مهرجان شعريّ في طرطوس

دمشق ـ محمد الخضر

تضمنت الفعاليات الثقافية التي احتضنها «مهرجان الشيخ صالح العلي السابع عشر» الذي أقيم في الشيخ بدر، محافظة طرطوس، مهرجاناً شعرياً بمشاركة مجموعة من الشعراء السوريين والعرب هم محمد ابراهيم حمدان ووائل أبو يزبك وصالح سلمان ومحمود حبيب وصالح سلمان وليندا ابراهيم وصلاح أبو لاوي. وتنوعت قصائد الشعراء المشاركين بين وطنية وإنسانية واجتماعية، وحملت فكرة التصدي للمؤامرة على سورية، إذ غلب عليها أسلوب الشطرين التي اعتمدت على الأصالة والمعاصرة شكلاً ومضموناً.

وألقى الشاعر صالح سلمان قصيدة عنوانها «في رحاب الثائرين» أشار فيها إلى سمو الشيخ صالح العلي وما قام به ضد الاحتلال الفرنسي، ما جعل التاريخ يسجل أمجاده ليكون ذكرى تثير عواطف الأجيال ضد كل من يحاول النيل من كرامة الوطن فقال:

أي فجر على يديك استقاما… أنت علمته الضيا أقداما

أيها الصالح العلي في المجد… صلاح أعليته فتسامى

خضت بحر الأهوال ليثا غضوبا… وأنرت الأزمان عاماً فعاما

في حين أشار الشاعر محمد خالد الخضر في قصيدته «تجليات أمام ضريح البطل» أن ما يدور في سورية هو غدر للمنظومة الوطنية التي تتنامى وتأبى الرضوخ لأذناب المستعمر، لافتا إلى خطورة ما يقوم به هؤلاء الغدارين من تخريب وتدمير تريد أميركا وعملاؤها من خلاله إخضاع سورية وشعبها الذي يحافظ على العزة والكرامة، قائلاً:

وعادت الخيل تزهو وهي سارحة… هذا خيالي يعد الآن ما يجب

لكنني كنت صداحاً على فنن… عاث الجراد به واستعمر الجرب

تقاسمته الأيادي وهي مشرعة… وكلهم أهله يندى لهم نسب

كانت تصفق وهي الآن ناكرة… تمد جسراً إلى بيتي وتنقلب

أقسمت بالله أني لا أساومهم… من تاجروا في دماء الشعب واغتربوا

الشاعر محمد ابراهيم حمدان يرى من خلال قصيدته «صلوات عاصفة» أن الأبطال المجاهدين مثل الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو ما زال عبق نضالهم يملأ قلوب أبناء سورية، معتبرا أن ما تعلمه الشعب من هؤلاء هو بقاء الشام رمز الوحدة الوطنية ومنطلق الحفاظ على سورية والدفاع عن كرامتها:

أرى سلطان روحا في هنانو… وسيف البدر عن حلب تحامى

وندى الموج في حوران ورداً… وبسم تراثه حي الشآما

توحدت القلوب على فداء… لمجد الأرض واشتعلت هياما

وحملت قصيدة الشاعر وائل أبو يزبك في معانيها غزلاً رقيقاً في طرطوس وحباً كبيراً يشمل تلك لمدينة الجميلة ليصل إلى أنحاء الوطن، ثم ربط غزله بتذكر صفات الشيخ صالح العلي الشجاعة فقال:

هاتي قوافيك في كاس الهوى الثمل… يا فتنة البحر يا أنشودة الغزل

يا ساقي السيف رياناً بما سكبت… له المنايا وما ألقت من الوشل

الشاعرة ليندا ابراهيم ألقت قصيدة عنوانها «قمر الشام» شكلتها بمآثر الأبطال وسؤال من غدر ومن خان بالشام التي ما زال مجدها تياها على صفحات التاريخ، مذكرة بما قدمه الشهداء والأبطال وهم يدافعون عن سورية الحبيبة ويرسمون طريق النصر القادم الذي لن يتأخر. قالت:

إن الشآم فيا تاريخ عزتنا… سجل بسفر الهوى ما قد كتبناه

مذ خاننا أهلنا في ليل محنتنا… والجار في ربعنا المأمون مأواه

فالأبجدية بعض من صنائعنا… والنور للأرض قد كناه

كناه والعالمون بقايا من سرائرنا… والمجد ما المجد لولانا ولولاه

أهدى الشاعر الأردني صلاح أبو لاوي قصيدته «الشهيد» من خلال بطل من طرطوس استشهد مدافعاً عن سورية، إلى كل شهدائها إذ عبر عن حبه الكبير لهذا البلد الذي يعتبره قلعة الصمود ورمز العروبة:

بين قلبي وطرطوس زنبقة… وشوارع ثكلى وليل يطول

بيننا حزن عاشقة… أطلقت قلبها فرساً للبراري… فضج الصهيل

الشاعر محمود حبيب أشار في قصيدته من «كرومك خمرتي» إلى أن الذين يحاولون تخريب سورية هم لا يحفظون العهود ولا يملكون وفاء لأرضهم ووطنهم، مهما حاولوا أن يرفعوا من شعارات، وأن يتستروا بأقنعة مختلفة، فأصبحوا مكشوفين أمام الشعب الذي لن يتوانى عن الصمود في وجههم فقال:

قومي وأقسم ما حنثت ولم أكن… يوماً لعهد المخلصين قطوعا

لم يحفظوا العهد القديم ولا رعوا… ذمماً وعاشوا يدمنون خنوعا

لا ينهدون إلى أخ في نجدة… وإلى الخيانة يهرعون جموع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى