التاريخ يكرّر نفسه في الدوري اللبناني

رسمت منافسات الدوري اللبناني سيناريو شبيهاً بالموسمين الماضيين، بعدما انحصر الصراع على اللقب بين فريقي النجمة والصفاء. حقق الصفاء فوزاً مهماً على الأنصار بهدفين لهدف مستغلاً تعثر النجمة وتعادله والعهد بهدفٍ لكل منهما الأحد الماضي، وتتجه الأنظار لمباراة الفريقين النارية يوم السبت المقبل ضمن الأسبوع التاسع عشر، لأن الفائز سيقطع شوطاً بعيداً نحو إحراز اللقب العتيد.

كان الصفاء قد أحرز اللقب في الموسمين الماضيين توالياً، بعد منافسة ملتهبة مع النجمة دامت حتى الأمتار الأخيرة من النسختين اللتين فاز بهما الصفاء.

ويصعب التكهن بهوية الفائز في مواجهة السبت، لأن الفريقين يضمان في صفوفهما نخبة اللاعبين اللبنانيين. وهما أثبتا امتلاكهما للنفس الطويل والبدائل القادرة على إكمال مشوار الدوري بوتيرة عالية، في مقابل تهاوي بقية المنافسين واحداً تلو الآخر في ظل معاناتهم صعوبات عدة، بسبب الإصابات والغيابات الناتجة من توقيفات اللاعبين.

وصمد فريقا الصفاء والنجمة في وجه ظروفٍ صعبة، خصوصاً الأول الذي عانى لعنة إصابات غير مسبوقة في تاريخه، تسببت في إبعاد أبرز نجومه كعلي السعدي وعلي ناصر الدين وأحمد جلول والسوري طه دياب وروني عازار، فضلاً عن تعرض الإيفواري ابراهيما توريه لعارض صحي خطير باكتشاف إصابته بمرض عضال. وغيابات من هذا النوع كفيلة بالتأثير على أداء أيّ فريق، لكن حنكة المدرب الروماني تيتا فاليريو وكفاءة اللاعبين الشباب في الفريق مكنت الصفاء من الاستمرار في مشوار المنافسة على لقب البطولة، في الوقت الذي توقع البعض أن ينافس على الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وتجاوز النجمة مشاكل فنية، تمثلت بالرحيل المبكر لمهاجمه السوري رجا رافع، وتعثر خط الهجوم وخصوصاً حسن المحمد في ترجمة سيطرة الفريق على مجريات كثير من المباريات ذهاباً، ما أفقد النجمة نقاطاً ثمينة.

ولم يفقد الفريق شيئاً من قوته الهجومية، بعد سفر المحمد للاحتراف في ماليزيا، بفضل لمسات الثعلب الألماني ثيو بوكير، الذي أثبت خبرته في التعامل مع اللاعب اللبناني، وقدرته على استخراج أفضل ما لديه، في مختلف الظروف. وهو أعطى الثقة للمهاجم العائد أكرم المغربي فاستعاد بريقه، مقدماً مستويات تؤهله للعودة إلى المنتخب، ومنح الثقة للشاب حسن القاضي وللظهير علي همدر في بعض المباريات، وهذه الأسماء أثبتت أنها على قدر المسؤولية والثقة.

وما يؤكد جدارة النجمة والصفاء في المركزين الأولين في الدوري، هو خوضهما المنافسات على الجبهتين المحلية والقارية بالكفاءة نفسها، فالصفاء احتل المركز الأول للمجموعة الأولى في كأس الاتحاد الآسيوي، وتأهل إلى الدور الثاني عن جدارة. أما النجمة فيحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية، وهو في وضع جيد لبلوغ الدور المقبل.

وبالطبع فإن حسرة الجمهور كبيرة لغيابه عن عرس السبت بين الفريقين الأقوى حالياً على الساحة اللبنانية، فمباراة من هذا النوع كان من المفترض أن تتحول إلى مهرجان جماهيري، يؤكد عافية الكرة اللبنانية وصحتها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى