الناتو يوافق على تعزيز أمن دول شرق أوروبا

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن مجلس الناتو قرّر حزمة من الإجراءات الرامية إلى تعزيز أمن دول شرق أوروبا من أعضاء الحلف، على خلفية الأزمة في أوكرانيا.

وقال راسموسن بعد اجتماع مجلس الناتو في بروكسل اليوم: «سيجري تعديل خططنا الدفاعية وتعزيزها». وأشار الأمين العام للناتو إلى أن الحلف لم يتخذ قراراً بعد بشأن نشر قواعد عسكرية دائمة في دول شرق أوروبا، وأكد أنه يعتبر أن الطريق السياسية هي الوحيدة لتسوية الأزمة في أوكرانيا، داعياً روسيا إلى أن تكون جزءاً من الحل السياسي و»وقف زعزعة الوضع وسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا والتأكيد أنها لا تدعم الانفصاليين». وأشار راسموسن إلى أن الحلف قرّر تعزيز دوريات الطيران في شرق أوروبا وإرسال قوات بحرية إلى بحر البلطيق وشرق البحر المتوسط، وكذلك نشر مزيد من العسكريين لإجراء تدريبات ورفع مستوى الجاهزية، موضحاًَ أن هذه الإجراءات ستنفّذ «خلال أيام». وتعهد باتخاذ مزيد من الإجراءات في الأسابيع والأشهر المقبلة إذا تطلب الأمر. وأكد راسموسن أن الناتو يريد إرسال إشارة واضحة أن الحلف سيدافع عن كل حليف وسيواجه أية أخطار على أمنه.

وأعرب الأمين العام للناتو عن أمله في أن يساعد اجتماع جنيف الرباعي في تحقيق حلّ سلمي للأزمة في أوكرانيا.

وفي تعليق على قرار الحلف قال رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة العالمية» فيودور لوكيانوف، إن تعزيز قوات الحلف في أوروبا لن يبقى بلا ردّ من قبل روسيا، مضيفاً: «كل تحرك عسكري قرب حدود دولة ما يستدعي رداً، لكن من حيث المبدأ فإن من حق دول الناتو أن تعمل في أراضيها ما تريد، مثلما يحق لروسيا أن تعمل ما تريد، بما في ذلك قرب حدود أوكرانيا».

وأعرب الخبير الاستراتيجي الروسي عن اعتقاده بأن قرارات الحلف لن تؤثر في الوضع في شرق أوكرانيا، مع أنه أشار إلى احتمال أن يكون لها «تأثير سلبي على العقول في كييف، لأن ذلك يغذي أوهام ممثلي سلطات كييف بأن الغرب سيكون معهم إلى درجة أنه سيدافع عنهم، إنه تصوّر خطير، لا سيما أنه بعيد عن الواقع».

وعلى صعيد التطورات الميدانية في شرق أوكرانيا، أكد قيادي في لجان الدفاع الشعبي في مدينة كراماتورسك جنوب شرقي أوكرانيا بأن نحو 60 عسكرياً أوكرانياً انضموا إلى المحتجين مع عرباتهم القتالية، بعد أن أرسلت كييف قوات نظامية إلى المنطقة لقمع احتجاجات أنصار فدرلة البلاد في إطار ما أسمته السلطات بـ»عملية مكافحة الإرهاب».

وأكد شهود عيان أن طواقم 6 عربات مشاة قتالية أوكرانية انضمت إلى صفوف أنصار فدرلة أوكرانيا. وقال أحد الشهود أمس، إن حشداًَ من السكان المحليين تحدث مع أفراد طواقم العربات القتالية وأقنعهم بأنهم سكان مسالمون وليسوا إرهابيين.

وأكد الشاهد أن العسكريين رفعوا علم روسيا فوق العربة الرئيسية وتوجهوا برفقة قوات الدفاع المحلية إلى مدينة سلافيانسك. من جهة أخرى نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور للعربات الأوكرانية المنشقة التي رفعت علم روسيا. ولا تزال قوات موالية لكييف موجودة في كراماتورسك، بما فيها دبابات ومدرعات، فيما تتابع لجان الدفاع الشعبي سيطرتها على مقر المجلس البلدي وعدد من الحواجز، من دون وقوع مواجهات بين الطرفين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى