بوتين ترامب: الحلول قبل نهاية العام؟
ناصر قنديل
– يقول المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا إنه متفائل بعد التفاهم الروسي الأميركي بالتوصل إلى تفاهم سياسي بين الحكومة والمعارضة في سورية قبل نهاية العام، ومضمون التفاهم كما نشرت جريدة «الحياة» التي تموّلها وتشغّلها السعودية، يقوم على تسليم أميركي ببقاء الرئيس السوري. ووزير الخارجية الأميركي متفائل بخطوات متدرّجة لإنهاء الأزمة الخليجية قبل نهاية العام، والمبعوث الأممي لليمن ومثله لليبيا متفائلان بالتوصل لتفاهمات قبل نهاية العام ووزير خارجية اليابان يتوقّع التوصل لتفاهم ينهي التصعيد حول الأزمة الكورية قبل نهاية العام ومثله وزير الخارجية الألماني يتوقع نهاية الإجراءات التنفيذية للأزمة في أوكرانيا مع نهاية العام.
– المسار العسكري في سورية والعراق يقول إنّ داعش يستحيل أن يصمد في الرقة ودير الزور والأنبار حتى نهاية العام. فبعد تحرير الموصل ظهر حجم قدرة التنظيم على الصمود، ووفقاً لتسارع تساقط مواقع داعش في سورية بيد الجيش السوري تبدو نهاية العام موعداً للأبعد مدى في عمر داعش. وهذا ما يعرفه مستشارو الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين قبل أن تتحرّر الموصل وقبل أن يجتمع الرئيسان، ليصير البحث بين الرئيسين مخصصاً لما بعد داعش وليس لكيفية القضاء على التنظيم، وكيف لا يتسبّب ما بعد داعش بتضارب المصالح. وفي الحسابات الأميركية لتضارب المصالح أولوية اسمها أمن «إسرائيل» تسبق أولوية البعض في أميركا حول حملة التصعيد لاتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات وفوق الحسابات الأصغر التي تتمثل بالسعي لتقييد سلطات ترامب أو السعي لإسقاطه بهذه التهمة.
– حمل الرئيس بوتين الوصفة السحرية لترامب وقوامها، حيث يدخل الجيش السوري فاتحاً ومحرراً سيدخل معه حزب الله، وحيث تريدون ألا يكون حزب الله سلّموا طوعاً للجيش السوري، فحيث يدخل حزب الله لا يخرج ولا يمكن إخراجه، فإن كانت الحدود الجنوبية لسورية تعنيكم فسارعوا لتسليمها طوعاً للجيش السوري وإلا سيدخلها مقاتلاً ومعه حزب الله، وعندها لن يكون ممكناً الاشتراط لأيّ حلّ أن يخرج حزب الله، وهكذا بعبارات بوتين حقّق حزب الله ما يريد، أن يقبل الأميركيون بمشروعه الذي دخل الحرب السورية لفرضه، وهو سورية برئيسها وجيشها إطار لأيّ حلّ، وإلا فالحربُ بيننا.
– سائر الملفات عند الأميركيين تلتزم بالروزنامة التي يحرّكها ردّ الخطر الأكبر عن «إسرائيل» بالخطر الأصغر، كوريا وأوكرانيا عهدة روسية وسوق الغاز الروسية وعنوانها أزمة قطر وتسليم المعارضة السورية بحلّ في ظلّ الرئيس بشار الأسد. كلها ملفات يمكن تطويعها للروزنامة المتصلة بتخفيض حجم الخطر عن «إسرائيل»، فيصير موعد نهاية العام موعداً صنعته الحرب في سورية، حيث حزب الله سند للجيش السوري يتقدّمان معاً على حساب داعش ويقتربان من إنهائه في دير الزور قبل نهاية العام، وروسيا تدرك ما تستطيع وما تريد، وتدرك أنّ نهاية العام موعد مناسب لنهاية الأزمات إذا خَلُصت النيات، وتوفّرت الإرادات.
– تثبيت درع الحلول لحساب الرئيس السوري علامة على نصره، لأنه الصامد والمنتصر والبطل الذي لا نظير له، رسم لحلفائه خريطة الطريق، ولشعبه طرق النصر، وحسم بإرادته نهاية الحروب، فصار عنواناً لكلّ الحلول، كما كان العنوان لكلّ الحروب.