40 شركة سورية في معرض لإعادة الإعمار

تنظّم شركة سورية خاصة معرضاً غير مسبوق في العاصمة دمشق لإعادة الإعمار، حيث تشارك في المعرض 40 شركة سورية رفضت مغادرة البلاد على رغم الحرب، على أن تمنح أولوية إعادة الإعمار بداية للمناطق التي أعيد إليها الأمن والاستقرار لتنطلق لاحقاً إلى مناطق أخرى.

في السياق، أشار المدير العام للمؤسسة السورية الدولية للتسويق سيما التي قامت بتنظيم معرض موفق طيارة إلى أنّ «السوريون يبنون سورية، وإنّ المعرض تعبير عن جاهزية السوريين ورغبتهم في المساهمة في بناء دولتهم».

ولفت المنظم إلى أنّ السوريين «لديهم الإمكانات على رغم الظروف الصعبة»، مضيفاً «إنْ لم يتكاتف السوريون، ويقومون بحل أزمتهم، فلن يتمكن أحد من مساعدتهم على ذلك».

40 شركة مشاركة

شارك في المعرض، الذي انطلق الاثنين ويستمر حتى أول من أمس، ويصفه المنظّم بـ«الشجاع»، 40 شركة سورية «وطنية» إلى جانب عدد من وكلاء الشركات العربية والأجنبية.

ورأى المدير العام للشركة العامة للبناء والتعمير، التابعة للقطاع العام، لؤي بركات، «إنّ المعرض لم يأتِ قبل آوانه، بل في سياقه الطبيعي ليتعاون الجميع من أجل الوصول إلى الطريق الصحيح في هذا البلد، الذي لا يزال يشهد اقتتالاً في عدد من مدنه».

وأشار بركات إلى أنّ «المعرض يهدف إلى إظهار الأمل الموجود لدى الشعب السوري»، مشيراً إلى أنّ «الوطنيين لا يتوقفون عن العمل، سواء أكانوا من القطاع العام أم الخاص». وأضاف: «عندما تدور عجلة إعادة الإعمار فيجب أن نكون متفقين جميعاً على الخطوط، وهذا المعرض من شأنه أن يوسع عملية الاتفاق على الخطوط العريضة، الأمر ليس سهلاً».

الأولوية للمناطق المستقرة

وكان رئيس الوزراء السوري دعا الاثنين «رجال الأعمال الموجودين داخل الوطن وخارجه إلى المشاركة في إعادة الإعمار، التي ستكون بمشاركة جميع أبناء سورية وشركاتها من القطاعين العام والخاص، ودعم ومشاركة الشركات الصديقة من الدول التي وقفت إلى جانب سورية في محنتها»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية. ودفع العنف الدامي، الذي شهدته البلاد بعد تحول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى نزاع مسلح، المستثمرين إلى المغادرة، ما أصاب الاقتصاد في الصميم.

وأقر مجلس الشعب في جلسته الثلاثاء الموازنة العامة للدولة لعام 2015 منها مبلغ 50 مليار ليرة 250 مليون دولار ضمن خطة اللجنة المركزية لإعادة الإعمار، والتي خصصت مبلغ 81.5 مليار ليرة سورية 408 ملايين دولار أميركي لإعادة الإعمار خلال ثلاثة أعوام.

ستمنح الأولوية لإعادة الإعمار «للمناطق الجغرافية التي أعيد إليها الأمن والاستقرار. كما هي الحال في مناطق كفرسوسة وبساتين الرازي في دمشق وحي بابا عمرو في حمص، لتنطلق العملية إلى مناطق أخرى»، بحسب الحلقي.

وتشارك في المعرض شركات سورية متخصصة في خدمات الإنشاء والبناء والهندسة والإكساء والطاقة والآليات والمصارف وشركات النقل والتأمين، إضافة إلى وكلاء سوريين لشركات أجنبية كشنايدر إليكتريك ولوغراند وسان غوبان الفرنسية وعدد من الشركات الإماراتية، والمصرية، واللبنانية والسعودية، والآسيوية، كـ»إل جي» الكورية.

ودفعت الحرب سورية إلى وضع اقتصادي مزرٍ، حيث غرق نصف السكان في الفقر، ودُمّر قطاعا التربية والصحة، بحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في أيار. كما تسببت الحرب في سورية بمقتل أكثر من 195 ألف شخص منذ آذار 2011، ونزوح الملايين عن أماكن سكنهم إلى داخل وخارج البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى