مهرجان أدبيّ في «دار شعر» في دمشق

دمشق ـ محمد الخضر

أقامت «دار شعر» مهرجاناً أدبياً بمشاركة مجموعة من الشعراء وكتاب القصة تفاوتت كتاباتهم بين الشعر الخليلي الموزون والنثر، إضافة إلى بعض القصص القصيرة، وحملت معظم المواضيع طابعاً إنسانياً واجتماعياً.

الأديب الدكتور علي السمان ألقى بعض النصوص الشعرية التي تعتمد الومضة التصويرية في أسلوبها التعبيري، منتقياً لها ألفاظاً تتوافق مع الرؤية الحديثة، محاولاً تكثيف مشاعره وعواطفه ومعبراً عن تأثره بما يدور في وطنه وبحبه له، كما جاء في نصه تحت عنوان «ما زال البحث جارياً عن وطن» إذ قال: «وطني… ما زال مختبئاً خلف جدران الخيبة… صائماً… يلعن موائد الكراهية التي نأكل منها عدة وجبات باليوم… ومع كل إشراقة ليوم جديد… نسأل عن أولى المآدب… فقد استسغنا طعم الحقد… وأضحت الدماء سيدة الولائم».

الشاعرة أسيل الأزعط ألقت قصيدة عنوانها «بلودان» تصف فيها جمال هذه البلدة الجبلية العريقة التي يقصدها عشاق الطبيعة من كل حدب وصوب ولا يغادرونها إلاّ وقد امتلأت نفوسهم عشقاً لها وشوقاً، مبينة في القصيدة مدى حبّها لهذه البلدة وتأثرها بجمالها فتقول: «فهل بعض طول اشتياقي سوى… لقاء مع الأمل المنتظر… «سأبقى أغنيك شعري الذي تضوع مثل الشذى وانتشر».

في قصيدة الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق «ملاكي والجلال» خلجات عاشق يتميز بالعفة، مختاراً ألفاظا رقيقة ليصوغ بها رؤاه الغزلية على شكل وصف يمتزج بالشوق والعاطفة واللهفة إذ يقول: «تجدد الأمل الذي زارني قلقاً… لما رأى قمراً في شكله بشر/ /ورحت أغفو على أزهاره عبقاً… وكنت في شغف قد راقني الخبر.

الكاتبة شيرين حبش قرأت نصا أدبياً يعبر عن خيال امرأة ترسم الحب ببراءة وعاطفة مع تشكيل من مفردات الطبيعة. نص أدبي حديث ومحاولة جادة للارتقاء بالكلمات إلى مستوى الأدب كقولها في نص «أسميتك أمل»: «تسللت من بين أزقة الزمن… وكطفلة هدهدت لي أجمل نغم/ /غفوت به على أرجوحة من الحب… يا من رسمت بسحر قلم».

ارتقت عبارات الشاعرة أميمة ابراهيم إلى مستوى المشاعر الإنسانية في نصها «يزهر الحنان» الذي تميز بتجديد المفردات وحضور العاطفة الشفافة وجمال الطبيعة في تكوين النص الشعري الذي عبرت فيه عن حالة حب راقية: «على شفتيك يزهر الحنان… ويشتعل النور… إن صدحت كمنجات الشوق/ ونفرت كقطيع ظباء في راحتيك… تتقد مواسم اللهفة… إن مسها قلبي أزهرت نرجس وبيلسان».

الشاعر الدكتور مزاحم الكبع ألقى قصيدة بالمحكية، مزاوجاً بين الشعر والموسيقى قدم فيها الشاعر شعوره الوطني، متغنياً بجمال الوطن وانعكاسه على العاطفة الشعرية كما في قصيدته «رغم كل السواد ألبيك» التي يعبر فيها عن تحدي الوطن للأزمة التي يعيشها وأن جماله لن يزول كقوله /رغم كل السواد البيك… تظل أحرى وتظل بعيونه الجنة/ /ورغم كل الدمار البيك… يظل يمك جمال الكون يستنى».

نبرة الحزن طغت على قصيدة الشاعر مصطفى الحسون، تلفها أشواق عارمة وملامح غربة بين حروفها رغم اقتصارها على الحب والعاطفة، لكنها تعبر عن تطلعات إنسان يقاسي الغربة ويأخذه الشوق إلى الأحلام والأمل بلقاء قريب مع أحباب ينتظرهم الشاعر، كما في قصيدة «صوتك»: «صوتك القادم من كل الكروم… يوقظ السحر ويرسم فرحة الأعياد… في قلب الصغار… يكتب البشر ويسترضي الجراح… وأنا ما زلت موعوداً ببحر من نجوم /أغلق اليل مواويلي وراح».

في قصيدة «صرخة» جرح تعبر وداد سلطان من خلاله عن رؤية فلسفية في فضاء شعري مفتوح على مساحات للحب والإنسانية، مبتعدة عن المباشرة والوقوع في ضبابية الرمز وإشكالية الإغراق في المجهول: «أطلق لهيب القلب… كي تبدأ حريق الخاتمة… لا شيء يشبهك… سوى الإعصار/ أعددت من روحي صراطا للسماء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى