حمدان: الجيش والشعب والمقاومة قاعدة ماسيّة لا يمكن المسّ بها قانصو: لرئيس لم تتلطخ يداه بدماء اللبنانيين ولم يتعامل مع العدو

أحيت حركة «أمل» وبلدة قانا الذكرى السنوية الثامنة عشرة للمجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في نيسان 1996 وسقط فيها 106 شهداء معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء.

وأقيم في الذكرى مهرجان حاشد عند أضرحة الشهداء في قانا، بحضور عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان ممثلاً الرئيس نبيه بري والنائبين علي خريس وعلي بزي، الوزير السابق علي قانصو، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل محمد غزال، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن حسيني، وحشد من أعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية في حركة «أمل» وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وشخصيات دينية واجتماعية ونقابية وحشد من أبناء القرى الجنوبية.

والقى رئيس بلدية قانا صلاح سلامة كلمة أشار فيها إلى أنه «في مثل هذا اليوم ارتكب العدو الصهيوني مجزرة راح ضحيتها مواطنون أبرياء كانوا يحتمون تحت علم الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «هذه الدماء رسمت شكلاً للوحدة الوطنية».

أبو العردات

وأكد أبو العردات في كلمته أن «أي حل للقضية الفلسطينية يجب ألا يكون على حساب حقوق الفلسطينيين ولا على حساب لبنان وسيادته».

وأضاف: «إننا كفلسطينيين في موقع واحد مع أشقائنا اللبنانيين ومتمسكون بتلازم مبدأ احترام مرجعية حقوق الإنسان ومبدأ احترام السيادة اللبنانية والقانون اللبناني، وبالتالي نطمح إلى تطوير وتعزيز وبلورة سياسة لبنانية فلسطينية وطنية واضحة تجاه الوجود الفلسطيني في لبنان سياسياً وأمنياً وإنسانياً واقتصادياً واجتماعياً»، مؤكداً أنه لمس «اهتماماً كبيراً في هذا الشأن أخيراً خلال لقاءاتنا مع الأخوة في الدولة اللبنانية».

قانصو

ثم ألقى الوزير قانصو كلمة أكد فيها: أن «المجازر التي ارتكبها العدو على ارضك قانا لعنة بوجهه على مدى الأزمان والدهور. وحالها في ذلك حال المجازر الأخرى، التي ارتكبها هذا العدو منذ أن زرع كياناً استيطانياً في فلسطين».

وأضاف: «هل نحتاج إلى التذكير بمجزرة دير ياسين ومجزرة كفر قاسم في فلسطين، أم بمجزرة حولا في لبنان، أم بمجزرة بحر البقر في مصر، أم بمجازره في الجولان»؟ وقال: «ثم هل من بربرية أفظع من اقتلاع شعب فلسطين من أرضه، واحتلال الجولان، وجزء من أرض لبنان».

وتطرق إلى خطر الإرهاب وقال: «في غمرة تنامي خطر الإرهاب في بلادنا، نقول إن «إسرائيل» هي نموذج لإرهاب الدولة، وهي مدرسة الإرهاب، وقدوة الإرهابيين، وهي راعيتهم مباشرة، أو مداورة من خلال حلفائها العرب والغربيين. هذا الحلف «الإسرائيلي» ـ الغربي ـ العربي هو الذي يشن هذه الحرب الإرهابية الكونية على سورية لتدميرها وتفتيتها، لإسقاط موقعها ودورها المقاوم والممانع»، مشيراً إلى أن «بعض هذا الحلف، إن لم يكن كله، يقف وراء الإرهاب في العراق، ووراء الإرهاب في لبنان». وقال: «إذا كانت الحروب العسكرية الأميركية ـ الصهيونية على مجتمعنا كانت وسيلة لإسقاط هذا المجتمع بالقوة الخارجية لإنهاء مقاومته، فإن اعتماد الإرهاب اليوم هو محاولة لإسقاط المجتمع من الداخل»، مؤكداً أنهم «كما فشلوا في الحروب العسكرية، سيفشلون في الاعتماد على الإرهاب، وها هي تباشير هذا الفشل تظهر في سورية وفي لبنان وفي العراق».

وتابع الوزير قانصو قائلاً: «إن جبهة الأعداء واحدة، والمواجهة يجب أن تكون واحدة، وعلى دول المنطقة أن تتنادى إلى قيام مجلس تعاون مشرقي، يكون إطاراً لتوظيف طاقات الأمّة في هذه المواجهة المصيرية. وفي هذا السياق ندعو الأحزاب والقوى السياسية والهيئات الإعلامية والثقافية والنقابية والحقوقية في لبنان إلى تشكيل جبهة شعبية لمواجهة الإرهاب».

وتحدث عن نجاح الجيش اللبناني في ضرب الكثير من شبكات الإرهاب التي ارتكبت الجرائم، وكانت تحضّر لجرائم جديدة في مختلف المناطق اللبنانية، وقال: «إننا نحيّي الجيش قيادة وضباطاً وعناصر، وندعو إلى الالتفاف حوله ودعمه بما يحتاج إليه، من سلاح وعديد. ونحن اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، أشد إيماناً بأن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي ضمانة قوة لبنان، وضمانة تحرير أرضه وحماية ثرواته. وملعون كل من يتطاول على الجيش أو على المقاومة بيده أو بلسانه».

وأضاف: «في ظل هذا الاستقرار السياسي والأمني النسبي الذي يشهده لبنان ندعو الحكومة كي تنصرف إلى تعزيز هذا الاستقرار، وإلى معالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، والأوضاع الاجتماعية التي تشتد أزماتها على المواطنين.

وفي هذا الإطار، ننوّه بالورشة التشريعية التي أطلقها الرئيس بري، وبدوره الحاسم في إقرار عدد من القوانين ذات الصلة بحاجات الناس وهمومهم، كقانون تثبيت المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، وتثبيت عناصر الدفاع المدني، وننوه بالجهد الكبير الذي بذله لإقرار سلسلة الرتب والرواتب»، مؤكداً «غير أن تحالف قوى المال وبعض قوى السلطة نجح في اغتيال السلسلة، بعد أن كانت على قاب قوسين أو أدنى من الإقرار. ألا بئس نواب يقولون ما لا يفعلون»!!

وتطرق قانصو إلى الاستحقاق الرئاسي وقال: «يتطلع اللبنانيون إلى أن يكون هذا المناخ الإيجابي السائد في البلاد حافزاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ونقول إنه بقدر ما تكبر فرص التفاهم بين القوى السياسية اللبنانية على الرئيس العتيد، بقدر ما تكبر إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتكبر إمكانية لبننة هذا الاستحقاق، وإلا سيكون الاستحقاق في مهبّ الريح، والشغور في موقع الرئاسة سيد الموقف، كما ستكون الكلمة الفصل في هذا الاستحقاق للإرادات الأجنبية». وأضاف: «إن لبنان بحاجة إلى رئيس للجمهورية لا إدانة ولا شبهة في تاريخه، لم تتلطخ يداه بدم اللبنانيين ولم يتعامل مع العدو «الإسرائيلي» ويكون قادراً على فتح قنوات الحوار والتواصل بين كل القوى السياسية، ويكون جاداً في الدفع باتجاه بناء الدولة القوية العادلة، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني عدّة وعدداً»، مؤكداً أن «لبنان بحاجة إلى رئيس للجمهورية لديه القناعة الراسخة بضرورة انجاز البنود الإصلاحية من دستور الطائف وخصوصاً تلك التي نصت على تجاوز الطائفية، وعلى قيام مجلس نيابي من خارج القيد الطائفي»، مشيراً إلى أن «اعتماد قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على النسبية وعلى لبنان دائرة انتخابية واحدة، هو الممر الإلزامي لإصلاح النظام السياسي، وتطويره باتجاه لا طائفي»، وشدد على أنه «عبثاً يجري الكلام على إصلاحات إدارية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تربوية، ما لم يكن المدخل إليها الإصلاح السياسي». مؤكداً: «نريد رئيساً يعمل بوحي ما جاء في مقدمة الدستور ووثيقة الوفاق الوطني بأن لبنان عربي الهويّة والانتماء، نريد رئيساً يحفظ المقاومة، ويعزز التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني، ويقيم أفضل علاقات التعاون مع الدول العربية، وأفضل علاقات التنسيق مع الجمهورية العربية السورية».

حمدان

وتحدث حمدان فقال: انه «في حضرة الشهداء وعلى مقربة منهم لا بد للكلام إلا أن يكون مسؤولاً».

وأضاف: «إن قانا لم تعرف إلى الحرب الأهلية سبيلاً، ولم تفتك بها جرثومة الحرب المذهبية، والعيش المشترك ليس أمنية فقط، إنما هو فعل إيمان تجسّد في الممارسات اليومية في أهلها المسلمين والمسيحيين على حد سواء».

وأردف: «نحن نعرف أن في إسعاف المنصوري استشهدت طفلة عمرها سنة ونصف، إضافة إلى العديد من الذين كانوا في السيارة، هنا يوجد شيوخ ونساء وأطفال كبار وصغار. من لا يعرف ماذا جرى في النبطية الفوقا في يحمر وسحمر وفي مقر الكتيبة الفيجية، لقد حاولوا قصف العقول وعقول العامة من الناس، وقالوا لهم إن المجازر التي حصلت من دير ياسين إلى كفر قاسم إلى صلحة إلى حولا وسواها، إن هذه المجازر حصلت عن طريق الخطأ وأوهموا أن فلسطين سقطت عن طريق الخطأ ويريدون أن يوهموا الناس حتى هذه اللحظة، أن كل ما تقوم به «إسرائيل» من مجازر كبيرة وصغيرة تحصل عن طريق الخطأ»، مؤكداً أن من «يبرر عدوانية «إسرائيل» ويقول إن «إسرائيل» تعتدي على لبنان بحجة وجود المقاومة هم البوق الحقيقي للعدو الصهيوني، ولذلك نحن نقول لهم رحمة بهذا الشعب وهذا الوطن، عليكم أن تقدروا أن للناس عقولاً يمكن أن تميّز بين الحقيقة والخطأ فلا تبرروا لعدو لأنكم شركاء في هذا الدم المسفوك على مساحة وطننا لبنان».

وتابع: «المقاومة لم تأتِ ِهبة من أحد والمقاومة لم تأتِ بالمجان، ثمن المقاومة دماء، ثمن المقاومة تضحيات، ثمن المقاومة جهاد، ثمن المقاومة أمهات ثكالى وثمن المقاومة قادة كبار استُشهدوا من هنا وهناك، ولذلك أن أعيد بكل فخر واعتزاز ما قاله الرئيس بري أننا لن نفرط بحرف واحد من حروف المقاومة وسنمضي بهذا الطريق».

وأوضح: «كل من ينادي بالمقاومة مطلوب إسقاطه وإركاعه وإخراجه من ساحة المعركة، إذا كانت سورية تعد بعد أساسي لتحرير الأرض وحفظ المقدسات لأنها الدولة الوحيدة من دول الطوق لم تُقم علاقة مع العدو الصهيوني، ولم تُقم اتفاقاً مباشراً مع العدو الصهيوني»، مؤكداً أنه لذلك «المطلوب إسقاطها نظاماً وشعباً وجيشاً، وليس فقط جزءاً من سورية، وإنما المطلوب أيضاً الأرض والإنسان والنظام والجيش وكل شيء مطلوب لإخراجها من هذه المعركة».

وأضاف: «المقاومة في لبنان بمختلف أحزابها وفئاتها وتنظيماتها مستهدفة أيضا مهما حاولوا أن يغلفوا الأمور تحت عناوين مختلفة، مستهدفة لإخراجها أيضاً والذي يُجني الأرباح الكثيرة هو العدو الصهيوني الذي يحقق أهدافاً من هذه الحرب الظالمة من هنا وهناك».

وأردف قائلاً: «لقد احتاج العدو الصهيوني إلى شارون وكتيبتين مع شارون حتى اقتحم المسجد الأقصى والآن يستخفون بالعرب عندما يقولون مجندتين اقتحمتا المسجد الأقصى»، مشيراً إلى الحكام العرب لم يقدموا «الدعم للشعب الفلسطيني ولكن عندما تعلق الأمر بإسقاط محور المقاومة في سورية جئتم بكل إمكانياتكم لتضعوها في خدمة هذه المعركة التي لا تستفيد منها إلا إسرائيل».

وأوضح: «فالمقاومة والشعب صنوان ونحن من قلنا بضرورة توحد الشعب والمقاومة فحاولوا أصحاب السيادة في لبنان أن يرفعوا جدران العزل بين الشعب والمقاومة بالتحريض المذهبي والطائفي، الذي لم ينفكوا عنه حتى هذه اللحظة لأن زعاماتهم مرهونة بالتحريض المذهبي والطائفي»، مؤكداً أن قوتنا «الحقيقية بالوحدة الوطنية وبالمقاومة وبالالتفاف حول هذا الجيش الذي حمى لبنان من كوارث غير محمودة العواقب وقدم التضحيات لحماية هذا البلد، ولهذا لم نكل ولن نملّ بالقول أن الجيش والشعب والمقاومة قاعدة ماسية لا يمكن المسّ بها».

وختم حمدان: «لا بد أن نتكل على الأمن الاجتماعي الذي هو جزء من الاستقرار، لكن هناك مناورة سياسية على حساب الفقراء، فهناك بعض الكتل النيابية يصرحون للإعلام بشيء وينفذون في الكواليس شيئاً آخر، فهذا عبارة عن نفاق سياسي». داعياً إلى إصلاح النظام الضريبي الحالي «الذي يأخذ من الفقراء ويستثني المصارف».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى