الخطة باء عند الجبير صفر…

ناديا شحادة

التطورات التي تعصف بالازمة السورية والخلافات والتجاذبات السياسية والعسكرية، من الواضح انها تؤثر تأثيرا ايجابيا كبير في سبل حلها وفق المخطط الذي حددته الحكومة السورية وحلفاؤها، فالتطورات الميدانية التي شهدتها معظم المحافظات السورية قبل الدخول في هدنة وقف اطلاق النار، والذي بدأ حيز التنفيذ في منتصف ليلة السبت في 27 شباط بموجب خطة روسية أميركية التزم بها اغلب فصائل المعارضة السورية، التطورات كلها كانت انجازا كبيرا للدولة السورية مقابل ارباك لخصومها بالمعارضة وداعميها من الدول الاقليمية سياسيا ولوجستيا وعسكريا كتركيا والسعودية …

فالدولة السورية التي اصدرت بيانا في الثالث والعشرين من شباط واعلنت فيه موافقتها على وقف القتال على امتداد البلاد على ان تكون الحرب سارية على جميع الفصائل الارهابية من تنظيم داعش وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، دخلت في هدنة وقف اطلاق النار وهي تملك اوراق القوة بعد سيطرة الجيش السوري على الجزء الاكبر من محافظة اللاذقية الاستراتيجية وبدأ بالتقدم شمالا نحو حلب وادلب وحقق انتصارات ملحوظة في حلب على وجه التحديد واصبح قاب قوسين من قطع كامل خطوط الامداد عن المدينة. تلك الهدنة التي جاءت حسبما ارتأت روسيا سابقا بحيث لا تشمل كلاً من تنظيم داعش المتفق عليه انه ارهابي وجبهة النصرة التي هي هدف الدولة السورية وفصلها عن باقي فصائل المعارضة التي اضطرت للقبول بهذه الهدنة بسبب الخسائر الكبيرة التي عانت منها على جبهات القتال .

فالمتابع لمجريات الاحداث السياسية والعسكرية في سورية يؤكد على ان موسكو وواشنطن استطاعتا سحب البساط من تحت الدول المعنية بتأزم الوضع في البلاد وعلى رأسهم انقرة التي تحدثت عن المنطقة الآمنة منذ نحو سنتين وسط رفض اميركي روسي اوروبي لان هذه المنطقة في حال اقامتها ستعقد الوضع الميداني في الشمال فضلا عن انها تلبي الحاجة التركية فقط وستكون على حساب حلفاء واشنطن المحليين الاكراد. وقد اعلن الرئيس الاميركي في قمة العشرين رفضه المنطقة الآمنة، وكذلك سحبته من تحت الرياض التي فشلت في تحقيق هدفها في اسقاط الرئيس الاسد، وفشل المعارضة التي راهنت عليها في احداث تغييرات ميدانية لصالحهم، ولمحت الى تدخل عسكري بري تركي سعودي في سورية، قوبل بالرفض الاميركي، لتتراجع الرياض في ما بعد عن نيتها في التدخل بشكل احادي في سوريا، حسب ما اعلن وزير خارجيتها في الثامن والعشرين من شباط قائلا إن أي تدخل بري سيكون ضمن اطار التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة اميركا، وفشل رهانها على رفض الحكومة السورية موافقتها على البدء بتنفيذ وقف اطلاق النار، لتتبنى بعد ذلك الخطة «ب» التي هدد بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في 23 شباط انه في حال فشل اتفاق وقف الاعمال العدائية في سورية، فإن بلاده تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع، ليأتي الرد الروسي من خلال تصريح لوزير خارجيتها سيرغي لافروف بالنفي عن وجود أي خطة بديلة لخطة وقف الاعمال العدائية قائلا لا توجد أي خطة بديلة لدى روسيا والولايات المتحدة الاميركية. وهو بذلك ينفي أي خطة بديلة ويتحدى الادارة الاميركية المهتمة بمحاربة تنظيم داعش والى حد اقل حاليا جبهة النصرة وبعض التنظيمات التي تصنفها ارهابية.

فبعد التهديد الاميركي بالخطة باء والنفي الروسي لها عاد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، الذي تسود بلاده حالة من القلق في اوساط الرأي العام السعودي جراء حروبهم في المنطقة سواء المباشرة او غير المباشرة حسب تقرير للكاتب الأميركي هيو تايلور نشره في صحيفة واشنطن بوست، عاد بتصريح استفزازي لا اكثر في الثامن والعشرين من شباط للحديث عن الخطة باء وهو الامر الذي استدعى ردا روسيا سريعا معتبرا ذلك مخالفا لقرارات مجلس الامن الدولي، لتكون بذلك الخطة باء عند صاحب التصريحات الاستفزازية صفراً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى