الأسد يشكل اللجنة القضائية العليا للانتخابات

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة قبول الواقع المتمثل في عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، التي يجب أن تُحل سياسياً ودبلوماسياً فقط، داعياً لعقد الجولة الثالثة من مؤتمر «جنيف- 2» بأسرع وقت، ووصف عرقلة استئناف المفاوضات بالمضرّة.

لافروف أشار خلال استقباله في موسكو أمس وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إلى أنه لا ينبغي الاستسلام قبل استنفاد إمكانيات إطار جنيف، مؤكداً أن الأهم هو التمسك بالاتفاقات الواردة في بيان جنيف من دون محاولة تفسيرها بشكل غير نزيه والتخلي عن مطالب غير واقعية وشروط مسبقة.

وأضاف الوزير الروسي إن جدول أعمال المفاوضات قد تم الاتفاق عليه بشكل عام ولا يجب أن تكون هناك محاولات للمماطلة لانطلاق هذه الجولة، وقال: «إن الذين يحاولون عرقلة هذه العملية يأخذون على عاتقهم مسؤولية كبيرة وربما ليس من قبيل الصدفة أن من يقف ضد إطلاق الجولة الثالثة لجنيف يتردد في ما يتعلق بالأعمال الهادفة إلى درء الخطر الإرهابي الذى يتصاعد في سورية ويشكل خطراً على الإقليم والمنطقة برّمتها، مؤكداً أنه يجب الوفاء بالالتزامات في ما يتعلق بهذه المحادثات، مشيراً إلى ضرورة الحيلولة دون تحول سورية إلى قاعدة للإرهاب الدولي والتطرف.

يأتي ذلك في وقت توالت الترشيحات المقدمة لانتخابات رئاسة الجمهورية في سورية إلى المحكمة الدستورية العليا، حيث قدم حسان عبد الله النوري ترشيحه مع الوثائق المرفقة به إلى المحكمة الدستورية.

وأعلن الناطق الرسمي باسم المحكمة ماجد خضرة أن المحكمة تلقت أمس طلبين للترشح إلى منصب رئيس الجمهورية بعد ثلاثة أيام من فتح باب الترشيح، مشيراً في تصريح صحافي أن المحكمة أضافت إلى سجلها الخاص طلباً تقدم به الدكتور حسان عبد الله النوري بالترشح بعد تلقي طلب بالترشح من ماهر حجار أول من أمس.

وأكد خضرة ضرورة أن يستجمع المتقدمون بطلبات الترشيح جميع الأوراق الثبوتية اللازمة للترشح، مشيراً إلى أن المحكمة ليست معنية بتصحيح أوراق المتقدم بطلب ترشيحه، مبيناً أن المحكمة ستقبل جميع الطلبات التي زودت بالوثائق المطلوبة.

وفي السياق، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوماً يشكل بموجبه اللجنة القضائية العليا للانتخابات، وتضم القضاة هشام ممدوح الشعار، خليل ذيب فرنسيس، كامل نايف فاهمة، آمنة أحمد الشماط، زياد يوسف الحمود الياسين، رضا سليمان موسى، عبد المجيد محمد عصام المصري.

إضافة إلى قضاة احتياطيين وهم، سفيان إسماعيل جوخدار، عبدو حسن شهلا، منيرة زكي واسطي، حيدر حمزة رحمة، زياد ايليا أبو زيدان، محمد جمال الدين، محمد رجائي الخطيب، محمد مضحي الشمالي.

من ناحيتها، أعلنت قيادة «جبهة التغيير والتحرير» السورية رفضها المشاركة في الانتخابات الرئاسية معتبرة أنها لن تكون شاملة وتعددية في ظل الظروف الراهنة، مشيرة في بيان أمس إلى أنها لن تكون طرفاً في هذه العملية لا ترشيحاً ولا تصويتاً.

وأوضحت أن الاستحقاق الرئاسي في ظل الأزمة السورية هو جزء من العملية السياسية التي يفترض أن تكون منتجاً للحل السياسي، ولا يوجد دستورياً ما يمنع عدم إجرائها، حيث تنص الفقرة الثانية من المادة 87 من الدستور السوري صراحة على أنه إذا انتهت ولاية رئيس الجمهورية ولم يتم انتخاب رئيس جديد يستمر رئيس الجمهورية القائم بممارسة مهامه حتى انتخاب الرئيس الجديد.

واعتبرت الجبهة أن «هذا الإجراء يلبي مصلحة البلاد للتوجه نحو حل الأزمة سياسياً وسلمياً تزامناً مع محاربة التكفيريين والإرهابيين الوافدين ومن بحكمهم من السوريين». وأضافت أنه ضمن الظروف الحالية فان هذه الانتخابات لن تكون شاملة لأصوات عموم الناخبين السوريين وعموم المناطق السورية، ولن تكون تعددية بالمعنى الحقيقي للكلمة».

واختتمت الجبهة بالتأكيد أن أي رئيس حالي أو لاحق هو رئيس لكل الجمهورية العربية السورية، غير أن إجراء هذه الانتخابات الآن ضمن الظروف القائمة ميدانياً يحمل في طياته خطر استثمارها سلبياً، بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات.

وفي شأن آخر، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس أن سورية شارفت على تسليم أسلحتها الكيماوية كاملة، حيث أخرجت 90 في المئة منها من أراضيها حتى الآن.

وأعلنت المنظمة في بيان أن «العملية تشمل اليوم مجمل المواد الكيماوية التي تم إخلاؤها أو تدميرها بنسبة 92.5 في المئة»، مشيرة إلى أن شحنة جديدة من المواد السامة غادرت سورية من مرفأ اللاذقية.

يأتي ذلك في وقت أكد المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن سورية لم ولن تستخدم السلاح الكيماوي، بما في ذلك الكلور الذي لا يعد سلاحاً، متوقعاً أن يقفل ملف هذه الأسلحة في حزيران المقبل، بعد أن تقدم مسؤولة بعثة الأسلحة سيغريد كاغ تقريرها الأخير.

ميدانياً، تقدمت وحدات الجيش السوري مدعومة بالقوات الرديفة في ريف اللاذقية

وتمكنت من السيطرة على البرج الزراعي الاستراتيجي في جبل تشالما في كسب، ما يتيح لها السيطرة بالنار على منطقة نبع المر، وأجزاء من جبل النسر.

يأتي ذلك في وقت واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها في أحياء حمص القديمة، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع المسلحين على محاور باب هود، القرابيص، الورشة، الحميدية، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات المسلحين في حي الوعر ومناطق كفرلاها والدار الكبيرة والخالدية والغنطو وعين حسين وبرج قاعي.

وفي ريف دمشق، واصل الجيش عمليته العسكرية في المليحة وقتل عدداً من المسلحين ودمر آلياتهم، في وقت استهدفت وحدات الجيش مسلحين في مناطق جوبر وحرستا ودوما وزبدين ودير العصافير وداريا وجبال قرية افرة في الزبداني، في حين سلم 56 مسلحاً أنفسهم وأسلحتهم للجيش السوري من مناطق الزبداني وكناكر.

وفي حلب، استهدف الجيش السوري مسلحين في مناطق الشيخ سعيد والعامرية والجبيلة وتل رفعت والمدينة الصناعية والراشدين واورم وبستان القصر وكويرس وجديدة وعربيد، في حين استهدفت وحدات أخرى من الجيش مسلحين في ريف ادلب في مناطق جبل الزاوية وبنش وحيش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى