لحّام في رسالة الفصح: اتركوا سورية لمواطنيها

ناشد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريّة وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام دول العالم ترك سورية لمواطنيها، قائلاً: «أتركوها للسوريين وكفاكم إرسال السلاح والمحاربين والمرتزقة والمجرمين بل أنزعوا السلاح ولنتحد».

وتوجّه لحام في رسالة بمناسبة عيد الفصح إلى دول العالم قائلاً بصراحة وعزم: «الحرب والعنف والسلام لم ينجحوا! وتزويد المسلحين بالسلاح على أنواعه لم ينجح! نظرياتكم ونبوءاتكم بسقوط سورية رئيساً وحكومة، منذ بداية الأزمة وفي أشهرها الأولى عام 2011، لم تنجح»!ّ

وقال: «أما حان الوقت لأن يقتنع العالم أنّ الحرب لا أحد رابح فيها، وأنّ الحلّ السلمي هو سيد الأحكام وأنّ السوريين هم وحدهم الذين يقرّرون مصيرهم، ومن يكون رئيسهم، ومن تكون حكومتهم، وما هو دستورهم؟ أم أنّ العالم مصمّم على متابعة حرب إبادة ضدّ الشعب السوري، وتدمير مؤسساته، وإزهاق أرواح مواطنيه، وتدمير كنائسه وجوامعه وتراثه الحضاري، وإفقار شعبه وتجويعهم وتشريدهم، وإزهاق أرواح مواطنيه، وكسر معنوياتهم وصمودهم؟ وذلك لأجل تحقيق مصالحه وتنفيذ مخططاته»؟.

ودعا إلى العمل على إحلال السلام في سورية، فإن سلام سورية هو سلام المنطقة بأسرها سورية تستحق اهتمام العالم بأسره، ومحبّة العالم وثقة العالم . وقال لا نريد أن تكون سورية أرض الحرب والقتل والعنف والإرهاب، بل أن تكون كما نقرأ في اللافتات المنتشرة في شوارع دمشق: سورية أرضك المقدسة أرض المحبة والسلام .

وأشار لحام إلى «أنّ هناك آلاماً كثيرة يعاني منها الشعب السوري بكل طوائفه وأطيافه»، لافتاً إلى «أخطار تتفشى في المجتمع في ظلّ الأزمة السورية، وهي نتيجة للأفكار التكفيريّة، إذ هناك نمو في مشاعر وأفكار الحقد والبغض والكراهيّة والثأر وقساوة القلب والعنف والظلم والقهر… والريبة وعدم الثقة والتخوين… وتنامي الأصولية»، ومحذراً من «أن هذه أشد خطراً من الجراح التي تدمي الجسم السوري بكل أعضائه».

وأضاف: «كلنا يعرف أنّ هذه الأمور أكثر خطراً على مجتمعنا السوري، من الحرب والاقتتال الذي تشهده سورية على مدى أعوام ثلاثة، ولا بد من تحصين مجتمعنا ضدّ هذه الأخطار والأوبئة والتوجّهات والتيارات الهدّامة».

واعتبر لحام «أنّ المدّ التكفيري وإفرازاته، يشوّه صورة الإسلام، لا بل يحمل في طياته مؤامرة واضحة على الإسلام والمسلمين، وعلى العالم العربي بأسره، بمسيحييه ومسلميه».

واقترح لحام أن يتأسّس منتدى سوري فكري حضاري، يستقطب مفكرين من المسيحيين المؤمنين الملتزمين بقضايا المجتمع السوري، ويعمل القائمون عليه على صياغة مبادئ وخطط وطنيّة وإيمانيّة تستند على قيم الإنجيل المقدس، وتكون دستوراً لسلوك المسيحي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى