الأسد: سقوط الإسلام السياسي أعاد الإسلام إلى دوره الطبيعي

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الآفة التي أصابت العالم الإسلامي هي آفة الإسلام السياسي، وسقوطه أعاد الإسلام إلى دوره الطبيعي وهو الدعوة، مشيراً إلى مواقف رجال الدين الذين أظهروا شجاعة ووعياً وحساًّ عالياً بالمسؤولية الوطنية في مواجهة الضغوط الكبيرة التي تعرضوا لها من أجل تغيير مواقفهم والتنازل عن قول كلمة الحق هي مواقف تستحق التقدير، وصمودهم كان لبِنة أساسية في صمود المجتمع السوري.

الرئيس الأسد أشار خلال لقائه أمس علماء ورجال دين وأئمة وخطباء مساجد من مختلف المحافظات السورية، إلى أن مواجهة التطرف والإرهاب لا يكون فقط عبر إدانتهما وتفنيدهما، بل من خلال ترسيخ مبادئ الدين الصحيح المعتدل القائم على الأخلاق والفهم العميق للإسلام، ومن خلال تجديد الفكر الديني بما يتماشى مع تطور المجتمع عبر استخدام العقل والمنطق والحوار المنفتح على الآخر، والمبنيّ على أساس الإقناع لا التخويف، لافتاً إلى الدور الأساسي لعلماء الدين في سورية وبلاد الشام عموماً في تحقيق هذه الغاية بالنظر إلى أن إسلام بلاد الشام كان ولا يزال الأساس الذي يحمي الإسلام الحقيقي.

و أكدالرئيس السوري أن «لرجال الدين دوراً أساسياً في تكريس المفاهيم الصحيحة في مواجهة المصطلحات الخاطئة، لأن من أخطر ما تتعرض له المنطقة والعالم الإسلامي عموماً محاولات الغرب ضرب العقيدة والأيديولوجيا في المجتمع من خلال التغيير التدريجي للمصطلحات، مشدداً على أهمية مأسسة العمل الديني والابتعاد عن الفردية والمزاجية من أجل خلق رؤية أوسع وتجاوز الأخطاء». لافتاً إلى أن «الخطوة الأولى اتُخذت في هذا الاتجاه هي إنشاء فقه الأزمة بهدف ترسيخ الأسس العقائدية المشتركة لدينا كمسلمين في مواجهة فتاوى الفتنة التي تعمل على تفتيت مجتمعاتنا».

كلام الرئيس الأسد جاء بالتزامن مع انتقادات عربية وغربية لدمشق لقرارها إجراء الانتخابات الرئاسية يومي 28 أيار و3 حزيران المقبل، ما دفع وزارة الخارجية السورية للرد على هذه الانتقادات بالقول: «إن قرار إجراء هذه الانتخابات هو قرار سيادي سوري بحت لا يسمح لأي جهة خارجية التدخل فيه».

الخارجية أضافت أن فتح باب الترشح للانتخابات يرتبط بالدستور السوري فقط ويخضع لإرادة الشعب الذي صوّت على هذا الدستور، وأضافت أن من رأى في الانتخابات نسفاً لجهود جنيف، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن من يتحمّل مسؤولية عرقلة «جنيف2» هو الأمم المتحدة ووسيطها الأخضر الإبراهيمي الذي جعل من نفسه طرفاً متحيّزاً لا وسيطاً ولا نزيهاً، كما أن الدول التي ترسل السلاح للإرهابيين في سورية وتدعم إجرامهم وترفض سماع صوت الشعب السوري عبر الانتخابات هي التي تقوّض بذلك كل الحلول السياسية.

وفي السياق، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن إجراء انتخابات رئاسية حرّة واحترام آراء الشعب السوري خطوة مهمّة لإعادة السلام والاستقرار إلى سورية، في وقت انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ازدواجيّة المعايير التي يعتمدها الغرب بحسب مصالحه، وقال: «إن الذين يشنون حملة لعدم الاعتراف بالانتخابات في سورية يرحبون بالانتخابات في أوكرانيا».

إلى ذلك، تقدم عضو مجلس الشعب السوري ماهر عبد الحفيظ حجار إلى المحكمة الدستورية العليا بطلب الترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية ليكون أول المرشحين لهذا المنصب، حيث أعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أمس، تلقي المجلس إشعاراً من المحكمة الدستورية العليا أفاد بترشيح حجار نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية.

وأوضحت المحكمة أن طلب المرشح حجار قيد في سجلها الخاص تحت رقم 1 بتاريخ الأربعاء 22 نيسان. وحجار من مواليد حلب عام 1968 حاصل على دبلوم دراسات لغوية عليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة حلب، ولد في حي البياضة في حلب القديمة لأسرة اشتهرت بتاريخها في الإفتاء والتأليف في العلوم الدينية والشرعية وتدريسها.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن عملية تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية تجري بشكل جيد جداً، وأن واشنطن بدأت منذ اليوم الأول بدق ناقوس الخطر، قائلة إن الحكومة السورية تسعى إلى إطالة عملية إتلاف ترسانتها الكيماوية ولا تنفذ التزاماتها، مؤكداً أن الجانب الأميركي تجاهل الأمر الواقع بالكامل».

في وقت نقل عن وزارة الخارجية الصينية أنها تحقق في تقارير تظهر أسطوانة كلورين تحمل اسم شركة نورينكو الصينية أكبر مصانع أسلحة في الصين، قد تعتبر توثيقاً لهجوم بالغاز في سورية خلال الشهر الجاري.

وفي هذا الإطار، أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري «أن الإنجازات الكبيرة والنجاح الذي تحقق في إطار تنفيذ سورية لالتزاماتها بموجب انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية كان بفضل الجدية والمسؤولية التي تعاملت بها سورية مع هذا الملف، وكذلك نتيجة للتعاون البنّاء والتنسيق الوثيق خلال الفترة الماضية بينها وبين المنظمة الدولية والأمم المتحدة».

وأضاف المقداد خلال لقائه أمس سيغريد كاغ رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، «أن ما تم انجازه من قبل سورية في هذا الملف وبخاصة الانتهاء من عملية نقل المواد الكيماوية إلى خارج سورية يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بضرورة العمل الجاد والمسؤول لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل».

وأشار المقداد إلى أن بعض الدول التي تدعم الإرهاب في سورية عملت على تسييس ملف الكيماوي، حيث أطلقت أخيراً حملة ادعاءات اتهمت فيها الحكومة باستخدام موادّ سامة في بعض مناطق سورية، مضيفاً أن الهدف من الحملة في هذا التوقيت يأتي من أجل التغطية على الفضائح التي بدأت تتكشف عن تورط هذه الدول، وفي مقدمها أميركا وتركيا في استخدام المواد السامة بحق السوريين في خان العسل بريف حلب والغوطة الشرقية بريف دمشق وغيرها من المناطق، والتعتيم المتعمد على ما تم من إنجازات كبيرة في إطار تنفيذ سورية لتعهداتها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.

وفي هذا السياق، عبّرت كاغ عن سعادتها بالنجاح الكبير بتنفيذ سورية لالتزاماتها خلال هذه المرحلة، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات ما كان لها أن تتحقق لولا التعاون السوري الواضح مع البعثة المشتركة والجدية التي أبدتها سورية في تعاملها مع هذا الملف. وأكدت «أن تقديرها الكبير لهذه الإنجازات يأتي نتيجة للعمل الكبير الذي تم إنجازه ضمن المواعيد المحددة على رغم الظروف الأمنية الصعبة».

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان رئيسة مجلس الأمن الدولي مندوبة نيجيريا جوي اجو، بعد جلسة للمجلس، أن «أعضاء المجلس أعربوا عن تفاؤلهم أن المواد الكيماوية السورية يمكن أن تنزع برمتها في 27 نيسان.

ولفتت إلى أن أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم البالغ من المزاعم حول استخدام غاز الكلور في سورية، ما أدى إلى مقتل أشخاص وإصابة آخرين ودعوا للتحقيق بهذا الأمر، معلنة «أننا سنقوم بتحقيقنا الخاص».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى