ثغور الدفرسوار الإرهابية لتفجير إيران من الداخل

محمد أحمد الروسان

السيّد جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والذي عمل سنين عديدة في السعودية مديراً لمركز الاستخبارات الأميركية فيها، ومعه بعض زملائه الذين يعمل بعضهم في عمان اليوم، هو صاحب مدرسة «عتبة الوقت» كمعيار لتبيان الخيط الأبيض من الأسود في العمل الاستخباري، ويجهد ناشطاً هذه الآونة بالتنسيق مع رئيس مجمّع الاستخبارات الفدرالي الأميركي، وبعض الأدوات الأميركية المستحدثة في المنطقة، لخلق نسخة متقدمة لمذهبية استخبارية جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، تم البدء في مأسستها لحظة تسلّم منصبه بديلاً من الجنرال ديفيد بترايوس، والأخير أطيح بفضيحة نسائية حمراء في المجتمع المخملي عبر جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ انحيازاً إلى طرف سياسي ضد آخر في الداخل «الولاياتي» الأميركي. تهدف هذه المذهبية التي يراد خلقها أو تخليقها الى دفع شبكات الاستخبارات الأميركية المتعددة إلى تغيير أسلوبها الحالي واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم «الاستخبارات الانتقائية».

بعبارة أكثر وضوحاً، أي إعداد التقارير الاستخبارية التي تعتمد الوقائع والأدلة الداعمة لتوجهات الإدارة الأميركية الراهنة والمقبلة، أيّاً تكن، جمهورية أو ديمقراطية، وفقاً لما أطلق عليه المحافظون الجدد، أنبياء القرن الحادي والعشرين «التقارير المواتية» التي تتيح تعزيز رؤية، القيادة السياسية الأميركية وطموحاتها وتطلعاتها، ومن ورائها «الأيباك» «الإسرائيلي» الصهيوني حيال الملف السوري بتشعباته، معزّزاً بالملف العراقي عبر «الدواعش» والفواحش وارتباطاتهما بالساحة اللبنانية، وازاء الملف الإيراني، ومجالاته الحيوية تحديداً، مع اشتباكات استخبارية انتقائية جديدة، في ملفات باكستان، الهند، أفغانستان، آسيا الوسطى، إلخ.

تلعب التقارير الاستخبارية، ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية دوراً رئيسياً ومهمّاً في صناعة القرار أولاً، ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة، وقبل صدور القرار، مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية، لعملية صناعة واتخاذ القرار الاستراتيجي فكثيراً ما تتضارب التقارير الاستخبارية، مع توجهات القيادة السياسية، وخير مثال على ذلك التطورات التي شملت خلق الذرائع ضد سورية وعلى أساس بنك الذرائع المصنوعة في مطابخ الأطراف الخارجية، ومنها افتراض وجود برنامج نووي سوري بالتعاون مع كوريا الشمالية وإيران، وفي حال فشلت عملية التوقيع على جنيف إيران يصار الى تكوين ملف خاص حول مسارات التعاون والتنسيق النووية بين الدول الثلاث وإحالته على مجلس الأمن الدولي، مع تصعيد للحدث السوري خارجياً وداخلياً ومحاولات جديدة ذات أداة إقليمية لإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية و/ أو في الجنوب السوري، على رغم تقدم الجيش العربي السوري بسياسة القضم العسكري لاستعادة الجغرافيا السورية من سيطرة «الزومبيات» الإرهابية بمختلف نسخها وماركاتها وأماكن صنعها وإنتاجها، كذلك مشروع الضربة العسكرية ضد إيران، وهي من أبرز النماذج الراهنة لتضارب التقارير الاستخبارية، مع توجهات القيادة السياسية.

تتحدث المعلومات عن أنّ ثمة حرباً باردة طاحنة، بين شبكات الاستخبارات «الإسرائيلية» من ناحية، وشبكات ووكالات الاستخبارات الأميركية من ناحية أخرى، والمنضوية ضمن مجمّع الاستخبارات، حيال الملفين السوري والإيراني إلى جانب الملف العراقي، رغم نقاط التوافقات والتساوقات الكثيرة بينهم والمعلنة للجميع.

تؤكد معلومات الخبراء على أن الحرب الباردة بين الاستخبارات العبرية والأميركية يصعب التكهن بنتائجها بسبب الروابط السياسية الوثيقة بين النخب السياسية «الإسرائيلية» والنخب السياسية الأميركية، وعلى رغم محاولات مستميتة للكيان العبري سابقاً وحالياً، للقيام بعملية تغلغل شاملة داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية، لبناء: لوبي «إسرائيلي» استخباري نوعي داخل مفاصل أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلا أنها لم تستطع حتّى اللحظة تحقيق هذا الهدف فوق الاستراتيجي بحسب الخبراء الاستخباريين الأمميين، ما دفع شبكات الاستخبارات العبرية، وفي مقدمها «الموساد» الى استخدام عناصر بشرية موثوقة من «الأيباك»، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، لمنافسة شبكات استخبارات العاصمة الأميركية واشنطن دي سي على إحدى أدواتها في الداخل الإيراني وأقصد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أو «المنافقون» بحسب التعبير الإيراني الرسمي، وكذلك منظمة جند الله الإيرانية.

تعمل الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية بقوّة على نشر الفتن وإحداث صراع إيراني إيراني داخلي وتعميقه، وتدفع بعض الأدوات الغربية والأميركية، في الداخل الإيراني، شعارات معادية للنظام عامة بشكل عام، ولثوابت الثورة الإسلامية الإيرانية خاصة، لإطاحة حكم الثورة الإسلامية واستبداله بنظام علماني ليبرالي على غرار الأنظمة الرأسمالية الغربية.

وفي ظني وتقديري أنّ القوى السياسية الإيرانية المعارضة، تتميّز بالضعف لاعتمادها على الدعم الأميركي، فضلاً عن عدم تمتعها بالدعم والسند الشعبي الداخلي، ما جعل هذه القوى مجرد حركات موجودة في الخارج وبعض العواصم الأجنبية. ولو حاولنا استقراء ملامح خريطة طريق الصراع الإيراني الإيراني الذي تعمل واشنطن على إنتاجه وتسويقه، عبر شبكات استخباراتها وأدواتها، إن لجهة الداخل الإيراني أو لجهة الخارج الإيراني، لوجدنا أنّ الحركات الإيرانية الدينية ظلّت أكثر ميلاً إلى العمل ضمن ثوابت الثورة الإسلامية الإيرانية. أمّا الحركات العلمانية اليسارية والليبرالية والقومية فبقيت عملياً خارج دائرة الصراع والتنافس وهي موجودة شكليّاً ولا تتمتع بأي وجود عملي ميداني وحقيقي. ورغم ذلك ستبقى هذه الحركات مصدراً للخطر على النسق الإيراني الثيوقراطي إذا تحوّل التيار الإصلاحي في اتجاه الانضمام والتحالف معها.

أحسب أنّ القوّات الأميركية الاحتلالية العائدة إلى العراق عبر ملف «الدواعش»، والتي يراد لها البقاء أميركياً عبر تفعيل وجودها ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، سوف تواصل الاستعانة بعناصر زمرة «منظمة خلق» لشن العمليات السريّة ضد إيران وبحزب «بيجاك» الكردي في شمال غرب إيران.

تقول المعلومات إنّه بعد الاحتلال الأميركي للعراق جمعت واشنطن وعبر وكالة استخباراتها المركزية والبنتاغون، بالتنسيق مع قيادة القوات الأميركية الموجودة في العراق، عناصر حركة «مجاهدي خلق» على مقربة من الحدود العراقية ـ الإيرانية وضمن معسكرين، وتبع ذلك قيام تلك الجماعة بالعديد من العمليات السرية والاستخبارية المشتركة مع عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد «الإسرائيلي» والقوّات الخاصة الأميركية داخل الأراضي الإيرانية.

بات واضحاً للعيان أنّ حركة «مجاهدي خلق» الإيرانية تخلّت عن عدائها للغرب بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانخرطت عميقاً في تحالف مع الإدارات الأميركية ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية، خاصةً مع الاستخبارات الفرنسية والبريطانية إم أي سكس والكندية والألمانية، على نحو أدّى الى انخراطها في تحالفات مع كل من يعادي النظام الإيراني. وفي نهاية المطاف وجدت هذه الزمرة نفسها منظمة خلق واقعة في أحضان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، تمارس «الجنس الجماعي» الأمني معها، ومع جهاز «الموساد الإسرائيلي» ومنظمات اللوبي «الإسرائيلي» مثل «الأيباك»، و«المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي» ولجان الكونغرس الأميركي ومنتديات ومراكز دراسات ومنظمات جماعة المحافظين الجدد.

إن علاقات منظمة «مجاهدي خلق»، بجهاز «الموساد الإسرائيلي»، تعود إلى زمن بعيد، فهناك شبكة استخبارية تابعة لـ«الموساد»، تعمل داخل إيران والعراق وتتكون عناصرها حصراً، من منظمة «خلق» الإيرانية برئاسة مريم رجوي، وتقوم هذه الشبكة المكوذنة من شبكة جواسيس عنقودية لا يعرف الجاسوس زميله في الشبكة ذاتها، يجمع المعلومات الاستخبارية فائقة الحساسية داخل إيران والعراق معاً حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية والعسكرية والتكنولوجية الأمنية، وتقديمها إلى «الموساد الإسرائيلي»، وعبر محطة «الموساد» الموجودة في مدينة الدهوك حيث يستأجر «الموساد» مبنى تابعاً لأحد الفنادق التي يملكها القائد الكردي البرازاني مسعود ابن الملا مصطفى.

تقول المعلومات، إنّ شبكات الاستخبارات «الإسرائيلية»، لا سيما «الموساد» و«وحدة أمان» و«الشين بيت» و«الشاباك»، تسهر على تدريب عناصر «مجاهدي خلق» من الجنسين في مجالات: الاغتيالات السياسية التي تستهدف القادة الإيرانيين بما فيهم العلماء أيضاً، وعمليات تخريب البنى التحتية التي تستهدف الجسور والمرافق الاستراتيجية الإيرانية، مثل محطات توليد الكهرباء وخزّانات الوقود ومراكز الاتصالات وشن عمليات الحرب النفسية، مستهدفةً زعزعة الشارع الإيراني، وتفتيت تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية وتخريب الاقتصاد الإيراني عبر نشر أوراق العملات المزورة وتخريب المزروعات وحرق مخزونات الحبوب والأغذية الاستراتيجية، والعمل على تجميع الحركات الإيرانية المعارضة وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي إليها على نحو سري، ومن غير اطلاعها على حقيقة أنّ هذا الدعم مصدره «إسرائيل»، وزرع أجهزة التجسس الإلكترونية المرتبطة بالأقمار التجسسية الاصطناعية لمساعدة «تل أبيب» والبنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تحديد أماكن ومواقع وإحداثيات تلك المرافق الآنف ذكرها، ليصار الى ضربها، خصوصاً المنشآت النووية والعسكرية والأمنية الاستخبارية التابعة لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني، في لحظة الخيار صفر وفي حال فشل جنيف إيران النووي أميركياً.

إذن، مستقبل العلاقات التكتيكية والاستراتيجية بين منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية والإدارة الأميركية، أي إدارة، بات يمرّ عبر قناة «الموساد». وهذه العلاقة سوف تطول وتتطور فلا النسق الثيوقراطي الإيراني سوف يسقط بواسطة «مجاهدي خلق» تحديداً أو غيرها. ولا واشنطن و«تل أبيب» قادرتان على تفادي الخسائر الهائلة والعواقب الوخيمة من ارتكابهما حماقة ضرب إيران. وما على عناصر هذه الزمرة، زمرة مريم رجوي، إلاّ الاستمرار في تقديم المعلومات الاستخبارية لـ«الموساد» كشرط أساسي وضروري لحصولهم على الطعام والكساء من أميركا. وتتميز جماعة «جند الله» الإيرانية بتحركاتها العابرة للحدود الإيرانية ـ الباكستانية منطقة بلوشيستان الباكستانية ومنطقة بلوشيستان الإيرانية والحدود الإيرانية ـ الأفغانية منطقة بلوشيستان الأفغانية وبلوشيستان الإيرانية والحدود الأفغانية ـ الباكستانية منطقة بلوشيستان الباكستانية ومنطقة بلوشيستان الأفغانية . وتذهب معلومات الاستخبارات الدولية والإقليمية الناشطة والراصدة في منطقة الشرق الأوسط إلى أنّ هذا التنظيم السلفي السنيّ المتشدد يتلقى دعماً مادياً كبيراً من بعض الجمعيات والتنظيمات التطوعية الدينية السلفية الوهّابية، بخاصة من المنظمات الخليجية المختلفة والمنظمات الباكستانية المرتبطة به، وأضحت له علاقات مع «الدواعش» في الداخل العراقي عبر القناة السعودية بضغط أميركي.

كما تتحدث تقارير استخبارية خاصة، عن أنّ ادارة الرئيس باراك أوباما تعمل على استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني عبر مخططات وضعت وفق سياقات عمل ميدانية جديدة، للمجمّع الفيديرالي الأمني الأميركي، إذ تنظر الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» الى جماعة «جند الله» الإيرانية كأداة رئيسية متقدمة وورقة ضغط فاعلة لتنفيذ استراتيجية محور واشنطن «تل أبيب»، وتوافقت وتساوقت الاستخبارات البريطانية وبعض أجهزة استخبارات دول الاتحاد الأوروبي مع رؤى إدارة الرئيس أوباما وفق منهج استراتيجية التدرج في تنفيذ استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، مع الرهان على الطبقة الوسطى في المجتمع الإيراني عامة، لإحداث التغيير المطلوب، فللطبقة الوسطى في إيران آفاق سياسية خلاّقة.

كما أن ثمة سعياً محموماً لأجهزة استخبارية دولية وإقليمية لدعم هذا التنظيم الإيراني سالف الذكر، فالـ«سي أي إيه» يقع عليها العبء الرئيس في دعم هذه الجماعة إن عبر الأراضي الباكستانية أو الأراضي الأفغانية أو عبر مراكز الاستخبارات الأميركية في مناطق جنوب آسيا الباكستان أفغانستان الهند ، أو في آسيا الوسطى أوزبكستان قيرغيزستان أو في منطقة الخليج سلطنة عمان دبي ـ العراق… وحتّى الاستخبارات الهندية على ما تؤكد المعلومات متورطة في دعم تنظيم «جند الله» الإيراني، طالما أنّ الاستخبارات الهندية مرتبطة بالمزيد من علاقات التعاون والتفاهمات المتبادلة مع الاستخبارات الأميركية و«الإسرائيلية»، وذلك كله لتفعيل وتحفيز وتأطير برامج ودعم قدرات تنظيم «جند الله» والعمل على استنساخات تنظيمية أخرى من تنظيم «جند الله» الإيراني السنيّ وإشراك أطراف شيعية عربية وإيرانية فيه، ليصار الى جعله تنظيماً إقليمياً ذا أدوات شعبوية في الداخل الإيراني، خصوصاً من الطبقة الوسطى المثقفة في المجتمع الإيراني والدولة الإيرانية.

كما تتحدث المعلومات الاستخباراتية عن إنشاء وحدة استطلاعات استخبارية في هذا التنظيم، تعمل في الداخل الإيراني، وتُرفد بالموارد البشرية، الخبيرة في العمل الاستخباريّ، ولها صلات بالمافيا الدولية، كما دعمت بأجهزة ومعدات تجسسية فائقة الدقة والعمل مربوطة بالأقمار الاصطناعية التجسسية الأميركية العاملة فوق إيران وفوق جزيرة العرب، والموصولة أيضاً بآخر قمر تجسسي عبري «إسرائيلي»، أطلق مع بدء ما سميّ بـ«الربيع العربي» من «إسرائيل»، وهذا الربط ذو شيفرات تجسسية محدّدة يصعب اكتشافها وبالتالي فكها.

من ناحية أخرى، تقدّم شبكات الاستخبارات «الإسرائيلية» وحدة آمان الموساد الشاباك استخبارات وزارة الخارجية. والوحدات الفرعية الأخرى الدعم المطلوب واللازم الى جماعة «جند الله»، وحصل ذلك في البداية عبر غطاء الاستخبارات الأميركية، ثم سعت على نحو مستقل الى بناء المزيد من الروابط وعرى التعاون والتنسيق الأمني الحثيث المباشر مع مسؤول التنظيم الذي أعدم قبل سنوات قليلة، وتتحدث المعلومات الاستخبارية ذات الصدقية راهناً عن أنّ مجتمع الاستخبارات «الإسرائيلي» وعبر جهاز «الموساد» يعمل على تعزيز الروابط السابقة وبناء الجديد المباشر منها مع مجاميع بشرية من عائلة ريفي الإيرانية لإعادة بناء التنظيم وفق أسس عمليات استخبارية متطورة، مع تعميق و«تحديث» في عقيدة بنائه وعمله، ومع دعم وحدة الاستطلاعات الاستخبارية، التي أنشئت داخل هياكل هذا التنظيم السلفي المتشدد، لجعله يعمل وفق أجندات محور واشنطن «تل أبيب» في المنطقة، لا سيما لجهة الداخل الإيراني المتماسك حتّى اللحظة.

من أهداف دعم منظمة «جند الله» أيضاً ضرب حركة التجارة الإيرانية مع الباكستان عبر بحر العرب، فتكون هذه المنظمة الارهابية بمثابة قاعدة عسكرية استخبارية متقدمة ذات أدوات شعبوية عميقة لأي قوى عسكرية خارجية في حال استهداف إيران الدولة الإسلامية الجارة بسبب تداعيات برنامجها النووي ودورها الاستراتيجي ومجالها الحيوي وصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب على آسيا الوسطى القوقاز الجنوبي.

تؤكد المعلومات المرصودة أنّ شبكات الاستخبارية الخاصة بمحور واشنطن «تل أبيب» التي تستهدف الجميع وفي مقدمهم إيران، تنهج نهجاً مختلفاً في خلق العملاء والجواسيس واستخدامهم، من خلال ما يعرف بعلم الاستخبار، الشبكات العنقودية، لمزيد من السريّة المطلقة وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة التي تم أُهّلت كأدوات استخبارية ثمينة، بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية أي زميل جاسوس آخر له في الشبكة ذاتها وضمن تكوينها البشري الاستخباري.

تذهب المعلومات نفسها إلى أنّ جهاز الاستخبارات الإيراني الذي يتميّز بالحس الاستخباري العالي التقني استطاع تفكيك إحدى الشبكات العنقودية الاستخبارية العاملة في الداخل الإيراني والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA من شأنها التأثير في الأمن القومي الإيراني، وهذه الشبكة العنقودية تابعة لمحور الخراب في المنطقة، المحور العبري ـ الأميركي ـ وبعض عربي، إذ كُشف من يقف وراء اغتيال العلماء الإيرانيين المسلمين.

تشير المعلومات كذلك إلى أنّ ما فعلته الاستخبارات الإيرانية كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها أجهزة الاستخبارات الأميركية و«الإسرائيلية» إذ كُشفت إحدى الشبكات الذهبية الاستخبارية العنقودية العاملة في الداخل الإيراني، والتي يصعب اكتشافها، ما قوّض عمل شبكات الاستخبار الأخرى «الساكنة» التي لم تكشف بعد في الداخل والخارج الإيرانيين، وتحديداً في دول الجوار الإيراني الإقليمي.

تفيد المعلومات أيضاً بأن الاستخبارات الإيرانية، وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة، وخارجية تعاونية وذات تنسيق أمني صادق وعميق مع جهاز استخبارات إقليمي غير عربي وبمشاركة من الفرع الخارجي لجهاز استخبارات حزب الله، استطاعت كشف تلك الشبكة وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس ذات تقنيات عالية مربوطة بالأقمار الاصطناعية التجسسية التي تزخر بها سماء إيران، والشرق الأوسط.

تشي المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام الدولية، وذات الصلة الخفية والعلنية بأجهزة استخبارات تعمل مع محور واشنطن «تل أبيب»، أنّ «الموساد» بالتنسيق مع أجهزة C.I.A – F.B.I M.I.6 استغلت بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية وبعض دول الجوار الإيراني الإقليمي، وساحة إقليم كردستان العراق أيضاً للنفاذ إلى الداخل الإيراني وتنفيذ مسلسل اغتيالات العلماء الإيرانيين المسلمين في الفترة الأخيرة.

وثمة معلومات، استخبارية شبه مؤكدة تقول بأنّ طهران قرّرت نتيجة الاستهداف الأميركي «الاسرائيلي» لأمنها القومي وعبر ملف الحدث السوري الذي يستهدف طهران ودمشق ولبنان معاً والمنطقة بكاملها من خلال تحويل لبنان مجدداً الى ثغور دفرسوار عنفي، أرسلت للمرة الثالثة أو الرابعة بعض قطع البحرية الحربية الإيرانية إلى المياه الدولية في البحر الأحمر، عبر قناة السويس للتمركز في المناطق البحرية المطلة على شواطىء شرق البحر الأبيض المتوسط، ومن شأن ذلك جعل الدولة العبرية على المستوى السياسي والاستخباري، الأمني والعسكري، مستنفرة، وساق، وينطوي الأمر على قدر أكبر من الأخطار. وتشي المعلومات المرصودة عبر مجاميع استخبارات دولية تعمل في الداخل «الإسرائيلي»، بأنّ «تل أبيب» تضع احتمال تمركز تلك القطع الحربية الإيرانية في منطقة شرق المتوسط وعبر موقعين، الأول قبالة شواطىء جنوب لبنان، ومن شأن ذلك أن يشكل تهديداً عسكرياً بحرياً مباشراً لأمن مناطق شمال «إسرائيل»، والثاني قبالة شواطىء قطاع غزّة المحتل، ومن شأنه أيضاً أن يشكل تهديداً عسكرياً مباشراً، لأمن مناطق جنوب غزّة المحتلّة.

محام، عضو المكتب السياسيّ للحركة الشعبية الأردنية

www.roussanlegal.0pi.com

mohd ahamd2003 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى