«وول ستريت جورنال»: الحرب في سورية تطيح بندر من الاستخبارات السعودية

اهتمّت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بخبر إقالة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، الذي خدم كسفير للمملكة العربية في واشنطن طوال أكثر من 20 سنة، قبل أن يعينه الملك عبد الله رئيساً للاستخبارات في يوليو/تموز 2012، الخطوة التي كانت تشير إلى نية الرياض تكثيف مشاركتها في سورية.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه في فبراير/شباط الماضي، هُمّش بندر باعتباره المسؤول عن جهود المملكة العربية السعودية لتسليح «المتمرّدين» الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس الأسد وتمويلهم، إذ اختفى عن الأنظار طوال الأشهر الماضية بعد أن وردت تقارير بخضوعه لعملية جراحية في الكتف.

وقال دبلوماسيون أوروبيون، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن استراتيجية المملكة العربية السعودية لدعم جماعة «التمرّد السورية» في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد فشلت، لأنّ الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لدعم المعارضة السورية.

وعمل السعوديون نحو تسليح أكبر للمقاتلين السوريين، لكن الولايات المتحدة رفضت اقتراحاً سعودياً حول خطة لنقل الصواريخ مضادة للطائرات وأسلحة ثقيلة أخرى إلى «المتمرّدين»، بسبب مخاوف من المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة والذين يمكن أن يضعوا أيديهم على الأسلحة.

ويقول ديفيد أوتاواي، مؤلف كتاب «رسول الملك: الأمير بندر بن سلطان وعلاقات أميركا المتشابكة مع السعودية»، إن فشل استراتيجية الأمير بندر أصبحت مصدر قلق لدى القادة في الرياض الذين وجدوه يغالي في وعوده من دون نتائج حقيقية.

وأضاف: «أعتقد أن الملك عبد الله والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، أصبحا قلقين حيال أسلوب تعامل الأمير بندر مع الحرب في سورية، وعواقبها السلبية المحتملة على المملكة»، مشيراً إلى أن بن نايف أنحى بندر، ليصبح الشخصية الرئيسية في ما يتعلق بالسياسة تجاه سورية منذ فبراير/شباط الماضي.

وتقول الصحيفة إن بن نايف حظي بإشادة واسعة النطاق لجهوده في القضاء على تنظيم القاعدة داخل المملكة العربية، كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع المسؤولين الأميركيين. إذ إن توليه المسؤولية يعكس تحولاً على صعيد المصالح الأميركية في الصراع السوري، لأن كلا من الأميركيين والسعوديين يركزون على نحو متزايد على التصدّي للجماعات المقاتلة في سورية، ممّن على صلة بتنظيم القاعدة. فيما أنهم باقين على دعمهم القوى لـ«تلمتمرّدين» الذين يقاتلون للإطاحة بنظام الأسد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى