الشجاعية تسطّر ملاحم المقاومة والصمود على غرار بنت جبيل والضاحية
حسن حردان
المواجهات وجهاً لوجه بين المقاومين وجنود العدو، خصوصاً في الشجاعية شرق غزة، وسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال وتدمير أكثر من عشر آليات، كل ذلك أحدث تحوّلاً نوعياً في مسار المعركة البرية لمصلحة المقاومة، ووجه ضربة قاسية وموجعة لحكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو، ما أدى إلى إصابتها بحالة من التخبط والصدمة، وأثار القلق لديها من احتمال تكرار مشاهد هزيمة الجيش «الإسرائيلي» في جنوب لبنان خلال حرب 2006 ثانية في غزة.
وفي محاولة لتفادي هذا المسار الذي تتجه إليه المعركة في الميدان، لجأ جيش العدو إلى ارتكاب مجزرة في حي الشجاعية شرق غزة، بهدف محاولة التأثير في صمود الشعب الفلسطيني واحتضانه للمقاومة وإدخال الخوف والرعب واليأس والإحباط إلى صفوفه ودفعه إلى الضغط على المقاومين لتقديم التنازلات والقبول باتفاق وقف النار من دون شروط مسبقة.
غير أن هذه المجزرة الوحشية والبطولات التي سطرها المقاومون في ميدان المعركة، عكست مشهداً معاكساً ومخيباً لآمال ورهانات حكومة نتنياهو.
أولاً: أدى توسيع الهجوم الصهيوني البري المتعثر إلى انزلاق قوات الاحتلال إلى مستنقع الاستنزاف الذي حذر منه المحللون الصهاينة، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى من جنود العدو الذين واجهوا قتالاً شرساً مع مقاومين مستعدين لمثل هذا النوع من القتال، في حين أدى ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة ضد المدنيين في حي الشجاعية إلى تصاعد نقمة الرأي العام الدولي والعربي ضد العدوان، وزيادة حجم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهذا يعني أن كلما استمر العدوان كلما ازداد عداء الرأي العام العالمي لـ«إسرائيل» وجعلها في عزلة حقيقية، ودفع الدول الداعمة لها إلى مراجعة موقفها والعمل على الإسراع في إيجاد مخرج وسط لوقف العدوان.
ثانياً: إن المجزرة ضد المدنيين في الشجاعية وتهجير سكانها وتدمير منازلهم لم تؤدِ إلى إضعاف موقفهم المحتضن والداعم للمقاومة، بل إن المواطنين الناجين من المجزرة والذين فقدوا كثيراً من أفراد عائلاتهم خيبوا آمال العدو بتأكيد ثباتهم وإصرارهم على مواصلة دعم المقاومة ومطالبتها بالرد على العدو بقوة، وهو الموقف نفسه الذي جسده أهالي الضاحية الجنوبية في بيروت خلال عدوان تموز 2006 رداً على تدمير الضاحية. وقد أظهرت الشجاعية صورة مشابهة لصورة الصمود والمقاومة على الصعيدين الشعبي والمقاوم في بنت جبيل والضاحية. فمعنويات الشعب الفلسطيني مرتفعة وتزداد كلما وردت أبناء عن إنجازات المقاومين في الميدان.
ثالثاً: ارتفاع حجم الغضب الشعبي الفلسطيني واستمرار التظاهرات في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، وظهور بداية مؤشرات تطورها إلى انتفاضة ثالثة بعد تسجيل إصابة جندي «إسرائيلي» في الضفة إثر إلقاء قنبلة محلية الصنع عليه، إلى جانب التنديد بموقف الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية، ما يعكس ازدياد الراديكالية فلسطينياً.
رابعاً: ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف الجنود الصهاينة وازدياد نزف الاقتصاد «الإسرائيلي» بفعل استمرار إطلاق الصواريخ على العمق الصهيوني والفشل في تحقيق أي إنجاز فعلي في مواجهة رجال المقاومة، ما بات يفاقم من منسوب القلق «الإسرائيلي» من الدخول أكثر في نفق غزة والخروج في نهاية المطاف بهزيمة قاسية كبيرة مشابهة لهزيمة حرب تموز. ما دفع كبار المعلقين الصهاينة إلى القول بإن من يقود الوضع هو حركة حماس وليس «إسرائيل».
خلاصة القول، إن المفاجآت المستمرة التي تظهرها المقاومة كل يوم في ميدان المعركة والتكتيك الذي استخدمته في مواجهة هجوم جيش الاحتلال، باتباع أساليب حرب العصابات على غرار الفيتكونغ في حرب فيتنام، عبر مهاجمته من خلف خطوطه، وخوض القتال المباشر معه، هو الذي يفشل هجومه البري ويجعله مرتبكاً في الميدان لا يملك قدرة التحكم بمسار المعركة في ظل الهجمات المضادة التي تنفذها المقاومة.
«عرب 48»: تعثّر الاجتياح البرّي لقطاع غزة
أشار الموقع الإلكتروني لـ»عرب 48» إلى أن «جيش الاحتلال يشعر بتوتر شديد ويوسّع عدوانه، بعدما تبين أن الاجتياح البري يتعثر، وأن نتائج هذا التعثر معاكسة لتقارير وسائل الإعلام «الإسرائيلية» حتى الآن، ودفعت رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى توسيع الاجتياح وتشديد القصف انتقاماً لتعثر العمليات البرية».
وأضاف الموقع: «يبدو أن جيش الاحتلال «الإسرائيلي» بدأ يشعر بتوتر شديد، بعد منتصف الليلة قبل الماضية وفجر اليوم الأحد».
وذكر أن هناك «أسباباً حقيقية وميدانية لهذا التوتر الشديد الذي يسود صفوف القيادتين السياسية والعسكرية. وهو منتشر بين القوات المتوغلة في قطاع غزة». وتابع: «ووفقاً للمعلومات فإن سير العملية العسكرية البرية، في إحدى المناطق في قطاع غزة على الأقل، لا يجري بالشكل الذي تتحدث عنه التقارير في وسائل الإعلام «الإسرائيلية»».
وعلى ضوء تعثر الاجتياح البري، خلال الليلة قبل الماضية، عقد نتنياهو، سلسلة اجتماعات، وصفت بأنها ذات طابع أمني، وتقرر خلالها توسيع العدوان البري على غزة.
ونقل الموقع عن مسؤولين «إسرائيليين» قولهم: «إن رئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو عقد سلسلة مداولات أمنية، خلال الليلة قبل الماضية، أجري خلالها البحث في توسيع الهجوم على قطاع غزة». وأضاف: «إن «موقع «يديعوت أحرونوت» ذكر أن نتنياهو اجتمع مع وزير الأمن موشيه يعلون ورئيس الموساد تمير باردو، خلال الليلة الماضية».
وأشار موقع «عرب 48» إلى أن «نتنياهو اتصل بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتطرّق إلى تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم «إسرائيل» بأنها تنفّذ تطهيراً عرقياً ضد الفلسطينيين منذ عام 1948».
واعتبر نتنياهو في شكواه إلى كيري «أن أقوال أردوغان معادية للسامية وأنها تدنس ذكرى المحرقة».
وذكر الموقع: «أن محللين «إسرائيليين» حذروا وما زالوا يحذرون، من عواقب وخيمة من شن الاجتياح البري».
«يديعوت أحرونوت»: معضلة «إسرائيل» في ظل غياب استراتيجية للانسحاب من غزة
اعتبر الإعلام «الإسرائيلي» المجند لدعم الحرب على غزة أنه «يوجد تضامن وتماثل دولي»، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة والغرب عموماً للعدوان «الإسرائيلي» الحالي على قطاع غزة، بزعم أن «إسرائيل» تحارب حركة حماس التي تطلق الصواريخ على «إسرائيل».
لكن كبير المحللين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع حذر أمس من أن «هذا التعاطف من حكومات العالم لا ينبغي أن يربكنا. فهو موقت ومحدود».
وأورد المحلل على سبيل المثال أن «الولايات المتحدة أوضحت أنها تدعم العملية العسكرية «الإسرائيلية» ما دامت محدودة في المنطقة المحاذية للحدود وضد منصات إطلاق الصواريخ والأنفاق، وأنها ستعارض توغلاً مكثفاً في قلب غزة». وأضاف أنه «خلال يومين أو ثلاثة سينخفض عدد الأنفاق المكتشفة، وستعلق القوات في مكانها».
ورأى برنياع أنه «عندها سيواجه الكابينيت معضلة قاسية تتمثل في هل ينبغي التقدم إلى الأمام عميقاً داخل غزة، والمخاطرة بسقوط عدد كبير من الجنود وبقتل جماعي للمواطنين الفلسطينيين؟ أم الانسحاب إلى الخلف تحت النيران ومنح حماس نصراً؟». ولفت برنياع إلى أن «إسرائيل» واجهت معضلة مشابهة خلال العدوان على غزة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009»، وقال إنه «بعد 12 أو 13 يوماً من القتال واجتياح القطاع، توصل الجيش «الإسرائيلي» إلى الاستنتاج بأن التوغل في القطاع استنفذ نفسه. ومرت عشرة أيام أخرى من المناقشات الداخلية في المطبخ السياسي والعمليات الميدانية التي راوحت مكانها حتى اتُخذ قرار «إسرائيلي» بوقف إطلاق نار أحادي الجانب، وهو قرار أدى إلى تخفيف إطلاق الصواريخ من غزة لمدة ثلاث سنوات ونصف».
ورأى برنياع «أن أموراً كثيرة قد تغيرت منذ ذلك الحين في العالم العربي». ومشيراً إلى أن «»إسرائيل» تبحث منذ بداية العملية العسكرية الحالية عن وسيط لإنهائها. وقد كان المصريون وسيطاً مريحاً لـ»إسرائيل»، وسيط مريح جداً». واستأنف الكاتب قائلاً: «إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «مقبول على حماس مثلما أردوغان مقبول على نتنياهو» في إشارة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي اصطدمت حكومته بـ»إسرائيل» دبلوماسياً.
وتابع المحلل في الصحيفة أنه «أمام رفض «إسرائيل» للوساطة القطرية والتركية أيضاً، فإنه مطروح اليوم اسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس للوساطة، فهو الوحيد الذي يعبّر معظم اللاعبين خارج «إسرائيل» عن استعدادهم للاستماع إليه، وضمن ذلك قيادة حماس في الخارج». وأضاف: «يبدو أن في الحكومة «الإسرائيلية» أيضا بدأوا يدركون أن عباس ليس المشكلة وإنما هو الحل».
وخلص برنياع إلى أنه «يوجد لدى «إسرائيل» كثير من المحللين الاستراتيجيين، لكن ليس لديها استراتيجية للانسحاب»، مشدداً على أن «إسرائيل ليست هي التي تقود الأمور في هذه القصة، وإنما حماس هي التي تقود الأمور».
«يديعوت أحرونوت»: «حماس» تدير ظهرها للجانب المصري باعتباره راعياً للقضية الفلسطينية منذ عقود
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» «أن تقدم دولة قطر بمبادرة لوقف إطلاق النار يعني أن حركة «حماس» أدارت ظهرها علناً للجانب المصري باعتباره راعي القضية الفلسطينية منذ عقود».
وأوضحت الصحيفة: «أن المبادرة التي قدمتها قطر هي في الأساس مبادرة «حماس» وحصلت على مباركة قطر وتركيا، كما أن حركة «حماس» طلبت صراحة أن يجرى استبعاد مصر تماماً من دور الوسيط». وأشارت إلى أن «مصادر «إسرائيلية» رسمية رفضت المبادرة القطرية واعتبرتها فارغة».
وبحسب الصحيفة فإن «القطريين ليسوا وسطاء سوى في أعينهم هم فقط، فالمبادرة المصرية هي الوحيدة التي ستقبل «إسرائيل» التفاوض معها».
«والا» العبري: المبادرة القطرية للتهدئة تتضمن الوساطة الأميركية واستبعاد مصر
ذكر موقع «والا» الإخباري: «أن المبادرة القطرية تتبنى تقريباً كل النقاط التي اشترطت حركة «حماس» أن يتضمنها أي اتفاق محتمل للتهدئة». وأوضح الموقع «أن قطر عرضت المبادرة على مسؤولين أميركيين منتصف الأسبوع الماضي قبل بدء الاجتياح البري «الإسرائيلي» ضد غزة وأن البنود الأساسية التي وضعتها قطر في المبادرة التي قدمتها بالتنسيق مع تركيا، تتضمن سماح «إسرائيل» بإقامة ميناء بحري في قطاع غزة، وفتح المعابر البرية كافة بشكل كامل، وفتح معبر رفح 24 ساعة يومياً».
ووفقاً لما ذكره الموقع فإن «المبادرة القطرية تتضمن أن تكون الولايات المتحدة هي الوسيط بين «إسرائيل» والدوحة و«حماس» وليس مصر، وأن تُستبعد مصر تماماً من أي محادثات».
«رسالت»: خدمات بان كي مون للصهاينة
قالت صحيفة «رسالت» الإيرانية: «مع أن سكوت الغرب على المجازر والهجمات الوحشية الصهيونية التي تسببت بمقتل وإصابة وتشريد آلاف من أبناء فلسطين أصبح أمراً عادياً، إلّا أن ما يثير التساؤل هو سكوت المنظمات الدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة وأمينها العام. ففي وقت تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 50 ألف فلسطيني يسكنون الآن في 34 مخيماً للأمم المتحدة، وأن أعداد القتلى والجرحى في تزايد مطرد، نشاهد أن السيد بان كي مون يلتزم الصمت وكأن شيئاً لم يكن، ولو أراد أن يتحدث فإنه يدعو الفلسطينيين إلى وقف إطلاق الصواريخ!».
وأضافت الصحيفة: «إن ابتسامات بان كي مون العريضة وتصريحاته المنحازة للصهاينة والأسياد في الإدارة الأميركية شكلت الضوء الأخضر للصهاينة للتمادي في قتل أطفال فلسطين. فبان كي مون موال للغرب وسياسات واشنطن، وينفذ ما تمليه عليه بحذافيره. وما جعله يرتقي إلى هذا المنصب، هو قيامه بإرسال قوات من كوريا الجنوبية إلى العراق إبان سقوط الدكتاتور المجرم صدام واحتلال أميركا وبريطانيا لهذا البلد . وأوضحت: إذن يعتبر سكوت بان كي مون على غرار الغربيين أمراً طبيعياً ولا غرابة في ذلك، إذ يقوم بتسهيل الأمور للأنظمة السلطوية لبسط سلطتها على الدول الفقيرة كما حصل تماماً في أفغانستان وأفريقيا».
«ديلي تليغراف»: رئيس حزب العمال البريطاني: قتل الأبرياء في غزة «مُفزع»
نقلت صحيفة «تليغراف» عن رئيس حزب العمال البريطاني إد ميلباند قوله: «إن حزبه يعارض التصعيد الذي تقوم به «إسرائيل» في غزة»، مشيراً إلى أن «القتل المُفزع لمئات الفلسطينيين الأبرياء لا يمثل شيئاً من العدالة أو الدفاع عن النفس». وأضاف: «رأيت بنفسي خوف «الإسرائيليين» من صواريخ حماس، وساندت حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية، لكني لا أستطيع أن أصف أو أشرح قتل المدنيين الأبرياء والأطفال الفلسطينيين بطريقة مفزعة بأنه من العدل أو أنه دفاع عن النفس».
ولفت رئيس حزب العمال البريطاني إلى أن «معارضة حزبه لاحتلال غزة سببها أن مزيداً من التصعيد يعني مزيداً من فقد الأرواح ومزيداً من المعاناة للفلسطينيين ومزيداً من الكراهية ومزيداً من الدعم للمجموعات الإرهابية مثل حماس». وأضاف: «التصعيد لن يحقق أهدافاً طويلة الأمد ولن يكسب «إسرائيل» مزيداً من الأصدقاء»، مشيراً إلى أن «الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو وجود دولتين جنباً إلى جنب معاً يعيشان بسلام».
وأوضح ميلباند: «إن الحل العسكري لن ينهي الصراع بين الفلسطينيين و»الإسرائيليين»، مطالباً: «بوقف العنف والسماح للحلول الدبلوماسية بالتقدم إلى الإمام».
«فورين بوليسي»: لو انتهت الحرب في غزة غداً فإن الفقر لن ينتهي
رصدت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، تأثير الحرب الدائرة في غزة على الأطفال الفلسطينيين قائلة: «بالنسبة إلى أطفال غزة، فإن الحرب الحالية لا تمثل سوى تحدٍّ جديد من التحديات الحياتية التي تواجههم».
ونقلت المجلة عن بعض الشباب في غزة قولهم: «إن الحرب إحدى التحديات التي نواجهها»، وأضافوا: «لو انتهت الحرب غداً فإن الفقر لن ينتهي وكذلك المعاناة».
وقالت المجلة الأميركية: «إن أكثر من نصف سكان غزة أقل من 18 سنة، وأنهم جميعاً تعرضوا للهجمات «الإسرائيلية»، مشيرة إلى أن «»إسرائيل» هاجمت القطاع ثلاث مرات في أقل من خمس سنوات». وأضافت: «إن بعض أبناء غزة يريدون أن يسافروا إلى الخارج لينالوا تعليماً أفضل، لكن حتى في هذه الحالة يشعرون بالذنب تجاه عائلاتهم التي قد لا يجدونها عند عودتهم».
وأشارت المجلة إلى قول مريم: «عندما بدأ القصف على غزة كل شيء توقف» مشيرة إلى أنهم «يريدون أن ينقلوا للعالم ما يجري على أرضهم لكنهم لا يجدون الوسيلة لذلك». وتابعت: «نريد أن نتخطى حدود الصراع، نريد مزيداً لنستطيع النمو»، مشيرة إلى «أنهم جيل يريد أن يعيش حياة عادية وأنهم جيل ينتظر الحياة».
«سليت»: لماذا أصبحت الحروب الحديثة مميتة للأطفال
تساءلت مجلة «سليت» الأميركية: «لماذا أصبحت الحروب الحديثة مميتة للأطفال؟»، وأضافت: «إنه شيء صادم أن تكون نتائج الأزمات الحالية التي تنال اهتمام العالم هي مزيد من العنف ضد الأطفال»، مشيرة إلى أن «أكثر من 40 طفل قتلوا في الهجمات «الإسرائيلية» التي طاولت قطاع غزة».
وقالت المجلة: «إن الأزمة بدأت بخطف وقتل المراهقين «الإسرائيليين» الثلاثة، ثم قتل الأطفال الفلسطينيين الأربعة على شاطئ غزة مثل دلالة رمزية على طريقة الهجوم «الإسرائيلي» على غزة التي تؤدي إلى الموت المحقق للأبرياء في تلك البقعة المزدحمة من الأرض التي يواجه أهلها معاناة الفقر».
«لوس أنجليس تايمز»: المسلحون في سورية منهكون ويتركون القتال
سلطت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الضوء على تخلي مئات إن لم يكن الآلاف ممن أسمتهم «ثوار» سورية المنهكين والمصابين بالإحباط من القتال ليعودوا إلى الحياة المدنية.
وذكرت الصحيفة أن «هؤلاء «الثوار السوريين» تركوا أعمال القتال ضمن المعارضة المسلحة من أجل إحياء ولو جزء بسيط من طريقة العيش التي كانوا عليها على رغم تواصل تداعي بلادهم». وأوضحت الصحيفة أنه «عقب مرور 3 أعوام على بدء الحرب السورية، فإن التفاؤل لدى مقاتلي المعارضة بانتصار ثورتهم سريعاً كما حصل في تونس ومصر، حل محله شعور بالفشل والاستياء من أن النزاع لم يجلب سوى الدمار والخسارة».
«ناشيونال بوست»: فشل أوباما فجَّر الصراع حول العالم
رصدت صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية انتشار الصراعات عبر العالم في وقت يتراجع فيه دور الولايات المتحدة الأميركية في المشهد العالمي، متسائلة: أين باراك أوباما؟
وقالت الصحيفة: «إن أوباما يواجه أسئلة معقدة، بعضها أكاديمي والآخر سياسي، وجميعها يتناول فشله العالمي الذي أدى إلى تفجر الوضع العالمي وانتشار الصراعات»، مشيرة إلى «أنّ الاضطرابات التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية أعادت تشكيل العالم». وأضافت: «أن سياسة أوباما الخارجية باتت محل انتقاد»، مشيرة إلى أن «علاقته بالعالم الإسلامي قامت على التجاهل والإهمال، فقد فشل في ليبيا وتخلى عن الإخوان المسلمين في مصر بعد أن خسر حليفه القديم».
ولفتت الصحيفة إلى «أن الأمة الأكثر قوة على سطح الكوكب باتت منشغلة بقضايا مزعجة ومتشابكة»، وقالت: «من ينتقد الولايات المتحدة أشبه بمن ينتقد فشل الشرطة في حماية مقاطعته من جريمة انتشار الأوبئة». ونوهت إلى أن «بعض الدول لم تعد بحاجة إلى دور شرطي العالم الذي أرهقته الحروب في العراق وأفغانستان».
وأضافت الصحيفة الكندية: «أن الشعب الأميركي هو الآخر لم يعد في حالة مزاجية تمكنه من القيام بوظيفة شرطي الشوارع المضطربة في العالم»، مشيرة إلى أن «أوباما يشاركهم الحالة المزاجية نفسها». وقالت: «عندما أسقطت الطائرة الماليزية في سماء أوكرانيا وسقطت قذائف الدبابات والصواريخ على غزة و»إسرائيل»، لم تكن واشنطن جزءاً من الخطة ولم تكن أصابعها هي التي قبضت على الزناد، لكن خطاً غير متقطع ظل يتجه نحو الرئيس الأميركي باراك أوباما».