قطر وتركيا تسعيان إلى خلق «جيش مصري حرّ» تخوّفاً من نظام إقليمي يتماهى مع الهلال السوري الخصيب واشنطن مصدومة من موقف «إسرائيل» حيال أزمة القرم… وكييف على طاولة النقاش الصينية ـ الروسية

يبدو أنّ اجتماعَ مصر قوية، وهلال سوريّ خصيب ومنيع، يقلق الدول الغربية والإقليمية، ويرحّل أحلامها إلى العدم، ولربما يكون هذا «الاجتماع»، تجسيد لما نادى به الزعيم أنطون سعاده في ثلاثينات القرن الماضي، والمتمثل بالسعي إلى إنشاء «جبهة عربية».

هذه الجبهة التي خشي منها الغرب كثيراً، وتغافل عنها العرب أكثر، ها هي اليوم تعود إلى الواجهة بقوة، كقوّة مثلى لردع ويلات «الربيع العربي».

مناسبة هذا الحديث ما ورد في صحيفة «وورلد تريبيون»، عبر تقرير يشير إلى أنّ قطر وتركيا تموّلان حملة لخلق «جيش مصري حر» على غرار ما سميّ بـ««الجيش السوري الحر»، لزعزة أمن مصر، إذ اعتبر يوسف بودانسكي، مدير «مجموعة العمل» السابق في الكونغرس، إن الصراع حول مصر على وشك تصعيد كبير مع إصرار الرعاة الرئيسيين لـ«الجهاديين» في سورية على شنّ حملة مشابهة ضد القاهرة. وإن الهدف الاستراتيجي العام لتلك الدول راعية «الجهاديين»، يتمثل بمنع نشوء نظام إقليمي داخلي قائم على قلب العالم العربي، ومحميّ من قبل أقليات منطقة الهلال الخصيب!

على صعيد آخر، أقرّت المتحدثة بِاسم الخارجية الأميركية، بصدمة واشنطن حيال امتناع «إسرائيل» عن التصويت لمصلحة الموقف الداعي إلى «حماية وحدة الأراضي الأوكرانية»، لدى طرح القضية على الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين.

وأفادت الصحف العبرية أنّ «تل أبيب» علّلت تغيّبها عن التصويت بالإضراب الذي حدث في وزارة الخارجية، لكن الإدارة الأميركية لم تقبل تلك الحجة، ورجّحت موقف «إسرائيل» إلى حساسية علاقاتها الأمنية مع موسكو، وإلى الدور الروسي في بعض الملفات الإقليمية الساخنة، وفي مقدّمها البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية.

وحول الأزمة الأوكرانية أيضاً، أشارت الصحف الروسية إلى أنّ نقاشات بين موسكو وبكين ستنطلق خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الصين التي بدأت أمس، وهذه النقاشات ستتناول الأزمة الأوكرانية.

«وورلد تريبيون»: قطر وتركيا تموّلان الحملة «الجهادية» على مصر

قال يوسف بودانسكي، مدير «مجموعة العمل» السابق في الكونغرس، حول الإرهاب والحرب غير التقليدية، في الفترة من 1988 حتى 2004، إن الصراع حول مصر على وشك تصعيد كبير مع إصرار الرعاة الرئيسيين لـ«الجهاديين» في سورية على شنّ حملة مشابهة ضد القاهرة.

وأوضح في تقرير نشرته صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية، إن الهدف الاستراتيجي العام لتلك الدول راعية «الجهاديين»، يتمثل بمنع نشوء نظام إقليمي داخلي قائم على قلب العالم العربي، ومحميّ من قبل أقليات منطقة الهلال الخصيب، وبالتالي استبعاد القوى الخارجية. مشيراً إلى أن وجود مصر قوية ومستقرة هو حجر الزاوية لذلك النظام الإقليمي.

ويؤكد بودانسكي أنه وفقاً لمصادر «جهادية»، أن هناك محاولة لإنشاء «جيش مصري حر»، على غرار «الجيش السوري الحر»، يُدرّب ويُعدّ في ليبيا بهدف نشر الفوضى لتخريب الانتخابات الرئاسية. مضيفاً أن هذه المحاولات تجري بمشاركة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة تحت رعاية قطرية تركية، إذ يُخطّط لاستهداف المنشآت الحيوية بما في ذلك مطار القاهرة الدولي واقتحام السجون لإطلاق سراح الإخوان المعتقلين ونشر الفوضى.

ويتابع: «إن الاستخبارات الليبية إما أنها تسمح، أو على الأقل ليست قادرة على منع هذه التحضيرات. فوفقاً للمصادر فإن مصانع في ليبيا تقوم بإنتاج الزي الرسمي الذي يرتديه الجيش المصري، وتوزّع هذه الملابس على أعضاء «الجيش الحر»، استعداداً للتسلل إلى مصر وتنفيذ المخططات، مشيراً إلى أنهم بانتظار ساعة الصفر، التي ستحدّدها استخبارات البلدين المشرفين على العملية».

ويتابع بودانسكي، مدير البحوث لدى جمعية الدراسات الاستراتيجية الدولية، أنه يجري تسليم الجماعات المتدربة، التي تضم «جهاديين» من ذوي الخبرة من السودان وغيرهم ممن قاتلوا في سورية وأماكن أخرى جنباً إلى جنب مع مصريين، أسلحة ومركبات وغيرها من المعدات التي يقومون بتخزينها في برقة ـ ليبيا في انتظار إرسالها إلى مصر.

ويقول بودانسكي إن شريف الرضوان، الذي شارك في القتال في سورية ولبنان وأفغانستان وباكستان، هو أمير أو قائد هذا الجيش الحر، فيما يقوم إسماعيل الصلابي بالتنسيق مع الرعاة الأجانب ووكالات الاستخبارات المشرفة. ويرتبط الصلابي بعلاقة صداقة مع رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، إذ يلتقي كلاهما كثيراً.

ووفقاً للمصادر «الجهادية» فإن كامي الصيفي وإسماعيل الصلابي، وهما ينتميان لتنظيم القاعدة، وكانا على اتصال بنائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر، سيكون لهما دور خاص في خلق التوترات قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويشيرون إلى أن العنصر الأكبر المكون «للجيش المصري الحر» يكمن في أوساط الطلاب المصريون الذين استطاعوا الفرار إلى ليبيا حيث يخضعون لقيادة أبو فهد الزاز، الذي عاد لتوّه من سورية إلى ليبيا للمساعدة في تدريب «الجهاديين» الذاهبين إلى مصر.

ويلعب القيادي الليبي أبو عبيدة حلقة الاتصال مع قطر، إذ يشير بودانسكي إلى أن مسؤولي الاستخبارات والجيش القطري المتواجدون على الأراض الليبية تلتقوا أبا عبيدة لمرّات عدّة للحصول على تقارير حول تدريب أولئك الجهاديين. وبالتوازي مع بناء «الجيش الحر»، تُدعم جماعة «أنصار بيت المقدس» في سيناء، وهي المسؤولة عن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت قوات الأمن المصرية داخل القاهرة وخارجها.

وتحدّث التقرير عن فندق «بيتش غزة» الذي اتخذ منه الإخوان المسلمين مقراً لقيادتهم بعد فرار قيادات الجماعة إلى قطاع غزة في أعقاب الإطاحة بهم من السلطة يوليو/تموز الماضي. ويشير إلى أن المقر يخضع لإدارة محمود عزت، عضو مكتب الإرشاد، كما تزعم مصادر من حركة حماس أنه الذراع اليمين للشاطر والمسؤول عن المشاريع الخاصة للتنظيم.

ويقول أن عقب الإطاحة بالإخوان من السلطة فر ستة من كبار قياداتها إلى فندق «شاطئ غزة»، ثم تسلل المزيد في ما بعد وكان أهمهم هو القائد الأعلى للذراع السري للإخوان، والذي أشارت المصادر الحمساوية لاسمه بـ«السيد x»، وقد تلقى تعليمه على يد الشيخ عبد المجيد الشاذلي. ووصل 20 من كبار قيادات الجماعة وعملائها السريين إلى فندق غزة برفقة القائد الأعلى ليصل إجمالي عدد المصريين المتواجدين بمقر القيادة أكثر كم 30 شخصاً، الذين يرأسون «جهاديين» عرب وفلسطينيين يشنون العمليات الإرهابية في مصر وأنحاء المنطقة.

«ديلي تليغراف»: شهود عيان سوريون يؤكدون تورط تركيا في هجوم كسب

ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف»، أن من وصفتهم بـ«متمردين سوريين» وشهود عيان أكدوا أن السلطات التركية سمحت لمقاتلين «جهاديين» بالتسلل عبر الحدود الاستراتجية مع سورية، ليشنوا هجومهم على القرية الأرمينية «كسب»، حيث ارتكبوا أعمالاً وحشية بحق المواطنين الأرمن.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن شهود عيان و«معارضين» للرئيس بشار الأسد، قولهم إن تركيا سهّلت الهجوم الذي شنه «إسلاميون» على القرية الأرمينية. وتشير إلى أن العملية جرى التخطيط لها منذ أشهر، إذ سهلت السلطات التركية تسلل المقاتلين عبر حدودها كثيفة التأمين العسكري والحيوية من الناحية الاستراتيجية في إنجاح الهجوم.

وتحدث «معارض» سوري للصحيفة، قائلاً: «إن تركيا قدّمت لنا خدمة كبيرة.. فلقد سمحوا لرجالنا بالدخول عبر حدودها». وأضاف «إننا بحاجة إلى ضرب النظام من جوانب مختلفة، وكان هذا هو السبيل الوحيد القريب من الساحل، لذا فلقد كانت مساعدة كبيرة من أنقرة».

واستيقظ أهالي كسب صباح 21 مارس/آذار وسط صرخات وصيحات من جراء الهجوم، ويقول «بدروس»، اسم مستعار لمواطن سوري أرميني تحدث للصحيفة: «لقد استيقظنا على صوت القصف، لم يكن لدى وقت حتى أرتدي ملابسي. أمسكت زوجتي وأطفالي، وهربنا بملابس النوم فلم يكن لدينا وقت لنأخذ أي شيء».

وبعد يومين من الهجوم، سقطت كسب في يد تحالف جماعات إسلامية بما في ذلك جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، حيث فر جميع سكان القرية تقريباً، البالغ عددهم 2000 نسمة.

وعلى رغم نفي تركيا علاقتها بالهجوم، فإن منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي أجرت لقاءات مع شهود عيان، أكدت تعارض الشهادات مع الإدعاءات التركية، وأشارت إلى أنه من المستحيل لهذه الجماعات أن تدخل إلى سورية من دون علم الأتراك.

وتقول «ديلي تليغراف» إن الهجوم على كسب أثار الذكريات المظلمة للمجازر العثمانية المروعة بحق الأرمن بمن فيهم سكان القرية نفسها. وتشير إلى أن سكان القرية الحاليين تذكروا تلك المجازر التي وقعت عام 1909، والإبادة الجماعية عام 1915، عندما ذبح الآلاف من الأرمن في كسب على يد القوات العثمانية.

«ها آرتس»: واشنطن تعرب عن صدمتها من موقف «إسرائيل» حيال أزمة القرم

وسلطت صحيفة «ها آرتس» العبرية الضوء على الانتقادات الأميركية التي طاولت موقف «إسرائيل» من أزمة القرم، وامتناعها عن الوقوف بشكل واضح إلى جانب الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن «إسرائيل» تنظر إلى أن معاداة روسيا يمكن أن تضر بالأمن «الإسرائيلي».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول «إسرائيلي» رفيع المستوى لم تذكر اسمه، قوله: «إن إسرائيل أوضحت للولايات المتحدة، خلال اجتماعات عقدت في الأسبوعين الأخيرين، أن وقوفها العلني ضد روسيا في أزمة القرم من شأنه أن يلحق أضراراً بالمصالح الأمنية الإسرائيلية».

وأوضح المسؤول «الإسرائيلي» أن لدى روسيا تأثير كبير على عدد من دول المنطقة، لا سيما سورية وإيران، وأن أيّ مواجهة مع روسيا قد تلحق ضرراً بأمن «إسرائيل».

وفي المقابل، كان قد أعرب مسؤولون أميركيون الاثنين الفائت، عن غضبهم من سياسة «عدم الانحياز» التي تتخذها «إسرائيل» تجاه الأزمة الأوكرانية، كما أعربوا عن خيبة أملهم من امتناع «إسرائيل» عن دعم الموقف الأميركي في الصراع مع روسيا.

وقال مسؤول أميركي، إن أحد أسباب غضب البيت الأبيض، تغيب «إسرائيل» عن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت قبل أسبوعين للتصويت على قرار يدين روسيا، وامتناع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغادور ليبرمان عن دعم الموقف الأميركي بشكل علني في الأزمة.

وأضاف المسؤول الأميركي، وفقا لـ«ها آرتس»، «أن ما زاد التوتر هو موقف ليبرمان، الذي وازى بين علاقات «إسرائيل» مع الولايات المتحدة بعلاقاتها مع روسيا، في حديثه للقناة التاسعة «الإسرائيلية» الناطقة بالروسية، «لدينا علاقات وثيقة مع الأميركيين والروس، وتجاربنا إيجابية مع الجانبين»، ويضيف أنا لا أفهم وجهة النظر التي تدعو «إسرائيل» إلى الانجرار إلى داخل هذا المستنقع.

وقالت «ها آرتس»: «إن إسرائيل واقعة في مأزق سياسي في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وهي عالقة بين تحالفها مع الولايات المتحدة، وبين الخوف من ردود فعل روسية تضر بالمصالح الإسرائيلية».

«غارديان»: هيغ يهدّد موسكو بمزيد من العقوبات

نقلت جريدة «غارديان» البريطانية تهديد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لروسيا، بمواجهة مزيد من التدهور في علاقتها مع الغرب لو استمر تدخلها في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وبريطانيا حثّتا روسيا على السيطرة على الأزمة في أوكرانيا، وإلا ستواجه مزيداً من العقوبات في الوقت الذي لا يزال الانفصاليون الموالون لروسيا مسيطرين على المباني الحكومية شرق البلاد.

وحذّر هيغ روسيا من مواجهة الانعزال عن الغرب لسنوات لو لم تتوقف عن زعزعة الاستقرار في أوكرانيا، ومن أن لندن استعدت لتوجيه ضربة مالية من خلال عقوبات تؤثر على العلاقات التجارية.

وجاء ذلك في أعقاب مكالمة هاتفية متوترة بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، أخبر فيها الأول الثاني أن موسكو ستواجه ثمناً على ما تفعله في أوكرانيا، ويجب أن تستغل نفوذها الثاني الانفصاليين عما يفعلونه.

من ناحية أخرى، نشرت الصحيفة تقريراً تحدثت فيه عن خمس سيناريوات محتملة للأزمة في أوكرانيا.

يقول كاتب التقرير إيان بلاك، إن السيناريو الأول أن تستخدم الحكومة الأوكرانية القوة وتنفذ تهديديها باستخدام الجيش لمهاجمة المباني الحكومية التي يحتلها النشطاء الموالون لروسيا… والمخاطرة في تلك الخطوة أنها قد تثير عنفاً واسع النطاق، لا بل ربما حرباً أهلية.

السيناريو الثاني أن تتدخل روسيا مباشرة. ويقول بلاك إنه على رغم قول بوتين مراراً أنه لا ينوي إرسال قوات إلى أوكرانيا، وعدم مخاطرته ببدء الحرب، إلا أن الدوما فوضه للتدخل عسكرياً لو أصبحت مصالح موسكو مهدّدة. ويقول بوتين إن تلك المصالح تشكل الأوكرانيين الناطقين بالروسية، على رغم أن الأغلبية الشاسعة منهم أوكرانيين من الناحية العرقية. وربما يستجيب لنداء بالمساعدة من الموالين لروسيا وأنصار ما يصفه بالفيدرالية.

أما السيناريو الثالث، فهو أن تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أكثر صرامة، وهو ما رجحته الصحيفة. وقالت إن واشنطن أوضحت أنها ستصعد العقوبات ضد موسكو لو استمرت الأعمال العسكرية الموالية لها في شرق أوكرانيا. ويمكن أن تشمل العقوبات مجالات الطاقة والتعدين والبنوك.

السيناريو الرابع، يتمثل بتدخل الناتو، والذي تستبعده الصحيفة بشدة، وتقول إنه على رغم أن الحلف أعرب مراراً عن قلقه إزاء الأزمة ووصفها من جانب أمينه العام فوغ راسوموسين، بأنها أكبر تحدّ لأمن أوروبا منذ سنوات، إلا أن الناتو يحتاج إلى الحوار، لا سيما بعد فشله في منع انضمام القرم إلى روسيا، ويحتاج إلى طمأنة أعضائه الشرقيين، خصوصاً دول البلطيق.

أما السيناريو الأخير، فهو الخيار الدبلوماسي. وتقول «غارديان» إنه في ظل الموقف المعقد والذي يتغير بشكل سريع، يكون من الصعب التنبؤ بما يمكن أن يحدث. وستكون المحادثات المقرّرة يوم الخميس المقبل في جنيف، والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا أول اجتماع لهم منذ بدء الأزمة. ومن المرجح أن يقوي الاضطراب المتزايد في شرق أوكرانيا موقف روسيا في ظل ضغطها من أجل حل سياسي يخدم مصالحها.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: بكين وموسكو تناقشان كييف

جاء في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية: بدأ وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس زيارته إلى الصين، ويتضمن جدول عمل الزيارة، التحضير لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين والوضع في أوكرانيا. إذا اخذنا بالاعتبار الأوضاع في التيبت وتايوان وشينغ يانغ ذات الحكم الذاتي، نفهم سبب اتخاذ بكين موقف محايد من مسألة شبه جزيرة القرم. لذلك تحاول الولايات المتحدة دق إسفين في العلاقات الروسية الصينية، ولكن الخبراء على ثقة من أن هذه العلاقات ستصمد في وجه هذه المحاولات. إن الضغوط التي يمارسها الغرب على موسكو، ستسمح للصين الحصول على شروط ملائمة بشأن توريدات الطاقة. إذا درسنا موقف بكين منذ بداية الأزمة وحتى الآن، يتبين انه موقف محايد، فقد امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الامن الدولي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، عند بحث مسألة القرم. أي أن الصين لا تريد التدخل في هذه الأزمة.

يقول نائب مدير معهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو، آندريه كارنييف: «لا ينتظر ما هو جديد من لقاء لافروف وفان إي، طبعا الصين بالنسبة إلينا شريك مهم، ولكن موقفها من الأزمة الأوكرانية يبقى حذراً. إذ لا يمكن للصين أن تقف إلى جانبنا بوضوح بسبب التيبت وتايوان، اللتان ربما تطالبان بالانفصال. الولايات المتحدة تضغط في هذا الاتجاه. إضافة الى الضغوطات الغربية على الصين في مسألة حقوق الإنسان وغيرها من القضايا الداخلية. لذلك لن تقف الى جانب الدول التي تهاجم روسيا».

وبحسب قوله، «يجب ايضاً الأخذ بالاعتبار ان الصين قدمت مساعدات اقتصادية ودعماً معنوياً الى أوكرانيا في عهد يانوكوفيتش، واصبحت المورد الرئيسي للأسلحة والمعدات العسكرية. كما وضعت مشاريع مشتركة للعمل في قطاع الزراعة وكذلك تحسين البنية التحتية للموانئ الأوكرانية، التي كان يجب ان تصبح رأس رمح لوصول الصين الى الاسواق الأوروبية. الآن أصبحت هذه المشاريع معلقة. لذلك من مصلحة الصين أن يعم الاستقرار في أوكرانيا، وهي تنوي العودة وتسعى لتكون شريك رائد في قطاع التجارة معها».

ويضيف كارنييف: «من دون النظر الى تباين المواقف، ستصمد العلاقات بين الصين وروسيا أمام الأزمة الأوكرانية. كما أن الصين بفضل هذا، أصبحت في موقف أفضل، لأن روسيا بسبب العقوبات، تنوي نقل بعض إمدادات الطاقة الى آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، وهذا يسمح للصين بالتفاوض في مسألة الأسعار».

يديعوت أحرونوت: قوات الاحتلال تستنفر قواتها في الخليل

عقب عملية إطلاق النار التي حدثت مساء الإثنين الفائت، وأسفرت عن مقتل ضابط شرطة صهيوني وإصابة زوجته وثلاثة مستوطنين آخرين بجراح وصفت بالخطيرة غرب مدينة الخليل المحتلة، استنفرت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» قوّاتها، وقامت بعمليات تمشيط واسعة في محيط موقع إطلاق النار القريب من حاجز «ترقوميا»، كما شنّت حملة مداهمات وتفتيش واسعة في قرية «إذنا».

وعلى رغم ذلك، إلا أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أكدت أن جيش الاحتلال لم يعتقل أيّ مشتبه بهم، مضيفة أنه بعد العملية مباشرة، فرضت قوات الاحتلال إغلاقاً تاماً على المنطقة، وأعلنت أنها منطقة عسكرية مغلقة، وبدأت عمليات تمشيط ومداهمات استهدفت أحياء قرية «إذنا».

وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن جيش الاحتلال كان قد داهم عدداً من المبانى السكنية والتجارية، ودققت في بطاقات هويّة أصحابها ومن تواجد فيها، ودمّر العناصر محتويات وأثاث في مبان سكنية عدّة، من دون أن يبلّغ عن عمليات اعتقال.

ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن القتيل هو ضابط شرطة يبلغ من العمر 40 سنةً من مستوطنة «موديعين»، مشيرةً إلى أنه «على رغم الجهود المشتركة الهائلة لقوات الجيش والاستخبارات وشرطة حرس الحدود، لم يُعثر على طرف خيط يقود إلى اعتقال مشتبه بهم».

وأفادت تحقيقات قوات الاحتلال حول العملية بأن المهاجم أطلق النار على ثلاث سيارات، لكن سيارة الضابط تعرّضت لنيران كثيفة، ما أسفر عن مصرعه وإصابة زوجته، فيما أصيب آخر كان مع عائلته في سيارة أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى