العدو يستعدّ لفرض عقوبات على الفلسطينيين بعد المصالحة

شنّ العدو حملة واسعة على السلطة الفلسطينية وحماس بعد اتفاق المصالحة، وهدّد بوقف المفاوضات وبفرض عقوبات على الفلسطينيين.

وأعلنت مصادر العدو أن الحكومة الأمنية المصغرة اجتمعت لمناقشة فرض سلسلة من العقوبات. وقبيل الاجتماع اعتبر مقرّبون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اتفاق المصالحة خطيراً جداً وبأن القيادة الفلسطينية بتحالفها مع حماس تدير ظهرها للتسوية.

وفي المقابل يبدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جولة مشاورات لتشكيل حكومة توافق وطني سيترأسها، كذلك سيستقبل المبعوث الأميركي مارتن إنديك في رام الله.

واعتبرت واشنطن أن اتفاق المصالحة الجديد الذي وقعه الفلسطينيون الأربعاء في غزة قد «يعقّد» الجهود الجارية لتحريك عملية التسوية، معربة عن «خيبة أملها».

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أن على أي حكومة فلسطينية أن تلتزم «من دون لبس» بمبادئ اللاعنف ووجود بما يسمى بـ «دولة اسرائيل»، وأضافت أن «غياب الالتزام الواضح بهذه المبادئ يمكن أن يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات».

وسبق أن أكد أوفير غيندلمان الناطق الرسمي باسم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الكيان قرر إلغاء الدورة الجديدة من المفاوضات مع الفلسطينيين حول استئناف عملية التسوية بعد إعلان حركتي فتح وحماس المصالحة، فيما أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن اتفاق إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة لا يتناقض بتاتاً مع المفاوضات مع الاحتلال «الإسرائيلي».

وفي حين خيّر نتنياهو السلطة بين المفاوضات أو المصالحة مع حماس، وصف وزير خارجيته افيغدور ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأنه معني بالإرهاب السياسي، وحماس بالإرهاب الكلاسيكي.

تزامن ذلك مع مزاعم «إسرائيلية» عن اتصالاتٍ تجريها تل أبيب مع حماس منذ فترةٍ طويلة، بحسب رئيس حزب العمل المعارض اسحاق هرتسوغ.

نتنياهو لم يكتف بذلك، بل اتخذ جملة خطوات تصعيدية، بدءاً من إلغاء الاجتماع التفاوضي بين «إسرائيل» والفلسطينيين الذي كان مقرراً انعقاده مساء أمس، مروراً بدعوة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لعقد جلسة لتقدير الوضع المستجد في ما يتعلق بالمفاوضات، واتخاذ الموقف المناسب، وصولاً إلى الاتصال بوزير الخارجية جون كيري، إذ جدد نتنياهو اتهام الفلسطينيين بالتهرب من الاستحقاقات الحاسمة.

ما يسمى باليمين «الإسرائيلي» دخل بقوة على خط الانتقادات وشنّ حملة غير مسبوقة على السلطة الفلسطينية، فقد قال نفتالي بينيت: «إن السلطة الفلسطينية تحوّلت إلى أكبر جهة إرهابية في العالم، على بعد عشرين دقيقة من تل أبيب»، أما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فقال إن توقيع اتفاق المصالحة هو توقيع على نهاية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و»إسرائيل»، في حين اعتبر نائبه زئيف الكين أن السلطة الفلسطينية كشفت هدفها الحقيقي وهو تدمير الدولة اليهودية.

حتى الوزيرة تيسبي لفني التي تحمل لواء المفاوضات داخل حكومة نتنياهو اليمينية، رأت في المصالحة خطوة إشكالية جداً.

بين تحريض اليمين على أبو مازن، وتحذير اليسار من خطورة تفجير المفاوضات، عادت إلى صدارة الاهتمام الشروط «الإسرائيلية» التعجيزية للقبول بحكومة الوحدة الفلسطينية وعلى رأسها اعتراف حماس بـ «إسرائيل»، ووقف المقاومة والمصادقة على الاتفاقات التي وقعت حتى الآن بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية. هذه الشروط التي تنسجم ومطالب الإدارة الأميركية، يبدو الهدف منها واضحاً، هو إحباط خطوة المصالحة الفلسطينية بمباركة أميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى