«فايسبوك» لتجنيد المرتزقة

جاء في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية: الحرب في سورية تحتاج إلى ضحايا جدد، و«الجهاديون» يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد مقاتلين من مسلمي بريطانيا. هذا الأمر يقلق لندن. درس المركز الدولي لدراسة التطرّف والعنف السياسي في الكلية الملكية، المواد المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي منذ عام 2012 ولغاية يومنا هذا. واكتشف المركز من خلال الدراسة وجود موجة جديدة لتجنيد المقاتلين، وقد تبيّن وجود حوالى 11 ألف مقاتل أجنبي في صفوف «الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش» و«جبهة النصرة» منهم 1900 من أوروبا بريطانيا ـ 366، بلجيكا ـ 296 ، فرنسا ـ 412، ألمانيا ـ 249، ومن الدول الاسكندنافية وغيرها . تنشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» آلاف الصور لفتيان يحملون السلاح يدعون أصدقائهم وأقرانهم إلى الالتحاق بهم في سورية. أما شبكة «سكايب» فتستخدم لتبادل الخبرات بين المقاتلين القدامى والجدد. ويحرّض على هذه الدعوات، رجال دين معروفون مثل الأميركي أحمد موسى جبريل، والأسترالي موسى سيرانتونيو وهو مسيحي سابق اعتنق الإسلام. الداعية الأول يتواصل مع 145 ألف نصير، والثاني مع 12 ألفاً. والاثنان يجيبان على كافة الأسئلة التي تصلهم بشأن الالتحاق بالمقاتلين في سورية.

يشير الباحثون البريطانيون، إلى أن الأزمة السورية أصبحت أول ساحة قتال في التاريخ يجند لها المقاتلون عبر شبكات التواصل الاجتماعي. اعتقلت الشرطة البريطانية منذ بداية العام الحالي 30 مقاتلاً، عادوا من سورية أو كانوا في طريقهم إليها، إضافة إلى أنها تمنع سفر الأشخاص المشكوك بالغرض من سفرهم إلى الخارج. والفترة الأخيرة ازداد عدد المقاتلين الذين التحقوا من الخارج بصفوف المقاتلين في سورية، إضافة إلى استمرار تزويدهم بأسلحة مختلفة وبينها الأسلحة الثقيلة، التي بدأ المقاتلون يستخدمونها ضد دبابات الجيش السوري النظامي ومدرعاته.

وسبق أن أعلنت السعودية استعدادها لتزويد المقاتلين في سورية بأسلحة مضادة للجوّ والمدرّعات، لكن موسكو حذّرت من خطورة ذلك. كما أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تعهد بعدم تزويد المقاتلين بمثل هذه الأسلحة من جانب الولايات المتحدة. لكن «رويترز» تقول إن الصواريخ الأميركية منتشرة في كل مكان في سورية.

السعودية مستمرة في تزويد المقاتلين بالسلاح، على رغم إعفاء الأمير بندر بن سلطان من رئاسة جهاز المخابرات في المملكة، وهو كان الحليف الأساسي للمتطرفين السوريين.

يقول كاراسيك، رئيس قسم الأبحاث والتنمية بمعهد التحليل العسكري للشرق الأوسط والخليج، إن سبب إعفاء الأمير بندر، فشله في السيطرة وتوجيه الصراع السوري، لأن الرياض كانت تهدف إلى الإطاحة بالأسد، لكن الذي حصل في سورية فوضى. لذلك فإن السياسة الخارجية للمملكة حالياً أكثر مركزية، وهذا يعني أن تقييم مستقبل سورية من قبل الرياض وواشنطن متطابق. مع أن اللقاء الأخير للعاهل السعودي مع الرئيس الأميركي، بيّن استمرار الاختلاف في المواقف السياسية. لكن هذا لا يمنع من تزويد أعداء الأسد بالسلاح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى