المريجات

أقامت مديرية المريجات التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة العيد الـ82 لتأسيس الحزب، في صالة «آل المصري» ـ المريجات. حضره عميد الدفاع زياد معلوف، عضو المجلس الأعلى د. وليد زيتوني، مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر، المندوب السياسي للبقاعين الغربي والأوسط محمد عبد الغني، منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.

كما حضر الاحتفال علي قاسم وخضر زعيتر عن حزب الله، خالد أبو حمدان عن حركة أمل، غسان بحر صافي عن حزب الوعد، عماد بعقليني عن تيار المرده، فادي العلي عن حزب البعث العربي الاشتراكي، سعيد أيوب عن حزب الاتحاد، إيلي نصار عن التيار الوطني الحر، رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، كاهن رعية مار جرجس في المريجات الأب وسام أبو النصر، رئيس بلدية المريجات السابق فيليب بشعلاني ومختارها مارون بشعلاني، إضافة إلى فاعليات المنطقة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية وأعضاء مجالس بلدية واختيارية وجمع من القوميين والمواطنين.

كلمة المديرية

افتتح الاحتفال بنشيد الحزب والنشيد اللبناني، ثم كلمة تعريف ألقاها وسيم بدر، فكلمة مديرية المريجات ألقاها المدير الدكتور لؤي زيتوني وركز فيها على علاقة الحزب بمتحد المريجات، وعلى تاريخ المريجات، إضافةً إلى دور القوميين الاجتماعيين فيها.

وأشار إلى أن الزعيم زار المريجات في يوم مار جرجس الخضر عام 1947… لافتاً إلى أن البلدة احتضنت المقاومة الوطنية، كما الكثير من البلدات البقاعية وشكلت محطة انطلاقٍ لعددٍ من عملياتها… وهي من أولى البلدات التي كرمت الاستشهادية سناء محيدلي وعبرت عن وفائها لمن يبذل دمه فداء لشعبه وأرضه، على خطى نماذج التضحية التي عرفتها بلادنا منذ القدم تيمناً بإنجيل يوحنا ـ الذي ورد فيه: لأنه ليس حب أعظم من هذا: هو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه .

وقال زيتوني: «تمر المناسبة هذه السنة على بلدتنا في ظل مخاطر داهمة وأخرى متجدّدة، لا تقف عند حد التشرذم، وليس آخرها الخطر الإرهابي الذي يحصد ما يحصد في طريقه، ليس من الأرواح فحسب، بل من القيم والتراث والتاريخ… ومن حقيقة مجتمعنا وأمتنا التي أطلقت الحضارة إلى العالم… كما أشعلت شرارة العقل ليكون مسيراً للإنسان ووجوده».

وقال: «هو الخطر الذي يسعى إلى تحطيم ما فينا من إرادة وعزيمة بزرع الخوف وزعزعة الإيمان بالذات. هو الخطر المنهجي الذي يعمل على سلخ إنساننا عن ارتباطه المقدس بأرضه. والذي حذّر منه سعاده منذ عام 1937، إذ رأى أن العصبية الوهابية تنذر البلاد التي تحيط بأرض العرب بخطر حرب مداهمة، لأن القبائل العربية ترمي من خلالها إلى الاستيلاء على مناطقنا وتدمير ثقافة الحياة في شعبنا. العصبية الوهابية تنذر الشعوب حول بلاد العرب بخطر حرب مداهمة. فجيوش ابن السعود تتجه نحو حدود شرق الأردن. وقد أحست إمارة شرق الأردن بالخطر المحدق فقامت جيوشها بمناورة على الحدود تمريناً لها على الدفاع».

ثم ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية زحلة جورج مينا قصيدةً من وحي المناسبة بعنوان «نهوض الحياة».

كلمة مركز الحزب

وألقى مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر كلمة مركز الحزب وشدّد فيها على أهمية تأسيس الحزب ودوره، وعلى أهمية قيام دولة كبرى في بلادنا، مؤكداً على مواجهة خطر الإرهاب والتطرّف الداهم على الوطن، وضرورة مواجهته بالمشروع القومي.

وقال: «نلتقي اليوم في المريجات، بلدة الشهداء، بلدة الرائد المغوار الشهيد بيار بشعلاني وشهيدنا المدير شبلي زيتوني، حيث صارت أرض وطننا مجبولة بدماء الشهداء وبرفاة أجسادهم، حتى يحق لنا أن نقول لمن يمشي عليها ذلك البيت من الشعر لأبي العلاء المعري: خفف الوطأ فما أديم الأرض إلا من هذه الأجساد…».

وأضاف نادر: «منذ أيام الدولة العثمانية، جاءتنا في القرنين السابع عشر والثامن عشر بعثات المستشرقين من أوروبا لتجول في بلادنا وتكتب عنها وصفاً جميلاً وشعراً. درسنا في المدارس عن هؤلاء المستشرقين وعن حركة الاستشراق وأثرها في النهضة، لنكتشف مؤخراً أن 90 في المئة من بعثات المستشرقين كانت مموّلة من العائلات اليهودية الكبيرة، جاءت تدرس أوضاع بلادنا، وبدأت الهجرة اليهودية في وقت مبكر جداً وليس بعد مؤتمر بال 1897، بل قبل ذلك بكثير، إنما بعد مؤتمر بال نشطت وازدادت، ثم حلت علينا الحرب العالمية الأولى فاستفاد اليهود منها، خصوصاً بعدما جاءنا الجوع والجراد في جبل لبنان».

وتابع نادر: «تدرك الدول الاستعمارية كما اليهود، أن بلادنا غنية، وبإمكانها أن تصبح دولة عظمى، لكنهم يريدون أن تكون إسرائيل الكبرى بدلاً من أن تكون سورية الطبيعية، لذلك قسموها وزرعوا فيها النعرات الطائفية والمذهبية، وزرعوا في فلسطين إسرائيل الصغرى، التي راحت تتوسع بالحروب، إلى أن جابهناها بالمقاومة الوطنية اللبنانية وبصمود سورية، وبدعم من قلة قليلة من الدول الداعمة للحق في وجه الباطل، في حين أن معظم الدول العربية رفعت رايات الاستسلام».

وأكد نادر أننا بهذا الصمود وبهذه المقاومة أجبرنا العدو على التراجع والانهزام، وأسقطنا حلم «إسرائيل» التي كانت ترنو إلى العراق، فإذا بها تتقوقع وتصبح سجانة نفسها خلف الجدار الفاصل وداخل «الغيتو»، علماً أن اليهود معتادون على الغيتو، ونحن ما علينا إلا المزيد من الصبر والصمود والنضال والاستمرار في الصراع والمقاومة.

وأردف: «إن هذه الحرب تشن على أمتنا، في سورية والعراق ولبنان وفلسطين والأردن، وكذلك على كل العالم العربي، في مصر وليبيا واليمن والبحرين… تحت عنوان الفوضى الخلاقة التي أطلقتها كوندوليزا رايس والمحافظون بل الشريرون في واشنطن، ومعظمهم من الصهاينة أو من المتصهينين، الذين رسموا الخطط والمؤامرات لنقع نحن في هذه الفوضى».

وقال نادر: «هذا هو واقعنا اليوم، وهو ما كان قائماً يوم أسس أنطون سعاده الحزب السوري القومي الاجتماعي وأراد من خلاله أن يسبق الخطة اليهودية النظامية بخطة قومية نظامية معاكسة، تحفظ وجودنا ومصيرنا، وتمنع قيام هذه الدولة الغريبة في جنوب بلادنا، ولكن مؤامرات الدول الكبرى والتخاذل العربي المعروف، أدّيا إلى قيام إسرائيل عام 1948، ويومها أمرت الجيوش العربية بالتراجع، واليوم يعيد التاريخ نفسه، والمقاومة تطعن من الخلف من بعض الأنظمة العربية الرجعية».

ولفت نادر إلى أن مئات مليارات الدولارات صرفت لتخريب بلادنا ولقتلنا، بينما لو صرف جزء من هذه الأموال لتسليح الجيش اللبناني والسوري لكانت هذه الجيوش مع المقاومة الوطنية والإسلامية كفيلة بإزالة «إسرائيل» من الوجود، وكذلك بإراحتنا من هذا الشر الإرهابي والسرطان المستعصي، ليس علينا وعلى المقاومة، بل على الدول العربية المتقاتلة المتراجعة التي تهزم جيوشها بالقرار السياسي وبسبب الغباء السياسي وعدم الجدّية في القرار السياسي.

وأشار نادر إلى أن مجموعة من المقاتلين لا يتجاوز عددهم بضعة آلاف أجبروا «إسرائيل» على التراجع والانهزام، وحققوا انتصار التحرير عام 2000 وانتصار الصمود في حرب تموز 2006، فانهزم العدوّ مجدّداً وأصيب قلب جيشه بالأمراض النفسية والعصبية، وفي حرب غزة، استطاع هذا القطاع المحاصر أن يقاتل ويصمد على رغم وحشية القتل والمجازر والجرائم «الإسرائيلية».

وقال: «أما سورية التي حضنت المقاومة، ورفعت راية العروبة وناضلت من أجلها، من أجل ثورة الجزائر، ثورة المليون شهيد، وثورة البوليساريو، وثورة اليمن، ولم يكن هناك ثائر عربي متمرد إلا ووجد في بيروت ودمشق ملجأً له ومكسباً وحضناً داعماً ودافئاً. ردت لنا العروبة أفضالنا بهذا الذي ترونه اليوم، ألوف من المقاتلين أرسلوا من تونس وليبيا ومصر والسعودية والكويت والإمارات وقطر، ومن بعض دول أوروبا والغرب، ومئات المليارات من الدولارات لو صرفت من أجل البناء وإعمار الصحارى العربية لصارت بلادنا جنة غناء خضراء، ولكانت أرضنا أكثر خصوبة، لكنهم يصرفونها على صفقات التسلح جبراً من الأميركي والبريطاني، من أجل تدمير بلادنا التي بنيناها بعرق جباهنا وتعب مغتربينا المنتشرين في أربع جهات الأرض، من أجل محاربة الفقر الذي تسببت به السياسات القصيرة النظر، أو التي يمليها الخارج على الأنظمة والحكام لمنع التنمية، ولدفع شبابنا وقوانا العاملة إلى الهجرة. هذا ما فعلته الأنظمة العربية الرجعية، أما إيران فكانت السباقة إلى دعم كل ما من شأنه أن يحفظ هذه المنطقة لأهلها ويحررها من كل مستعمر ومحتل وإرهابي».

وختم نادر كلمته، بتحية وجهّها إلى الجيش السوري، وإلى الجيش اللبناني الذي وقف وصمد وخلفه صمد اللبنانيون وقدموا شهداء وجرحى، فالجيش في بلادنا خط أحمر، وكلنا ندعمه من أجل حفظ الوطن وأمنه واستقراره وبقائه ووجوده، كما ندعم الجيش السوري الذي أثبت أنه من أفضل جيوش العالم، وهو الذي لا يزال صامداً في وجه الحرب الكونية التي تشن على سورية، واستطاع المحافظة على المدن السورية الكبرى والاستراتيجية، وهو الذي يملك زمام المبادرة ويتقدم لاستعادة مدناً ومناطق عدة من أيدي مجموعات الإرهاب والظلام، ولذلك نرى كيف أن الأميركي يهرول لإجراء هدنة في حلب!

وإذ اعتبر أن بلادنا تواجه حرباً مجنونة فرضت عليها لقتلنا وتدميرنا، سأل نادر: هل تبادر الحكومات لتنسق جهودها القتالية والأمنية والاقتصادية والبشرية؟ وتنشئ مجلساً للتعاون في ما بينها، على غرار ما فعلت أوروبا؟ لأننا بذلك نستطيع الخروج من أزماتنا، والتغلب على كل مؤامرة تستهدفنا، هذا هو رهاننا وهذه هي دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي في العيد الـ82 لتأسيسه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى