«ترود» اتفاقية جنيف حول أوكرانيا غير قابلة للحياة

جاء في صحيفة «ترود» الروسية: تُظهر الأحداث الأخيرة أن التوصل إلى اتفاقية جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية كان أسهل من تنفيذها. فقبل خمسة أيام، عند التوصل في جنيف إلى اتفاقية بشأن أوكرانيا، بالطبع لم يعتقد أحد أن كافة المشاكل ستحل. عموماً، هناك وجهات نظر متضاربة بشأن اتفاقية جنيف. فمثلاً في روسيا هناك من يشير إلى فشل الدبلوماسية الروسية، في حين هناك في الغرب من يعتقد بفشل دبلوماسيتهم، المحلل العسكري في قناة «فوكس نيوز» الأميركية، رالف بيترس على سبيل المثال، يعتقد أن اتفاقية جنيف هي فشل جديد للرئيس الأميركي أوباما، لأن بموجبها من حق روسيا عمل ما تشاء في أوكرانيا، وعلى كييف العمل على استعادة النظام والاستقرار، ويضيف أن نص الاتفاقية أحسن هدية للرئيس بوتين.

يمكن أن نستنتج من محصلة اللقاء الرباعي في جنيف: وقف العمليات العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا، مناقشة مسألة الفيدرالية، والأهم من كل هذا لم تتضمن الاتفاقية أي إشارة إلى مسألة شبه جزيرة القرم، أي أن الغرب تقبل عودتها إلى روسيا.

يبيّن واقع الحياة أن التوصل إلى مثل هذه الاتفاقيات أسهل من تنفيذها، فكيف لا تسرع في نزع سلاح مقاتلي «القطاع الأيمن» وتحرير المباني المحتلة. مقابل هذا لا يسرع المنتفضون في جنوب شرق أوكرانيا في تسليم اسلحتهم والتفرق. المهم أن العمليات العسكرية الفعلية قد توقفت، كما توقفت حركة الطائرات والآليات المدرّعة.

على خلفية هذا، يبدو أن سبب إلغاء يوليا تيموشينكو زيارتها إلى الولايات المتحدة. يتمثل بعدم وجود من يرغب بلقائها من السياسيين. من جانب آخر أعلن سكان مقاطعة زاكارباتية أنهم سيعلنون استقلالهم يوم 24 من الشهر الجاري. والسلطة الشعبية في مقاطعة لوغانسك أعلنت تشكيل قيادة موحدة في جنوب شرق البلاد، وفي أوديسا أعلن عن تشكيل جمهورية نوفوروسيا الشعبية. من جانب آخر وجهت وزارة الداخلية الأوكرانية نداء إلى مقاتلي «بيركوت» تدعوهم فيه إلى نسيان الأحقاد القديمة وفتح صفحة جديدة لحماية البلد من التفكك. كل هذا بعد ما تعرض له مقاتلو «بيركوت» على يد سلطات كييف الجديدة. وها هي السلطات نفسها تطلب منهم الحماية.

يقول المحلل السياسي فيودر لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة العالمية»، إنه على رغم التوصل إلى اتفاقية جنيف، إلا أن أوكرانيا تبقى على حافة الانفجار. المشاكل الاقتصادية ـ الاجتماعية متفاقمة ولم يعثر لها على حل. الاتفاقية هي حل وسط على ورق غير مجبرة ولا تتضمن آلية لتنفيذها. روسيا والولايات المتحدة تعملان من أجل إدارة الصراع في أوكرانيا لا تسويته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى