حادثة فيرغسون: متظاهرون يقتحمون بلدية سانت لويس الأميركية

تصاعدت حدة الاحتجاجات ضد العنصرية لليلة الثالثة على التوالي وامتدت إلى 180 بلدة ومدينة أميركية على خلفية تبرئة شرطي قتل شاباً أسود أعزل في آب الماضي في بلدة فيرغسون واعتقلت السلطات الأميركية المئات خلال التظاهرات.

واقتحم متظاهرون مقر مجلس مدينة سانت لويس الأميركية في اليوم الثالث من الاحتجاجات على قرار هيئة محلفين بعدم توجيه اتهام لضابط أبيض قتل الصبي الأسود مايكل براون قبل شهور. وقالت التقارير إن مهاجمي مجلس المدينة كانوا ضمن مجموعة تضم قرابة 200 شخص نظموا، أمام مقر المجلس، محاكمة صورية لرجل الشرطة دارين ويلسون، الذي قتل براون في آب الماضي. وأغلقت الشرطة المبنى وألقت القبض على عدد من المتظاهرين.

وقالت أسرة براون إن قرار عدم توجيه اتهام إلى الضابط الأبيض «صعقها». ووصفت ليزلي ماكسبادن، والدة براون، تصريحات الضابط ويلسون بعد قرار هيئة المحلفين بأنها «تفتقد الاحترام». وقالت إنها لم تصدق كلمة واحدة مما قاله الضابط عن أبنها.

وكان ويلسون قد قال في مقابلة تلفزيونية إن الصبي براون اعتدى عليه وصعقه وانتزع سلاحه منه. وأضاف أنه اضطر لقتل براون دفاعاً عن النفس.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دعا المتظاهرين إلى السلمية في التعبير عن احتجاجهم على قرار هيئة المحلفين.

وكانت حادثة مقتل براون قد فجرت في حينها أعمال عنف استمرت لعدة أسابيع.

وقال الرئيس الأميركي في تصريحات أدلى بها في شيكاغو الثلاثاء الماضي إنه «لا عذر» للذين يقومون بتصرفات الغرض منها تدمير وإيذاء المنشآت العامة والخاصة، مضيفاً انه ينبغي مقاضاة أولئك الذين يقومون بهذه الأعمال. وأضاف أوباما إن مشاعر الغضب التي أججها قرار لجنة المحلفين «لها جذور عميقة في نفوس الملونين الذين يشعرون بأن القوانين لا يجري تطبيقها بعدالة وتساوي».

وتابع الرئيس أوباما إنه أمر وزير العدل اريك هولدر باتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة الثقة وضمان عدالة تطبيق القانون.

وأثار قرار عدم مقاضاة الضابط الذي قتل براون موجة احتجاجات غاضبة في عدة أماكن من لندن، مستذكرة قتل الشرطة البريطانية لرجال سود في السنوات الماضية.

وقالت عمة البريطاني مارك دوغان الذي قتل برصاص الشرطة عام 2011 مما أثار موجة في بريطانيا آنذاك، إن «فقدان شخص على يد الشرطة يبعث على الألم». وأضافت أنه «السبب الرئيسي في التضامن مع المحتجين في فيرغسون».

ورفع بعض المحتجين الشموع ووقفوا دقيقة صمت تكريماً لأولئك الذين قتلتهم الشرطة في جميع أنحاء العالم.