«إسرائيل» يهوديّة الدولة أم «دولة يهوديّة»؟

بلال شرارة

لم تكن «إسرائيل» منذ تأسيسها سوى دولة يهودية.

اللعبة والحيلة هي في إضافة الديموقراطية على «قومية الدولة».

فهل «إسرائيل» هي «دولة يهودية ذات نظام ديموقراطي» أم أنها «دولة يهودية ديموقراطية»؟

التعريف المقدم أو الحالي هو مستلزمات دولة «إسرائيل»، والسعي اليوم لإمرار أُسس، أو «قانون نتنياهو»، مجرد مسعى لاستقطاب انتخابي داخل الليكود أو في الشارع «الإسرائيلي».

اللعبة القانونية العنصرية الراهنة هي مجرد جعل عرب «إسرائيل» والمهاجرين من الاتحاد السوفياتي مواطنين من الدرجة الثانية، باعتبار أن القانون لا يعتبر الآخرين السوفيات مثلاً يهوداً؟ وفي واقع الأمر لم تضمن «إسرائيل» ولن تضمن مستقبلاً المساواة لجميع «مواطنيها».

«إسرائيل» اليهودية الديموقراطية، أو ذات النظام الديموقراطي، هي نفسها التي قتلت مزارعاً فلسطينياً برصاص الجيش «الإسرائيلي» في جباليا. وهي «إسرائيل» نفسها التي اغتالت الشاب الفلسطيني يوسف الرموني مطلع الأسبوع الفائت، وهي نفسها التي أحرقت حسين أبو خضره، ونفسها التي جعلت من غزة ركاماً وقتلت وهجّرت الآلاف، وهي نفسها التي حوّلت الشعب الفلسطيني إلى شعب نازح، وهي نفسها التي حاولت طوال خمسة عقود اغتيال لبنان وشنّت عليه الحروب وقام جيشها باجتياحه واحتلال جزء من أرضه، إلى أن تحررت معظم المنطقة الحدودية بفعل المقاومة.

«إسرائيل» لم تكن إلا ما هي عليه، مساحة «ديموقراطية» بحسب الوصف الأميركي، لكن ما نعرفه نحن أنها «يهودية» وغير ديموقراطية وتستند إلى شريعة قتل «الأغيار»، وهي أمس وغداً تستند رسمياً إلى الشريعة اليهودية التوراة نبراساً تهتدي به السلطات التشريعية والقضائية في «إسرائيل».

ثمانون عاماً منذ عام 1936 كافية، نظراً إلى المجازر «الإسرائيلية» المرتكبة على كل مساحة فلسطين والجوار اللبناني والسوري والأردني والمصري للتأكيد على العنصرية واليهودية، فـ«إسرائيل» تمثل أدواراً غربيّة وهي بذاتها أداة الجريمة المنظمة.

هل ننسى مثلاً مجزرة بحر البقر «الإسرائيلية» التي ارتكبتها طائرات سلاح الجو الذي لا يخطىء في مصر؟

هل ننسى يهودية المجازر من صلحة إلى حولا ودير ياسين فالخيام وبنت جبيل في لبنان؟

هل ننسى ما حدث في مسجد العباسية الذي استهدفه الطيران «الإسرائيلي» في 15 آذار 1987.

هل ننسى مجازر يارين وإحراق كونين وتدمير حانين!

هل ننسى مجزرتي صبرا وشاتيلا عام 1982؟

لا يمكننا إلا أن نتذكر «يهودية الدولة»، «الدولة القومية اليهودية» التي تعتبرنا جميعاً أعداء وتدمّر قرانا وتهلك مدننا عبر التاريخ وتقتل شعبنا.

لست أدعو إلى حرب دينية، بل إلى تصدٍّ إنساني عالمي مشترك لهذا الإرهاب الذي تمثله الدولة اليهودية في «إسرائيل»، فهي قاعدة ارتكاز رسمية للإرهاب وتصدّره عبر الحدود مع الجولان السوري المحتل!

من يعرف مثلاً شيئاً عن الإرهاب العابر بسلاحه ومسلحيه الحدود بين الجولان السوري المحتلّ والمحرر؟

من لا يعرف أن «إسرائيل» دولة يهودية ليست ديموقراطية ولا من يحزنون؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى