تأكيد الوقوف مع الجيش السوري في التصدي للإرهاب التكفيري الشعب الذي دحر الاستعمار الفرنسي قادر على دحر العصابات الإرهابية

جودي يعقوب ـ أرمينيا يريفان

في الذكرى الثامنة والستين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، يكمل الشعب السوري قصة الكفاح التي بدأت منذ عشرات السنين بحبّ أكبر وبإصرار أشد على المقاومة والنضال، وسط كثرة القتل وقتامة السواد وقسوة الخراب، يؤكد رفضه للاستعمار والتبعية ومحاولات التقسيم والإضعاف والتدخل في شؤونه وفرض الوصاية عليه، واليوم يؤكد الشعب تمسكه أكثر من أيّ وقت مضى بسيادة سورية واستقلالها، وحرصه على مواصلة الصمود والتصدي لهؤلاء المجرمين القتلة حتى تطهير أرض سورية بالكامل من رجسهم، ولأن جلاء المستعمر عن أرض الوطن كان ثمرة نضال طويل وكفاح شاق، قدمت خلاله سورية الكثير من التضحيات وقوافل من الشهداء حتى تمكنت من دحر المستعمر وهزيمته، اليوم يعيد التاريخ نفسه بعدما استطاع جيشنا الباسل أن يسطر ملاحم العزة والإباء والتضحيات من أجل أن تبقى سورية قوية منيعة، لأن تراب سورية مقدّس ولا يمكن للغزاة والطامعين النيل منه.

وقفة في المناسبة

واحتفالاً بهذه المناسبة وتقديراً لتضحيات الجيش السوري في مواجهة الإرهاب، أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية ـ فرع أرمينيا وقفة تحت شعار: «دماؤكم الطاهرة أهدت سورية استقلالها» في ساحة الماتينادران ــ المكتبة العامة، إجلالاً لأرواح شهداء سورية الأبرار، فجدد المشاركون فيها وفاءهم للوطن ووقوفهم صفاً واحداً مع الجيش في التصدي للإرهاب ومواجهة الفكر التكفيري الوهابي، رافعين اللافتات والأعلام الوطنية التي تعكس حسهم الوطني العالي واستعدادهم لتقديم التضحيات لدحر الإرهابيين المرتزقة وتحقيق النصر على أعداء سورية، وذلك بحضور السيد عصام نيال القائم بأعمال السفارة السورية في أرمينيا.

عصام نيال

وأكد نيال في حديث إلى «البناء»: «أن التعاون بين حكومتي الجمهورية العربية السورية وجمهورية أرمينيا قائم منذ زمن بعيد، ولكن بعد قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بالهجوم على مدينة كسب من قبل العصابات المدعومة من الحكومة التركية، من الطبيعي أن تدافع سورية وتحافظ على جميع مواطني كسب، بغض النظر عن كونهم أرمناً أو غير أرمن»، وأضاف: «صحيح أن الغالبية العظمى في كسب هم من الأرمن ولكن يوجد في كسب مواطنون سوريون غير الأرمن لذلك الجيش السوري قام بإنجازات كبيرة على الأرض، وبالتأكيد سوف يقوم بتطهير مدينة كسب من رجس العصابات المسلحة».

وعن تصريح وزير خارجية أرمينيا إدوارد نعلبانديان بأن أرمينيا تبذل قصارى جهدها لضمان مصالح المواطنين في كسب، أوضح السيد نيال «أن المساعدات تقتصر فقط على المساعدات المادية والمعنوية وهذا شيء طبيعي، وحتى الحكومة السورية لن تدخر جهداً من أجل مساعدة المواطنين السوريين الأرمن في كسب وهذا، كما قلت سابقاً، هو شيء طبيعي»، موضحاً أن «في أرمينيا جمعيات خيرية أرمينية تقوم بجمع المساعدات والتبرعات وإرسالها إلى سورية عن طريق سفارة أرمينيا في دمشق»، وأشار إلى أن «أيّ شخص سوري من أصل أرمني تقدم له هنا في أرمينيا التسهيلات كافة، حتى تنظيم هذه الوقفة كانت الترتيبات لها بمنتهى السهولة ومن دون أي عوائق».

وأردف القائم بالأعمال السوري قائلاً: «أحب أن أقول للشعب السوري في مناسبة عيد الجلاء، إن هذا الشعب الجبار العظيم الذي دحر الاستعمار الفرنسي قادر على دحر العصابات الإرهابية المسلحة من أجل عودة سورية مثلما كانت من قبل، قبلة للسياح وقبلة للعالم أجمع».

عبود

وقالت ريهام عبود رئيس فرع اتحاد طلبة سورية في أرمينيا: «إن هذه الوقفة تأتي تقديراً لتضحيات جيشنا الباسل الذي يسطر الانتصارات من خلال دحره الإرهابيين الذين فشلوا بتحقيق أهدافهم بفضل التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء الوطن الشرفاء الذين سطروا أروع ملاحم التضحية والفداء». وأضافت: «إننا نحن كاتحاد طلبة سورية في أرمينيا نتمنى من خلال هذه الوقفة أن يصل صوتنا إلى مجلس الأمن والدول المتآمرة على سورية، ونقول لهم بأن خيوط المؤامرة قد تكشفت، ونحن نبرهن للعالم أجمع أن السوري حتى ولو اضطرته ظروفه إلى أن يخرج من وطنه، لن يستطيع أن ينسى سوريته». مؤكدة أن «هذه الوقفة خير دليل على ذلك، وأن أي محاولة لتهجير الأرمن من وطنهم سورية ستكون محاولة فاشلة، لأن الأرمن لن يتركوا أراضيهم لأنهم موجودون في سورية حتى قبل المذابح الأرمينية، والتي زاد عددهم فيها بعد هذه المذابح، وجميعنا في النهاية نفدي الوطن».

وأوضحت عبود «أن الحكومة الأرمينية تقدم المساعدات للسوريين جميعاً بغض النظر عن طوائفهم، وما أشيع عن أن الحكومة الأرمينية تقدم المساعدات للأرمن فقط، هو كلام عار عن الصحة جملة وتفصيلاً».

قوسطنيان

ولفت رئيس مكتب شؤون الطلبة مانفيل قوسطنيان: إلى أن «شعبنا العظيم كما طرد المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن يعمل اليوم على طرد الإرهابيين المرتزقة، ولن يقبل بأيّ مستعمر أو عدو أو تدخل خارجي في شؤون سورية»، وتابع يقول: «نحن اليوم نتمنى أن يعود الأمن والأمان إلى سورية حتى نتمكن من العودة إلى وطننا على رغم أنه ومنذ بداية الأحداث، والشعب الأرمني يعاملنا بأحسن معاملة، حتى كدنا نشعر بأن لدينا صلاحيات وامتيازات في هذا البلد أكثر من شعبه، فهم يحترمون السوريين بشكل كبير جداً، بعكس ما يحدث في باقي البلدان، مشيراً إلى أن «الجمعية الخيرية الأرمينية هي المتكفلة بتكاليف الجامعات للسوريين التي تعتبر بشكل عام باهظة التكاليف، ولكن على رغم كل هذه التسهيلات والمساعدات وحتى لو حصلنا على الجنسية الأرمينية باعتبارنا أرمن سوريين، فأنا أعتبر أن لدي جنسية واحدة فقط هي جنسيتي السورية، لأن سورية فوق الجميع».

ورأى قوسطنيان أنه «بتضحيات الأجداد على امتداد ساحات الوطن الذين أخرجوا آخر جندي مستعمر من سورية ورفعوا علمها عالياً، استطعنا أن نحقق الاستقلال، وها نحن اليوم بعزيمة وصمود شعبنا وقوة جيشنا نقوم بدحر الإرهابيين الآتين من شتى أنحاء العالم».

بولويان

وأكد نائب رئيس اتحاد طلبة أرمينيا الياس بولويان: «إن هذه الوقفة هي تأكيد على وقوف أبناء الجالية الأرمينية مع الجيش في مهمته الوطنية التي يقوم بها لمواجهة القوى الغاشمة التي تستهدف زعزعة أمن الوطن ونشر الفوضى والخراب فيه».

وعبر بولويان أيضاًَ عن افتخاره بيوم الجلاء «الذي جاء تتويجاً لتضحيات أجدادنا الذين قدموا الكثير من أجل نيل الاستقلال، واعتزازاً بما يقدمه الجيش والقوات المسلحة في معركتنا ضد الإرهاب، وإيماناً منا بالنصر الكبير الآتي المحمّل بآمال الشباب للعمل من أجل مستقبل الوطن ورفعته»، مضيفاً: «قبل سبعة عقود انتصرت سورية على قوى الاستعمار الفرنسي وحققت الاستقلال التام، فكانت الدولة الأولى التي تحقق استقلال أرضها وسيادتها، بفضل بطولات شعبها وثوارها، والآن وبعد ثلاث سنوات من محاولات التدخل الخارجي لإعادة سورية إلى واقع الهيمنة الأجنبية، ها هم السوريون يحتفلون ببقائها سيدة مستقلة، بفضل الجيش السوري الباسل الذي يتابع رسالته الوطنية في الدفاع عن أرض سورية الطاهرة ضد قوى الشر والعدوان التي تهدف لتدمير الدولة».

وأردف بولويان قائلاً: «إن ذكرى الجلاء تمثّل صفحة مشرفة في تاريخ أمتنا إذ نسترجع فيها أمجاد أبطالنا الذين ضحوا بدمائهم لنعيش بأمان ويعيش وطننا حراً مستقلاً، مستمدين منهم العزيمة والقوة في مواجهة الحرب الكونية الشرسة التي تستهدف وحدة الوطن ودوره المحوري والمقاوم في المنطقة»، موضحاً أن «الجلاء هو يوم الانتماء والعزة الذي تزامن هذا العام مع احتفالاتنا بانتصارات وبطولات جيشنا السوري وقواتنا المسلحة في تطهير أرض الوطن من الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى أرجائه»، مؤكداً: «غداً بإذن الله سيتحقق النصر الأكيد لسورية على كل دول التآمر والشر والقوى التكفيرية الظلامية على يد بواسل جيشنا السوري ن في سورية شعباً لا يرضى الذل ولا يرضى الهوان مهما كانت التضحيات في سبيل الوطن، فهو شعب يسعى إلى السلام من أجل أن تنعم بلادنا بالاستقرار والأمان للأجيال المقبلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى