سلام: نسعى إلى تخفيف أعباء ملف النازحين عن السوريين واللبنانيين

أطلق رئيس الحكومة تمام سلام حملة دعم «صندوق النهوض اللبناني لمساعدة البيئة الحاضنة للنازحين السوريين»، وذلك خلال حفل أقيم قبل ظهر أمس في السراي الحكومية، في حضور وزراء: الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، التربية الياس بو صعب، والعمل سجعان قزي وعدد من السفراء والشخصيات الديبلوماسية.

وفي كلمة ألقاها خلال الحفل، قال سلام: «يسعدني أن تُتاح لي الفرصة للمشاركة ولو في شكل عابر في إطلاق هذه الحملة التي تُعنى بملف هو من أكبر وأهم الملفات الموجودة بين أيدينا اليوم على مستوى مسؤولياتنا في الحكومة، ألا وهو ملف النزوح السوري، هذا الملف الذي يتم الاهتمام به خصوصاً، من قبل الوزراء االمعنيين، كذلك المنظمات والدول التي تساعدنا فيه». وأضاف: « إنّ هذه الحملة هي جزء مما نتصدى له في محاولة منا لتخفيف أعباء هذا الملف، سواء كان على إخواننا النازحين السوريين أو على لبنان واللبنانيين كي نتمكن من العبور بثقة ومتانة ونكون أكثر تأهلاً للأشهر والسنوات المقبلة التي تتطلب منا جميعاً الكثير من العناية والاهتمام .وأتمنى أن يكون لهذه الحملة الأثر الكبير في التوعية المطلوبة لإبراز هذا الملف».

حكيم

وأشار حكيم، من جهته، إلى «أنّ نطاق وتعقد أثر الأزمة السورية المفروضة على المجتمعات اللبنانية المضيفة أصبح كارثياً، فغياب الاهتمام الدولي غير عادل، وبعبارة اقتصادية بسيطة نقول إنّ صدقيتنا على المحك».

واعتبر»أنّ الأزمة السورية تجاوزت الحدود لتصبح أزمة إقليمية». وقال: «فلنظهر الالتزام اللازم لطرح المجتمعات اللبنانية المضيفة على الأجندة الدولية. لا بدّ من الوفاء بالتعهدات، ولا بدّ من اتخاذ إجراءات طارئة، فلا وقت الآن لتضييع الوقت، ونحن الآن نتشارك أزمة إنسانية لا بدّ من السيطرة عليها، ونحتاج إلى مساعدتكم لنتمكن من مساعدتهم».

باسيل

وأشار باسيل، بدوره، إلى خطة الحكومة اللبنانية «التي رسمت مساراً لمواجهة الأزمة وفق مبادئ وقواعد واضحة ومتماسكة، ومستندة إلى قراءة دقيقة وعميقة لواقع الحال على الأرض». وقال: «منذ إقرار خطة الحكومة اللبنانية، وضعت وزارة الخارجية والمغتربين نصب أعينها أولوية إيصال وشرح سياسة الحكومة تجاه مسألة النازحين لدى مختلف عواصم الدول الصديقة والمعنية، والمنتديات الدولية ذات الصلة، عبر حراكنا المباشر واتصالاتنا كوزارة للخارجية والمغتربين، وعبر سفاراتنا وبعثاتنا في الخارج. وقد شكل مؤتمر برلين حول النازحين في دول الجوار السوري فرصة ممتازة لإيصال الصوت والرسالة، حيث أطلق وفد لبنان برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صرخة لبنان، والتي نأمل أن تكون قد لاقت الصدى المطلوب لدى مختلف مكونات المجتمع الدولي التي نعتبرها شريكاً أساسياً لنا في هذا المسعى الإنساني». وأضاف: «لكل الشركاء نقول، بانتظار عودة كل النازحين إلى ديارهم علينا العمل مع بعضنا البعض، ونسألكم أن تساعدوا لبنان واللبنانيين على تحصين أمنهم وبناهم التحتية، وتعزيز قدراتهم الاقتصادية والاجتماعية، لكي يتمكنوا من إتمام رسالتهم الإنسانية».

وتابع باسيل: «في مواجهة ظرف استثنائي يعصف بلبنان، أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، علينا أن نتبنى سوياً الوسائل العلاجية الملائمة التي تطال مكامن الألم العميقة والدفينة لا الظاهرية فحسب، فلنمارس شراكتنا في تبني مقاربة تنموية وبنيوية شاملة إزاء هذه الأزمة المتعدّدة الأبعاد، تحفظ لنا ولكم لبنان الذي نحتاجه وتحتاجونه، ساعدوا لبنان، ليظلّ قادراً على المساعدة بدوره».

درباس

وأشار درباس، من جهته، إلى «أنّ الناس يعيشون في حال من البؤس ويعانون من مشاكل اجتماعية عدة». وقال: «إنّ المجتمعات المضيفة في لبنان هي من أكرم المانحين»، محذراً «من خطر التوطين». كما شدّد على «أهمية مستوى الدعم الذي تقدمه الدول المانحة للبنان وللإخوة السوريين».

ماونتن

أما ممثل برنامج الأمم المتحدة روث ماونتن، فقد أعرب عن «سعادته في المشاركة في إطلاق الحملة الرامية إلى حشد المزيد من الموارد لتقديم المساعدات إلى لبنان ومجتمعاته المضيفة»، موضحاً «أنّ ممولي هذا الصندوق هم وزارة الاقتصاد والتجارة وألمانيا ورومانيا والسويد». وقال: «مع استمرار الأزمة في سورية، هناك تهجير للكثير من السوريين إلى لبنان».

ولفت ماونتن إلى «أنّ الوضع في لبنان وصل إلى حال غير مسبوقة، لأنه يستضيف أكبر عدد من النازحين في العالم، لذلك فإنّ التحديات معقدة للغاية إذ أنّ هناك دولاً قليلة تتحمل هذا العبء الذي ترك بصماته على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وبات يؤثر على الاستقرار في لبنان، فضلاً عن أنّ النازحين يعيشون في مناطق لبنانية تعاني من الفقر وعدد الفقراء في لبنان يتزايد».

وأعلن «أنّ اجتماعنا هنا هو لدعم المبادرة التي تطلقها وزارة الاقتصاد والتجارة نيابة عن الدولة للمساعدة في دعم البيئة الحاضنة للسوريين، فلبنان لم يعد يستطيع تحمّل العبء وحده، وهو يحتاج إلى أكثر من مساعدة مالية».

وختم ماونتن: «نحن مستعدون لدعم الحكومة اللبنانية، والأمم المتحدة تعمل مع الحكومة لوضع برنامج لإفادة النازحين واللبنانيين. ونأمل أن نتمكن من أن نجمع أموراً تتجاوز الشؤون الإنسانية، خصوصاً وأنّ لبنان يعيش في جوار غير مستقر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى