… فنالت إيران 5 مليارات انتظارات لبنانية: حوار حزب الله و«المستقبل»… الطعن… وبوغدانوف

كتب المحرّر السياسي:

لم تسقط مفاوضات فيينا في الفشل، ولم تذهب العلاقة الإيرانية الأميركية إلى المواجهة، من بوابة مفاوضات الخمسة زائداً واحد التي لم يعلن في نهايتها الاتفاق الموعود.

التهدئة متبادلة، تأكيد على النوايا الإيجابية لدى الفريق الآخر لسان حال واشنطن ولسان حال طهران، والعقوبات الجديدة مضرّة لمستقبل المفاوضات يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما، تعليقاً على تمديد المفاوضات حتى مطلع تمّوز من العام المقبل، وجعل مهلة الأشهر الأربعة الأولى للتفاهم السياسي، والباقي لإجراءات تقنية يتفق عليها، يقول وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

الرئيس الإيراني حسن روحاني يردّ التحية بمثلها، فيقول إنّ الخلاف مع الفريق الآخر كان حول كيفية تحويل التفاهمات إلى اتفاق.

إشادة بنجاح إيران بالوفاء بالتزاماتها على ألسنة البريطانيين والفرنسيين والألمان، وإشارة روسية واضحة إلى أنّ ما أنجز كبير جداً، وما تبقى ضئيل جداً، ويمكن إنجاز الاتفاق قبل حلول المهلة المتفق عليها.

وزير الخارجية البريطاني يعلن أن إيران ستحصل خلال المهلة على خمسة مليارات دولار من أرصدتها المجمّدة، بمعدّل سبعمئة مليون كلّ شهر، فيسأل الصحافيون إذن تمّ الاتفاق فيردّ الوزير البريطاني، الالتزام الإيراني بتطبيق التفاهمات يستحق التشجيع.

ما هي حقيقة ما جرى في فيينا؟

قراءة النتائج تقول إنّ نصف اتفاق قد تمّ، فالإفراج عن الأرصدة المجمّدة يعني بدء تنفيذ جزئي لبند رفع العقوبات المفترض أنه رهن بالتوصل إلى الاتفاق، والالتزام بعدم إقرار عقوبات جديدة يعني أن اتفاقاً قد تم، والرئيس الأميركي رد قبل شهرين فقط وردد معه الأوروبيون، على مطالبة إيرانية بوقف إقرار عقوبات جديدة أثناء المفاوضات، بأنّ هذا الامتناع سيتمّ تلقائياً يوم نتوصل إلى اتفاق نهائي.

من جهتها إيران ستواصل التزامها بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم على درجة العشرين في المئة، وتواصل الترحيب ببعثات التفتيش التابعة لوكالة الطاقة الدولية للطاقة الذرية، للتحقق من مواصلة تطبيق التعديلات المتفق عليها، على مفاعلاتها ووقف تركيب أجهزة طرد مركزي إضافية.

التحقق من حاجة إيران الفعلية إلى عدد من أجهزة الطرد المركزي وشروطها التقنية لإنتاج حاجة مفاعلاتها من الوقود النووي للطاقة الكهربائية، سيشتغل عليه خبراء الوكالة الدولية أربعة شهور ويعتمد تقريرهم من الفريقين معاً، والعقوبات وآلية رفعها، يتم البدء بها تباعاً، من اليوم بفك تجميد المليارات الخمسة ووقف إصدار لوائح عقوبات جديدة، وشمول قرارات هادئة لرفع عقوبات تجارية ومصرفية بالمفرّق لا تحرج ولا تبدو ضمن سلة تفاهمات، سيتمّ تصديقها ببرود وهدوء خلال الشهور المقبلة، لترتبط سلة عقوبات الكونغرس بتفاهم تموز.

بالتوازي سيكون التفاوض السياسي حول التعاون في المنطقة، وخصوصاً الحوار السعودي ـ الإيراني بوساطة سلطنة عُمان، محور اهتمام الجميع لضمان جبهة إقليمية هادئة، وهذا لم ينسه الرئيس أوباما كمهمة للمرحلة المقبلة في تصريح طازج، فالحوار يوفر البيئة المناسبة، لحلحلة الخلافات الإقليمية من جهة، من العراق إلى اليمن وسورية، ولبنان، ومن جهة مقابلة يؤدّي إلى قطع الطريق على «داعش» ومساعي الإفادة من مناخات التوتر المذهبي التي ستحضر حكماً في ظلّ استمرار التجاذب السعودي ـ الإيراني.

فعلها تشاك هاغل، قال مصدر ديبلوماسي متابع للمفاوضات، فقد كان كجمهوري يرفض التسوية في سورية ويحذر منها، خصوصاً مع التوجه الجديد للرئيس أوباما بالتسليم بدور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة المقبلة في الحرب على الإرهاب وضرورة إعادة النظر، باستراتيجية هاغل، والتتمة أنّ توقيت استقالة هاغل حسم تردّد البيت الأبيض لجهة تجزئة الاتفاق، منعاً للاستثمار الجمهوري، وقبلت إيران تجزئة الصفقة.

الربيع سيشهد التفاهم السياسي، إذن على لبنان وسورية خصوصاً الاستعداد، وزير الخارجية السوري في موسكو، ولبنان على موعد مع انتظارات، من حوار حزب الله وتيار المستقبل إلى مستقبل المجلس النيابي الممدّد لولايته في ضوء مصير الطعن ليسير كلّ شيء بهدوء، والكلّ ينتظر زيارة نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف لمعرفة إيقاع التسويات وموقع لبنان فيها.

وبقي موضوع الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في صدارة المتابعة السياسية لما له من انعكاسات على الوضع الداخلي. وبانتظار ما سيدلي به رئيس التيار سعد الحريري الخميس المقبل في هذا الموضوع، أكدت أوساط «المستقبل» لـ«البناء» «أن التيار ينتظر جدول الأعمال من رئيس المجلس النيابي نبيه بري»، مشيرة إلى «أن الأولوية يجب أن تكون لملفي الأمن ورئاسة الجمهورية».

وفيما ينتظر أن يجري الحريري سلسلة مشاورات مع حلفائه قبل حسم موقفه من الحوار مع «حزب الله»، أكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» «أن حزب الكتائب يرحب بهذا الحوار، لكنه أشار إلى أنه «لا يتوقع شيئاً في القريب العاجل، وإن حصل سيكون على مستوى الصف الثاني». وإذ اعتبر «أن الحوار هو أحد مفاتيح الحل في لبنان»، لفت قزي إلى «أن الانتخابات الرئاسية هي أحد الملفات الرئيسية، إلا «أن الكلمة الفصل هي للمكون المسيحي في هذا الاستحقاق».

مواصفات بري للرئيس

وفي السياق، وضع الرئيس بري مواصفات لرئيس الجمهورية العتيد «الذي هو رأس السلطات الدستورية في لبنان»، وأشار رئيس الهيئة التنفيذية في حركة «أمل» محمد نصر الله في كلمة ألقاها باسم بري في احتفال للحركة، أن «الفراغ في سدة الرئاسة يشكل تهديداً لعمل المؤسسات». وقال: «علينا كلبنانيين أن نذهب إلى معالجة قضايانا بمسؤولية وحكمة وأن نعمل من أجل إنتاج رئاسة الجمهورية في أسرع وقت ممكن، وإيجاد رئيس للجمهورية من إنتاج لبناني، إذ أي رئيس للبلاد من إنتاج محلي ومهما كان حجمه وقدراته مع وحدة وطنية، هو أفضل بكثير من رئيس يدعي أنه قوي ويستقوي بالخارج».

وعلى صعيد الطعن المقدم من التيار الوطني الحر ضد قانون التمديد للمجلس النيابي، أكد «تكتل التغيير والإصلاح أن «قضاة المجلس الدستوري أمام موقف تاريخي لوقف مسلسل الاعتداء على الدستور». وأعلن النائب إبراهيم كنعان بعد الاجتماع «أنه في إطار الرسائل التي أرسلها العماد ميشال عون إلى ملوك ورؤساء الدول العربية، قرر أن يتابع اجتماعات المجلس الدستوري من أجل بت التمديد، مؤكداً «أن التكتل سيبقي جلساته مفتوحة إلى حين اتخاذ المجلس الدستوري قراره في شأن الطعن بالتمديد للمجلس».

وأكدت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أننا لن نتراجع عن موقفنا من الطعن بالتمديد للمجلس النيابي، وسنستمر بالضغط لحين اتخاذ المجلس الدستوري قراره». وإذ أشارت المصادر إلى شكوك تحيط بعمل المجلس الدستوري الذي مدّد لنفسه خلافاً للقانون، أكدت «أن التيار لن يتراجع، وكل الاحتمالات مفتوحة وأن لا سقف سيمنع العماد عون من الذهاب إلى المكان الذي يريده، لحماية الدستور وتحقيق المناصفة الفعلية».

وفد روسي يسبق بوغدانوف

وسط هذه الأجواء، برزت حركة دبلوماسية روسية اتجاه لبنان وسط الحديث عن مؤتمر سيعقد في موسكو لحل الأزمة السورية. وتوقفت مصادر مطلعة عند زيارة الوفد البرلماني الروسي لبنان أمس، وأكدت لـ«البناء» «أن الزيارة هي استطلاعية في عمقها، وفي الوقت نفسه ليست بعيدة عن العلاقات الثنائية بين الدولتين من باب التسليح الروسي للجيش اللبناني».

وشددت المصادر على «أن زيارة الوفد الروسي لبنان شكلت مفاجأة للجميع، لا سيما أنها لم يأت أحد على ذكرها لا من قريب أو بعيد»، مشيرة إلى «أن الوفد أراد من زيارته لبنان الذي يعتبر منصة مراقبة دولية لردود الفعل، رصد الأصداء حيال مبادرة بلاده تجاه سورية، والتي لم تفصح روسيا عن تفاصيلها بانتظار زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

ويزور الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف لبنان في الخامس من كانون الأول المقبل على مدى يومين يلتقي خلالهما عدداً من المسؤولين للتشاور في الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان كما يشارك في احتفال خاص تقيمه جمعية الصداقة اللبنانية الروسية لمناسبة مرور 70 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين».

تعاون وزاري في حملة الغذاء

وإذا كانت الصحة السياسية معتلة، فإن حملة سلامة الغذاء مستمرة بتأكيد وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي شدد على أن «الحكومة تعمل كفريق واحد»، لافتاً إلى أن «هذه الحملة تحولت إلى خطة تنتهجها الحكومة ككل».

وأوضح أبو فاعور في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير السياحة ميشال فرعون، أن «هذه الحملة لم تكن هجومية أو انتقامية»، أملاً أن «يتم التعامل مع هذه الحملة بايجابية»، مشدداً على «ضرورة وجود تعهد واضح من نقابة المطاعم أن قانون سلامة الغذاء سيطبق وسيتم الالتزام به، والمطعم الذي لن يطبقه سيتم سحب انتسابه من النقابة»، لافتاً إلى أن «هذا الإجراء سيكون طويل الأمد». وأعلن أبو فاعور أن «الأربعاء المقبل سيعقد مؤتمراً جديداً يعلن خلاله عن المؤسسات التي التزمت وطبقت القوانين والمعايير العالمية لسلامة الغذاء».

وأكد الوزير فرعون، بدوره، أنه يجب علينا الخروج من أزمة الثقة التي مرت في الآونة الأخيرة في المجال الغذائي، مشدداً على ضرورة التعاون بين وزارتي الصحة والسياحة.

اهتزاز أمن المخيمات

أمنياً اهتز أمن المخيمات الفلسطينية أمس إثر اشتباكات بين فتحاويين في مخيم برج البراجنة أوقعت قتيلة سورية وسقوط جريح قبل تدخل قيادات المخيم لتهدئة الوضع. كما وقع إشكال بين عنصر من «الكفاح المسلح الفلسطيني» وعنصر من «فتح الإسلام» في مخيم عين الحلوة لم يسفر عن إصابات.

من جهة أخرى، أوقفت القوى الأمنية في صيدا هشام الدنب وهو أحد مناصري الشيخ الفار أحمد الأسير.

مفاوضات العسكريين مستمرة

وفيما، لم يطرأ جديد في قضية العسكريين المخطوفين، أفادت معلومات أن «الموفد القطري لم يتلق بعد أجوبة واضحة عن مطالب خاطفي العسكريين، ولذلك أحجم عن الحضور إلى عرسال ولم ينه مهمته». فيما أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام أن «المفاوضات بملف العسكريين الرهائن مستمرة والموفد القطري لم ينسحب منها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى