الحلّ الوحيد مع الإرهاب هو القضاء عليه واجتثاثه من جذوره

أقامت مديرية صيدنايا التابعة لمنفذية ريف دمشق في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة العيد الـ82 لتأسيس الحزب، وذلك في قاعة جمعية القديس جاورجيس وسط مدينة صيدنايا، وقد زيّنت مداخل المدينة بأعلام الحزب، وتولّت مجموعات قومية استقبال المشاركين.

حضر الاحتفال وفد من قيادة الحزب برئاسة نائب رئيس الحزب رئيس المكتب السياسي د. نذير العظمة، نائب رئيس المكتب السياسي العميد بشار يازجي، العميد عبد الله راشد، عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان، وكيل عميد الداخلية اسبر حلاق، وكيل عميد الاذاعة والإعلام منفذ عام ريف دمشق سمير حاماتي، وكيل عميد العمل والشؤون الاجتماعية فداء سعيد، منفذ عام الحرمون أسعد البحري، منفذ عام طلبة جامعة دمشق حسن زعيتر، مدير مديرية البطيحة صالح الحسين، ومدراء مديريات صيدنايا ومعرة صيدنايا والنبك وجرمانا نقولا سعاده، جهاد شاهين مأمون علوش، وائل طنوس ومفوض مفوضية شبعا ماهر الحسن وأعضاء هيئة مديرية صيدنايا.

كما حضر الاحتفال أعضاء مجلس الشعب: سوسن وهبة، د. ماريا سعادة، د. شمس الدين شداد ومعن عساف، رئيس تحرير «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، ضباط الجيش السوري في المنطقة وممثلون عن الدفاع الوطني ومجموعة أشبال الأسد، ولجان الحواجز، وفاعليات المنطقة وشخصيات سياسية واجتماعية، الآباء جورج نجمة، أندريه اسكندافي، رامي معمر وعدد من كهنة مار افرام السرياني، الشيخ بشير عيسى، الشيخ حسام زردكلي، والشيخ عبدالله اسماعيل.

وحضر مسؤولون من حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الشيوعي السوري، عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق، أمين شعبة التل لحزب البعث العربي الاشتراكي، مدير منطقة التل، مدير ناحية صيدنايا، رئيس مجلس مدينة صيدنايا، رئيس مجلس بلدية معرة صيدنايا، مدراء المدارس والدوائر الرسمية في صيدنايا، مخاتير المدينة، ممثلون عن الجمعية الخيرية العامة في صيدنايا، جمعية القديس جاورجيوس، جمعية الرضا، وقف جامع صيدنايا، وقف كنيسة اجيا صوفيا، كشاف سورية الفوج الثامن، مراسم اجيا صوفيا، كشاف شبيبة الثورة، الهلال الأحمر شعبة صيدنايا، بصمة شباب سورية صيدنايا، المركز الثقافي العربي في صيدنايا وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

بدأ الاحتفال بنشيد الحزب ونشيد الجمهورية ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، وتولى التعريف مذيع مديرية صيدنايا زينون الأحمر وفداء جزائرلي.

مديرية صيدنايا

وألقى مدير مديرية صيدنايا عضو المجلس القومي نقولا سعاده كلمة تحدث فيها عن معاني التأسيس الذي شكل ثورة على الواقع الذي كانت تعيشه أمتنا.

أضاف: لقد قاوم الحزب منذ تأسيسه مفاعيل التجزئة السياسية التي رسمت حدودها معاهدة «سايكس ـ بيكو». كما قاوم الاستيطان اليهودي في فلسطين واعتبره خطراً على الأمة كلها، فدعا إلى قيام خطة نظامية معاكسة للخطة الصهيونية، وإلى إنشاء جيش قومي، وقاوم الانتدابين الفرنسي والإنكليزي وقدم شهداء منهم شهيد استقلال لبنان سعيد فخر الدين، وسعيد العاص في فلسطين في ثورة 1936.

وقال المدير: لحزبنا شرف المشاركة في كلّ معارك العز القومي على امتداد الساحة القومية، في فلسطين وفي لبنان، وإلى جانب الجيش السوري، وكلّ القوى المقاومة في التصدي للهجمة الإرهابية التي تستهدف الأرض والإنسان والحضارة والتاريخ، فشارك في معارك الشمال في كسب، إلى معارك الجنوب، ومن القصير إلى صدد ومعلولا، ومدينتنا صيدنايا حيث روت دماء شهدائنا روابي جبال صيدنايا الشامخة مع شهداء المقاومة وأبناء البلدة.

واختتم كلمته بتوجيه التحية إلى أرواح شهداء الأمة. مجدّدا الوفاء إلى الحزب ومؤسساته، والسوريين وقيادتهم الحكيمة.

منفذية ريف دمشق

وألقى وكيل عميد الإذاعة والإعلام منفذ عام ريف دمشق سمير حاماتي كلمة المنفذية، ولفت في مستهلها إلى أهمية إحياء عيد التأسيس في صيدنايا، كونها مدينة متميّزة بعراقتها، وبصمود أهلها الذين بتكاتفهم ولحمتهم سحقوا جحافل الإرهاب والتطرف، ووقفوا وقفة واحدة في وجه الإرهاب.

وقال حاماتي: إنّ النصر في صيدنايا لم يكن آخر المطاف، فها هو الجيش السوري مع كلّ القوى الحية، يحقق الانتصار تلو الانتصار ويدكّ أوكار الإرهابيين وأدوات إجرامهم أينما وجدوا على أرض سوريةنا الحبيبة.

ورأى المنفذ العام أنّ حربنا ليست حرباً بالمعنى التقليدي، صحيح أننا نواجه مجاميع إرهابية مدعومة من العديد من الدول العربية وغير العربية، إلا أنّ حربنا الحقيقية تستهدف تحصين المجتمع في وجه كلّ تلك الدعاوى السامة التي يبثونها بهدف تمزيق اللحمة الرائعة بين أبناء الوطن.

وأردف: إنها لصدفة جميلة وغالية أن يتزامن عيدا التأسيس والتصحيح في يوم واحد، ولن نقبل بعد اليوم أن نحتفل بالعيدين احتفالاً طقسياً فحسب، نجتمع ونلقي الكلمات ونقطع قوالب الحلوى، بل علينا أن نجعل من هذين العيدين تأسيساً وتصحيحاً مستمرّين، فالتأسيس كما التصحيح فعلان للتجديد والتجدّد.

واعتبر أنّ ما يجري اليوم على أرض سورية الحبيبة من مؤامرة كونية كبرى تستهدف البشر والشجر والحجر، تستلزم الوقوف إلى جانب القيادة السورية الحكيمة ومع جيشنا السوري الباسل الذي يقدم التضحيات في سبيل عزة وكرامة سورية. إنّ سورية التي انتصرت على أعدائها عبر تاريخها الطويل لا بدّ أنها منتصرة في حربها هذه ضدّ رعاع هذا العصر.

وختم حاماتي كلمته بتوجيه التحية إلى الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث وكلّ المقاومين، لا سيما أبطال نسور الزوبعة على امتداد ساحات الوطن. وحيا القوميين المقاتلين على امتداد جغرافية منفذية ريف دمشق، في صيدنايا، معرة صيدنايا، النبك والقسطل ودير عطية، البطيحة ومخيم الوافدين، جرمانا، المليحة، الناصرية وجيرود، يبرود ومعلولا، في السيدة زينب، بلودان والزبداني، حينة وعين الشعرا، صحنايا، قطنا، القطيفة، والتحية الأولى والأخيرة إلى أرواح شهدائنا الأبرار.

حزب البعث

وألقى أمين فرقة حزب البعث العربي الاشتراكي بسام اندراوس كلمة قال فيها: انها لمصادفة مجيدة في تاريخنا أن تأتي الذكرى الـ44 للحركة التصحيحية المباركة التي أطلقها الرئيس الخالد حافظ الأسد والتي أورثتنا العزة والقوة والأمل، وصنعت مستقبلاً وضّاء، ووهبت سورية تاريخاً زاهياً وانتصاراً باهراً للأمة في حرب تشرين التحريرية، أن تأتي متزامنة مع العيد الـ82 لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي علّم مؤسّسُه أعضاءه في جملة تعاليمه قائلاً: «انّ الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».

وأكّد على متابعة نهج التصحيح وترسيخه وتجديده وتفعيله في حياتنا ليتحصّن وطننا بكثير من المنعة والصمود في وجه ما يتعرّض له من تآمر دولي واعرابي، فالكيانات العربية منفصلة عن هموم العالم العربي وقضاياه، وابرزها القضية الفلسطينية، وتكنّ العداء لسورية وفق توزيع ممنهج للأدوار في ما بينها خدمة للمشروع الأميركي الصهيوني.

وقال أندراوس: في ظلّ هذا الواقع كان الصمود السوري مفاجئاً لتحالف الأعداء، لأنّ سورية شعباً وجيشاً وقائداً تيقنت منذ بداية الأزمة انها في مواجهة عدوان خارجي رأس حربته الخفية مصالح «إسرائيل»، ووضعت أمرها أمام خيار لا بديل عنه وهو الحفاظ على الدولة وحماية الشعب وإصلاح ما كشفت عنه الأزمة من فساد وخلل إداري، وعلى هذه الرؤية كان اجتماع السوريين على صدّ العدوان وتحصين الدولة أولاً، ثم العمل على تنظيف البيت السوري وإعادة بناء ما تخرّب بفعل العدوان الخارجي والداخلي.

انّ الحركة التصحيحية التي قال قائدها الشهادة او النصر، والشهادة أولاً هي نهج شعبي وطني وقومي يتعمّق في حياتنا بعقلية التطوير والتحديث وأسلوب المراجعة والتصويب والتأكيد دائماً على معالجة مواطن الخلل ومواقع الفساد، والمسيرة تتقدّم الى الأمام لتلبّي احتياجات الشعب رغم الحرب الكونية والضغوط التي يتعرّض لها قِطرنا وتعزز الوحدة الوطنية والاستقرار وترسّخ مسيرة البناء واستحقاقات الصمود وتحرير الأرض في ظلّ القيادة المخلصة لقائد مسيرة التصحيح ونهج التطوير والتحديث الرئيس الدكتور بشار الأسد.

امام مسجد صيدنايا الكبير

والقى إمام مسجد صيدنايا الكبير الشيخ عبدالله اسماعيل كلمة أكد فيها أن «القومية مسلكنا»، مشدداً على أهمية انصهار مختلف الطوائف والإثنيات في بلادنا في بوتقة الوحدة، مع حفاظها على صلة العبد بربه من خلال الرسالات السماوية التي نزلت في بلادنا، مستشهداً بقول لباعث النهضة أنطون سعاده: «كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالإنجيل، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا وأرضنا إلا اليهود».

أضاف: إنّ العودة الصادقة إلى هذه العروة الوثيقة هي من خلال التمسك بقيم وأخلاق أجدادنا الصادقين في قوميتهم وانتمائهم إلى هذه الأرض، محذراً من أنه بضياع هذه الأخلاق يضيع كلّ شيء، لذا علينا أن نوليها اهتماماً عظيماً، فأزمتنا كما قال الرئيس الدكتور بشار الأسد هي أزمة أخلاق، والرجوع إلى هذه الأخلاق بقدر ما هو شاق، بقدر ما هو هيّن، وكانت عند أسلافنا سجية.

وأقول لكم في أبيات نظمتها صباح هذا اليوم بعنوان «تحيا سورية»:

تحيا البلاد ما دامت مبادئنا

ومذهب الشام عزّ يوحدنا

جرح العراق في الأحياء له وجع

ولدغة القدس ما زالت تؤرقنا

مهد المسيح والأقصى على خطر

ومخالب الإرهاب أجندات تمزقنا

رغم الظلام لنا في النجم بارقة

نحيا بها وتهتدي فيها مسالكنا

كاهن رعية سيدة صيدنايا

وألقى كاهن كنيسة دير سيدة صيدنايا الأب جورج نجمة كلمة استهلها بمعايدة القوميين وتحية سعاده وقال: نحن اليوم بحاجة إلى أشخاص لم تصنعهم لفّتهم أو جبّتهم أو ثياب مهنتهم، بل إلى إنسان نسج من فكره وعمله سيرة حياة على مستوى الإيمان واللاهوت والفكر والسياسة، إلى إنسان وفيًّ للأصل، في ظمأ إلى الينبوع ويكون عمق امتداد من قبل سقراط، إلى تراث القدس فأنطاكيا لواء اسكندرون، إلى مسكونية شرق فغرب خاصة سورية الحضارة والتاريخ، وذلك من دون الذهول لما يعتري بلادنا من جراح، إلى إنسان يتصالح مع نفسه أولاً، ليستطيع أن يفهم الآخر فنخرج من صراع مزًق الوطن ودمّر البلاد وأرهق العباد. إنسان واع يقظ يحمل علم الآباء المشرقيين ومتصوفي الإسلام.

أضاف: أنت يا سورية الحبيبة أقول فيك عمادك الخلق والمعرفة والعمق في التاريخ والحضارة ومهما اجتمع عليك المعتدون فإنك جامعة لأبنائك. وكلّ إنسان يعيش على أرضك يجب أن يعمل على الوفاء والتواصل والحوار.

ودعا الأب نجمة إلى رفض الطائفية والنظر إلى القيم الروحية التي تبني وجوداً متماسكاً يحق له أن يشرف على مصير مبارك وأن يبني دولة تقوم على التعاون والحب والكرامة، كما علينا أن نرفض من يفعل الشرّ باسم الله. فلا يأخذ من الدين قشوراً يمارسها ظلماً للعباد.

وأكد الأب نجمة أنّ هذا السعي ليس اغتراباً عن الدنيا بل وسيلة حقيقية لتتغيّر الدنيا فالله والدين والحب اسم ليس لتحذير الشعوب بل لإلهام الشعوب. وليس هو اقتتالنا على الأرض لربح السماء، ولكنه ربح لأرض تعطى للجميع بأوامر السماء. هذه المواجهة بين الأرض والسماء إذا تمّت في القلوب الصافية الحميمة وفي الأذهان المقدامة كفيلة بأن تعطي للأرض كلّ خيرات السماء وأن ترفع للسماء كلّ جهود الأرض.

وختم مكرّراً المعايدة مع رجاء النصر، وقال: ليس الحزبيّ فقط مَن يردّد، بل كلنا نقول: تحيا سورية.

د. ماريا سعادة

وألقت عضو مجلس الشعب السوري النائب د. ماريا سعادة كلمة قالت فيها: لي شرف الوقوف بين من يؤمنون بفكر الزعيم الكبير أنطون سعاده، هذا الرجل الذي آمن فيكم وفي قوة مجتمعه مجتمِعاً، هذا الرجل الرؤيوي الذي كتب في فكره تاريخ المستقبل… وذاك المستقبل هو حاضرنا اليوم، هذا الرجل الذي وحّد في قراءته أجيالاً خلفته واجتمع على رؤياه مفكرو العصر.

وقالت سعادة: إنّ العمل السياسي بوصلته مشروع وطني لا يمكن ان نحققه إذا اختلّ الميزان باتجاه مناصب او امتيازات او خلافات، فنحن أمام مسألة بقاء… بقاء سورية… بقاء الشعب… بقاء وحدة المجتمع… والأهمّ هو بقاء الدولة.

أضافت: عدونا اليوم ليس طرفاً او أطرافاً أو دولاً، بل مشروع ارهابي، لذا يجب ان نجتمع جميعنا أمام مفهوم البقاء والانتماء والمواطنة الحقيقية… وانتصارنا في سورية هو انتصار لفكر ينتمي إلى الإنسانية ويحمي الإنسانية من تطرّف يريد إلغاء مفهوم الآخر وقيم الإنسانية… وختمت سعادة: أقف اليوم بينكم على أرض صيدنايا التي أنا منها، والتي أنجبت رجالاً شجعاناً، صيدنايا الصخرة التي كانت إحدى ركائز الكنيسة الحقيقية… والكنيسة هي أنتم مهما تكن انتماءاتكم الدينية والمذهبية… أقف بينكم في البلد الذي علّمنا معنى التشبّث بالأرض والإصرار على البقاء، أدعوكم لأن نجتمع على الهدف الأسمى فلا تفرّقنا المناصب والمغريات والامتيازات والأنا… لأنها أدوات تفكيك المجتمعات.

لذلك: أقول لكم: انا أؤمن بالمجتمع السوري الفاعل… ففيه قوة ستفعل وستغيّر وجه التاريخ… فالمجتمع معرفة والمعرفة قوة… انّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.

قنديل

وألقى النائب السابق ورئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل كلمة قال فيها: الأحزاب هي قرش الأمة الأبيض تخبّئه ليومها الأسود، هذا ما قالته الأزمة التي عصفت بسورية يوم هبّت الأحزاب الضاربة جذورها عميقاً في وجدان الناس، وليست مجرّد عناوين وواجهات لاحتلال مقاعد في السلطة، فالتحية إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وإلى الزعيم المؤسس أنطون سعاده ولعيد التأسيس، والتحية لحزب البعث العربي الإشتراكي ولقائد التصحيح الرئيس حافظ الأسد ولعيد التصحيح وما بشر به من صيغة لجمع أحزاب الخير في الأمة في جبهة وطنية، وتحية لرئيس الجمهورية الدكتور بشار حافظ الاسد لأجل ان تكون الجبهة الوطنية جبهة الأحزاب الحقيقية، لأنّ هذه التجربة التي عاشتها سورية هي زبدة قرن مضى خبّأ له أنطون سعاده هذا الفكر. القرن الذي مضى كان القتال في مطلعه في وجه «سايكس ـ بيكو» والتقسيم و «وعد بفلور» الذي أنشأ الكيان الصهيوني المغتصب على أرض فلسطين.

أضاف قنديل: كثيرون تساءلوا في الماضي عن معنى حديث سعاده حول يهود الداخل، وظنوا انّ المقصود بهم هم عملاء المشروع الصهيوني في بلادنا، وها نحن نكتشف كلّ يوم المعنى الفكري الفلسفي العميق لما قصد.

وقال قنديل: إنّ كلّ مشروع يحوّل الدين إلى قومية سيتحوّل تدريجاً إلى كيان استيطاني مدعوم باحتلال أجنبي. وانّ مشروع وطن قومي يهودي في فلسطين، لا يزيد خطورة عن مشروع وطن قومي مسيحي كان يُراد ان يُقام بين لبنان وسورية وبعض بلاد المشرق، لتفتيت وحدة الأمة وترابها، وانّ مشروع وطن قومي اسلامي يحمل لواءه الدواعش وسواهم هذه الايام لا يقلّ خطراً عن المشروع الصهيوني. وكما سقطت دعوات وطن قومي مسيحي في بلادنا، أسقطها المسيحيون، تسقط دعوات وطن قومي إسلامي ويسقطها المسلمون.

في المقابل نرى أنّ المقاومة الاسلامية البطلة التي نوجه إلى شهدائها وإلى قائدها الف تحية، قد أدركت انّ الإسلام الذي لا يرفع بندقيته ليحمي الكنيسة قبل المسجد، هو إسلام مشبوه ومشتبه به، لذلك لا تلتقي في هذه المعركة، إلا بنادق الشرف والعز والكرامة، مهما اختلفت العناوين ومهما تغيّرت الأسماء، مناضلو حزب الله هم سوريون قومييون اجتماعيون، ومناضلو نسور الزوبعة هم بعثيون عرب اشتراكيون، ومناضلو حزب البعث هم مقاومون اسلاميون مسيحيون وسوريون قوميون اجتماعيون، والبوتقة الجامعة لهذا القرش الأبيض الثمين الذي خبّأه لنا الراحل العظيم حافظ الأسد هي الجيش العربي السوري.

وقال قنديل: أربع سنوات والحرب مستمرة وشلال الدم الذي لا ينقطع يؤدّيه الشعب بالبزة العسكرية باسم الجيش وألوية الجيش وكتائب الجيش وفرق الجيش ونسور الجيش، ولا يكلّ ولا يملّ حتى أضحى الأسطورة العسكرية التي باتت من الآن تدرّس في الكليات الحربية. كيف يمكن لهذا الجيش لو لم يكن جيش العقيدة ولو لم يكن جيش الخيار المقاوم وجيش الوحدة الوطنية ان يصمد أمام كلّ هذه الحملات التقسيمية العنصرية التفتيتية؟ أمام مئة وثلاث دول اجتمعت، ومئة مليار دولار رُصدت، ومئة فضائية ومئة جهاز مخابرات ومئة فتوى، وبقي الجيش السوري واقفاً على قدميه، وها هو يستعدّ للهجوم المعاكس في حلقاته الأخيرة.

وإذ اشار قنديل إلى انّ سعاده دفع حياته عام 1949، لأنّه أسس حزباً مؤمناً بخيار المقاومة، وأعدّ للأمة رجالاً مستعدّين للموت من أجل فلسطين، ختم بالقول: هنا الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن يؤمن بالعقيدة فليأت إلى هنا، لأنّ المناضلين هم الذين يصنعون أحزابهم، وأين هم المقاومون واين يكون شعب سعاده وأمة سعاده يكون حزب سعاده.

كلمة مركز الحزب

وألقى عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان كلمة مركز الحزب استهلّها بالقول: إنها الأسئلة الأولى التي شكلت نقاط البدء والانطلاق: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ هل نحن أمة حية؟ هل نحن مجتمع له هدف في الحياة؟ هل نحن جماعة لها قيم ومثل عليا؟ هل نحن جماعة تؤمن بالأعمال النظامية؟ ما نحن؟ اسئلة بسيطة وواضحة بقدر ما هي دقيقة وخطيرة في آن… طرحها بأصالة وصدقيه، ثم انطلق فأسّس وارتقى، نهض وافتدى…

لقد حدّد الزعيم والمؤسس أنطون سعاده مهمة أولى تقع على عاتق المتعاقدين معه على مشروع النهضة، مهمة اعتبر انّ كلّ المسؤوليات الأخرى تصغر أمامها، إنها مهمة تحرير العقل السوري من الأوهام، وأية أوهام؟ انها الشعور بالضعف والتسليم بالعجز وبالحال التي يسيّرنا إليها الأمر الواقع. لقد أراد لسورية ان تكون سورية الناهضة، لا سورية الواهنة الرازحة لأوهام فاقدي الروح القومية.

واليوم في أتون هذه الحرب التي تضطرم نارها فتلفح امتداد وطننا ومجتمعنا، فإنّ العقل كان المستهدف الأول حيث سوّق الوهم قبل أن يبدأ تسويق الإرهاب، ثم تمريره الى عمقنا أرضاً ومجتمعاً، لتأتي تالياً مرحلة تخليق الفوضى، وهكذا تدور الحلقة المفرغة من تصنيع للإرهاب ودعمه الى الاستثمار فيه.

إذاً… فالتمهيد لهذه الحرب كان بتشويه المفاهيم وصناعة الذرائع، فالحرية وهي في مفاهيمنا النهضوية صراع العقائد من أجل مجتمع أفضل تمّ تزييفها لتكون تقويضاً لأسس الدولة وبنيان المجتمع وإطلاقاً للغرائز الفئوية المدمّرة، كما تمّ تسويق التعدّدية بمعنى التفتيت والمحاصصة واستحضار المجتمع على شكل كيانات وبنى متنافرة. حتى مفهوم سورية الجديدة والمتجدّدة والذي نريده بمعنى سورية المنتصرة على التنين، القائمة بدورها الأتمّ في هذا المشرق، والقائمة على القوة المتجدّدة، حتى هذا المفهوم أرادوه بمعنى سورية المنكفئة والمفتتة.

لقد سعى صانعو هذا الإرهاب القاتم وداعموه والمستثمرون فيه، سعوا جميعاً الى رسم خطوط مصالحهم الجديدة بالدم السوري المُسال والمُستنزف، لكنه ـ أيّ دمنا ـ سيزهر نهوضاً وسيورق انتصاراً، ونحن القوميين الاجتماعيين نتنكّب بالتآزر مع القوى السورية الحية جميعها مسؤولية المواجهة المعاكسة لفعل الإرهاب في مستوى العقل، وفي ساحة الوعي، بتجذير الشخصية السورية في انتمائها، وبتحصين المجتمع وتمنيع الإنسان المجتمع كإمكانية فاعلة بانية، فلا يترك رقماً معزولاً عن انتمائه تتلاعب فيه الغرائز وتقيّده قيود تجار العصبيات، تجار الطوائف والمذاهب والفئات.

نعاكس فعل الإرهاب بالمواجهة القومية الواسعة، فلا ندعه يستفيد من حقائق البيئة الواحدة والوطن الواحد في حربه على الوطن ومقوماته، فيما نحن ننكفئ لنحاربه من داخل دوائرنا الكيانية الصغرى، وقد دعا الحزب مبكراً إلى مواجهة هذا التنين الإرهابي بجبهة شعبية واسعة على امتداد سورية الطبيعية.

وانّ مواجهة الإرهاب تعني أيضاً مواجهة صانعيه وداعميه بالوقوف في وجه برامجهم، متمسّكين بسيادة الدولة السورية المعبّرة عن سيادة الشعب السوري وخياراته، فالدولة هي جمعية او هيئة الشعب المجسّدة لوجوده حقوقياً وسياسياً.

انّ هذه الحرب الإرهابية الدولية هي في صميم المشروع «الاسرائيلي» طبيعة وأهدافاً… وفي الأهداف نرى جميعاً القواسم المشتركة ساطعة وبيّنة، وفي الطبيعة نرى انّ هذا المشروع الإرهابي يستند الى مفهوم الذريعة الدينية ويسعى إلى ربطها بجغرافية محدّدة، ومن ثمّ ينطلق منها للتوسّع، ويقوم أيضاً على فكرتيْ الهجرة والتهجير، فإرهاب يدخل ويقيم، ومجتمع يرحل ويهاجر، لتتسيّد المكان او البؤرة المستباحة فئة مختارة هي فئة الفكرة التعصبية المغلقة.

انطلاقاً من هذه الرؤية الجلية يقوم القوميون الاجتماعيون بواجبهم القومي، فتعصف زوابعهم في ميدان الصراع لتزيل خطى الإرهابيّين مطهّرة الأديم السوري من آثامهم وتعصف الزوابع مؤازرة وشريكة لحماة الوطن حماة الديار المؤتمنين على سلامة الارض والشعب والسيادة. وأشار سلمان إلى أنه في كلّ مرحلة من مراحل هذه الحرب القائمة تبرز طفرات سياسية متخذة أشكالاً وعناوين حلول وخططاً تسوّق لمقاربة المسألة السورية الراهنة، ونحن في هذا السياق نؤكد على النقاط والمفاهيم التالية:

اولاً: لا مساكنة مع اية سوية من سويّات الإرهاب، ونرفض تصنيفه المزيّف الى متطرف ومعتدل، ولا حلّ لمعضلة الإرهاب سوى معالجتها بشكل حازم ونهائي.

ثانياً: أيّ مساس بالسيادة السورية هو شأن مرفوض تماماً مهما تنوّعت العناوين والذرائع.

ثالثاً: انّ الكلمة العليا تبقى لخيارات السوريين التي جسّدوها وعبّروا عنها.

فمن يطرح التجميد عليه ان يطرح أولاً تجميد منابع وروافد هذا الفعل الإرهابي الدولية والإقليمية والعربية، ومن يطرح خططاً انتقالية عليه ان يضع جداول انتقالية للمتورّطين في صنع وتغذية هذه الحرب الإرهابية على سورية، ينسحبون وفقها من تورّطهم ويرتدعون عن إيغالهم في أفعالهم العدوانية تجاه سورية دولة ومجتمعاً.

وبكلّ وضوح وجلاء نرى انّ الحلّ الناجع للمسألة السورية الراهنة هو انتصار سورية، وهو انتصار السوريين، أما عن الماكثين في مدن الوهم المنشغلين في تصدير الضباب مشرقاً عله يحجب الضوء عن مدنهم الأمّ ويعتم منارتها دمشق، فنحن نقول لهم: ان كانت حقائق الانتماء والاجتماع والتاريخ تجافيكم، فوحدها الوقائع المستجدة ستصفعكم وتعلمكم انّ سياساتكم لم تكن يوماً إلا فن صناعة الخيبة، اما سياستنا فهي فن صنع الانتصار.

وقال سلمان: نخطو اليوم إلى العام الثالث والثمانين من درب النهضة، الدرب الممتدّ من الأسئلة الأولى إلى فعل التأسيس وبناء المؤسسات، فمسار التضحيات والبذل والاستشهاد، وسنكون دائماً كما كنا وكما أقسمنا وعاهدنا أمتنا والزعيم المؤسّس، سنكون صنّاع حقائق وانتصارات لا صنّاع ذرائع وأوهام، سنكون دائماً نحن – من أجل سورية، من أجل جميع السوريين.

وكانت قد تخللت الاحتفال قصيدة من وحي المناسبة القاها مدير مديرية النبك مأمون علوش وفقرات شعرية قدمها أشبال وزهرات مديرية البطيحة المستقلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى