الله ـ الدين ـ الإسلام ـ الإنسان ـ الدولة ٣

الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون

مفتي الجمهورية العربية السورية

ـ الإسلام ـ

الإسلام هو الرسالة التي جاء بها آدم وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وما بينهم من أنبياء من إسحق وابراهيم ويعقوب واسماعيل، كلهم جاؤوا بالاسلام، وهو ليس اسم علم لدين إنّما صفة العلاقة بين الإنسان وخالقه، وهو صفة الاستسلام، فحين تستسلم لصانعك وخالقك فيما يطلبه منك تكون في سلام، فكلمة الإسلام تضمّ الإسلام والاستسلام والسلام والسلم والأمان.

كلام سيدنا ابراهيم «هو سماكم المسلمين من قبل»، ولذلك الإسلام صفة للعلاقة بين الإنسان والخالق، أما اليهودية والمسيحية فصفة للانتساب الى الشخص، أما الإسلام فهي صفة للانتساب إلى العقيدة وليس إلى محمد، ولذلك أتى كلام الله «اليوم أكملت لكم دينكم» وهو الخطاب الإلهي وليس كلام النبي محمد، فإكمال الدين يعني بدايته من قبل، فالذي بدأ مع نوح وانتهى مع محمد هو دين واحد وليس عدة أديان.

لو كان هناك ثلاثة أديان معنى ذلك وجود ثلاثة آلهة، فالدين صانعه واحد. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت الإسلام لكم دينا.

هذا الخطاب للعالمين وليس للمسلمين حيث قال: «الحمد الله رب العالمين» ولم يقل رب المسلمين، وعلينا أن ننقل هذا الخطاب للعالم أن الله أكمل الشرائع السماوية مع محمد، وبالتالي الدين واحد والشرائع مختلفة، ولذلك قال الكتاب «وشرعت لكم من الدين ما وصى به نوح والذي أوحينا اليك « فبدأ من الأول نوح ووصل إلى الآخر محمد وأوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولم يقل الأديان، ولا تتفرّقوا ونحن لم نكتف بتفرّق الأديان بل المذاهب والطوائف زادت على الدين انقساماً وتفرقة، وهو حديث آخر من صنعها، هل الدين صنع المذاهب وهل صنعها رجال الدين أم رجال السياسة العابثين بالدين؟

انا أرى أنّ المذاهب واحدة في الدين وإنْ تعدّدت، فالإمام جعفر الشافعي ومالك أحمد لم يكونوا يعرفوا أننا سنتفرّق هذا التفرّق لو علموا أننا سنتقاتل باسم المذاهب والدين لما وضعوا الذي وضعوه.

الشريعة تتبدّل بتبدّل الزمان وتطوّر الفكر الإنساني، لكن المحور واحد وهو قداسة الإنسان وكرامة الإنسان وهذا محور الإسلام، الذي جاء به نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد، لذلك كانت قضية الإسلام خاتمة فلا تكون مسلماً ما لم تؤمن بموسى وعيسى والإنجيل والتوراة والصحف ونوح ورسالته وداود والمزامير.

إنّ ميزة المسلم العالمية، فلماذا أراه اليوم عاد إلى الطائفية والمذهبية والعشائرية وأغلق على نفسه الباب؟

الإسلام هو الدين العالمي الذي بدأه الله مع أول إنسان في البرية وسينتهي مع آخر إنسان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى